سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية بجدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 01:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علاء الدين صلاح محمد(علاء الدين صلاح محمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2006, 02:42 PM

علاء الدين صلاح محمد
<aعلاء الدين صلاح محمد
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 4804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب (Re: محمدين محمد اسحق)

    تلقيت الرسالة التالية من الاخ الاستاذ سيف الدين واعتقد ان الاستاذ سيف الدين اجتهد في جمع معلومات تاريخية مهمة ينبغي على كل من يود البحث و دراسة تاريخ السودان عامة وتاريخ السلطان معرفتها.
    Quote: الأخ علاء الدين
    أرجو أن أقرر حقيقة هنا، وهي ان كل مداخلة في هذا الموضوع تسرنا جدا لأنها قد تعمق البحث في الموضوع، وفي النهاية سنخرج جميعا برؤية واضحة ومحددة، وقد يزال اللبس الكبير الحادث الآن فيما يتعلق بتاريخ السلطان على دينار، وحتى نتعمق أكثر ويتخذ حديثنا طابع التخصص والاستناد على المصادر الحقيقية، آمل من الجميع اعادة قراءة تاريخ هذا السلطان، وعدم الركون الى الأقوال والقصص التي يتناقلها الناس، والتي قد تفرضها أحيانا الاعجاب بالشخصية أو الخوف منه، هنالك قصص كثيرة عن السلطان على دينار لم نتطرق اليها لأنها ببساطة لا يسندها دليل أو منطق
    نحن لم نشكك في علم الدكتور صفوت حجازي، فقط قلنا أن حديثه عن آبار علي جاء في خطبة جمعة، ولم يكن هو الموضوع الرئيس للخطبة الطويلة التي قصد منها بعث رسالة نصح وارشاد الى عموم المسلمين عبر منبر الجمعة للأوضاع في دارفور بامل كسب تعاطف المسلمين في هذا الخصوص، لم يكن موضوعه الأساسي علي دينار حتى يتحقق من المصادر وعن صحة المعلومات التي ذكرها، ولم نناقشه كثيرا في المعلومات التي أوردها مثل ذكره بأنه حج عام 1898م ووقف على حالة الميقات المكاني قبل (200) سنة، هكذا جاء في الخطبة (قبل 200) مع العلم بأن الفترة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تتجاوز المئة سنة، نحن حملنا قوله على أنه يقصد أكثر من مائة سنة، كما أن السلطان في ذلك العام كان قد بدأ في تأسيس سلطنته، فهل حج قبل أن يصير سلطانا، أي هل حج أولا ثم أصبح بعد ذلك سلطانا، لأن الأمر لا يستقيم فبينما تجمع الروايات التاريخية كلها بأنه أسس سلطنته في ذلك التاريخ يأتي الدكتور صفوت ليقرر أنه حج في ذلك التاريخ ووقف على حالة الميقاتالخطأ الآخر أنه يسميه علي بن دينار، وكأنما دينار هو والده، ومعلوم لدى كل من قرأ التاريخ أو كان ذا علاقة بتاريخ دارفور يعلم أن اسمه كان على دينار، وان اسمه الحقيقي كما جاء في الكتب التي تناولت سيرته وخاصة كتاب عون الشريف قاسم الذي نقل معلوماته عن أفراد أسرة هذا السلطان ان اسم على دينار أطلق عليه كلقب علي اسم السلطان علي دينار سلطان البرقو والذي عرف بالصرامة والحزم والمهابة، ولو رجع الدكتور صفوت حجازي الى المراجع لما وقع في ذلك الخطأ، لكننا عذرناه لأنه لم يكن يقصد التأريخ لعلي دينار بقدر ما كان هدفه الوعظ والارشاد، مع العلم بأن على أئمة المساجد التحقق من المعلومات التي يوردونها في خطبهم، لأن الناس دائما يتبعون أئمتهم ويجعلونهم قدوتهم، وقد ينتج عن تلك الأخطاء آثار سلبية، واعتقد بأننا نعاني بعض ويلاته، فلا