تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بكرى الجاك(Bakry Eljack)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2004, 07:06 PM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)

    وبالدرجة نفسها من الوضوح يبدو إهدار البعد التاريخي في تصور التطابق بين مشكلات الحاضر وهمومه وبين مشكلات الماضي وهمومه ، وافتراض إمكانية صلاحية حلول الماضي للتطبيق على الحاضر ، ويكون الاستناد إلى سلطة السلف والتراث واعتماد نصوصهم بوصفها نصوصاً أولية تتمتع بذات قداسة النصوص الأولية ، تكثيفاً لآلية إهدار البعد التاريخي ، وكلتـا الآليتين تساهم في تعميق اغتراب الإنسان والتستر على مشكلات الواقع الفعلية في الخطاب الديني ، ومن هذه الزاوية نلمح التفاعل بين هذه الآلية وبين الآلية الثانية : "رد الظواهر إلى مبدأ واحد" خاصة فيما يرتبط بتفسير الظواهر الاجتماعية إن رد كل أزمة من أزمات الواقع في المجتمعات الإسلامية – بل وكل أزمات البشريـة – إلى "البعد عن منهج الله" هو في الحقيقة عجز عن التعامل مع الحقائق التاريخية وإلقاءها في دائرة المطلق والغيبي والنتيجة الحتمية لمثل هذا المنهج تأييد الواقع وتعميق اغتراب الإنسان فيه والوقوف جنباً إلى جنب مع التخلف ضد كل قوى التقدم ، تناقضاً مع ظاهر الخطاب الذي يبدو ساعياً للإصلاح والتغيير منادياً بالتقدم والتطوير .
    ولعله يكفينا هنا الكشف عن توظيف هذه الآلية في استخدام الخطاب الديني لمصطلح "الجاهلية" ما دمنـا سنعاود الكشف عن توظيفها – وتوظيف غيرها من الآليات – في سياق تحليلنا للمنطلقات الفكرية ، ومن البداية لا يجب الخلط بين الجهل – بمعنى انعدام العلم والمعرفة في لغتنا المعاصرة – وبين الجهل المناقض للحلم في اللغة العربية قبل الإسلام .
    الجهل في لغة ما قبل الإسلام يعني الخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة دون الاحتكام إلى رزانة العقل وقوة المنطق وهكذا نفهم افتخار بعض شعراء هذا العصر بالقدرة على مقابلة الجهل بهذا المعنى بمثله وذلك كقول بعضهم : إلا لا يجهلَن أحد علينا.......... فنجهل فوق جهل الجاهلينا وقول لآخر : أحلامنا تزن الجبال رزانة ........ وتخالنـا جناً إذا ما نجهل
    فالجهل هنا ينصب على السلوك المنافي للعقل والمنطق وهو – كما يفهم من سياق الاستخدام في شعر ما قبل الإسلام – العنوان الذي لا سبب له ولا مبرر من جهة العقل والمنطق أنه في التأويل الاجتماعي للغة الاستناد إلى مبدأ القوة والقهر في العلاقات بين القبائل من جهة وبين الأفراد والجماعات (بطون القبائل) داخل القبيلة من جهة أخرى ، أنه المبدأ الذي صاغه زهير بن أبي سلمى الشاعر في قوله :
    ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه......... يهدم ، ومن لا يظلم الناس يظلم
    ولا شك أن العلاقات الاجتماعية القائمة على الظلم / الجهل كانت من أهم أسباب التخلف العام في ذلك الواقع ، وكان من أخطر ما جاء به الإسلام لتطوير هذا الواقع مبدأ الاحتكام إلى العقل ونفي الظلم والجهل ، ويمكن استناداً إلى هذه الحقيقة فهم كل ما جاءت به النصوص الدينية الأولية من تنديد بـ "حكم الجاهلية" بوصفه دعوة لتحكيم العقل والمنطق ، وهو فهم يتعارض تعارضاً جذرياً مع فهم الخطاب الديني ، أن النصوص تخاطب في الأصل والأساس واقعاً تاريخياً محدداً من خلاله – وعبر لغته بكل اجتماعاتها – دلالتها ، ولكن هذه الدلالة قابلة دائماً للانتفاخ والاتساع شريطـــــة عدم الإخلال أو التناقض، مع الدلالة الأصلية وهكذا نجد بين المعنى التاريخي لمصطلح "الجاهلية" وبين معنى "الجهل" في استخدامنا المعاصر وشائج، فعدم العلم وانتفاء المعرفة ركيزة أساسية للخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة، أو لنقل لـ " التعصب".
