من اقوال الامام الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 05:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة من اقوالهم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2010, 05:26 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من اقوال الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    يسألونك عن المهدية بقلم السيد الصادق المهدي
    بسم الله الرحمن الرحيم


    المقدمة

    قال تعالى( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)).
    وهذه الآية تنطق بوعد دائم بأن دعوة الدين الحق منصورة مهما تأخر النصر وأحاط بأهلها الضعف والخوف، فهذا شاهد من صحيح المنقول.
    وإذا تلفتنا لواقع حياتنا لوجدنا أدلة عقلية تشير إلى حتمية بعث الإسلام بعثا جديدا.
    لقد سيطر على الفكر الإنساني منذ قرن من الزمان تفكير ينكر وجود الله أو يهمله ويدير قفاه للمعاني الروحية ولا يقر وجودها في كيان الإنسان ولا في نظام حياته. وراجت فلسفات تفسر الإنسان وحياته ومصيره تفسيرا ماديا. ولكن هذه التفسيرات المادية واجهتها عقبات: لوحظ أن سلوك الكائنات الحية يتخطى النظم المعهودة ويتنوع ويجدد، ولوحظ أن عقل الإنسان أوسع معنى من دماغه، ولوحظ أن الجماعة الإنسانية لها قدرات تفوق مجموع قدرات أفرادها. هذه الملاحظات معناها أن التفسير المادي لحياة الإنسان المفرد والجماعة تفسير ناقص. لذلك تقهقرت الفلسفة المادية وانبعثت اتجاهات فكرية تقر بأن في حياة الإنسان ونظام الكون عنصرا روحيا.
    وأدى تقهقر الفلسفة المادية إلى ضعف المذهب الشيوعي لأن الشيوعية تقوم على فهم مادي لحياة الإنسان ونظام العالم.
    لقد وجدت الشيوعية تجاوبا في أوروبا في القرن التاسع عشر لأنها فضحت نظاما رأسماليا مشبعا بالمظالم الاجتماعية فأدانته ووعدت بإسقاطه وبإقامة نظام عادل في مكانه يحقق للناس فردوسا في الأرض.
    وفي الخمسين عاما الماضية استطاع المذهب الشيوعي أن يقوم بالثورة في بعض البلدان وأن يتسلم السلطة. ولكنه لم يستطع إقامة الفردوس الموعود، بل تكشفت تجربته عن سلبيات فأتت بأنواع جديدة من الظلم الاجتماعي. ولم تستطع الشيوعية طرد النزعات الروحية في نفوس الناس، ولا طرد المشاعر القومية من قلوبهم. وفي نفس الوقت تنبهت المجتمعات الرأسمالية لإصلاح بعض مظالم النظام الرأسمالي وتحقيق بعض العدل الاجتماعي.
    وفي العالم الثالث وجدت الشيوعية تجاوبا في بعض البلدان لأنها بشرت بالتنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، وشاركت في التصدي للاستعمار وإعانة حركات التحرير. وعلى مر الأيام تأكد للجميع أن التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الاستعمار ليست حكرا تحتكره الشيوعية. واتضح للناظرين أن الشيوعية تشترط لاعتناقها إلغاء الاعتقاد الروحي، والانتماء القومي وتسلخ روادها من جلدتهم وتصبهم في قوالب انتماء طبقي والتزام أممي. وهذه الشروط ضد طبائع البشر فلا يرجى فلاحها. ولم تستطع القيادة الشيوعية نفسها أن تتخلص من مشاعرها القومية بل ظلت المشاعر القومية تلعب دورا في تفسير المذهب الشيوعي لديها. وكان التأثر بمشاعر قومية مختلفة من أسباب الاختلاف بين أكبر دولتين شيوعيتين.
    تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى الإعراض عن المذهب الشيوعي في العالم الثالث، وهذا طبعا لم يمنع تعامل كثير من بلدان العالم الثالث مع دول شيوعية في قضايا التنمية الاقتصادية ومحاربة الاستعمار. وكما عجزت الشيوعية في توجيه العالم الثالث نحوها عجز النظام اللبرالي في أن يحقق النهضة في العالم الثالث. لقد دعا بعض المفكرين والقادة للنظام اللبرالي قياسا بنهج الحياة في أوروبا الغربية وأمريكا، ولكن المعلوم من حقائق التاريخ أن اللبرالية نوع من الاسترخاء مارسته مجتمعات أوروبا وأمريكا في مرحلة متقدمة من نهوضها الاقتصادي والاجتماعي. لقد خدم الفكر اللبرالي الإنسانية بتحديده لبعض المبادئ التي لا غنى عنها لحفظ كرامة الإنسان مثل بيان حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والحريات الأساسية، وصارت هذه المبادئ حقا يطالب به الناس في كل مكان، ولكن الأخذ بالمذهب اللبرالي كله ليس متاحا لمجتمعات تحبو تحت أقدام العالم يقيد خطواتها التمزق والتخلف والتبعية ولا نهضة لها دون تخطيط وترشيد.
    وفي العالم العربي هب مذهب قومي أعلن عجز اللبرالية والشيوعية وقلة جدواهما ودعا لبعث عربي يتحد بموجبه العرب ويحققون العدالة الاجتماعية ويتحررون من الاستعمار. لقد واجه الفكر القومي مشكلات من أهمها أن يحدد ماهية دور الإسلام في حركة البعث العربي لقد تعددت الآراء في هذا الصدد : فمن المفكرين القوميين من قال أن الإسلام إشراقة من إشراقات العروبة فلا بد من معاملته كتراث عربي فهما صنوان يتضامنان في بناء المصير العربي هذه التصورات لدور الإسلام عديمة الجدوى. الإسلام هو الرسالة الخالدة وهو وحده الأساس وانبعاثه من جديد أمر تشير إليه طائفة من المؤشرات فإذا سلمنا بذلك صار البعث العربي بعض ما سوف يعالج في نطاق البعث الإسلامي. إن للقومية إيجابيات ومن سلبيات التعلق بعصبية الدم، والاستعلاء على الآخرين، ومن إيجابياتها تأكيد رابطة اللغة، وإذكاء حب الوطن، ودعم المصالح المشتركة. والسلبيات لا بد من إسقاطها، أما الجوانب الإيجابية ففي متناول الإسلام أن يفعل بها ما فعله بالواقع الإنساني حيثما وجده وهو: طرد ما به من شرك وجاهلية، وإسقاط ما يعوق المثل العليا، واستيعاب الجوانب الإيجابية في إطاره الواسع أي أن الإسلام في متناوله أن يستصحب العروبة وهذا وحده هو السبيل الصحيح لبيان دور الإسلام وموقفه من البعث العربي. هذا الاتجاه هو الحق وهو الذي يحل تناقضات المفكرين ويستقطب الجماهير العربية المسلمة. وهو يقر بحقيقة الإخاء بين المسلم العربي وغير العربي، ويقر أيضا بأن العلاقة بين العرب المسلمين أكثر خصوصية وأدنى قربى وهذا واقع إنكاره نوع من المكابرة المجدبة.
    هذا الاتجاه قد يأباه أصناف من الناس هم:
    الصنف الأول:
    الذين لا يقبلون في تفسير حقائق الإسلام إلا الأدلة النقلية وتفسيراتها تفسيرات نقلية أيضا. ولدى هؤلاء أن لا وجود إلا لكيانين في النظام الإسلامي: كيان أكبر هو الأمة، وكيان أصغر هو الأسرة. أما كيان الأمة فقد انقسم منذ 132 هـ (750م) وعندما وقع الانقلاب العباسي قامت إلى جانبه خلافة أموية ثانية في الأندلس. وعلى مر الأيام تعددت الانقسامات ثم تغيرت الظروف حتى ولدت الشعور القومي الذي دعمته وحدة اللغة والاتصال الجغرافي، ودعمته مصالح مشتركة ومواقف مشتركة. كل هذا أدى لقيام كيان قومي توسط بين الكيان الأكبر والأصغر. وخير لحركة البعث الإسلامي تبين تلك الحقائق والعمل على ترشيد حركة الكيان الأوسط لتسير في طريق حركة الكيان الأكبر. وهذا نهج إسلامي أصيل. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمن العصبية أن أنصر قومي؟ فأجاب: لا، ولكن من العصبية أن تنصرهم في باطل".