ينبغي أن نغيب عقولنا ونأخذ المعلومة كمسلمة لا تحتمل المناقشة لمجرد أنها خرجت من دكتور، حتى وان كان متخصصا في التاريخ، ان احتفال بعض الناس بتلك الخطبة أعماهم عن تمحيص معلوماتها والتحقق من صحتها، ولكم أرجو صادقا أن يتفضل أحد أصدقاء هذا الشيخ بايصال هذه الملاحظات اليه، يبدو أن الدكتور صفوت في معرض بحثه عن معلومات عن دارفور التقى بأحد السودانيين فتبرع له بتلك المعلومات، تماما كما فعل أحدهم وتبرع بارسال الخطبة اياها الى صحيفة الاقتصادية، لكن الصحفي بها كان حصيفا فذكر بأن الخطبة قدمها له أحد السودانيين، ونقل الحديث كله على ذمة ذلك السوداني، وأخرج نفسه من الموضوع
    لقد تناولت العديد من الكتب تاريخ السودان بصفة عامة وتاريخ دارفور بصفة خاصة، من هذه الكتب كتاب نعوم شقير الذي حققه الدكتور محمد ابراهيم أبو سليم، ومع أنه قدم معلومات وافية عن حكم السلطان علي دينار، فلن اعتمد عليه لأن البعض يشكك في مصداقيته باعتباره كان قد جاء مع حملة كيتشنر ومن ثم فانه لم يؤرخ الا ما أراد المستعمر تدوينه، سوف أضرب عن هذا الكتاب، مع أنه يعتبر المرجع الرئيس، بعد ذلك هنالك كتاب السيف والنار لسلاطين باشا، وقد عاصر علي دينار ، ثم كتاب مكي شبيكه عن تاريخ السودان، وكتاب ضرار صالح ضرار، وكتاب آلن ثيوبولد: علي دينار آخر سلاطين دارفور- ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م. وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- ، والعديد من الكتب، وأقدم فيما يلي مختصرا لتاريخ السلطان علي دينار من واقع الكتب التي تناولته، وعلى الجميع الرجوع الي أي منها، لنتفق أولا على عدة أمور نجعلها كمسلمات في مناقشاتنا التالية، نتحقق أولا هل حج على دينار ام لا؟ ان كان قد حج ففي أي سنة، وما هو المصدر الذي يؤكد ذلك؟ هل كان في وضع مستقر حتى يقوم بكل تلك الأعمال الكبيرة مثل الكسوة والمحمل والتان كانتا من اختصاص الدول التي يقع الحجاز تحت سيطرتها وادارتها المباشرة أي أنها كانت تولى عزل الشريف حاكم الحجاز وتنصيبه مثل تركيا ومصر؟ولد السلطان علي دينار في قرية "شوية" بدارفور، ولا يوجد تاريخ محدد لولادته، لكن يمكن تقدير تاريخ مولده ما بين عام 1856م وعام1870م. أما أبوه فهو "زكريا بن محمد فضل" ولا يوجد شيء عن طفولته أو نشأته أو شبابه، إلا أن أول ظهور له كان في فبراير 1889م عندما ساند عمه السلطان "أبو الخيرات" في تمرد "أبو جميزة"، ثم هرب مع عمه بعد هزيمة التمرد.كان "الفور" الذين ينتمي إليهم "علي دينار" يقيمون جنوب غرب جبل مُرّة بعد سيطرة المهديين على دارفور، وعندما توفي السلطان "أبو الخيرات" في ظروف غامضة عام 1890م كانت المهدية تسيطر على دارفور وكردفان، فطلب أمير هاتين المنطقتين من "علي دينار" المثول بين يديه في مقر رئاسته في "الأُبَيْض"، والخضوع لأمير المهدية في "الفاشر" –عاصمة دارفور- "عبد القادر دليل"، إلا أن "علي دينار" كان قلقا من هذا اللقاء وآثر أن يُبدي الخضوع للمهدية دون أن يلتقي بأمرائها، غير أن هناك أخبارا تؤكد أنه التقى بخليفة المهدي "عبد الله التعايشي" في عام 1892م وبايعه. وهناك ارتباك ملحوظ في سيرته خلال هذه السنوات الست التي تلت تلك المقابلة، ومن الصعب حمل أي شيء فيها على اليقين التام. معظم الروايات التاريخية تذهب الى أنه غادر الى دارفور قبل أن تبدأ معركة كرري في سبتمبر 1898 والتي انتهت بهزيمة المهدية، حيث خرج من "أم درمان" خلسة مع 300 من أتباعه.