    تحولت كلمة "الجاهلية" في لغة ما بعد الإسلام لتكون مصطلحا دالا على مرحلة تاريخية في تطور المجتمع العربي، هي مرحلة ما قبل الإسلام، وإذا كان الإسلام يمثل الموقف النقيض فمنى ذلك انه يمثل جوهريا موقف الاحتكام إلى العقل والمنطق حتى في فهم نصوصه ذاتها ، لكن الخطاب الديني – مستخدماً آلية إهدار البعد التاريخي – يرفض كل ذلك في سبيل أيدلوجية الخاصة فالجاهلية طبقاً لتعريفه هي الاعتداء على سلطان الله في الأرض ، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية إنها تسند الحاكمية إلى البشر … وفي صورة إدعاء حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة والأوضاع بمعزل عن منهج الله للحياة . وبناء على هذا التعريف لا يعبر المصطلح عن مرحلة تاريخية انقضت ومضت ولكنه يعبر عن حالة أو موقف فكري قابل للتكرار "كلما انحرف المجتمع عن نهج الخطاب الديني هو التعريف الموضوعي ، وفي إطار تدخل "جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا" ولا يستثنى من ذلك المجتمعات الإسلامية أو التي تسمى كذلك " فهي – وإن لم تعتقد بألوهية أحد ألا الله – تعطى أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله " .
    الجاهلية إذن نقيض الحاكمية وهي الخضوع لحكم البشر في مقابل الخضوع لحكم الله ورغم أن الحاكمية تعني في التحليل النهائي الاحتكام إلى النصوص الدينية فإن هذه النصوص لا تستغني عن البشر في فهمها وتأويلها أي أنها لا تفصح بذاتها عن معناها ودلالتها إنما ينطق بها الرجال كما قال الإمام علي بن أبي طالب وطبقاً للخطاب الديني – كما سبقت الإشارة – فالسلطة الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة بموضوعية مطلقة – بعيداً عن الأهواء والتحيزات الأيديولوجية – هي السلطة التي يمثلها رجال الدين أي أن الحاكمية الإلهية تنتهي في الحقيقة إلى حاكمية رجال الدين ، وهم ليسوا في النهاية سوى بشر لهم تحيزاتهم وأهوائهم الإيديولوجية لكن الخطاب الديني يجفل من هذه النتيجة المنطقية ولا نقول الاستنتاج ويلجأ إلى التعمية الإيديولوجية التي تحل هذا التناقض يقول "ومملكة الله في الأرض لا تقوم بأن يتولى الحاكمية في الأرض رجال بأعيانهم – هم رجال الدين – كما كان الأمر في سلطان الكنيسة ، ولا رجال ينطقون باسم الآلهة كما كان الحال فيما يعرف بـــاسم الثيوقراطية أو الحكم الإلهي المقدس، ولكنها تقوم بان تكون شريعة الله هي الحاكمة وان يكون مرد الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبينة".
    ولا يقف إهدار البعد التاريخي وتجاهله عند وهم التطابق بين الماضي والحاضر، بل يتجاوز ذلك إلى فهم حركة الإسلام في مرحلة النشأة في واقع المجتمع العربي، ولا نريد أن ندخل هنا في تحليل جدلية العلاقة بين الإسلام والواقع منذ اللحظة الأولى لنزل الوحي، فالخطاب الديني يبدو مدركا لبعض أبعاد هذه العلاقة حين يريد إثبات واقعية الإسلام، أو مراعاته التدرج في الإصلاح والتغيير، ولكنه يتجاهل كل ذلك حين يتحدث عن علاقة المسلمين الأوائل بواقع مجتمعهم، فيتطابق تصوره للمسلمين في عصر الوحي مع تلك الصورة "الفانتازي" التي تعرضها المسلسلات الدينية التليفزيونية، حيث يتمايزون عن معاصريهم في كل شيء تقريبا، في الأزياء والحركات والإيماءات وفي كثير من خصائص لغتهم وطريقة نطقهم لها. أن الإسلام فيما يتصور الخطاب الديني خلع عن المسلم كل ما يربطه بواقعة " لقد كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية، كان يشعر في اللحظة التي يجئ فيها إلى الإسلام انه يبدأ عهدا جديدا، منفصلا كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية… كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضي المسلم في جاهليته وحاضرة في إسلامه، تنشأ عنها عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله ورابطه الاجتماعية فهو قد انفصل نهائيا عن بيئته الجاهلية، واتصل نهائيا ببيئته الإسلامية حتى ولو كان يأخذ من بعض المشركين ويعطي في عالم التجارة والتعامل اليومي، فالعزلة الشعورية شيء والتعامل اليومي شيء آخر".