    الصنف الثاني:
    وهم على طرفي نقيض من الصنف الأول ورأيهم أن الإسلام يعارض العصر الحديث الذي أتى للإنسان بالرقي، والتقدم، والثورة الصناعية،والثورة العلمية، والحرية، والديمقراطية، والاشتراكية وغيرها من المنجزات. لذلك فلا معنى للبحث عن دور الإسلام لديهم لأن دوره لديهم انطوى في التاريخ وكلما أسرعنا بالاعتراف بهذا واتجهنا لبناء حياة عصرية تقدمية كلما تخلصنا من قيود الماضي المظلم. هؤلاء هم أسرى الاستعمار الفكري: إنهم "بادية" أوربا بشقيها وأمريكا، ومقياس التقدم عندهم ما يجري في " البندر". والحقيقة هي أن الإسلام لا يعارض الرقي الحقيقي للفرد ولا للجماعة بل يحرص عليه ويقدمه في نظام موزون. والغموض الذي يحيط بهذه الحقيقة سوف يزول لا محالة عندما يعنى بالكتابة عن الإسلام مفكرون ملمون بحقائق هذا العصر.
    والصنف الثالث:
    المسيحيون العرب الذين يجدون تعارضا بين عروبتهم والإسلام وهم جماعة ذات شأن هام في تطور الفكر العربي وشاركوا في الكفاح القومي فلا سبيل لإغفال وجودهم ولا إنكار دورهم. هؤلاء طبعا يدركون أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعترف بأديان السماء الأخرى وينظم حقوق أهلها الدينية والمدنية، ويكفل لهم الحرية الدينية ويتعامل مع أهل الملل بأن لا إكراه في الدين. لذلك ليست أمامهم مشكلة "دينية" في نظام مسلم ولا يجرد الإسلام العروبة بالمعنى الذي ذكرناه من دورها ولذلك فإنهم لا يعانون من حرمان "قومي" في ظل مجتمع مسلم.
    والخلاصة هي أن ظروف الوطن العربي تسير إلى حتمية بعث إسلامي.
    وفي العالم الأفريقي كان المفكرون والقادة مشغولين بقضايا التحرر من الاستعمار، وعندما ضعفت قبضته المباشرة اتجه اهتمامهم نحو قضايا التنمية، والحكم، والعدل الاجتماعي، والبحث عن الذاتية وغيرها. وتجسيدا للماهية والذاتية الأفريقية قامت حركة الوحدة الأفريقية، وإشباعا للشعور بالذاتية نهضت تيارات فكرية مثل فكرة العزة الزنجية Negritude وفكرة سيادة السود وغيرها ولما كان الإسلام في افريقيا هو دين أغلبيات في غرب القارة وشرقها الشمالي، وأقليات كبيرة في شرقها ووسطها وجنوبها فان حركة البحث عن الذاتية والماهية أنعشت الشعور بالذاتية الإسلامية التي كان الاستعمار في أيام سطوته ينكر وجودها ويهضم حقوقها ويحارب أهلها، لذلك كان رحيل الاستعمار فاتحة صحوة إسلامية في افريقيا تزداد بقدر ما يتقلص سلطان الرجل الأبيض وبقدر ما يتبن المفكرون والجماهير الأفريقية اشتمال الإسلام على مزايا مطلوبة بإلحاح في المسرح الأفريقي مثل استطاعته أن يقيم إخاء بين أجناس مختلفة العرق واللون، أي أن البعث الإسلامي يلوح في الأفق الأفريقي أيضا.
    فإذا تأملنا المصير الإسلامي لوجب علينا أن نبحث الأرضية التي يتم فوقها البعث الإسلامي: علينا أن نتساءل ونعرف واقع المسلمين في بقاع العالم الإسلامي المختلفة. ومن هنا تنبع أهمية هذا الكتاب لأنه يتعرض لدراسة دعوة للبعث الإسلامي قامت في السودان قبل قرن من الزمان وما زالت حية في نفوس ملايين من أهل البلاد ولها أنصار في عدد من بلدان السودان الأكبر الممتد من بحر القلزم ( الأحمر) شرقا إلى بحر الظلمات (المحيط الأطلنطي) غربا، تلك الدعوة هي دعوة الإمام محمد المهدي بن عبد الله.
