المديح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الوليد قسم الباري محمد علي(khaleel)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2002, 04:41 AM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المديح

    يقول الرسول(صلى الله عليه وآله):« لا يؤمن أحدكم حتى تكون نفسي أحب اليه من نفسه، وعترتي أحب اليه من عترته ».
    فارتبط الايمان بمحبة النبي وآل بيته، والمحبة شعور يتملك الانسان يجبره على التودّد والتقرب لمحبوبه بكل ما يعرف من السبل الممكنة له، فلا يجد المرء الراحة والسعادة إلاّ في ذلك، وينطمس في نظره كل صفة غير جمال محبوبه وحسن خَلقه وخُلقه، فلا يراه إلاّ في أكمل ما يرى، ولا يجد السعادة إلاّ في رؤيته والاجتماع به.
    وإذا تملّك الانسان الحب ظهر عليه وأصبحت حاله تشير إلى ما هو عليه. قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «حبك الشيء يُعمي ويُصمّ»; وإذا غلب الحب على المرء فلابد له من الافصاح عن حاله والتعبير الدال عليها، إذ قيل: « إذا فاض الجنان ظهر على اللسان » ولابد أن يكون التعبير بأحسن ما يستطيع، فيذكر محبوبه بأحسن العبارات وأحسن الصفات وأجود مايكون من التعبير والنظم، فكان الادب من أهم المؤثرات في الحياة.
    وبما أن عدم محبة النبي وآل بيته تنفي الايمان وتدخل النار، لقول النبي(صلى الله عليه وآله): « والذي نفس محمد بيده لو أن أحداً صفن بين الركن والمقام وصلَّى وصام ومات وهو مبغض لنا أهل البيت دخل النار » فقد بدا للعارفين خطورة ما عليه العوام من المسلمين، فعملوا لتحبيب النبي وآل بيته إلى الناس وذلك بالقيام بالاحتفالات في كل مناسبة خاصة بالنبي وآل بيته، وإحياء تلك المناسبات بالمدح لنشر السيرة العطرة في أوجز عبارة ممكنة وألطفها حتى يأخذها الناس دون جهد منهم، فيحفظوها ويتمثلوا بها وتثير فيهم الشوق الى الممدوح، فيزداد إيمانهم ويكونوا بذلك قد عبروا عما في نفوسهم، ووضعوا من تعبيراتهم المنظومة والمنثورة ما يحفظ للعامة إيمانهم بمحبة النبي وآل بيته، ولم يلتفتوا إلى من عارض المدح مهما كان محلّه من العلماء; فالعلم دون محبة النبي وآل بيته رياضة ذهنية لا تأتي بفائدة، وإلاّ كان إبليس من الناجين بعلمه
    وبذلك حفظت المدائح النبوية عقيدة الناس بتحبيب النبي إليهم وهو أساس الايمان، ونبّهت الغافلين الى تصحيح عقيدتهم، فإن من كره المدح كره الممدوح. ويرى بعضهم أن من منّة اللّه عليه أن وهبه نعمة مدح المصطفى(صلى الله عليه وآله)، لان اللّه سبحانه وتعالى مدحه فى قوله جلّ وعلا: (وإنك لعلى خلق عظيم)، والرسول(صلى الله عليه وآله) يقول: «تخلَّقوا بأخلاق اللّه»، فيرى أن مدحه للنبي تخلقاً بأخلاق اللّه لا يضيف جديداً للذات الشريفة من حسن خَلق وخُلق لانها أعظم من مدحه، فمدحه حقيقة عائد عليه بأنه أصبح أحد ما دحي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله).
    وقد ثبت أن كعب بن زهير أنشد أمام رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في داخل مسجده بعد صلاة الفجر قصيدة مدحه بها، وكان الرسول قد سبق أن أهدر دمه فعفا عنه النبي ورفع عنه عقوبة الاعدام بل أهداه بردته. وذكر في تلك القصيدة:
    إن الرسول لنور يستضاء به مهنّد من سيوف اللّه مسلول
    ولم ينكر عليه الرسول وصفه إياه بالنور. وفي الحديث المتّفق عليه أن عمر ابن الخطاب وجد حسان بن ثابت ينشد في مسجد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) فنظر إليه فقال له حسان: «لقدكنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك».
    يرى البعض في حديث «احثوا التراب في وجوه المادحين» منعاً للمدح، وحادثة كعب بن زهير مع الرسول توضح غير ذلك، ولذلك فسّر هذا الحديث بعض العارفين بأن كلمة التراب كناية عن المال أي أجزلوا لهم العطاء، وقال بعضهم: «المادحين» في هذا الحديث تعني الذين يمدحون الملوك والرؤساء وأصحاب الاموال، وقال آخرون: إذا مدحت فخذ كفاً من تراب وقل لمادحك إنما أنا من تراب حتى لا تغتر.
    وقد ثبت أنه مدح بحضرته وفي مسجده فأقرّ المادح وأهدى له وعفا عما كان عليه من عقوبة، ولذا قالوا مدح المصطفى يشفع للانسان في الدنيا كما شفع لكعب بن زهير، وفي الاخرة، لان المدح دليل على المحبة، والمحبة منجية لقول الرسول(صلى الله عليه وآله): «المرء مع من أحب» ولو كان كنعيمان الذي كان يحدّه النبي في الخمر مراراً ويقول فيه: «لا أعلم إلاّ أنه رجل يحب اللّه ورسوله ».