    ومن الطبيعي في مثل هذا التصور أن يرتبط بالدعوة إلى الانفصال عن الواقع واعتزاله والاستعلاء عليه، "ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين له بالولاء، فهو بهذه الصفة، صفة الجاهلية، غير قابل لان نتصالح معه، أن مهمتنا أن نغير من أنفسها أولا لنغير هذا المجتمع أخيرا… أن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته، وإلا نعتزل نحن عن قيمنا وتصرواتنا قليلا أو كثيرا لنلتقي معه في منتصف الطريق، كلا أننا وإياه على مفرق الطريق، وحين نسايره خطوة واحدة فأننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق" من هذا النبع يمتح خطاب الجماعات الإسلامية، ويتشكل سلوك أفرادها، وهكذا يعيش المسلم، بفعل هذا الخطاب، خارج التاريخ، وكما أن المسلم يستحيل أن يتصالح موع واقعة إلا بعد تغييره، كذلك الإسلام يستحيل أن يتصالح مع أي نمط من أنماط الفكر، أو أي تصور من التصورات الوضعية آيا كان، "فنظرة الإسلام واضحة في أن الحق لا يتعدد، وان ما عدا هذا فهو الضلال، وهما غير قابلين للتلبس والامتزاج، وانه أما حكم الله وآما حكم الجاهلية… لم يجيء الإسلام أذن ليربت على شهوات الناس الممثلة في تصوراتهم وأنظمتهم وأوضاعهم وعاداتهم وتقاليدهم سواء منهما ما عاصر الإسلام، أو ما تخوض البشرية فيه الآن، في الشرق أو الغرب سواء، إنما جاء ليلغي هذا كله، وينسخه نسخا، ويقيم الحياة البشرية على أسسه" وهكذا تتبدد واقعية الإسلام كما يطرحها الخطاب الديني ذات، ناهيك بالعلاقة الجدلية التي يكشف عنها التاريخ بين الإسلام والواقع منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي. وينتهي الخطاب الديني بعزل الإسلام عن الواقع والتاريخ معا، مع أن الوحي - ومن ثم الإسلام – واقعة تاريخية.


    ثانيا : المنطلقات الفكرية :
    الحاكمية :
    كانت دعوة الإسلام في جورها دعوة لتأسيس العقل في مجال الفكر، والعدل في مجال السلوك الاجتماعي، وذلك بوصفهما نقيضين للجهل والظلم، وهما ركيزتا الواقع في المجتمع العربي الذي خاطبه الوحي أولا، كما سبقت الإشارة، وقد ظل الخطاب الديني في تاريخ الثقافة الإسلامية بتيارات واتجاهاته المختلفة حريصا على نفي أي تعارض يمكن أن ينشأ بحكم حركة الواقع المستمر وثبات النصوص بين الوحي والعقل، واتفق الجميع تقريبا على أن النقل أنا يثبت بالعقل، والعكس ليس صحيحا، العقل هو الأساس في تقبل الوحي، ثم كان الخلاف فيما بعد ذلك. هل يستقبل العقل بعد أن قام بدوره في إثبات النقل، أم يظل يمارس فاعليته في فهم النصوص وتأويلها، لكن هذا الخلاف ظل خلافا نظريا واستمر الخطاب الديني يحرص على إثبات "موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" كما عنون ابن تيمية أحد كتبه الهامة، وهو الفقيه السني الأصولي المحافظ، وقد ساهم علماء أصول الدين والفقه في تأسيس مجموعة من المبادئ المهمة، كالقياس ومراعاة المقاصد والمصالح المرسلة، في مجال فعالية العقل الإنساني في فهم النصوص وتأويلها، وظلت الثقافة العربية الإسلامية حية نشطة طالما ظل تأسيس العقل شاغلها الأساسي، وطالما ظلت قائمة على "التعددية" و "حرية الفكر" وهو ما لم يستمر طويلا بحكم عوامل اجتماعية سياسية سنشير إلى بعضها في سياق تحليلنا.