    لقد اتضح لي ولغيري من مناظرات دارت في سجون السودان ومعتقلاته، عبر الأعوام الخمس الماضية، جرت عن طريق الحوار المباشر والمراسلات واشتركت في طرف يسير منها، أن ماهية دعوة الإمام المهدي تفتقر إلى بيان يساهم في وضوح الرؤية لدى المؤمنين بها أنفسهم، ويقدمها لشركائهم في الوطن والمصير، ويبين موقعها في الإسلام ودورها في حركة بعثه.94هـ
    لقد ضمت سجون السودان ومعتقلاته في السنوات الخمس الماضية جماعات من كل مشارب الحياة: كان منهم المنتسبون لفئات دينية، وسياسية، ومهنيون: أطباء، ومحامون، ومهندسون، وزراعيون، وبياطرة، وجنود، وإداريون، ورجال شرطة وسجون. وفنيون: مهندسون، ومحاسبون، وكتبه، وممرضون. ونقابيون: عمال مهرة وغير مهرة، ومزارعون، وأساتذة ومدرسون وطلاب، وحرفيون، وتجار، ورعاة من البادية. وكانت اتجاهاتهم الفكرية عينات من أنواع الفكر الموجود في المجتمع السوداني. والمناظرات التي أشرنا إليها دارت بين هؤلاء فتناولت كل أمر جليل الشأن و....ة، وتطرقت للبحث في ماهية الدعوة المهدية مما حفزني لتستطير هذا الكتاب.لقد ذاع عن الدعوة المهدية ما كتبه خصومها بتوجيه من ونجت باشا رئيس قلم مخابرات الجيش الذي غزا السودان ودمر الدولة المهدية في 1898 م لقد كتب ونجت عن المهدية واستكتب آخرين أمثال نعوم شقير ‎، وإبراهيم فوزي، وسلاطين. وساعد على نشر ما كتبه الموتورون أمثال أوهرولد. ولم تقتصر تلك المؤلفات على تشويه أحداث تاريخ المهدية ومهاجمة نظامها السياسي والإداري بل اهتمت دعايتها أيضا بطعن عقيدة المهدية وفكرها سلخا لها من جميع أصولها وإبعادا لها من الإسلام حتى لا يتعاطف معها المسلمون في كل مكان أثناء حملة الغزو والإبادة.
    ولكن بعد أن مضى على الغزو أكثر من ثلث قرن بدأ بعض المؤرخين يؤلف وينشر كتبا دافعها البحث والدرس لا الانتقام والتشويه، ومن هؤلاء المؤرخين ثيوبولد وهولت من البريطانيين.
    كذلك انبرى لدراسة التاريخ وكتابته مؤرخون سودانيون فكتبوا بدافع الدراسة الموضوعية لحقائق التاريخ، أذكر من هؤلاء السيد محمد عبد الرحيم، والسيد صالح ضرار من الجيل القديم. وأذكر الدكتور مكي شبيكة من الجيل المخضرم، والدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، والدكتور يوسف فضل، والرائد عصمت حسن زلفو من جيل الكهول والشباب.
    ويضاف إلى هؤلاء عدد كبير من الدارسين المؤرخين الذين نشروا كتبهم والذين لم ينشروها بعد. لقد فتحت كتابات هؤلاء أبواب تنوير وتعليم بحقائق تاريخ السودان. وساعد حركة التبصرة هذه نشاط وحدة السودان بجامعة الخرطوم وساهم في التعريف بتاريخ المهدية نشاط دار الوثائق المركزية. وكان لمدير دار الوثائق المركزية الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم دور فريد في تنظيم وتبويب وثائق المهدية ولفتت مؤلفاته النظر لفكر المهدية ونظامها.
    لقد استفدت كثيرا مما كتب هؤلاء المؤرخون الوطنيون والأجانب، ولا شك عندي أن كتاباتهم هي الرد الموضوعي على الأباطيل التي ألفها ونشرها مؤلفو الدعاية الحربية أعوان ونجت الجاسوس وكتشنر الانتقامي.