    وقد لعب أدب المدائح في السودان دوراً كبيراً في نشر السيرة النبوية العطرة وسيرة المشايخ العاملين والعلماء الاجلاّء، مما جعل أكثر أهل السودان على قدر كبير من العلم بالسيرة والسنّة وأحكام الحج والصلاة والزكاة والواجب والمستحب وكثير من المسائل الفقهية، على رغم كبر مساحة الامية في المجتمع; فيأخذ المريدون المستمعون للمدائح والقصائد منها ما يصلح من عقيدتهم وصلاح أعمالهم وإنهاض هممهم في التوجه إلى اللّه.
    وتبدأ القصيدة النبوية غالباً بشطر قصير، وهو الذي يردّده المنشد والمستمعون بعد كل بيت من بيوت القصيدة، وهو إما أن يكون صلاة على النبيّ مثلاً:
    صلِّ يا قديم الذات على صاحب المعجزات دائماً
    الناجـي شاف الـذات
    أو يكون بذكر المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام كقول الشاعر:
    نعم العنى لك قام نوى يا أم قلة دوب الحسارك لي شوى
    أو قد تكون بذكر ما يشير إلى المدينة أو إلى جهتها كقول الشاعر:
    بـرق العـقيق جرجـرليل يا ساري هل ما بي بيك جرا
    وهذه تردد بعد كل بيت من بيوت القصيدة النبوية في حالة الانشاد ثم تبدأ القصيدة في البيت الاول بذكر اللّه تعالى، وغالباً ما يكون دعاء، وقد حرصوا على ذلك لان اللّه سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) والرسول الاعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام يقول: «الدعاء مخ العبادة».
    ثم يذكر في البيت الثاني النبي(صلى الله عليه وآله) ويثني عليه.
    يفتتح الشاعر إنشاده في قصيدة «صل يا قديم الذات» باللّه في البيت الاول ثم يدعو فيقول:
    يا باقي غير جهات لنا يوت بالرحمة هات دائماً
    آبـانا وأمـهـات
    نسلم من الشبهات ونسير كما النهات دائماً
    الناجي شاف الذات
    ثم يعرّج في البيت الثاني على النبي(صلى الله عليه وآله) ويقول:
    فوق كامل الصفات سيد مكة وعرفات دائماً
    ثن غير التفات
    يوم الامم صافات مضمون فيه الكفاة دائماً
    الناجي شاف الذات
    القصائد النبوية بعد ذكر اللّه والنبي في البيت الاول والثاني تستطرد في ذكر السيرة العطرة من مولده ونشأته وصفاته ومعجزاته(صلى الله عليه وآله)، وبعد ذلك تذكر الصحابة رضي اللّه عنهم ودورهم في نشر الاسلام، وبعد ذلك بيت «البرق» وهو إشارة إلى جهة أرض الحجاز حيث تعلّق قلب الشاعر، وهو إشارة كذلك للذي يقوم الليل ذاكراً للّه.
    ويدل على أن المؤلف ظلّ ليله كله ذاكراً للّه ناظراً إلى جهة محبوبه حتى يرى منها ما يشير إليها، فقد يخفف ما به من وجد إن رأى نوراً في جهة محبوبه أو يشم ريحاً من جهته، فهذا البرق هو برق الحب والمحب كثير السهاد كما قال الشاعر:
    جهد الصبابة أن تكون كما أرى عين مسهّدة وقلب يخفق
    كما أن العطايا الالهية ترتجى بقيام الليل; وكان التوجيه الالهي للحبيب(صلى الله عليه وآله): (قم الليل إلاّ قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً).
    وقد مدح اللّه القائمين في الاسحار; قال تعالى: (وبالاسحار هم يستغفرون)وبالاسحار ينجي اللّه عباده الصالحين; قال تعالى: (إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلاّ آل لوط نجيناهم بسحر)، وبالاسحار يهلك اللّه أعداء أوليائه: (أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين).
    ولهم في رسول اللّه أسوة حسنة، وهو الذي قام من الليل حتى تورّمت قدماه الشريفتان، بل يعملون جهدهم في إتقان التأسّي به لان العرفان هو «التقيد بالكتاب والسنة»، فبمحبة النبي والاجتهاد في الاقتداء به في كل عمل يقوم به المرء يرقى الانسان إلى المراتب العليّة الايمانية، وكلما ارتقى الانسان عرف قدر من هو أرقى منه، وهو معلمه الاكبر.
    قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام:«بعثت معلماً». وقد يرتقي الانسان بإتقان العمل ظاهراً وباطناً باتباع هدى النبي حتى يحبه اللّه فيكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يسعى بها.
    فالبرق إشارة إلى هذا المعنى الكبير، فبالحب يكون الانسان مع من أحب، ثم تختم القصيدة النبوية بالصلاة على النبي متضمنة اسم المؤلف والدعاء له وقد يخص المؤلف نفسه بالدعاء ببيت منفرد قبل الختم بالصلاة
                  

العنوان الكاتب Date
المديح khaleel03-11-02, 04:41 AM
  Re: المديح رومانسي03-11-02, 09:25 AM
  Re: المديح khaleel03-16-02, 00:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de