size=article_medium">
سعاد الفاتح البدوي الدكتورة سعاد الفاتح محمد البدوي من النساء اللائي برعن في هذه الحياة وقدمن لهذا المجتمع الكثير.. تخرجت من آداب جامعة الخرطوم عام 1956 وحصلت على معادلة بكالريوس مرتبة الشرف جامعة لندن ودرجة الماجستير في الاداب معهد الدراسات الشرقية والأفريقية جامعة لندن موضوع الرسالة محمد أحمد مهدي السودان والدكتوراة من جامعة الخرطوم ،عملت موجهة بوزارة التربية والتوجيه بالسودان ومستشارة لمنظمة اليونسكو لتعليم البنات بالرياض بالمملكة العربية السعودية
ثم مؤسسة وعميدة كلية التربية بالرياض السعودية ورئيسة قسم الدراسات الإسلامية بالكلية مع المشاركة بالتدريس بقسم الدراسات العليا بالكلية وشغلت منصب نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة وعميدة كلية البنات بجامعة امدرمان الاسلامية وعملت عضوا في مختلف الجامعات في السودان كالجامعة الإسلامية وعضو في مجلس ادارة جامعة الخرطوم والقرآن الكريم والعلوم الإسلامية وجامعة النيلين وشاركت في كثير من المؤتمرات العربية والإفريقية والعالمية وكان لها باع طويل في النشاط البرلماني فكانت عضو مجلس الشعب الرابع عام 1981 عضو الجمعية التأسيسية من 86-1989 رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالجمعية التأسيسية عضو اتحاد البرلمانات الأفريقية عضو المجلس الانتقالي لحكومة السلام عضو المجلس الوطني حتى الآن ،كرمتها دوائر كثيرة داخليا وخارجيا ومنحتها رئاسة الجمهورية نجمة العلم الذهبية فقد كان الحوار معها ممتعا ولا نستطيع تكملته في حلقة واحدة لذا عملنا على تسلسله وهذه هي الحلقة الأولى وتلك بعض اسئلتنا:
حوار: منى الفاضل
فشلت اول مرة في عمل الخضرة المفروكة
* من هو الفاتح البدوي؟
- محمد البدوي -شيخ الإسلام وعالم من علماء الاسلام شهادته تعادل الدكتوراة الآن وهو لا يخشى في الحق لومة لائم نشر علمه في كردفان ودارفور وشمال السودان وأسس المعهد العلمي (حاليا جامعة امدرمان الإسلامية) وكان قاضي بربر وله صولات وجولات مع الانجليز وكانوا يحسبون له كل حساب وجريء في قوله وتصرفه بدرجة أصدر جزية على الحكم الإنجليزي – والشيخ محمد البدوي استقر به الحال في امدرمان من تلاميذه السيد عبد الرحمن المهدي والميرغني والترابي ومجموعة في العقد الفريد لعبوا دورا في الحياة الفكرية في السودان.
* الخلوة في حياتك ذكرياتها؟
الخلوة –نشأت في بيت اسمه الحوش وهو نفس البيت الذي اقيم فيه حاليا رقم واحد وهو كان يخدم بواسطة اهل وزوجات وبنات الفاتح البدوي ويسمى الحوش الكبير حوش القبة تأسست خلاوي كثيرة في داخله والتلاميذ يأتوها من دارفور وكردفان ولم أنشأ فيه بالمعني حيث كان الوالد مفتش مركز ولكن كنا نقطن بعض الوقت او الأجازات ولن انسى ضيوف الليل وبليلة الأربعاء وذكريات جميلة في الحوش حيث الخلوة وذكرياته الجميلة.
*الهوايات المحببة؟
-اذا كان العمل هواية فأنا أهوى العمل لا وقت لي حتى الآن منذ نشأتي فلا وقت فراغ حتى قراءتي لا اعتبرها هواية فهي جزء من تكويني الوجداني ، فمن الأشياء التي احرص عليها الكلمات المتقاطعة لأنها تزجي العقل فامضي حوالي نصف ساعة في اليوم بها واحبها جدا.
