الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2007, 00:58 AM

Hisham Osman
<aHisham Osman
تاريخ التسجيل: 09-29-2006
مجموع المشاركات: 1210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل(2) (Re: Hisham Osman)

    وهذه الطاعه العمياء هي الحرف الاول في جمله جماعات الاسلام السياسي "المفيده"
    ثانيا : العداء لكل النظم التي حلت محل الاسلام والتي تسمي في عرف الجماعات الدينيه بالافكار المستورده .والعمل الجاد في سبيل القضاء عليها .
    ثالثا: العنصر المهم جدا والذي تفوق اهميته ماعداه من عناصر اخري والذي يشكل الاداه الثوريه الاساسيه في عمليات التغيير عند جماعات الاسلام السياسي هو الجهاد في سبيل الله بالاموال والانفس .ولاهميه هذا العنصر عند جماعه الإخوان ,أشار إليه البنا كثيرا , وجعله الفريضة الدينية التي لا تقل عن الفرائض الاخري كالصلاة والصوم .
    وقد قال البنا في" رساله الجهاد " :
    "ايها الإخوان . إن الامه التي تحسن صناعه الموت ,وتعرف كيف تموت الموته الشريفة ,يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا ,والنعيم في الاخره وما الوهن الذي ازلنا الا حب الدنيا وكراهيه الموت .فاعدوا انفسكم لعمل عظيم واحرصوا علي الموت توهب لكم الحياه"
    وهكذا غرس البنا فسيله العنف التاريخي الذي مازال الاسلام السياسي المعاصر يعلقها تميمه علي قلبه.
    والشخصيه الثانيه التي لعبت دورا مهما في تكوين جماعه الاخوان المسلمين هي عبدالقادر عوده ,الذي جاء عمله متمما ومكملا لعمل حسن البنا اذ كان يقوم بعمليات التنظير والتاصيل للافكار الاساسيه التي كان حسن البنا يلقي بها في الساحه .
    واذا كان حسن البنا اتخذ من العوده الي الشريعه الاسلاميه الركن الاساسي في بناء دعوه الاخوان ,فقد جاء عبد القادر عوده ليؤصل لهذه الفكره في العقيده الاخوانيه ,وليقوم بعمليات التنظير بين هذه الشريعه والتشريعات الوضعيه مستهدفا من كل ذلك اقامه البرهان النظري علي إن الشريعه الاسلاميه هي الاجدر بان تكون القانون العام والخاص ومنطق عوده في عملية التنظير هذه هوالمصدر الذي تصدر عنه الشرائع ,فهذا المصدر في الشريعه الاسلاميه هو الله,وفي الشرائع الوضعيه هوالانسان .ويترتب علي هذا المنطق عدة نتائج اوردها في كتابيه :"التشريع الجنائي الاسلامي مقارنا بالقانون الوضعي " أو "الاسلام واوضاعنا السياسيه"
    ويذهب عوده في كتابيه المذكوران إن القانون من صنع البشر بينما الشريعه من عند الله . وعلي هذا الاساس يكون القانون عرضه للتغيير والتبديل أي عرضه للتطور بينما لاتكون الشريعه في حاجه الي هذا التغيير مهما تغيرت الاوطان والازمان .
    كما يؤكد عوده ايضا علي إن القانون هو قواعد مؤقته تصنعها الجماعه _اي جماعه_ لتنظيم شئونها وسد حاجاتها ,فهي قواعد متاخره عن الجماعه أو هي في مستوي الجماعه اليوم ومتخلفه عنها غدا ,لان القوانين لاتواكب سرعه تغيير الجماعه اما الشريعه فقواعد وضعها الله علي سبيل الدوام لتنظيم الجماعه فهي من المرونه والعموم بحيث تتسع لحاجات الجماعه مهما طالت الازمان وتطورت الجماعه وتعقدت الاحتياجات .
    كما ربط عوده عمليات التنظير والتاصيل لعناصر جعلها الاعمده الاساسيه في البنيان الثقافي والاقتصادي والسياسي لكل حركه في الحركات الدينيه المعاصره.وهذه العناصر هي _نظريه الشوري _تقييد سلطه الحاكم_ملكيه المال.
    وسنتطرق لكل عنصر من هذه العناصر الثلاثه في ايجاز غير مخل معتمدين علي كتابيه المذكورين انفا في ابراز وجهات النظر حول تلكم العناصر.