    وتعود أولى محلولات إلغاء العقل لحساب النص إلى حادثة رفع المصاحف على أسنة السيوف، والدعاء إلى "تحكيم كتاب الله" من جانب الأمويين في موقعة "صفين" ولا خلاف على أنها كانت "حيلة" أيدلوجية استطاعت أن تخترق باسم النص صفوف قوات الخصوم وان توقع بينهم خلافا أنهى الصراع لصالح الأمويين، أن حيلة التحكيم تكشف عن محتواها الأيدلوجي حين ندرك أنها نقلت الصراع من مجاله الخاص السياسي الاجتماعي إلى مجال آخر هو مجال الدين والنصوص، وقد أدرك الأمام على ذلك وكان قوله لرجاله: "عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم قتال عدوكم، فان معاوية وعمرو بن العاص (وذكر أسماء أخرى) ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا اعرف بهم منكم، قد صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال وشر الرجال، ويحكم انهم ما رفعوها… لكم إلا خديعة ودهاء ومكيدة . وحين يتحول الصراع الاجتماعي السياسي من مجال الواقع إلى مجال النصوص، يتحول العقل إلى تابع للنص وتتحدد كل مهمته في استثمار النص لتبرير الواقع أيدلوجيا، وينتهي ذلك إلى تأييد هذا الواقع من جانب مفكري السلطة المعارضة على السواء، طالما تحول الصراع إلى جدل ديني حول تأويل النصوص، وبالإضافة إلى ذلك يؤدي تحكيم النصوص، في مجال الصراع الاجتماعي والسياسي إلى "الشمولية" في فعالية النصوص، حتى وصلت إلى حد الهيمنة في الخطاب الديني المتأخرة، كما يبدو في مبدأ "الحاكمية" في الخطاب الديني المعاصر.
    وإذا كان مبدأ تحكيم النصوص يؤدي إلى القضاء على استقلال العقل بتحويله إلى تابع يقتات بالنصوص يولد بها ويحتمي، فان هذا ما حدث في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، بشكل تدريجي حتى تم القضاء على الاعتزال بعد عصر المأمون وتم بالمصل حصار العقل الفلسفي في دوائر ضيقة، ثم جاء أبو حامد الغزالي ووجه للعقل الضربة القاضية وليس من الغربي أن يكون العصر الذي شهد خطاب الغزالي وأنصت إليه هو عصر الانهيار السياسي والتفكك الاجتماعي وسيطرة "العسكر" على شئون الدولة، وهو العصر الذي انتهى بسقوط بغداد والقضاء على الشكل الرمزي الأخير للدولة الإسلامية .
    كانت ضربة الغزالي للعقل، كما سبقت الإشارة، من زاوية تفكيكي العلاقة بين الأسباب والنتائج، أو بين العلل ومعلولاتها، وانتهى الأمر إلى حد استعداء السلاطين من جانب الفقهاء، بعد حوالي قرن من وفاة الغزالي على كل من يتعاطى الفلسفة تعلما أو تعليما، لان الفلسفة "أسس السفه والانحلال" مادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ، ومن تفلسف عميت عينه من محاسن الشريعة المطهرة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة، ومن تلبس بها تعليما وعالما قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان….. فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم عن المدارس ويبعدهم، ويعاقب على الاشتغال بفنهم، ويعرض من ظهر منه اعتقاد عقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام لتخمد نارهم، وتمحي آثارها وآثارهم". وهكذا ينتهي الخطاب السلفي إلى التعارض مع الإسلام حين يتعارض مع أهم أساسياته "العقل" ويتصور انه بذلك يؤسس "النقل" والواقع انه ينفيه بنفي أساسه المعرفي. أن العودة إلى الإسلام لا تتم إلا بإعادة تأسيس العقل في الفكر والثقافة، وذلك على خلاف ما يدعو إليه الخطاب الديني المعاصر من تحكيم النصوص، مرددا أصداء نداء أسلافه الأمويين الذي أدى إلى نتائجه المنطقية في الواقع الإسلامي.