* دعينا نتابع مجهوداتك في سبيل قضايا المرأة منذ بدايتها وزميلات أسهمن معك؟
- ذلك موضوع كتاب نتمنى أن يهونه الله، ولكن هناك بعض النقاط –فهذه المجهودات هي ذخيرة نعتبر أن المرأة او الشابة الآن يجب ان تطلع عليها –منذ عمري 15 عاما خرجت للعمل كنت لا أعمل ولكن اختي زينب الفاتح حيث كنت المرسال بينها وبين فاطمة طالب اسماعيل ونطلق عليها الشيخة الذي بدأ في منتصف الأربعينات وهذه محطة صغيرة ولكن مرنتني على أن احفظ السر دائما وتفاصيلها وناسها كثر. كنت اقابل آمنة علي بدرالدين وان كانت قريبة منا سنا او في عمري وفاطمة عبدالقادر ربنا يديها العافية ولدي محطة ثانية مع فاطمة لأن في الأولي لم انضج بعد.
محطة الراهبات في عطبرة وهي مدرسة كنسية وهي الوحيدة الموجودة وكان والدي مأمور في عطبرة بيننا وبينها بضع أمتار وكانت مختلطة وندرس باللغة الأنجليزية ونتذكر سستر ميري وجفالبا وفؤاد للغة العربية ولا يتحمل الأسئلة وكان رجل متمكن في اللغة العربية وكان فصلنا صغير.
-وكنا نتعلم الخياطة والآلات الموسيقية تعلمت البيانو واستمريت فيه ، كانت أيام لاتنسى والى الآن اتذكرها ولم اقابل الا واحدة أو اثنين لا اذكر انني تشاجرت مع واحدة منهم لكن اختي الأصغر مني كانت كثيرة الشجار وكنا في نهاية العام تقسم ميداليات ويصطف الناس ونأخذ هذه الميداليات لمدة ثلاثة يوم الى المنزل ليحتفل اهلنا معنا
-وكان في المتوسط لي زميلة تسمى ثريا طلعت جئنا لنمتحن وسكنا في الراهبات, حاليا مركز التوليد وكنا نذاكر معا وفايزة عابدون قابلتها في هذا الامتحان وكان الوالد يريد مني أن اكون الأولى على دفعتي وقد حز في نفسي ذلك فقد كنا نحترمه جدا ولا نحييه الا ونقبل يده وهذا ما دعاني اتطلع الى الاولى في الثانوي كنت الأولى على دفعتي.
تعلمت من الراهبات الأنضباط حيث (الواجبات –الطابور –الخياطة)
وكانوا يقولون لنا وهذه معلومة في ذهني الى الآن أنه بقدر ما تقرأ نتيجتك تكون مفرحة او محزنة وكنا نحن ثلاثة بنات لدى الوالد وكان يفخر بنا ويعتبرنا رجال وبنات في نظره
-عطبرة كنت بها قضيت بها خمس سنوات من أجمل سنوات حياتي – كان الحي كله اقباط.. صاحباتي ومجاملاتنا وأخذنا جرعة كبيرة منهم ومن حياتهم فمثلا يخبزوا العيش فحاولنا تعلمه منهم فقرر الوالد أن ندخل المطبخ يوما لنتعلم وكان معنا طباخنا الذي نناديه بخالي محمد احمد فوقعت لي (خضرة مفروكة ) فعاونني هو في عملها لكن بعد أن انتهيت طلعت كلها ملح حيث هو وضع ملح وانا وضعته، وكنت مع جدتي المصرية والأخرى من دارفور من شنقة لا انسى حياتي مع جدتي التركية عائشة وكانت تلقبني بسعدوها وكانت تخبئ لي بعض الحاجيات من دون إخواتي.
-منذ الثانوي بدأت العمل السياسي وكنا احدى عشرة من البنات منهم من مات ومنهن موجودات اطال الله في عمرهن وهن –فاطمة احمد محمد –سكينة زروق –حاجة كاشف - عزيزة مكي – فاطمة عبدالرحيم – أم سلمة محمد سليمان- محاسن جيلاني – سكينة كاشف –ثريا أمباتي- سكينة عبدالقادر – وشخصي.
عملنا بصمات في الحياة السودانية وفي الحركة الإسلامية واتحاد نساء السودان حتى في المجال البنيوي ابلوا بلاءً حسنا ولديهن بصمات واضحة فكانت ام سلمة محمد سليمان في المجال الأكاديمي –عزيزة مكي من القيادات وعزيزة لعبت دورا كبيرا في الاتحاد النسائي وكانت سفيرة في مصر دون تعيين وكان لها دور في الجالية هناك ومن اللائي برزن ايضا محاسن جيلاني وكانت مبرزة في جامعة الخرطوم والسري ايضا وهذه محطة يمكن أن يكتب فيها كتاب لأنه صراع بين العمل الإسلامي والشيوعي.
وثورة اكتوبر محطة كبيرة كنا في المطبخ الذي طبخ اكتوبر.
الى اللقاء في الحلقة القادمة.