    وفيما يتعلق بنظريه الشوري يقرر عوده إن الاسلام لم يشرع هذه النظريه لحاجه العرب اليها وقتذاك من حيث انهم لم يكونوا_ من وجهة نظره_ من التقدم بحيث يكونون في حاجه لمثل هذه النظريه وانما قرر الاسلام الشوري لتكميل الشريعه والارتقاء بمستوي الجماعه وحمل افرادها علي التفكير في المسائل العامه والاشتراك في الحكم بطريقه غير مباشره والسيطره علي الحكام ومراقبتهم .
    ونظريه الشوري كما تتبدي للذهن هي نظريه عامه .لذلك يعتمد عبدالقادر عوده علي الايه القرانيه "....وشاورهم في الامر " لتبيان كيفيه ممارسه الشوري , فهو يجنح الي تفسير الامر باعتباره امر الدنيا لا امر الدين وهو الامر الذي نصت عليه ايه اخري "هي قوله تعالي "واذا جاءهم امر من الامن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه الي الرسول والي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" ,وامور الأمن والخوف بداهة هي أمور الحياة الدنيا وكانت ولا تزال من مسئوليات السلطة التنفيذية في الحكومات . والذين يستشارون طبقا لعبدا لقادر عوده هم أولي الامر بمعني الذين يولون امور الناس من اصحاب الخبره والتجربه اما كيف يستشار هؤلاء فلم تضع الشريعة لذلك نظاما معينا وتركت الأمر للناس يحددونه بما يناسب ظروف حياتهم وفيما يتعلق بتقييد سلطه الحاكم يقرر عبدا لقادر عوده إن الشريعة الاسلاميه سبقت القوانين الوضعيه في ذلك وان سلطه الحاكم قبل نزول الشريعة ,كانت سلطه مطلقه لا قيد عليها وكانت علاقة الحاكم والمحكومين قائمه علي القوه المحضة ومن شرعنه القوه كان الحاكم يستمد السلطة ,ثم جاءت الشريعة الاسلاميه فاستبدلت تلك الاوضاع باوضاع أخري ,اذجعلت أساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم ,تحقيق مصلحه الجماعة _لاقوه الحاكمين ,ولا ضعف المحكومين وجعلت للجماعة حق اختيار الحاكم الذي يرعي مصالحها ويحافظ عليها وبذلك جعلت لسلطه الحاكم حدودا إن تعداها وخرج عليها كان عملا باطلا إن مسئوليه الحاكم عند عبد القادر عوده هي المسئولية التي جددها الماوردي في كتابه الاحكام السلطانيه .فهو يري إن مسئوليه الحاكم وسلطته في الشريعة الاسلاميه مقيده فالحاكم شانه شان أي انسان أخر عندما يخطئ فعليه إن يتحمل التبعات ويستوي في ذلك إن يكون الإنسان حاكما أو محكوما كما يري انه ليس للحاكم الذي لا يقوم بالتزاماته تجاه شعبه إن يطلب من الشعب السمع والطاعة .
    وهذا في راية متفرع عن طبيعة الحكم في الإسلام .فمبدأ الحكم انه : استخلاف في الأرض لأقامه حكم الله فيها .وهذه الحكومة _وان كانت حكومة شوري أساسها القران_تختلف عن الحكومات الاخري الدينيه الثيوقراطيه ,والحكومات الديمقراطيه.
    هي ليست ثيوقراطيه من حيث انها لاتستمد السلطه من الله وانما من الجماعه الاسلاميه كما انها لاتصل الي الحكم ولاتنزل عنه الا براي الجماعه فهي مقيده بالجماعه تقييدا كاملا .وهي تختلف عن الحكومات الديمقراطيه رغم اتفاقها الظاهري في مساله اختيار الحاكم ,وفي الحرص علي تحقيق العداله والحريه والمساواة تختلف عن الديمقراطيات من حيث إن نظام الحكم في الاسلام يقيد الحاكمين والمحكومين بما انزل الله .انه يرد شئون الحياه ومسائل الاختلاف البشري الي موازين علويه تسمو علي الافق البشري الذي هو مصدر الديمقراطيات .ان المصدر في الديمقراطيات هو ما يراه الناس كل بحسب افقه وكل بقدر مصالحه .