    وإذا كانت النهضة الأوروبية الحديثة قامت على أساس تحرير العقل من سلطة الاحتكام إلى النصوص التي تحتكر الكنيسة تأويلها وفهمها، فقد كان من الطبيعي إن تجد في عقلانية الثقافة الإسلامية، وهي العقلانية التي حوصرت حتى تم القضاء عليها، سندا لتوجهاتها، ولعل هذا يفسر لنا أن مفهوم "الجاهلية" في الخطاب الديني المعاصر يمتد ليشمل كل اتجاهات التفكير العقلي في الثقافة العربية الإسلامية أو في ثقافة أوروبا على السواء، وقد مر بنا كثير من الاستشهادات التي تهاجم الشيطان الأوروبي، وترى في كل نتاج الفكر الإسلامي بعد عصر الوحي " النبع الصافي" انحرافا عن الإسلام، وإذا كان أبو الأعلى المودود، أحد مصادر قطب الهامة، يجمع "الجاهلية" في ثلاثة اتجاهات : هي الإلحاد، والشرك، أو الوثنية بكافة أشكالها القديمة، والنزعة الصوفية العرفانية، فانه يرى أن هذه الاتجاهات الثلاثة قد تسللت إلى الواقع الإسلامي، متسترة بعباءة الإسلام بعد عصر الخلفاء الراشدين مباشرة، وبدأت تبث سمومها في ثقافته، وانتهى الأمر فيها يرى المودودي " إلى تدفق خليط من الفلسفة والأدب والعلوم من اليونان والإيرانيين والهنود في التربة الإسلامية وبذلك بدا الخلاف النظري بين المسلمين، بدأت عقائد المعتزلة والنزعات الشكية والإلحادية، وقبل ذلك أو على رأسه بدأ الاتجاه إلى الفرقة والخلاف في مجال العقائد، وأدى إلى وجود فرق واتجاهات جديدة وبالإضافة إلى ذلك وجدت فنون الرقص والموسيقى والرسم، وهي فنون غير إسلامية، تشجيعا من أولئك الذين كان محرما عليهم أن يقترفوا هذه الفنون (القبيحة).
    هذا الهجوم على التفكير العقلي ورفض الخلاف والتعددية، قديما وحديثاً، يمثل أساسا من الأسس التي يقوم عليها مفهوم "الحاكمية"، والأساس الثاني والأخطر، هو وضع "الإنسان" مقابل "الإلهي" والمقارنة الدائمة بين المنهج الإلهي ومناهج البشر ومن الطبيعي أن تؤدي المقارنة إلى عدمية الجهود الإنسانية: " أن تجارب البشر كلها تدور في حلقة مفرغة وداخل هذه الحلقة لا تتعداها، حلقة التصور البشري والتجربة البشرية والخبرة البشرية المشوبة بالجهل والنقص والضعف والهوى، في حين يحتاج الخلاص إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة، وبدء تجربة أصلية، تقوم على قاعدة مختلفة كل الخلاف، قاعدة المنهج الرباني الصادر من علم (بدل الجهل)، وكمال (بدل النقص)، وقدرة (بدل الضعف)، وحكمة (بدل الهوى)….. القائم على أساس: إخراج البشر من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده دون سواه، ومثل هذا الفصل الكامل بين الإلهي والإنساني يتجاهل حقيقة هامة ثابتة في طبيعة الوحي الإلهي ذاته بوصفه "تنزيلا" أي بوصفه حلقة وصل وخطابا يتواصل به الإلهي والإنساني، وبعبارة أخرى، إذا كان الخطاب الإلهي، المتضمن لمنهجه، يتوسل بلغة الإنساني "تنزيلا" مع كل علمه وكماله وقدرته وحكمته، فان العقل الإنساني يتواصل مع الخطاب الإلهي "تأويلا" بكل جهله ونقصه وضعفه وأهوائه، لكن الخطاب الديني يتجاهل هذه الحقيقة الكبرى، ويمضي، مقتفيا خطا سلفه الاشعري، ومكرسا أيدلوجية مشابهة، في نفي الإنسان وتغريبه في الواقع، مفسحا المجال لتحكم سلطوي من طراز خاص.
