عرمان بالقاهرة:رؤية السودان الجديد هي العصا التي تتوكأ عليها الحركة الشعبية
في ندوة كبرى بالجمعية الأفريقية بالقاهرة تحدث فيها الأستاذ / ياسر سعيد عرمان, نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس قطاع الشمال عن الوضع السياسي الراهن في السودان وكيف انه سيرتب اثارا على السودان عامة لها بالغ الأثر في الدولة السودانية.
وقال عرمان بأنه منذ العام 1956 لم يوجد مشروع وطني جامع لكل السودانيين , مشروع عن كيفية إدارة الدولة وكيفية توزيع السلطة وتداولها. وكان هذا هو الخطأ الرئيسي في السودان والذي قاد الى هذه الأزمة الآن . وقد كان معظم الزعماء الأوائل يتحدثون على ان السودان بلد عربي إسلامي , وعلى الرغم من ذلك فشلوا في التعامل مع المسلمين أنفسهم! ولكن يحسب لقادة جمعية اللواء الأبيض على فكرهم العالي في ذلك الوقت وإيمانهم بالتنوع الثقافي والإثني الموجود في السودان وان هدفهم الأسمى كان السودان فقط وليس العروبة والإسلام ولتأكيد هذه الفكرة إختاروا رئيساً ينتمي جذوره الى جبال النوبة وجنوب السودان كقائداً لهم وهو المناضل/ علي عبد اللطيف.
والحركة الشعبية قامت لوحدة السودان ولكن على اسس جديدة وأن يكون السودانيين سودانيين أولاً قبل كل شيء, ولكن المشروع الحضاري في السودان رفض الوحدة على هذا الأساس وهذا ما أوصل الجنوب الى حق تقرير المصير .
وحق تقرير المصير كان مطروحاً منذ الخمسينييات , وفي إعلان الإيقاد والذي طرح فيه خياريَ القبول بالوحدة على اسس جديدة أو تمسك الشمال بالشريعة الإسلامية مع إعطاء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان.
وتعتبر إتفاقية نيافاشا بمثابة خارطة طريق لبناء امة سودانية واحدة, ولكن علي الرغم من توقيع هذه الإتفاقية إلا ان سياسات المركز لم تتغير! فلم يكن هناك إلتزام بالإتفاقية من جانب المؤتمر الوطني و وهذ ما اوصل الجنوب الى الياس من الوحدة.
الوحدة اصبح سعرها رخيصاً عند شعب الجنوب بينما بات الإنفصال
باهظ الثمن! وهناك محاولات في الخرطوم للهروب من الإستفتاء
بأساليب شتى, منها:-
· تلاعب المؤتمر الوطني بالزمن.
· رفض تمرير قانون الإستفتاء.
· زعزعة الإستقرار بالجنوب (حادثة طائرة فلوج بأعالي النيل).
وهذه الامور يفتعلها المؤتمر الوطني نتيجة لعدم تمتعه بالإرادة السياسية. ولكن يجب على المؤتمر الوطني أن يحترم إرادة شعب أهل جنوب السودان وهذا مهم جداً لدعم الوحدة ويجب أيضاً على القوى الديموقراطية الوطنية في الشمال أن لا تنجرف وراء أفكار المؤتمر الوطني لمنع إستفتاء جنوب السودان, وناشد عرمان بأن يعمل الجميع على نحو ديمقراطي سواء كان المطلب الوحدة أم الإنفصال.
وقال عرمان: بأنه يؤمن بوحدة السودان على اسس جديدة وضد منع القوميين في الجنوب من التعبير عن دعوتهم للانفصال في الشمال و ضد منع الوحدوين في التعبير عن دعوتهم للوحدة في الجنوب, ومن اراد الوحدة عليه أن يحافظ على رؤية الحركة الشعبية , ورؤية السودان الجديد هي العصا التي تتوكأ عليها الحركة الشعبية, أن شمال السودان سيحتاج أيضاً الى رؤية السودان الجديد في حال إنفصال الجنوب .
ويجب على الجنوب ان لا يشتري بضاعة الشمال السياسي , فالبضاعة القديمة لا يستطيع المؤتمر الوطني أن يبيعها للحركة الشعبية.
وقال عرمان بأن الإنفصالين الحقيقيين موجودين بالخرطوم وليس الجنوب ودلل على ذلك بقول رئيس تحرير صحيفة تصدر في الخرطوم (قال: الجنوبيون سيطردون بعد ساعة في حال الإنفصال) ! ولك ان تتخيل هذا!!!
وفي ختام حديثه قال عرمان : أن الإنفصال ليس نهاية التاريخ ولكن العلاقات الشعبية بين الشمال والجنوب هي أغلى شيء يجب المحافظة عليها وأن الحركة الشعبية ستقدم حلولاً نموذجية لقبائل التمازج(التداخل) في حال إنفصال الجنوب. والأفضل للسودان أن يحل قضاياه في إطار رؤية السودان الجديد! وحتى الآن لدي المؤتمر الوطني الفرصة لتقديم عرض دستوري جديد للخروج من هذه الأزمة.
كليتو جون.
جامعة القاهرة
كلية الإقتصاد والعلوم السياسية
http://www.sudaneseonline.com/ar3/publish/article_3425.shtml