    واخيرا يقرر عبد القادر عوده إن الحكم والسلطه لايورثان في الاسلام وان نظام الوراثه في الخلافه الاسلاميه قام بعد إن لعبت الاهواء دورها واحالت الخلافه الي ملك عضوض .
    وايضا في هذا المقام يشير عوده اشاره لها دلالاتها في بنيه وعي وخطاب جماعه الاسلام السياسي وهي إن الشريعه تدعو الي وحده الامه الاسلاميه في مشارق الارض ومغاربها , وان مفهوم الامه الواحده يشتمل علي مفهوم الدوله الواحده والامام الواحد والجنسيه الواحده .وبذلك يؤكد وحده عوده علي إن تكون الدوله الاسلاميه وحده سياسيه وقانونيه ,لاتتعدد فيها الحكومات ولا تختلف فيها الاحكام باختلاف الجهات .ويرتب عوده علي ذلك حكما شرعيا مضغه الفقاء من قبل وهوقسمه العالم الي دار اسلام وعدل ودار كفر وحرب وهذا اساس شرعه العنف وقيام الاصوليات الدينيه المتطرفه بمرجعياتها المتجبره التي لا تحض الا علي مبدا كراهيه الاخر المغاير .وبذلك نعرض في سياق تتبعنا التاريخي لصيروره ما عرف بظاهره الاسلام السياسي لشخصيه سيد قطب التي لعبت في تقديرنا دورين متميزين .اذ جاء الاول تقليديا والثاني ثوريا تجديدا .تمثلت تقليديه الدور الاول في مواصله عمليات التاصيل التي ابتدرها عبد القادر عوده من قبل وسعي جاهدا من بعد عوده في إن تصبح تلك الافكار الدينيه المسنده بمحاولات تاصيليه بحيث تصبح قاعده اساسيه للحياه اليوميه .ولعله تكفينا اشارات سريعه غير تفصيليه لاجمال الاضافات التي اضافها سيد قطب علي هذا الصعيد ,اذ كانت ابرز تلك الاضافات هي اهتمام سيد قطب البالغ بالقضيه الاجتماعيه فتناولها تناولا انسي الناس اجتهادات ألبنا وعبد القادر عوده في هذا الخصوص.فشرح قطب في كتابه "العداله الاجتماعيه في الاسلام"الابعاد المختلفه لهذه القضيه وتحدث لاول مره في تاريخ الخطاب الاصولي الحركي بدقه وعمق عن مفاهيم مثل العداله والحريه والقيم والمساواه .كما انه اهتم بالقواعد الاصوليه التي يمكن للحاكم إن يتخذها اساسا اسلاميا للقوانين والقرارات التي تصدر عنه لتنظيم شئون المجتمع.
    وهذه القواعد هي : قاعده المصالح المرسله وقاعده سد الذرائع ,تلك هي اضافات قطب التقليديه 0
    اما محاولاته الثوريه التجديديه فيمكن تحديد معالمها بالتطرق والحديث عن نوعين من الدوافع التي وجهت قطب تلك الوجهة ,
    الدافع الاول : كان الظروف التاريخيه التي عاشها والتي دفعته الي اتخاذ موقف ثوري من الحكومه .
    الثاني : كان المؤثرات الثقافيه التي دفعت بفكر سيد قطب الي افاق مغايره نوعا ما لبنيه وعي وخطاب الجماعات الدينيه واستجابه سيد قطب لهذين النوعين من الدوافع ,هي التي ساهمت بفعاليه في وضع حجر الاساس في بناء ما عرف "بالصحوه الاسلاميه " وهي التي كانت سببا في تفرغ جماعه الاخوان المسلمين الي فروع كالسلفيون _ الاخوان المسلمون _الجهاد.التكفير والهجره.
    والظروف التاريخيه التي اشرنا اليها هي ظروف معلومه وهي ظروف التعذيب والاضطهاد الذي تعرض له قاده الاخوان كرد فعل علي تكفيرهم للحكومه والسعي لمواجهتها بوسائل دمويه
    وقد اخرج الاخوان في ذلك كتبا تحكي صورا من بشاعه ذلك التعذيب والذي يدفع بالانسان حتما الي طلب عون الله في هذه المحنه .وهذه الكتب ما تزال من ادبيات النواح التي توغر صدور جماعات الاسلام السياسي ضد نظم الحكم المستبده .
    تلك كانت الظروف التاريخية التي عاشها قطب باعتباره قائدا من قيادات الإخوان وبالتالي عليه توجيه خطي الذين انفعلوا بهذه الإحداث وبلوره ردود أفعالهم واستجاباتهم.