عقب هزيمة المهدية كان هنالك شخص يسمى "أبو كودة" أعلن سلطانا عليها بعد انهيار المهدية، وقد كتب اليه على دينار شاكرا له صنيعه وطالبا منه التخلى عن الحكم لأحقيته في ذلك فانصاع "أبو كودة" لهذا المطلب بعد تمنع، ودخل علي دينار الفاشر دون قتال. الا أنه يبدو أنه كان هناك العديد من الطامعين في حكم دارفو بعد سقوط المهدية مثل السلطان "إبراهيم علي" الذي كان على علاقة طيبة مع الأنجليز فقد طلب أن يدعموه في مواجهة "علي دينار"، فقام السردار الإنجليزي "كتشنر" بدراسة الموقف في دارفور، والمقارنة بين "علي دينار" و"إبراهيم علي" أيهما يصلح للحكم، ورأى أنه من الحكمة عدم السماح بحدوث صراع في دارفور حفاظا على أمنها واستقرارها، وحتى لا تتورط حكومة السودان الخاضعة للإنجليز في صراع يحمل الخزينة تكاليف كبيرة نظرا لبعد دارفور وصعوبة مواصلاتها وندرة الطرق المعبدة للوصول إليها.ولذا كتب "كتشنر" إلى "علي دينار" يحذره من القيام بأي عمل يكون من شأنه حدوث ثورة أو اضطراب في دارفور، ويخبره بأن الإنجليز يعلمون أنه لم يقاتلهم في "أم درمان" وأنه ترك الميدان قبل المعركة بيوم، وأنه من أحفاد السلاطين الذين حكموا دارفور. كما كتب إلى "إبراهيم" يحذره من الاشتباك مع "علي دينار".هذا الحياد النسبي من الإنجليز في الصراع بين الرجلين كان فرصة ذهبية لعلي دينار لتدعيم سلطته في دارفور، وخوض معركة ضد "إبراهيم علي" والانتصار عليه في 26 يناير 1899م في منطقة "أم شنقة" داخل الحدود الشرقية لدارفور، وبعد هذا الانتصار سعى "علي دينار" إلى استمالة الإنجليز والتأكيد لهم أنه مخلص لحكومتهم في السودان وأنه يتمنى أن يعتبره حاكم السودان أحد موظفيه.
    كان مستقبل العلاقة مع "علي دينار" من الأمور التي تشغل الإدارة الإنجليزية في السودان، وتتم مناقشتها على مستويات عليا، وبنى الإنجليز موقفهم على أن "علي دينار" استطاع أن يوطد نفسه سلطانا على دارفور، وستتكلف الحكومة الكثير إذا أرادت تغييره، كذلك فإنه يصر على إعلان الإخلاص والرغبة في طاعة حكومة السودان، وأن من الأفضل لتلك الحكومة أن تدير دارفور من خلال "دينار" وليس من خلال حاكم مصري أو إنجليزي، وتم توصيف "دينار" على أنه "صديق في الوقت الحاضر"، وبذلك أعاد الإنجليز العمل بالسياسة التي اتبعها الحاكم الإنجليزي "غوردون باشا" عندما ذهب إلى السودان سنة 1884م والتي كانت ترتكز على تدعيم حكم السلاطين المحليين كوسيلة فعالة لحكم السودان، ولذا اعترف الإنجليز بـ"دينار" كأمر واقع من الضروري التعامل معه.
    في سنة 1900م تم تعيين البارون النمساوي "سلاطين باشا" –صاحب كتاب "السيف والنار في السودان"- مفتشا عاما للسودان، وكان من مسئولياته إقليم دارفور، وقد شددت الإدارة الإنجليزية في القاهرة برئاسة المعتمد البريطاني اللورد "كرومر" على "سلاطين" أن يحرص على إفهام "علي دينار" أن دارفور تقع ضمن منطقة النفوذ البريطاني-المصري، وأن الإدارة هي التي سمحت له بممارسة سلطات داخلية واسعة في دارفور، وكان الهدف من هذه السياسة تأكيد تبعية دارفور لحكومة السودان.
    وأثناء رحلة "سلاطين" في السودان أكد لشيوخ القبائل أنه تم الاعتراف بعلي دينار ممثلا للحكومة في دارفور، وأن على الجميع أن يتعامل معه وفق هذا التوصيف، ورغم ذلك فقد تهرب "علي دينار" من مقابلة "سلاطين" أكثر من مرة عام 1901م.