    ولكي تتعمق الهوة بين الإلهي والإنساني يتم إعادة صياغة المفاهيم الدينية بإعادة تأويلها لتصب في أيدلوجية " الحاكمية" خاصة مفاهيم "العبادة" و "الإله" و "الرب" و "الدين" وهي المفاهيم التي افرد لها المودودي رسالة مستقلة، طبعت طبعات عديدة في عديد من البلاد الإسلامية، كما أنها تعد بمثابة "مانيفستو" بالنسبة لكثير من الجماعات الإسلامية ويكاد قطب أن يكون شارحا لأفكار المودودي ومفسرا لها، ويكفينا هنا الوقوف عند شرحه لمفهوم "الألوهية" بوصفه المفهوم المركزي الذي تتمحور عليه المفاهيم الثلاثة الأخرى، يعتبر قطب أن أهم خصائص الألوهية، بل أولى هذه الخصائص، " الحاكمية" أو "حق الحاكمية المطلقة، الذي ينشأ عنه حق التشريع للعباد، وحق وضع المناهج لحياتهم، وحق وضع القيم التي تقوم عليها هذه الحياة… وكل من ادعى لنفسه حق وضع منهج لحياة جماعة من الناس فقد ادعى حق الألوهية عليهم، بادعائه اكبر خصائص الألوهية، وكل من أقره منهم على هذه الادعاء فقد اتخذه آلها من دون الله، بالاعتراف له بأكبر خصائص الألوهية" والمنهج الإسلامي على ذلك هو المنهج الذي "يقوم على أفراد الله وحده بالألوهية، متمثلة في الحاكمية، وينظم الحياة الواقعية بكل تفصيلاتها اليومية، وعدم الخضوع للحاكمية بوصفها اكبر خصائص الألوهية يعني التمرد على عبودية الإنسان لله، ولكنه تمرد يفضي به إلى الوقوع في عبودية البشر، وهي العبودية الكبرى في نظر الإسلام فيما يرى قطب، موحدا بذلك بين تأويله، وتأويل المودودي، وبين الإسلام، أن الإسلام جاء في نظر الخطاب الديني ليحرر الإنسان، لكن فهم هذا الخطاب للتحرر الذي جاء به الإسلام يتم اختزاله في نقل مجال الحاكمية من العقل البشري إلى الوحي الإلهي : " أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض، الحكم فيه للبشر بصورة من الصور، أو بتعبير مرادف: الألوهية فيه للبشر في صورة من الصور، ذلك أن الحكم الذي مرد الأمر فيه إلى البشر ومصدر السلطات فيه هم البشر هو تاليه للبشر يجعل بعضهم لبعض أربابا من دون الله".
    وإذا كان المنهج يرتد في النهاية إلى فهم البشر للوحي وتأويلهم له كما سبقت الإشارة مرار، فان مفهوم الخطاب الديني للتحرر الذي جاء به الإسلام للإنسان يتبدد كاشفا عن الغطاء الأيدلوجي لمفهوم الحاكمية، بكل ما يحايثه من إلغاء لفاعلية العقل وتسليم الإنسان، مقيدا إلى تحكم سلطوي من نمط خاص، لقد جاء الإسلام بعقيدة التوحيد تحريرا للعقل البشري من سلطة الأوهام والأساطير، وتأسيسا لحريته في ممارسة فعاليته في الفكر والواقع الطبيعي والاجتماعي على السواء، هذا بالإضافة إلى مخاطبة هذه العقيدة، التوحيد، للواقع الاجتماعي ومساهمتها في إعادة صياغة العلاقات بين قبائله المتصارعة، وتأسيس علاقات جديدة جوهرها العدل والمساواة، لكن الخطاب الديني يختزل هذه الحقيقة، ويؤول منطوقها.
    ويسند هذا التأويل المختزل إلى العربي المعاصر للوحي: "لا اله إلا الله كما يدركها العربي العارف بمدلول لغته لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله لا سلطان لأحد على أحد، لأن السلطان كله لله" أن هذا التوحيد بين الألوهية والحاكمية الشاملة المطلقة في كل شئون الواقع والحياة ينتهي إلى اختزال الإنسان في بعد "العبودية" ويعتقد الخطاب الديني أن التأكيد على هذا البعد وحدة في مسألة علاقة الإنسان بالله هو قمة التحرر التي يمنحها الإسلام للإنسان، والحقيقة أن التركيز على هذا البعد، له مردودة الخطير على مستوى علاقات الأفراد في المؤسسات الاجتماعية المختلفة من جهة وفي علاقتهم بممثلي السلطة آية سلطة على أي مستوى من جهة أخرى ويعتمد الخطاب الديني في تكريسه لعبودية الإنسان على سلطة النصوص الدينية الكثيرة بالطبع دون أدراك أن للنصوص جميعا، ومنها الدينية تاريخيتها التي لا تتناقض مع الأيمان بمصدرها الإلهي فالوحي، كما سبقت الإشارة واقعة تاريخية لا مجال لانتزاع لغته من سياق بعدها الاجتماعي ولأننا سنناقش في الفقرة التالية ، بتفصيل كاف، معضلة النص في الخطاب الديني فعلينا أن نمضي في هذه الفقرة في تحليل ما يرتبط بمفهوم الحاكمية، ولم يبق أمامنا إلا البحث عن الأسباب الحقيقية لسيطرته على الخطاب الديني بدءا من فترة الستينات من جهة والكشف عن مردودة في الواقع الاجتماعي السياسي والثقافي الفكري من جهة أخرى.
