هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 01:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح أحمد البشير(شتات)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2005, 09:06 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم (Re: tmbis)

    في مسار التاريخ ترانا نمر بالأدغال والغابات والمستنقعات .. محن .. كوارث ..ظلام وظلامات .. شرور وأشرار .. ولابد أن نمضي .. لابد لعجلة الزمن أن تدور وفق دوراتها وضروراتها التاريخية زمانا ومكانا .. ولكن كيف الاحتمال؟
    إنها جدلية الواقع والمثال وبينهما يكمن سر الفعل والانفعال .. والإنسان مخلوق حالم .. والحلم هنا هو الأمل والطموح واستشراف المستقبل بإرادة نافذة .. لذلك يصنع الإنسان التاريخ والحضارة وفق منظومة من القيم .. صناعة التاريخ هي تجسيد القيم على الأرض .. بتنزيل المثال على الواقع ليحل النور محل الظلام . وذلك يتطلب صبر أيوبي وإرادة فولاذية ..
    نسوق هذا الحديث والثقة تتزعزع في اتفاقية السلام والبلاد تعاني التفتت والتشتت والحريق ، ويتضاءل الأمل في وطن مستقر .. حر .. وموَّحد . ورغم إيماننا التام بأن الحرب لا تجدي لأن الشر لا يقتل الشر وأن النار لا تطفئ النار كما يقول تولستوي ، ورغم قناعتنا بالوحدة الوطنية من أجل سودان قوي بتنوعه ، ومتماسك بتمازج ثقافاته وأعراقه ، ورغم يقيننا بالديمقراطية نظاماً للحكم وأنه ليس بيننا من يملك الحقيقة المطلقة أو أنه ظل الله في الأرض . رغم هذا وذاك فأن ساستنا يؤثرون العـوراء على العـيناء ويفضلون عاجل المصلحة والأهواء الشخصية على آجل الوطن المستقر والمجد الزاهر .. ولا مصالحاً أدركوا ولا مجدا . ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق .
    لذا في تاريخنا الحديث (أقصد بعد الاستقلال) تفتقد أمتنا لعظماء أمثال المهاتما غاندى ونيلسون مانديلا وحتى لأمثال مهاتير محمد وجاك شيراك . نفتقد لرموز وطنية مثل مانديلا الذي قضى سبعاً وعشرون سنة في السجن وقبلها سنوات من النضال وعندما استلم قيادة البلاد سلَّمها بعد دورة رئاسية واحدة تاركاً المجال لجيل آخر ، فلكل زمان رجال . وعندما انفجرت كارثة اغتيال أحد رجاله في المؤتمر الوطني بواسطة الافريكانز البيض بعد اتفاقية السلام مع البيض ، ثارت ثائرة الشعب واشتعلت شرارة كادت أن تقضي على كل ماحققته مسيرة النضال الوطني الطويلة ، وقف مانديلا أمام هذا الشعب الغاضب قائلاً لهم إن كنتم تحترموني وتقدرون حبي لكم فاسمعوا لي .. واستمعوا له وهدأت غضبة الشعب لأنهم يعلمون أنه لم يداهن يوماً أو ينافق ، امتص مانديلا شهوة الانتقام لأنه لم يكن حاقداً طالباً للثأر بل كان مؤمناً بقضية وطنه وشعبه وبالحرية والعدالة الاجتماعية .
    نفتقد لرجل مثل غاندي وهو يقدم نفسه فداءاً لوطن الحرية والديمقراطية والتعايش الاجتماعي .. رجل كان يؤمن بأن المسلمين والهندوس هم عيني الهند وعندما سأله أحد الصحفيين في زيارة له لانجلترا لماذا ترتدي هذه "الشلاتيح" أجاب مبتسماً : لأنني أمثل شعباً من العراة والجائعين . وعندما اندلعت أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين بعد انقسام الهند أعلن الصيام حتى الموت ، وصام مائة وواحد وعشرون ساعة ، خضع بعدها الجميع لإرادته وعاد بعدها الرضا لنفسه ، استجاب الشعب لغاندي مثلما استجاب لمانديلا لأنه كان رمزا وطنياً يحترمه شعبه بكافة أعراقه وأديانه . ومضى غاندي بعد أن بنى أمة ووطناً وتبعته انديرا غاندي وراجيف غاندي إلى نفس المصير إيماناً بوطنهم وشعبهم وإرادتهم .
