بدرية سليمان......ناقصة عقل ودين!

Quote: بدرية سليمان.. المرأة الحديدية 20 / 12 / 2009 01:00:00منى خوجلي حجم الخط: حاصر رجال أمن نميري الطالبة بدرية سليمان بجامعة الفرع واقتادوها لمخفر الشرطة ووجهوا لها اتهامات تتعلق بزعزعة الأمن والاستقرار في أعقاب توزيعها بياناً مع آخرين يحرض ضد السلطة في أعقاب رحيل الأزهري. بدرية كانت تعي جيداً ما درسته من قانون، فأنكرت تماماً صلتها بكل الاتهامات التي وجهت لها، بل وادعت إنها كانت في الجامعة، ووفقاً لسيناريو أعدته مسبقاً سردت على مسامع معتقليها تفاصيل المحاضرات في ذلك الوقت الذي كان من المفترض أن تكون وزعت فيه البيان، بدرية كانت تبتسم في سرها وهي تردد تفاصيل المحاضرة التي اطلعت عليها قبل وقتها. في خاتمة المطاف لم تجد السلطات بد من إطلاق سراحها، لتنجو بذلك من اتهامات كان من الممكن أن تقودها لمنصة الإعدام. قانونية بامتياز وبدرية سليمان عباس المولودة بمدينة ام درمان فى الحادي والعشرين من يناير 1949م، تنحدر من قبيلة الجموعية، لعبت دوراً مهما في مجال القوانين والتشريع وطرح الأفكار، و تعد أول سيدة تصل لمنصب مستشارة للرئيس للشؤون القانونية، الذي يوازي درجة مساعد رئيس الجمهورية وهي درجة أعلى من درجة الوزير. وهي الآن ترأس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان، بجانب عضويتها باللجنة المشتركة لكل القوانين بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وقد تحصلت على المواقع القانونية الرفيعة تلك بعد أن تخرجت من جامعة القاهرة فرع الخرطوم 1970 م بمرتبة الشرف ( ليسانس حقوق)، ثم نالت دبلوماً في الشريعة الإسلامية والقانون المقارن جامعة لندن 1979م، ولها ماجستير في القوانين جامعة لندن 1980م ولها دبلوم في جنيف 1983م ولها دكتوراه عن التطور الدستوري في السودان 1889 -1999 م قدمت لجامعة النيلين. وتعد بدرية ناشطة من الطراز الأول في المشاركات والمؤتمرات المحلية والعالمية منها مؤتمر المرأة والإنقاذ والعدل والإصلاح القانوني والحوار القومي للنظام السياسي الاستراتيجية القومية الشاملة والاقتصادي الاول والثاني والملتقي التداولي للمجلس الوطني والمجالس الولائية الأول والثاني والمؤتمر التداولي لولاة الولايات - الدمازين 1998م وغيرها من المؤتمرات المتخصصة. الصفوف الأمامية وللمواقع القيادية التي تحتلها فإنها كثيراً ما تتعرض للهجوم من القوى المناوئة لها ولحزبها، ففي كثير من المناسبات هاجمها ياسر عرمان (القيادي بالحركة الشعبية ) ووصفها بتفصيل القوانين بطريقة شمولية، فردت عليه بعنف مماثل وقالت: “هذا كلام غير مسئول من شخص غير مسئول” . ويذهب الاستاذ فتحي خليل ( نقيب المحامين) إلى إنها متخصصة في التشريع منذ فترة حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري في مجال التشريع فقد عملت مع عوض الجيد الكباشي والنيل ابو قرون، ويمضي خليل إلى أنها من أميز القانونيين حالياً في السودان، ليس فقط في الفهم القانوني بل في الصياغة ومعرفة الأصول. ويزيد أيضاً “اجتمعت معها في عدة اجتماعات، وهي من أميز القانونيات في الفهم القانوني السليم وأداؤها الميز جعلها تشغل العديد من