|
Re: أروما حاضرة القاش .. ذاكرة الإنسان والمكان .. كتاب يرثي القيم الجميلة!! (Re: Faisal Abdulateef)
|
شكرا لك أخى فيصل والشكر للأخ حسن ,, لا تذكر أروما وإلا تذكر معها وقـر . فالمدينتان تؤأم, وقد عشت فيهما أجمل أيام عمرى وأنا فى مرحلة الصبأ فى فترة الستينات . حيث كان الوالد رحمة الله عليه مفتشا للغيط فى مشروع القاش العظيم والذى تم وأده مع سبق الإصرار والترصد !! لقد فتق هذا البوست جرحا ظللت أتجنبه لسنوات بعد الحاله التى أصابتنى وأنا أعود لتلك المنطقه فى التسعينات ,, لقد صدمت وبكيت بكاءا مرا وأنا أرى أمامى أطلال ومدن حينما عشت فيها كانت كالريف الإنجليزى تماما بعد أن شاهدته فى الثمانينات , وحينها إحترمت الإنجليز إحتراما كبيرا لأنهم بكل إخلاص كانوا قد نقلوا بلادهم إلينا بكل تفاصيلها !! لكن ما أصابنى فى التسعينات وأنا أرى تلك الأطلال كان صدمه كبيره ظللت أتحاشاها وأطردها من مخليتى وعبثا كنت أحاول إسترجاع تلك الصوره ولكن الصدمه كانت أقوى !! لم أجد فى وقر وأروما وأنا أعود إليهما بعد ثلاث عقود من الزمان لا القاش ولا مشروعه , ولا حتى مراتع الصبا تلك ! لم أجد المدرسه ألأوليه ولا الوسطى , ولا حتى سرايا المفتش , بل لم أجد حتى ذلك المصنع الضخم والذى كان قد شيد فى آواخر الستينات بمدينة أروما ألا وهو مصنع الكرتون !! من يصدق أن مدرسة وقر الأوليه كانت بها داخليه من ثلاث أنهر يفد إليها الطلاب من مكلى ومتاتيب وهداليا وغيرها من قرى القاش ! من الذى يصدق إذا قلت لكم أن مدرسة وقر الوسطى ومدرسة أروما الوسطى كانت بهما مكتبات تضاهى أى مكتبه فى أى جامعه الآن ,, بل من يصدق أن مدرسة وقر الوسطى وأروما الوسطى كان تشييدهما المعمارى وعدد الفصول وأثاثه والحدائق الغناء والخضره تضاهى جامعة الخرطوم !! لقد كان بكل مدرسه مسرح مثله ومثل المسرح القومى بجانب ميادين لكرة القدم والسله والطائره يجرى عليها تنافس دورى من خلال الفصول أو الداخليات والتى كانت تتمتع بإنضباط عالى لا تجده اليوم حتى فى الكليه الحربيه ,, والله يافيصل لا إنت ولا حسن ماعافى ليكم فقد أوجعتمونى وخلخلتمونى وفتحتوا جرحا حسبته قد برأ !!
تحياتى ,, ولى عوده مرة أخرى لهذا البوست بعد أن أفيق .
|
|
|
|
|
|