    أما الكتاب الحالي فإنه مع حرصه على الموضوعية مكتوب عن الدعوة المهدية من ناحية الاعتقاد والفكر وحدهما، ومن داخل الدعوة. وهذا المؤلف وغيره مما ذكرنا آنفا ذو أهمية بالغة لأننا مهما شغلنا أنفسنا بحركات التقدم الاجتماعي لن نخبر أمرها إلا إذا تيسر لنا الإلمام بخلفية المجتمعات المراد إنهاضها، إن كثيرا من القادة والمفكرين يخططون لمستقبل شعوبهم استنادا إلى تحليلات مستمدة من أحوال مجتمعات غريبة عنها تماما، إذا لم نحلل واقعنا ونلم بماهية وحداته الاجتماعية التليدة والطارفة فكيف نطمع أن نخطط لتحرك اجتماعي ناجح؟ إن الذين يزرعون دون معرفة المناخ وتحليل التربة وإحصاء مقوماتها إنما يعبثون.
    وختاما تقع مواد هذا الكتاب في ثلاثة أقسام وفصولها ألخصها فيما يلي:
    القسم الأول:
    1. لقد وقع خلاف حقيقي في الفكر الإسلامي بدأ من أصول إسلامية ثم اتسع ودخلت عوامل عليه وافدة.
    2. صحبت الافتراق الفكري انقسامات سياسية تداخلت معها عوامل اقتصادية واجتماعية فاشتركت كلها في زيادة تمزيق الفكر الإسلامي وتقسيم الكيان السياسي الإسلامي مما أضعفه وجعله لقمة سهلة للفتن الداخلية والغزو الاستعماري من الخارج.
    3. إن افتراق الرأي والتمزق السياسي مهما كانت أسبابهما نفر منهما المسلمون نفورا شديدا فقامت محاولات جادة للتخلص منهما. هذه المحاولات قادها مصلحون وثوار ودعاة.
    4. وكانت هذه المحاولات أحيانا تأخذ طابع حركة اجتماعية فيتجاوب مع داعية الإصلاح آخرون وينال قولهم رضا عاما مثل التجاوب الذي أدى لترجيح قفل باب الاجتهاد.
    5. وأحيانا تأخذ حركة الإنقاذ الفكري طابعا فرديا: يقوم في معمعان النزاع عملاق يجمع أطراف النزاع و يقدم حلا توفيقيا على مستوى أعلى من اتحاد الفكر. هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة. ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه، وبتعابير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان. ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم.
    6. وخاتمة القسم تحكي قصة التفرق التوفيق حتى القرن التاسع عشر الميلادي وتبين ما وصل إليه المسلمون من ضيق وتمزق وما يتطلعون إليه من خلاص.
    القسم الثاني:
    1. إن للفكرة المهدية أصولا إسلامية واضحة. وإن لها دوافع تاريخية.
    2. إن الفكرة المهدية مهما كانت أصولها الإسلامية ودوافعها التاريخية تشعبت وتعقدت لدى الفكر الشيعي، ولدى الفلاسفة وعلقت بها ألوان من المبالغات من المزايدات ومن الأدب الشعبي.
    3. إن العالم الإسلامي حدثت فيه مجموعة من حركات المهدية، وتلك الحركات تفاوتت في مضمونها، وقيمتها، وهدفها، ولا بد من اختيار مقياس معين للحكم عليها وبيان معناها.
    القسم الثالث:
    1. إن للإسلام في السودان وانتشار العروبة فيه ظروف خاصة هي التي كونت مزاج أهل السودان، فإذا أضفنا إلى المشاكل التي خلقتها تلك الظروف أحوال البلاد تحت ظلم الحكم العثماني الخديوي والتحالف الاستعماري الأوروبي أدركنا شدة حاجة البلاد للإنقاذ.
    2. السودان خاصة، والعالم الإسلامي، والعربي، الأفريقي والآسيوي عامة كانوا يتطلعون لنجدة: كل يرسم لها تصورا معينا.
    3. إن الجذور الإسلامية للمهدية، وحاجة المسلمين الملحة للإنقاذ، والضرورات السياسية والاجتماعية المتحرقة للخلاص من الواقع الأليم المتطلعة للبعث والتحرير، وغيرها من عوامل هي الظروف الموضوعية التي أحاطت بالدعوة المهدية.