    فهل السودان حالة ميئوس منها .. أم ما يزال هناك ضوء في نهاية النفق؟
    عندما كانت تراود جيل الاستقلال أشواق الحرية لم يكن في تصورهم أنه بعد قرابة الخمسين عاماً من الاستقلال سنكون أسوأ مما كنا عليه أيام الاستعمار . لكنهم عملوا وفق أحلامهم ابتداءً من جمعية اللواء الأبيض ومؤتمر الخريجين ، تساند الساسة والمثقفون والمفكرون أصحاب "الفجر" و"الحضارة " و"السودان الجديد" والتف حولهم عامة الشعب بفطرة سليمة غايتها الكرامة والحرية حتى غادر "الغريب إلى بلده" واستوت سفينة الوطن على جودي الحرية ، وارتفع العلم على سارية القصر وتغنى الجميع "اليوم نرفع راية استقلالنا" . كانت تلك محطة تاريخية للذين يدركون معاني السيرة والتاريخ ، وتاريخيتها في أنها كانت فرصة لبناء الوطن علي أسس متينة لأن التحديات لم تكن بتعقيدات اليوم . تجاهل جيل الاستقلال رغم حماسته ووطنيته مشكلة الجنوب واستسهلوا أمرها وما يزال الوطن وأبناؤه جميعاً يدفعون ثمنها حتى اليوم . ثم طغت أطماع النفوس والرغبات والشهوات واختلفت كلمة القوم ليقفز العسكر على سدة الحكم وتبدأ سٌنة سيئة هي منطق القوة والشمولية والرأي الواحد وتنفتح كارثة من كوارث الوطن وتضيع فرصة لتعلم مبدأ التحاور والتشاور واحترام الآخر .
    وبعد ست سنوات من التهافت السياسي يعود الشعب ليقول كلمته مرة أخرى وهتف الناس باسمـك الأخضر يا أكتوبر نغني ، ويظهر جيل آخر ينافس جيل الاستقلال وتزداد حمى الصراع السياسي وصراع الأهواء والمصالح وتتقاصر الهمة الوطنية وتتصاعد مشكلة جنوب السودان وينتهي الأمر بالاستقطاب الديني الحاد حول مسألة الدستور الإسلامي وحل الحزب الشيوعي السوداني ليقفز العسكر مرة أخرى من ثكناتهم إلى القصر الجمهوري . وللمرة الثانية نفشل في الامتحان لأننا لم نكمل منهج السنة الدراسية الأولي بنجاح والفشل في السنة الثانية أعمق لأننا سندمن الفشل بعد ذلك لأن النشأة الضعيفة لا توفر نمواً سليماً ومعافى . لم يدع الصراع الحزبي وصراع الأشخاص في الديمقراطية الثانية فرصة لتحقيق السلام والوحدة الوطنية أو التفكير في التنمية ، فأيَّد الكثير من الناس وبعض السياسيين الانقلاب العسكري لا حباً في العسكرية بل زهداً في الحزبية وديمقراطيتها .
    ثم جاءت مايو وكانت نهباً لكل أصحاب الأيديولوجيات من شيوعية وقومية ناصرية وإسلامية ولكنها جميعها كانت تتكسر تحت إرادة الزعيم الأوحد . ويحمد لمايو أنها أوقفت الحرب عشر سنوات وشهدت البلاد شيئاً من التنمية والاستقرار وما ذلك إلا لأنها ضمت في بداية السبعينات كوكبة من الكفاءات الوطنية النادرة أمثال أبيل ألير ، منصور خالد ، جعفر محمد على بخيت ، محي الدين صابر وغيرهم ، هذه الكوكبة التي أعتقد أن الغيرة الوطنية هي التي دفعتها للعمل بغض النظر عن شرعية الحكم . وكعادة الأنظمة العسكرية نقضت مايو غزلها وهدمت بنيانها فانهارت اتفاقية السلام وتصدعت المشاريع وانشغل الزعيم بحماية نظامه ونفسه ولجأ للتكتيكات المرحلية والمناورات السياسية ليختلق ما أسماه بالقوانين الإسلامية وتنتهي البلاد في عهده بمجاعة ويهرب غير مأسوف عليه بعد انتفاضة الشعب في أبريل .
    ستة عشر عاماً كانت فترة طويلة أنقطع فيها الشعب عن الديمقراطية التي أخفقنا فيها مرتين وفشلنا في تعلم أبجدياتها ، وانتقلنا إلى الديمقراطية الثالثة والبلاد تشهد أعلى حالات الاستنفار الديني والسياسي والعسكري ، ولم تكن السنوات الأربعة من أبريل 1985 حتى يونيو 1989 كافية لاستيعاب ذلك الاضطراب السياسي ، رغم أن الفرصة كانت مواتية لتحقيق السلام والاستقرار لولا الهدير الإعلامي الهائج للجبهة القومية المدعوم بعاطفة دينية هائلة ضاعت في ضجيجها كوكادام واتفاقية الميرغني- قرنق والمؤتمر الدستوري الذي كانت تعتبره الجبهة من الموبقات وهاهي اليوم تنادي له الجميع ويرفضون لأننا دوماً لا نستبين النصح إلا ضحى الغد . ولو قدَّر للديمقراطية الثالثة أن تستمر لدورة أخرى كان يمكن لنا أن نصل لحل للكثير من المعضلات الوطنية وكان يمكن للشعب أن يقول رأيه في فترة كاملة ويختار بحر إرادته من يمثله لدورتين متتاليتين ، ولكن عدم قناعة البعض بمبدأ الحكم الديمقراطي أجهضت المشروع وتسلقت ما هو غير مشروع ليتواصل التهريج السياسي .