    كان وضع دارفور فريدا داخل السودان؛ فهي من الناحية الفعلية لم تكن كباقي أقسام السودان رغم اعتراف بعض المعاهدات الدولية بكون الإقليم قسما من السودان، مثل معاهدة 12 مايو 1894م مع الكونغو، أو تصريح 21 مارس 1899م مع الفرنسيين، وكذلك رغم اعتراف "علي دينار" بكون دارفور قسما من السودان وقيامه بدفع جزية سنوية لحكومة السودان حتى عام 1915م، ورغم التبعية التي أبداها "علي دينار" لحكومة السودان فقد رفض دائما دخول أي موظف حكومي إلى دارفور.
    وقد كانت السنوات الأولى لحكم على دينار مستقرة نسبيا وهي السنوات التي امتدت من 1902م حتى 1909م، ورغم أن علاقته بحكومة السودان لم تكن مستقرة نسبيا وكان عدم الثقة هو الأساس في التعامل، فإن هذه العلاقات كانت غير عدائية، وتتسم بالود الحذر، فكان "دينار" كلما حاول الاستزادة من مظاهر استقلاله الداخلي من خلال تعزيز مركزه داخل السودان أو إقامة علاقات خارجية بصفته الشخصية كسلطان لدارفور وقفت له حكومة السودان الخاضعة للإنجليز بالمرصاد.
    العلاقة مع السنوسية: كانت الحركة السنوسية ذات التوجه الديني والإصلاحي قد اجتاحت صحاري شمال إفريقيا حتى حدود دارفور، وكانت ذات زخم وقبول واسع في تلك المناطق، وتزامن صعود هذه الحركة مع بداية حكم "علي دينار" ولذا رأى ضرورة عدم الدخول معها في مواجهة، مع عدم السماح لها بالامتداد داخل دارفور.
    ولتحقيق هذه المعادلة الصعبة، لم يتجاوب "دينار" مع طلب الزعيم "محمد المهدي السنوسي" عندما طلب عام 1900م من السلطان "علي دينار" السماح له ولأتباعه بالعبور من الأراضي الدارفورية للذهاب إلى الحج، فتعلل بأن بلاده فقيرة جدا ولا تستطيع استضافة السنوسي ووفده الكبير، كما اعتذر عن عدم إقامة زاوية سنوسية في عاصمته "الفاشر"، ورغم ذلك رأى أن السنوسية ليست منافسة لدولته ويمكنه من خلال توثيق علاقاته بها الحصول على السلاح وبعض البنادق الحديثة.
    العلاقة مع سلطنة "واداي": وتقع هذه السلطنة الإسلامية في منطقة تشاد حاليا، وكانت من الممالك الإسلامية الشهيرة، وقد تعرضت في تلك الفترة لاضطرابات كثيرة أضعفتها وجعلتها مطمعا للاستعمار الفرنسي، حيث استطاع الفرنسيون الانتصار على سلطانها "رابح الزبير" في 22 من إبريل 1900م في منطقة "كوسري" على بعد خمسة أميال جنوب بحيرة تشاد، لكن سيطرتهم التامة على "واداي" لم تكتمل إلا عام 1908م عندما بسطوا سيطرتهم على المنطقة القريبة من الحدود مع دارفور، وهو ما أقلق "علي دينار" خاصة أن المنطقة الحدودية بين الجانبين كانت مسرحا للمناوشات.
    وقد طلب "علي دينار" من حكومة السودان أن تسانده ضد الفرنسيين، وعندما تقاعست حكومة السودان عن مساندته كتب أول احتجاج إلى تلك الحكومة في 1909م بشأن الانتهاكات الفرنسية الحدودية، ووجدت حكومة السودان نفسها في مأزق فتخطيط الحدود بين دارفور وواداي سيكون مستحيلا بدون جلاء الفرنسيين عن المنطقة الحدودية المتنازع عليها، والاعتراف بالادعاءات الفرنسية في تلك المناطق معناه نقض الهدنة مع "علي دينار"، بينما كان هناك اتجاه لعرض القضية على التحكيم، لكن حكومة السودان كانت ملتزمة ببقاء وضع "علي دينار" على ما هو عليه ورفضت رفضا قاطعا أن يقيم أية علاقات خارجية.
    العلاقة مع الجيوب المهدية:
    عندما سقطت الدولة المهدية في السودان بقي لها عدد من الجيوب في دارفور، وكان أبرز تلك الجيوب "عربي دفع الله" في المناطق الجنوبية من دارفور، و"الفكي سنين حسين" في الغرب، وقد شنت قوات "علي دينار" عدة هجمات على "دفع الله" ودفعته الخسائر التي مني بها إلى أن ينضم إلى "علي دينار" سنة 1903م وكان ذلك نهاية الجيب الأول.