    4. كان الشيخ محمد أحمد منصرفا للإصلاح الذاتي ولكن حالة " هجمت " عليه نقلته من إصلاح ذاته فقط إلى إصلاح ما حوله كذلك: اتجه من عمارة الداخل إلى عمارة الداخل والخارج، وكان الشيخ محمد أحمد شابا مشهودا له بالصدق والأمانة لذلك عندما أعلن أنه المهدي المنتظر آمنت بدعوته عصبة من الناس، والتقت هذه الأحوال الذاتية بتلك الظروف الموضوعية فشقت الدعوة عنان السماء.
    5. وكما "هجمت" الدعوة على المهدي هجمت عليه أصول هداية تجمع ما تفرق في كثير من مشارب الفكر الإسلامي مسبوكا في قالب موحد.
    6. وبالرغم من هزيمة الدولة المهدية في كرري فإن الدعوة المهدية تركت أثرا باقيا في حال الإسلام، والسودان، وفي قلوب الأنصار.
    7. إن معرفة حقيقة الدعوة المهدية وموقعها في الإسلام مهمة في حد ذاتها، ومهمة لمعرفة ماهية الأنصار، ومهمة للبحث في واقع المسلمين عن روابط الإخاء الواجب قيامها بين أهل القبلة طلبا للمشاركة في البعث الإسلامي.
    وغاية هذه الدراسة التي تمت في ظروف السجن التي لم تتوفر فيها كل المراجع المطلوبة أن تخدم قضية البعث الإسلامي في الواقع السوداني، والعربي، والأفريقي المعاصر.
    والله أسال التوفيق والسداد

    الصادق المهدي
    سجن بور تسودان في 21 صفر 13

                  

العنوان الكاتب Date
من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:25 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:28 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:30 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:31 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي خضر عطا المنان10-28-10, 07:41 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:20 AM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:32 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:31 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:43 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 06:22 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:00 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:37 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:40 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:32 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:33 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:34 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-27-10, 08:31 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:39 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:34 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 07:36 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:44 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:46 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:48 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 07:59 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي خضر عطا المنان10-28-10, 08:03 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:02 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:06 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:06 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:07 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:22 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:08 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:09 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:10 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:12 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:13 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:17 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:19 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:20 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:21 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-28-10, 08:23 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-28-10, 10:24 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-28-10, 10:39 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-28-10, 10:48 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي معتصم مصطفي الجبلابي10-28-10, 10:42 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 02:15 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محسن عبدالقادر10-29-10, 04:55 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:20 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:21 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:26 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:46 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محسن عبدالقادر10-30-10, 11:20 AM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Basheer abusalif10-31-10, 08:38 AM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:34 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:35 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:39 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:41 PM
                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:42 PM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:43 PM
                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:46 PM
                      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 05:50 PM
                        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:55 PM
                          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بكرى ابوبكر10-29-10, 05:59 PM
                            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-29-10, 06:48 PM
                              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-29-10, 07:17 PM
                                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد صلاح الدين عنقرا10-29-10, 10:50 PM
                                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 07:15 AM
                                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:04 AM
                                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد صلاح الدين عنقرا11-05-10, 11:54 PM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 03:05 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-30-10, 09:13 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Amani Al Ajab10-31-10, 01:35 AM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي بدر الدين اسحاق احمد10-31-10, 06:13 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 07:14 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 07:35 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 09:21 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 09:33 AM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي الصادق ضرار10-31-10, 09:53 AM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي اكرام الصادق الحسن10-31-10, 01:58 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى10-31-10, 02:24 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 09:51 PM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 10:25 PM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي نيازي مصطفى10-31-10, 10:40 PM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 07:17 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 08:01 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 04:11 PM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-01-10, 08:20 PM
    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي محمد المختار الزيادى11-02-10, 12:34 PM
      Re: من اقوال الامام الصادق المهدي أسامة البيتى11-02-10, 05:06 PM
        Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:41 AM
          Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:44 AM
            Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 02:47 AM
              Re: من اقوال الامام الصادق المهدي Omer Abdalla11-03-10, 03:19 AM
                Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:36 AM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:38 AM
                  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:38 AM
                    Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:40 AM
  Re: من اقوال الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى11-03-10, 07:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de