    إما علي صعيد المؤثرات الثقافية فهي تكاد تنحصر في نوعين ؛ نوع هو الفكر الإسلامي الناشئ في الهند وباكستان والذي يمثله عند سيد قطب المفكران الإسلاميان ؛ أبو الاعلي المودودي وأبو الحسن الندوي .وهذان لم يؤثران في سيد قطب فقط وانما امتد تاثيرهم الي جبهة عريضة من البلاد الاسلاميه وكان لسيد قطب فضل نقل كتاب ابو الحسن الندوي ( ماذا خسر العالم بتخلف المسلمين ) الي العربيه وهو الذي تاثر بهذا الكتاب الي ابعد حد عندما كتب لاحقا كتبه مثل " المستقبل لهذا الدين " ؛"معالم في الطريق "؛"وخصائص التصور الاسلامي ومقوماته "
    اما النوع الاخر من المؤثرات فهوالفكر الذي جاءت به الحضاره الغربيه وقد روي عنه انه كان ماخوذا بالمفكر الغربي الكسيس كاريل صاحب كتاب " الانسان ذلك المجهول " ولعل بصمه هذا المفكر تبدو اشد وضوحا في سيد قطب "الاسلام ومشكلات الحضاره "وهكذا يستطيع قارئ الكتب المشار اليها إن يستبين في غيرما استرابه الي أي حد تارجح سيد قطب بين تسليمه بافكار الندوي وبين تقاطعاته مع كاريل وابو الحسن الندوي هذا والذي مثل علامه في طريق سيد قطب "land mark" كان يفترض الجاهليه في العالم العربي ويري انه خسر كثيرا بتخلف المسلمين وعجزهم عن قياده البشريه والتقط سيد قطب هذه الفكره وطفق يرمي المسلمين جميعهم بانهم يعيشون هذه الجاهليه رغم ظنهم بانهم مسلمين وكان الندوي يتحدث عن ما اسماه حاكميه الله وانها مغيبه في عالمه الذي يعيش فيه وهو بلاد الهند ذات الاغلبيه غير المسلمه كما هو معلوم وجاء سيد قطب وتماهي مع الندوي في تصوراته لعالم الهند وراي في الحكام المسلمين انهم غير مسلمين ماداموا يمارسون حياتهم علي إن الحاكميه للبشر وليست لله .
    اما كاريل فقد اتفق معه سيد قطب في مواقف واختلف معه في اخر , اتفق معه في هذه التقدم الهائل في الدراسات العلميه التي تخص العلم الطبيعي وهذا التقصير في الدراسات التي تخص الانسان .واعلن سيد قطب انه لايعارض الحضاره التي تقوم علي اساس من العلم التجريبي وانه يقبلها علي اساس انها كانت نتاج الحضاره الاسلاميه وان الغرب قد اخذها عن هذه الحضاره في كل من صقليه والاندلس أي انها العارية التي ردت الينا .
    اما مدار اختلاف قطب مع كاريل فيكمن في حل المشكلات المحيطه بحياه الانسان فبينما يري كاريل إن الحل يكمن في في الدراسات العلميه للانسان والتقدم والارتفاع بها الي مستوي الدراسات في علوم الماده ,يرفض سيد قطب هذا الحل ويراه حلا املته علي كاريل الحضاره العلميه التي يعيشها ولو انه عاش الحضاره الاسلاميه لراي ببصره وبصيرته نجاعه الحل الاسلامي.
    والحل الاسلامي عنده ليس الا الرجوع الي المنهج الرباني الذي يقتضي التسليم بان الانسان مهما علا شانه يظل عاجزا عن وضع النظام الدقيق الكامل للمارسه حياته اليوميه وحياته العامه والقادر علي ذلك هو المولي سبحانه وتعالي, وكتاب "معالم علي الطريق " هو الكتاب الذي صاغ فيه سيد قطب كيف يمكن إن تتحقق الصحوه الاسلاميه ومن هنا كان هذا الكتاب دستور العمل عند الجماعات الاسلاميه .وقد صاغ سيد قطب منطقه في هذا الكتاب علي اساس من فكرة مازالت في حاجه ماسه لاعاده التقويم . وهذه الفكره هي إن المنهج الرباني وضع لتقديم حلول للمشكلات في المجتمعات الاسلاميه وما دامت المجتمعات القائمه اليوم كلها مجتمعات جاهليه وغير اسلاميه ؛فان المنهج الرباني لايفيد في تقديم حلول لمشكلاتها فيجب أولا إن يوجد المجتمع الاسلامي ومن هنا فهو يري إن الاولويه لخلق وبناء المجتمع الاسلامي .ذلك هو الدور الذي لعبه سيد قطب في حياة جماعه الاخوان الاسلامين وقد هذا الدور تغيرا علي المستويين المادي والمعنوي للجماعة الامر الذي ترتب عليه أولا تفرع الجماعة إلي فروع عرف كل فرع منها باسمها الخاص .