    أما "الفكي سنين" في منطقة "كباكية" فقد استغرق وقتا وتضحيات من "علي دينار" لتصفيته نظرا لقوته وتأثيره الديني، حيث وجه إليه "دينار" جيشا مكونا من أربعة آلاف مقاتل سنة 1900م بقيادة خادمه "كيران" لكن المهدية هزمت ذلك الجيش، فأرسل جيشا آخر في العام التالي من ستة آلاف مقاتل لكن المهدية هزمته، فأرسل جيشا ثالثا سنة 1902م)من اثني عشر ألف مقاتل بقيادة "محمود ديدنجاوي" وهُزم أيضا.
    لم ييئس "علي دينار" من تصفية ذلك الجيب واتبع سياسة الإجهاد الحربي المتواصل لـ"الفكي سنين" حيث قام بغارات متواصلة على منطقة "كباكية" عدة سنوات دون أن يخوض قتالا كبيرا، وفي سنة 1907م وجه جيشا كبيرا وضرب حصارا على "الفكي" لمدة 17 شهرا وانتهى الأمر في 1909م بدخول جيش دارفور "كباكية" وقتل "الفكي".

    -العلاقات مع القبائل:
    شهدت الفترة الأولى من حكم "علي دينار" علاقات متوترة مع القبائل خاصة "المساليت" و"الرزيقات" و"الزيادية" و"المعالية" و"بني هلبة" وامتدت هذه الصراعات إلى نهاية حكمه، وكانت المشكلة الرئيسية هي انعدام الثقة بين الجانبين، فقد كان "علي دينار" يرغب في فرض سطوته عليهم، أما هم فكانوا خائفين منه ومن نمو قوته، وكان لهذه العلاقات المتوترة بينه وبين القبائل انعكاساتها في توتر العلاقة بينه وبين حكومة السودان، وفي استخدام الإنجليز للورقة القبلية ضد "علي دينار" أثناء الحرب ضده واحتلال دارفور بعد ذلك.
    كان "علي دينار" حريصا على الانفتاح نحو الخارج وخلق نوع من التواصل بين دارفور والعالم الخارجي رغم حرص حكومة السودان على الوقوف له بالمرصاد في أي خطوة يقوم بها في هذا الاتجاه، فقد رفضت حكومة السودان التجاوب مع رغبة "علي دينار" في نشر كتاب عن حياته بعنوان "العمران" في القاهرة سنة 1912م حيث رفض الحاكم العام للسودان هذا الأمر رفضا قطعيا، ولم يوافق إلا على طباعة ست نسخ فقط من الكتاب للاستخدام الشخصي للسلطان. وقد تابع الإنجليز محاولات "علي دينار" الانفتاح على بعض الصحف المصرية، وراقبوا اتصالاته بجريدة "العمران" التي كانت تصدر في القاهرة ويُديرها "عبد المسيح الأنطاكي"، والتي كان يدعمها "دينار" بالمال، ورغم ذلك ؛ فقد كانت بعض الصحف المصرية النزيهة تنظر باحترام إلى "علي دينار" مثل صحيفة "اللواء" التي كان يُصدرها الزعيم المصري "مصطفى كامل" وتعتبره بادرة طيبة على طريق التحرر من السيطرة الاستعمارية، ونشرت مقالا مهما عنه في 29 يوليو 1900م) عنوانه "علي دينار مسالم لا مستسلم"، ثم نشرت مقالا آخر بعد عامين بعنوان "محاولة التدخل الإنجليزي في شئون دارفور وفشلهم في ذلك".
    أما موقفه من دولة الخلافة العثمانية، فكانت علاقته بها أثناء الحرب العالمية سببا رئيسيا في تحرك الإنجليز ضده للقضاء عليه وتقويض سلطنته؛ فعندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى ودخلتها تركيا ضد إنجلترا، تغيرت الأوضاع ؛ فقد كانت مصر تابعة من الناحية الاسمية لدولة الخلافة، في حين أنها خاضعة من الناحية الفعلية لسيطرة الاحتلال الإنجليزي، وكان خديوي مصر "عباس حلمي" مساندا للخلافة ضد الإنجليز، ولذا قام الإنجليز بعزله وتعيين عمه "حسين كامل" سلطانا على مصر، وفي 3 من فبراير 1915م أرسل وزير الحرب التركي "أنور باشا" خطابا إلى "علي دينار" يطلب منه مساندة تركيا في حربها ضد الحلفاء، وقد زاد من خطورة تلك الرسالة تحرك الأتراك مع السنوسية في ليبيا لتحريكهم ضد الوجود الفرنسي في بلاد المغرب ومنطقة تشاد، وضد الإنجليز في مصر والسودان.