    ومن الديمقراطية الثالثة إلى العسكرية الثالثة التي جاءت مع انهيار المنظومة الشيوعية والنظام العالمي الجديد والقطب الواحد وسيطرة الرأسمالية والعولمة . في هذا الجو المحموم يعلن نظام الإنقاذ مشروعه الحضاري ودولته الإسلامية ويعلن حربه على من كان يسميهم بالمتمردين في جنوب السودان . وبعد ما يقارب الستة عشر عاماً هاهي الإنقاذ توقع اتفاقاً مع أعداء الأمس وتوافق على دستور وحكومة قومية وانتخابات ديمقراطية بعد أن هلك النسل وجف الزرع والضرع وصعب الفتق على الراتق . كانت تجربة الإنقاذ مفيدة لأن التاريخ لا يتقدم أحياناُ إلا من أسوأ أبوابه كما يقول هيجل ، لكننا لا نتمنى أن يتقدم تاريخنا من مداخله السيئة .. فهاهي النفوس تكتئب وحماسها يفتر وتتضاءل قدرتها على العطاء ، رغم يقيننا التام بأننا نمضي إلى الله من طرق شتى ونأتيه من أبواب متفرقة وأننا جميعا منه تعالى واليه "الراغبون في الله .. والراغبون عن الله .. ما من الله بد" . المداخل السيئة من التاريخ نلجها عندما نعاند الحقيقة ونتبع الوهم وأهواء النفس .. كقوم موسى عندما كتب عليهم أن يتيهوا في الأرض أربعين عاما .. وقيل لهم اقتلوا أنفسكم .

    إن البلاد لن تشهد استقراراً إلا إذا أرسينا دعائم الديمقراطية الحقة ولن يتم ذلك إلا بالإيمان التام بالديمقراطية فكراً وسلوكاً على مستوى الفرد والجماعة . لم يكن فرانسيس فوكوياما مخطئاً عندما زعم أن الديمقراطية هي نهاية التاريخ وأنها السقف الأعلى للتطور السياسي ، فهي النظام الذي يحفظ الحقوق الأساسية وفقاً لواجبات المواطنة ويوفر الإطار الذي يستوعب الاختلاف والتنوع والتعدد ، وأساس الديمقراطية هو الدستور أو القانون الذي يحتكم إليه الجميع ، وقانون الجميع يجب أن يوافق عليه الجميع ولا أقول يضعه الجميع . وإذا تراضى الناس على الدستور أقرُّوا السلام بينهم وودعوا الحرب وتراضوا على الوطن الكبير والحق المشترك والهَم الواحد ، أي على الوحدة الوطنية بمفاهيمها الواسعة من اعتراف واحترام وتواصل في كل مناحي الحياة . بعدها يمكن أن ننتقل إلى المنهجية والعلمية ودولة المؤسسات ومراكز البحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي .
    سئل أحد المفكرين متى يتقدم عالمنا ؟ أجاب :
    عندما يقتنع بأن يكون له حلفاء .. لا عملاء
    وأن يكون إلي جانبه مفكرون .. لا مهرجون
    وأن يعتبر شعبه حراً .. لا عبداً
                  

العنوان الكاتب Date
هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم tmbis05-23-05, 08:48 AM
  Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم tmbis05-23-05, 08:58 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم tmbis05-23-05, 09:06 AM
      Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-24-05, 02:12 AM
        Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم منصور شاشاتي05-24-05, 03:58 AM
          Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم ابو جهينة05-24-05, 04:16 AM
            Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-25-05, 08:19 AM
          Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-25-05, 03:40 AM
  Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم حمزاوي05-24-05, 04:11 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم A.Razek Althalib05-24-05, 04:16 AM
      Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شدو05-24-05, 04:39 AM
        Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-26-05, 01:33 AM
      Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-25-05, 01:17 PM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-25-05, 01:14 PM
  Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم ahmed haneen05-24-05, 06:19 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم waleedi39905-26-05, 06:10 AM
      Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-28-05, 08:35 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-28-05, 00:47 AM
  Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم محمد أبوجودة05-26-05, 04:43 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم شتات05-29-05, 00:35 AM
  Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم Tabaldina05-30-05, 05:30 AM
    Re: هل السودان حالة ميئوس منها .. ( صلاح شتات ) يكتب في صحيفة الخرطوم معتصم دفع الله08-07-05, 07:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de