    ثانيا :قيام وانخراط هذه الفروع في العمل وفي سبيل الصحوة الاسلاميه وبعد إن تكونت تلك الجماعات والفروع ,اخذت كل الجماعه تدعو الي نفسها وتحاول إن تستقطب الناس حول فكرتها ولعل اهم الافكار التي تلاقت عندها جماعه الاخوان الاسلاميين والجماعات المتفرعه منها هي فكره العداله الالهيه وفكرة عجز الانسان عن وضع النظم التي يكتب لها الاستمرار والبقاء وان القادر علي ذلك وحده هو المولي سبحانه وتعالي .
    ولقاده الجماعات الدينيه في ذلك مثل تقليدي يضربونه ويؤثرون به تاثيرا بالغاعلي الاتباع فيقولون إن مخترع الاله الحديثه يضع منشورا يبين فيه كيف تعمل الاله وانه علي الذين يقومون بتشغيل هذه الاله إن يراعو في دقه متناهيه ماورد في المنشور من تعليمات .والا اختلت الاله وعجزت إن تعمل في تناسق واتقان .ويرتبون علي ذلك إن الله سبحانه وتعالي هو الخالق لهذا الكون علي اساس من النظام الذي وضعه وما علينا الا إن نمارس الحياة في هذا الكون علي اساس من هذا النظام الذي وضعه مخترع هذا الكون .
    ثم يفسرون الخلل الذي يصيب بعض جوانب الحياة العامه بانه ابتعاد عن النظام الرباني الذي وضعه مبدع هذا الكون .وباثم كانت لتالي ينتهي بهم هذا المثل الذي يضربونه الي القول بان الاصلاح لاعطاب الحياة العامه لايكون الا بالعوده الي النظام الرباني والمنهج الالهي وان العوده لن تتاتي الا إذا تحققت الدوله الاسلاميه .
    ولعل ذلك مما ساعد علي انتشار افكار هذه الجماعات التي تعمل في مجال ما يسمي بالصحوه الاسلاميه الي جانب عوامل اخري محليه وعالميه اكسبت تلك الجماعات قوه الدفع وفي هذا المقام لايفوتنا شرف الاشاره الي الدور الذي لعبته امريكا والدور الذي لعبه الاستعمار والرجعيه العربيه في ترسيخ اقدام جماعات الاسلام السياسي بافساح المجال لهم بالحصول علي المال والسلاح وفرص الدراسه والتدريب في محاوله لضرب نظام القوميه العربيه الذي كان سائدا ايام عبد الناصر والذي كان الشيوعيون والناصريين من المؤمنين بجدوي ذلك النظام وقيمته لذا رات الرجعيه العربيه والاستعمار العالمي في ذلك الزمان ضرب فكره القوميه بتمكين اعداء التقدميه التقليدين وهكذا وجدت دعواهم بعض الصدي والرواج.
    ثم كانت الثوره الاسلاميه في ايران وقيام حكومه اسلاميه هناك ,وقد لعبت هذه الفكره بعقول اعضاء الجماعات الدينيه واحسوا انهم اصبحوا قاب قوسين أو ادني من النصر من حيث انهم جند الله ,والله سبحانه وتعالي يقول "وان جندنا لهم الغالبون " فاخذوا يبشرون بالنصر , ناسين أو متناسين الفرق بينهم والثوره الايرانيه من حيث إن هناك نظاما شيعيا يجعل للامام سلطه دينيه وان اوامره مطاعه بدون تساؤل أو سؤال . اما هنا فالنظام سني وطاعه الامام أو القائد غير واجبه وجوبا دينيا عند اكثريه السنه .
