|
Re: حامض "الكوزيك" (Re: Mustafa Mahmoud)
|
تـضـامـن
في الليلِ، حِينَ ينامُ الجلاَّدُون، أَخْلُدُ إلى حُـلُـمِي .. فضائي الـمُـريحْ
أحْـلَمُ بكلِّ حرية أستريحُ على قوافي الشِعْرِ وأمسَحُ كآبةِ الشطآنْ
أتـَسَـلَـلُ كـَضُوءٍ حَالِـمٍ مِنْ خَلْفِ القِـضبانْ
أمُـرُّ في حُـلُـمِي مِنْ أَمَامِ الجلاَّدِينَ، في حُرِيَةِ العصافيرْ، وَهُمْ ينظُرونَ في تـَبـَـلُّـدٍ وتَـجَـهُمْ
أعْـبُـرُ أَوْهَامَـهُمْ المشحُونةِ بالضَوْضَـاءْ ومُعافاةِ الجمالِ الـمُشِعِ نُوراً في سائِرِ الأشياءْ
أقـفِـزُ فَوْقَ طَلاَسِمِ الوُجُوهِ الـمُـبْـهَمَةِ إلى مساحاتٍ من الأملِ الـمُـخْضَرْ
أدخُلُ إلى لوحاتٍ مُـتْـرَعَةٍ بألوانِ الخير حيثُ الجميع سَوَاءْ وحُبِّ الإنسانِ حـَبـَّـةَ نَـمَـاءْ
أمْـرَحُ في حُـلُـمِي وأمْـرَحُ .. وأمْـرَحْ
وأتمادَى فأَعْـبِـثُ بِـكُـلِّ أدواتِ التعذِيبْ أُدَاعِـبُـها كما لُعَبِ الأطفالِ فَـتَـفْـرَحْ
فَمَنْ يستطيعُ أَنْ يَـمنَعَ هذا الـوُدَّ والإلْـفَـةَ بيني وبين تلك الأدواتْ التي تعرفُ تاريخَ جِسمِي ومساماتَ عَـرَقِـي وتعاريجَ محيايَّ ومكامِنَ سِرِّي
وتعيشُ كَمَا الخفافيش على دَمِي
من دُوني .. تصيرُ مَـواتْ تلك الأدواتْ
وأنا في حُـلُـمِي الأنِيقِ، هذا، يتعذَّبُ الجلاَّدُونَ في حُـلُـمِـهِم
- من صفاءِ حُـلُـمِي -
يتعذبونَ مِنْ إنْـفِلاتِي كطائرٍ (حالِـمٍ) لا يعرفُ حدود الحرية
ألاَّ أحْـلَـمُ بالحبِّ والحرية عندهم تلكَ هي القضية
ويتعذبون ويتعذبون ويتعذبون
ويرتعشون مِنْ إخْـتِـرَاقِي فضاءاتِ عـنـفـهم وأدواتِ تَـصَـنُـتِـهِم (مسموعةً ومرئِـية)
يَـسْـتَـنْـكِـرُونَ علاقتي غَيرَ الشرعية مع أدواتِ تعذِيْـبِـهِـم وسِيَاطِ لَـهِـيْـبِـهِم ويتساءَلـُونَ في غباءٍ فاضحٍ عن سِـرِّ ترويضِ الروحِ للحجرْ وتطْوِيعِ القلبِ للآلةْ وعِشقِ الغمامةِ للمطرْ واستجابةِ المادةِ للإنسانية ويتعذَّبونَ أكثرَ وأكثرَ ويرتعشون أكثرَ وأكثرَ مِنْ كَشْـفِـيَ الخطير: ... "خـَوفـهم من الضحية"
وأنا في قِمَّةِ المتعةِ، أُمارِسُ حـقِّـيَ الوحيد، دونَ رقيبٍ، في حُلْمٍ جميلٍ كَـوَجْهِ أُمِّي أتألَـمُ لـسَمَاعِ صِرَاخِ عَذَابَاتِـهِم فَـأتَـضَامَنُ مَعَهُمْ
- أتَضَامَنُ مَعَ جَلاَدِيَّ -
أتضامنُ مع حَـقِّـهِـم في حُلْمٍ أنيقٍ، كَحُـلُـمِي، أتضامنُ مع حَـقِّـهِـم في حُلْمٍ شَـفَّـافْ مِثَلَ آخِرَ فَجْرٍ شَهِدْتُ فيه ضُـوْءِ الصباحْ ولونِ القمحِ، وعُيونِ أُمِّـي الباكيةَ لحظةَ الفِرَاقْ
وفي الصباح، تـَصحو معَ الجلاَّدِينَ أدَواتِ تعذِيـبِـهِـم .. كَيْ تَـتَـضامنَ، بالمقابلِ، مع جسدي في عُنفْ
لتبدأ دورةً جديدةً من التلاحُمِ مع ذَرَّاتِ جسدي للمرةِ الألفْ
وأنـتَـظِرُ الليلَ لِـتَـنْـطَـلِقَ حياةُ الحريةِ في الفضاءِ .. والحقولْ ... ليبدأ حُـلُـمِي الأَنِيقْ
وليبدأ خَوْفَـهُم ورُعْـبـَـهُم مِنْ قِـدُومِ الحريق!!!
إسماعيل التاج 16 فبراير 2001
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حامض "الكوزيك" | Nazar Yousif | 07-07-06, 07:06 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 07-07-06, 09:30 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 07-07-06, 09:37 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-18-06, 02:45 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 01:28 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | الطاهر ساتي | 09-18-06, 02:51 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-18-06, 02:55 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | ود الباوقة | 09-18-06, 03:23 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-18-06, 03:48 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 10:35 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 11:27 AM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 02:14 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 03:16 PM |
Re: حامض "الكوزيك" | Mustafa Mahmoud | 09-19-06, 03:56 PM |
|
|
|