المناصب ذات الطابع القانوني. ويرى فتحي أنها مهذبة مع زملائها وتكن كل الاحترام والتقدير لهم ولا يقدر إنسان أن يشك في مقدراتها القانونية وتجاربها في العمل القانوني والتشريعي إلى اللحظة ممتازة. وفي ذات الوقت يؤكد البعض أن بدرية سياسية متمرسة، بجانب خبرتها القانونية مما خلق من شخصيتها تناغماً فريداً، ويضيفون أن بدرية تواجه خصوماً سياسيين شرسين مما يستلزم منازلتهم بذات الأسلوب. ويذكر أبشر قاي الذي عاش معها في دورة المجلس التشريعي ولاية الخرطوم في الفترة ( 1995م – 1998م ) إن بدرية شخصية اجتماعية من الدرجة الأولى ومتواضعة و مرحة، علاوة على كونها صريحة تناقش كل شيء بموضعية، ويزيد أنها “شاطرة بتكرب شغلها”، ويقول أبشر إنها تتفهم المواضيع وتجبر بخاطر زملائها . ويمضي الرجل إلى أنها تجيد إدارة الاجتماعات والنقاشات ويقول عندما ترأس الاجتماعات توزع الفرص بالتساوي، وهي تحترم رأي الأغلبية. زاوية أخرى أما على صعيد حياتها الأسرية فهي أم لثلاث بنات، رحاب هي الكبرى وحصلت على الماجستير في العلوم البيئية من جامعة أم درمان الأهلية وحالياً موظفة بوزارة الطاقة والتعدين، والثانية رشا خريجة ترجمة وهي موظفة ببنك السودان و متزوجة ولها طفلان ، أما الصغرى فهى رندة وقد تخرجت حديثاً من كلية الطب جامعة الخرطوم. اما زوجها كمال فهو قيادي سياسي ينتمي للحزب الاتحاد الديمقراطي، وتقول بدرية فى حوار صحفي سابق “ أنا وزوجي يجمعنا هدف واحد هو حبنا للوطن، والنقاش الذي يدور بيننا في البيت يدور حول هذا الهدف، وبيننا قدر كبير من التعاون والتكامل في الأدوار”. ويرى محمد بشير الطيب (سكرتيرها الخاص) الذي لازمها قرابة الخمس سنوات أنها مشغولة دائماً بالعمل السياسي عامة، والقانوني والتشريعي بصورة خاصة، ويصفها بأنها إنسانة دقيقة في عملها حريصة كل الحرص على ملفاتها وتشرف عليها من الناحية الإدارية إلى أن يكتمل. ويضيف طوال الوقت متواجدة في المكتب إلى نهاية الدوام ووجودها خير مثال لدقتها في العمل ويقول أنها حريصة على علاقاتها الأسرية وترابط أسرتها الصغيرة. تفاصيل دقيقة وتمثيل بدرية للاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، وتعشق في ذات الوقت البساطة وتسعي دائماً لإضفاء طابع أنيق على ما حولها، ينعكس ذلك على الوجبات التي تفضل تناولها لا سيما الفول المصري، البيض، والسمك، علاوة على تفضيلها للعصائر الطبيعية. وتنشط بدرية فى عدد من المجالات التطوعية فهي الرئيس الفخري لاتحاد صاحبات الأعمال والمهن، ويشير الطيب إلى أنها تستثمر أوقات فراغها في قراءة الشعر، ولها محاولات شعرية. ويلاحظ عند ركوبها في العربة أنها تستمع إلى إذاعة القرآن والمدائح النبوية. ويذكر موقف طريف يؤكد انشغالها أن سائقها الخاص تغيب لظرف ما، وناب عنه آخر، ولكنها لم تنتبه لذلك بسبب انشغالها اثناء ركوبها العربة، وعندما وصلت البرلمان دخلت مكتبها وعندما أنجزت أعمالها وخرجت، انتبهت للسائق الغريب على مقود سيارتها فقالت: “ده الجابو هنا شنو؟!” ويضيف مقربون منها أنها تغضب أحياناً عندما تجد تقصيراً في العمل خاصة عندما تكلف شخصاً بعينه بمهمة ولا ينجزها، غير أنها سريعاً ما ترجع لطبيعته