    وقد حددت الجماعات الدينيه هدفها من الصحوه بانه بناء المجتمع الاسلامي الذي يستطيع إن يعيد للمسلمين دوله الخلافه والخلافه المقصوده هي الخلافه الراشده وليست ملك . والتي صارت ملكا عضوضا بنشأة حكم الاسر , الامويون والعباسيون والعثمانيون وغيرهم.
    ومن اجل ذلك عمدت جماعات الاسلام السياسي الي نفي صفه الاسلام عن المجتمعات المسلمه وقد وصم سيد قطب كل المجتمعات القائمه بالجاهليه وبالتالي قدم وصفا نافيا لتلك المجتمعات . والجماعات الدينيه انما تفعل ذلك كي تبيح لنفسها الثوره علي هذا المجتمع أو ذاك والعمل علي اعاده بناءه من جديد ولعل ظاهرة نفي المجتمعات هي فكره مركزيه عند جماعات الاسلام السياسي وحيله تكتيكيه تبرز طبيعه الوعي الجمعي لتلك الجماعات فعندما نجحت الجبهة الاسلاميه القوميه في السودان في الوصول الي سده الحكم كما هو معلوم بانقلاب عسكري علي تجربه ديمقراطيه منتخبه كانت اول الشعارات التي فاجات بها السلطة الانقلابيه المجتمع السوداني هو شعار "اعاده صياغه الانسان السوداني " هكذا بكل دوغمائية واستعلاء .وهكذا تمضي تلك الجماعات في السبيل التي رسمها سيد قطب عندما رمي المجتمعات المسلمه بالجاهليه وحدد خياراتها لتقويم المجتمعات الموسومه بالجهل بعد استبعاد ادوات الاصلاح والتقويم السلميه مثل الوعظ والارشاد اذ تري جماعات الاسلام السياسي انها ادوات غير كافيه ومحدوده التاثير فهي محصوره في رواد المساجد اما الملاحده والاباحيون فهم بمنأى عن تاثيراتها ولذلك استبعدت جماعات جماعات الصحوه ادوات التغيير الاجتماعي مثل محاربه الجهل والفقر والمرض,وترقيه مستوي الخدمات الاجتماعيه وراوا في ذلك إصلاحا لجانب واحد بينما الفساد الذي تشكوا منه المجتمعات هو فساد متعدد الجوانب وان تغيير المنكر باليد" أي بالقوه الماديه " واجب لا يسقط الا بالعجز عنه وحسب زعمهم ما من منكر اكبر من استحلال الحكم بغير ما انزل الله وان الجهاد لاقامه الحكم الاسلامي فريضه وان اهل الباطل نجحوا في استخدام القوه العسكريه واستولوا بها علي السلطه لخدمه باطلهم , اوليس اهل الحق اولي لاستخدامها لنصره حقهم خصوصا وانه لا امل في الوصول الي الحكم الاسلامي بالكفاح السلمي وبالوسائل الديمقراطيه. هكذا تتداعي جماعات الاسلام السياسي تداعيا حرا وترخي العنان لخطرات النفس اذ تعتمد القوه الماديه استراتجية وضمانه كبري للتغيير متناسيه إن النجاح في الاستلاء علي السلطه بالقوه لا يعني حتما النجاح في تطبيق المبادئ التي من اجلها كان الانقلاب ولعلنا لن نستكمل مقومات هذه الدراسه من دون محاوله استشفاف مستقبل الجماعات الدينيه المشتغله بالسياسه والتي غالبا ما تصف نفسها بانها اسلاميه وان تحديد مفهوم الاسلام وفض الاشتباك حوله هو الخطوه الأولي في التعرف علي طبيعه الصراع بين جماعات الاسلام السياسي وخصومهم .
