الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثالث)

Quote: الأخ الحاج حمد أبوالتيمان السلام عليك ورحمة الله وبركاته من أين أبدأ لا أدرى الحيرة تملأ قلبي ونفسي معاً، إذا قلت أبدأ منذ مدرسة الخشب الكتاب سابقاً لا أدرى خلاف إنني درست لمدة ثلاثة أشهر معه في السنة الرابعة كتاب وامتحنت إلى المرحلة الوسطى، وعلى رغم من إنني كنت أنقل ما فاتني من دروس لأننا وصلنا من ملكال إلى الخرطوم بحري منزل في فترة على ما اعتقد كانت 15 يوماً لظروف النقل والتنقل في ذاك الوقت وبعدها أتينا إلى دارنا في الشعبية وفجأة توفي جدي والد والدي وكنت أذهب من "الفراش" كم كان يسمى في ذاك الوقت أو بيت البكاء إلى لجنة الامتحانات بدون أن أذاكر أو أقرأ شيئاً ولكن على من ذلك أحرزت نتيجة 173 ونصف ولم تكن هذه النتيجة تدخلك إلى مدراس الوسطى سابقاً ولكن عندما نزلت وزارة التربية والتعليم القبول إلى 170 قبل في مدرسة في ام درمان ولكن والدي رفض أن اذهب إلى تلك المدرسة وقيدني في مدرسة الربعة الوسطى سابقاً. وكان معي في ذاك الوقت خالد محمد صالح، وكان عندهم مطبعة اسمها مطبعة أروا ويسكن الشعبية شمال بالقرب من شارع الكبرى في حلة أولاد عبدالقادر عريبي، وخلف شارع كبرى شمبات والهادي محمد بشير كان يسكن في شارع ناس الطروس يعني خلف منازلكم في نفس شارع ناس كمال نوالدائم، وكانت مدرسة الربعة في ذاك الوقت بتخرج إما لعيبة كرة وإما فنانين "غنايين" كمثل فتحي حمد من الشبعية جنوب شارع لمدارس أخو سعيد "السخلة" وجعفر شحاته وأخوه شحاته الكبير الذي كان في الفصل الذي أمامنا والفنان محمد صيام "ومتوكل عبدالسلام" لاعب الهلال السابق والكورنجية كانوا كثيرين ونحنا كنا كورس مع فتح حمد، وممثلين برضوا وبتاعين سباق دراجات، قليلين هم من كانوا يتقدمون إلى الأمام ويدخلوا الثانوية أو مدرسة الشعب الثانوية في ذاك الوقت أو الذين كانوا يدرسون في فصول "المعان" الذين كانوا يدفعون 3 جنيات في السنة حق الكتب، هناك بعض منهم تقدموا الثانويات ودخلوا كلية الشرطة مثل ود المزاد حمد النيل، وأحمد دينق صديق ابناء الشعبية جميعاً ولاعب الهلال شيخ الدين كباشي على ما اعتقد وأيضاً النقيب الذي توفى من أولاد شمبات عبدالغفور، ومن الذكريات الجميلة ك=نا عاملين حرب عديل مع أولاد شمبات بعد ما نحضر من المدرسة في العصريات نذهب إلى المقابر، ونبدأ "نفلق" أولاد شمبات ناس سليمان وبدرالدين وهم كثر لا تستحضرني الذاكرة لكن هذه الحرب استمرت شهور كثيرة جداً حتى تدخلوا الناس الكبار حتى تم الصلح بيننا ومن أظرف ما مر بنا أتوا أولاد شمبات في مدرسة الربعة عشان "يدقونا" بالقرب من المدرسة وكنا أكبرنا في ذاك الوقت علي الزومة كان معه مطوة أشهر المطوة في وجه أولاد شمبات وأنا كان عندي واحد صديقي بتاع كمال أجسام يعمل في طلمبة مع الخور ذهبت وأحضرت والجماعة خافوا من الرباع الذي احضرته وعلى الزومة شاهر المطوة حتى وصلنا إلى الحلة أولاد شمبات مافي زول فيهم قدر يعمل حاجة وهددهم صديقي في الوقت بأنهم لو عاودوا مرة أخرى لن يعفي أحدهم من الضرب المبرح واستمرينا فترة طويلة نتجادع بالحجارة وكانت مشهورة جداً هذه الحرابة، لأجيالنا في تلك الفترة. وأيضاً هنالك حادثة مهمة عن التواصل الاجتماعي بين الأسر في الشعبية أو عندما يحصل لجارك شيء ما لا قدر الله وفاة أو فرح فتجد ابناء الشارع كله في خدمة ناس الفرح أو البكاء، والدتي توفت في عام 1985، وكان الفراش في ذاك الوقت ثلاثة أيام وكان أهلي الدناقلة يأتون إلى الفراش ويسألوا عن الأولاد الذين يدخلون عندنا في المنزل يأتون الأكل والشاي بالترامس ويلبون تعليمات كل من يطلبه في الفراش إذا كان يريد ماء أو شاي، ويسألون أهلي أولاد من هؤلاء الذين يخدمون في هذا البكاء، فكانت تجيهم الإجابة من الذين يعرفون بأنهم أبناء الحلة والجيران، فكانوا يسرون ويشيدون بذلك وبأنهم مثل الأهل وكأنهم ليسوا جيران فقط.، أكتفي بهذا النذر إلى أن نلتقي في ذكريات أخرى عن الشعبية نجمة في سماء الخرطوم بحي لكم التحايا جميعاً أبناء الشعبية وخاصة أخي وصديقي الأستاذ صلاح شكوكو.مع خالص تحياتي لك أبناء الشعبي أخوك جعفر حسن "أبوحديد" سابقاً يا ليت الشباب يعود يوماً يرجعنا إلى ذاك الزمن الجميل جداً