                  

العنوان الكاتب Date
تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-30-03, 05:00 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا عباس فاضل العزى12-31-03, 08:16 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 09:03 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abdelrahim abayazid12-31-03, 06:08 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 06:14 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 07:38 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 07:49 PM
              Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 08:02 PM
                Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack12-31-03, 10:42 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM12-31-03, 10:57 PM
                    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 12:33 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-19-04, 05:33 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Rawia12-31-03, 10:52 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 01:35 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abuguta01-01-04, 02:09 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-01-04, 05:06 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-01-04, 07:01 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 00:37 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abumonzer01-01-04, 06:44 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-01-04, 11:02 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bashasha01-02-04, 00:27 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 01:03 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا atbarawi01-02-04, 08:56 AM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 09:06 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا HOPEFUL01-02-04, 03:19 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 06:33 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-02-04, 06:44 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-02-04, 11:40 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-02-04, 08:55 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-02-04, 11:36 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا tariq01-03-04, 07:46 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا HOPEFUL01-03-04, 09:23 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Abo Amna01-03-04, 09:29 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-03-04, 06:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا abuarafa01-03-04, 06:53 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا tariq01-03-04, 09:33 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-04-04, 00:54 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 03:23 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bashasha01-04-04, 05:58 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Abo Amna01-04-04, 10:19 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا شريف محمد ادوم01-04-04, 02:38 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-04-04, 03:19 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 03:19 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-04-04, 06:43 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-04-04, 07:54 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا شريف محمد ادوم01-04-04, 08:46 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-05-04, 11:36 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-05-04, 10:35 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-05-04, 12:17 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-05-04, 01:39 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-05-04, 02:06 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-06-04, 03:05 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-06-04, 08:23 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا atbarawi01-06-04, 12:20 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-06-04, 12:49 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-06-04, 05:59 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-06-04, 06:09 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-06-04, 07:45 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-07-04, 09:21 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ودقاسم01-07-04, 11:28 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-07-04, 02:11 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-07-04, 02:50 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-07-04, 03:13 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-08-04, 07:57 AM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا muntasir01-08-04, 08:20 AM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا msd01-08-04, 11:40 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا doma01-08-04, 06:29 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ASAAD IBRAHIM01-08-04, 06:43 PM
              Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-09-04, 09:58 AM
                البعض يطالب بسجن للنساء وفرض الجزية وآخرون يريدون حدائق وورودا داخل المدرسة Zaki01-09-04, 12:04 PM
                Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا هدهد01-09-04, 12:21 PM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-10-04, 10:39 AM
                  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا عبدالأله زمراوي01-10-04, 02:49 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-10-04, 10:58 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-10-04, 01:23 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-10-04, 02:28 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:00 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:02 PM
        Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:06 PM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا elmahasy01-10-04, 07:08 PM
            Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-11-04, 11:17 AM
          Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-26-04, 05:57 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا hala guta01-11-04, 04:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-12-04, 10:44 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-13-04, 11:31 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-15-04, 06:57 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-16-04, 08:28 PM
      Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-17-04, 01:41 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-17-04, 03:01 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-17-04, 08:43 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا ياسر هاشم خليل01-17-04, 03:05 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-17-04, 08:57 PM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Muhib01-17-04, 10:16 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-17-04, 10:37 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-18-04, 09:48 AM
    Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا Bakry Eljack01-18-04, 12:46 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-18-04, 06:40 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-19-04, 10:17 AM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-19-04, 04:29 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا alsngaq01-20-04, 01:21 PM
  Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا kamalabas01-21-04, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de