    ويبدو أن "علي دينار" بنى موقفه على أن ألمانيا وتركيا هما المنتصران في الحرب ضد الحلفاء، وأن عليه تقديم العون لتركيا حتى يجني ثمار هذه المساعدة بعد انتهاء الحرب، وإن كان ذلك لا يمنع انطلاق "علي دينار" من عاطفة وحمية دينية لمساندة دولة الخلافة ضد أعدائها من الفرنسيين والبريطانيين الذين أطلق عليهم صفة "الكفار".
    أما البريطانيون فرأوا أن "علي دينار" قام بانقلاب في السياسة الدارفورية الخارجية نظرا لأنه كان يعاني من فقدان شعبيته فأراد أن يعوض ذلك باللجوء إلى الدين، وأيا ما كان الدافع وراء تمرد "علي دينار" على الإنجليز فقد وقعت الوحشة ثم القتال بين الجانبين، ورأى الإنجليز في البداية ضرورة تأليب القبائل عليه لإضعاف سلطته تمهيدا لحربه، فتم تسليح قبائل "الرزيقات" وتحفيزهم ضده، وتم استغلال شائعة أن السلطان "علي دينار" يجهز تعزيزات من الفور في منطقة جبل الحلة كذريعة لحربه؛ خاصة بعد تحسن الموقف العسكري للإنجليز في مصر ونجاحهم في القضاء على خطر السنوسية على الحدود الغربية لمصر.
    وقد بدأت الحرب بين الجانبين في مارس 1916م)، ووقعت عدة معارك داخل أراضي دارفور كان أهمها معركة "برنجيه" الواقعة قرب العاصمة الفاشر، وتمكن الإنجليز من تبديد جيش دارفور البالغ 3600 مقاتل بعد أربعين دقيقة من القتال، وقتل في المعركة حوالي ألف رجل من جيش دارفور، وعندما علم "علي دينار" بالهزيمة استعد للقتال مرة أخرى للدفاع عن الفاشر، لكن الجيش الذي كان تحت يديه لم يكن مدربا ولم يكن يمتلك أي أسلحة حديثة، كما أن الإنجليز استخدموا الطائرات لأول مرة في إفريقيا، وكانت هذه المرة ضد جيش "علي دينار"، وتم لهم السيطرة على الفاشر في 24 من مايو 1916م، فانسحب السلطان بأهله وحرسه نحو جبل مُرّة، وهناك تم اغتيال "علي دينار" أثناء صلاته الصبح على يد أحد أتباعه في 6 نوفمبر 1916م بعدما رفض الإنجليز قبول أي تفاوض معه للاستسلام.
    تلك هي أهم ملامح فترة السلطان علي دينار، وهي كما يبدو كانت فترات توتر وحروب داخلية وصراعات دولية عنيفة، في مرحلة حرجة للغاية، وهو ما يثير التساءل عن كيفية تمكن السلطان من مد خدماته الي خارج حدود سلطنته، وهو المحاصر من الخارج، المضيق عليه من الداخل ، ورعم ذلك فان عظمته تكمن في انه استطاع رغم تلك الظروف الصعبة أن يحفظ استقلال تلك المنطقة الحبيبة من السودان لفترة تعتبر طويلة حسب معطيات الواقع الذي كان يعيش فيه
    مع أطيب تحياتي سيف الدين عيسى مختار
                  

العنوان الكاتب Date
سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية بجدة علاء الدين صلاح محمد05-22-06, 07:27 AM
  Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب علاء الدين صلاح محمد05-25-06, 12:03 PM
    Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب Mohamad Shamseldin05-25-06, 01:20 PM
      Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب علاء الدين صلاح محمد05-26-06, 06:06 PM
        Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب Mohamad Shamseldin05-26-06, 09:45 PM
          Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب علاء الدين صلاح محمد05-29-06, 04:56 PM
          Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب علاء الدين صلاح محمد05-30-06, 06:02 PM
        Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب محمدين محمد اسحق05-29-06, 05:57 PM
          Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب علاء الدين صلاح محمد05-30-06, 02:42 PM
            Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب ABU QUSAI05-30-06, 05:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de