    ومفهوم الاسلام يتحدد بالمصدر الذي صدر عنه الاسلام فحين يكون المصدر هو المولي سبحانه وتعالي يكون مفهوم الاسلام هو الدين الذي جاء من عند الله وحمله الي الناس نبيه محمد عليه الصلاه والسلام وبينه لهم بسنته القوليه والفعليه اما حين يكون المصدر هو الفكر الاسلامي والاجتهاد واعمال العقل البشري في النصوص والوقائع والاحداث فان الاسلام المقصود هنا لايكون دينا وانما يكون نتاجا حضاري وهو ثمرة من ثمرات العقل البشري وبالتالي لا يكون مقدسا وتكون درجه الإلزام به مقدره بمقدار ما يحقق من مصلحه عامه . وتأسيسا علي ذلك فان جماعات الإسلام السياسي تخلط خلطا شائها بين المفهومين ولاعتبارات دينوية تعطي الاسلام الحضاري ذات الحقوق التي تعطيها للاسلام الدين . ولهذا خطورته البالغه ليس علي الاسلام الدين فحسب وانما علي الجماعات الدينيه نفسها. فمع تنامي مستويات الوعي ومع الاستهلاك المتكرر بواسطه تلك الجماعات لشعاراته واطروحاتها الراميه لذر الرماد في العيون تفقد تلك الشعارات جاذبيتها وتاثيرها بل ومصداقيتها ويصبح مجمل خطابها " ضغثا علي اباله" _ بتعبير الاستاذ كمال الجزولي . إن الظاهره التي يمكن إن تسمي بالظاهره الدينيه والتي يمكن إن يكون فيها الاسلام دينا ودوله هي ظاهرة النبوه والرسالة من حيث إن الله سبحانه وتعالي هو الذي اختار الأنبياء ويرسلهم الي الناس فهو بهذا يمنحهم السلطة وتكون طاعتهم علي هذا الأساس هي طاعة لله وهذا النظام قد انتهي من الوجود عندما جعل المولي عز وجل محمد بن عبدا لله _ عليه السلام _ خاتما للأنبياء والمرسلين.وبالتالي تصبح صيغه ما يسمي بالحكومة الاسلاميه إن وجدت حكومة بهذا التوصيف , تصبح اشاره يقصد بها الاسلام الحضاري وليس الاسلام الدين وعليه يصبح كل نظام حكم قائم في حياتنا المعاصره هو نظام مدني مهما كانت درجه الشعار الديني الذي يستند إليه ذلك النظام.
    ولا غرو إن تجربه الدوله الدينيه في نماذجهاالسنيه المعاصره قد وضعت علي المحك الصعب بعد افلاس التجربه الطالبانيه علي قصر عمر حركه طالبان _ خمس سنوات _ فقد قدمت الحركه احد النماذج الصارخه للاسلام الحاكم اذ لم تكون تعبر عن روح الاسلام اوحتي منهج ةادبيات الحركات العامله بالاسلام وقدمت للعالم الخارجي صوره بائسه ومواقف تبدو عصيه علي الاستيعاب والعالم يلج القرن الحادي والعشرين اذ تعاملت بتشدد وقصور افق خصوصا في ما يتعلق بموضوع المراه: خروجها وتعليمها وعملها ثم تعاملها مع ادوات الاعلام والترفيه من تلفاز وغناء وافلام ولا غرو في ذلك , اذ تعتبر حركه طالبان فقهيا هي امتداد للحركه الديوبنديه ؛ المذهب الحنفي التقليدي وهو منتشر في افغانستان والهند وباكستان وطبيعه هذا المذهب لا تسمح بالتساهل والمرونه في احكام الدين ويعتبر حكم المذهب قولا واحدا لا يحتمل الاخذ والرد. كما رفضت الحركه استعمال لفظ الديمقراطيه لانها تمنح حق التشريع للشعب وليس لله ولم تراي الحركه اهميه لوضع دستور أو لائحه لتنظيم شئون الدوله وتري القران والسنه هما دستور الدوله الاسلاميه ومع ذلك فقد امتازت حركه طالبان علي النموذج الذي قدمته الحركه الاسلاميه السودانيه بالصدقيه والتوجه الايماني الخالص , والمتامل لتجربه الحركه الاسلاميه السودانية منذ بزوغ فجرها كامتداد لحركه الإخوان المسلمين في مصر , يلاحظ أنها كانت محاوله جادة من بعض طلاب المدارس والمعاهد العليا ومن بعض الذين لديهم قدر من الالتزام الديني السلوكي للبحث عن طريق ثالث في ظل سيطرة وسيادة الاتجاه الطائفي في الحياة السودانية بمجملها والمتمثل في طائفتي الختميه والأنصار وتنحدر الاكثريه الساحقة من عضويه الحركة الاسلاميه السودانية من فقراء الريف ومن كادحي المدن الذين عكف إسلافهم علي خدمه الطائفية ربما كابرا عن كابر , لذلك نستطيع إن نجزم في هذا الخصوص بان المدخل للانتماء لتيار الاتجاه الإسلامي في السودان كان مدخلا طبقيا ينم عن بعض مؤشرات الغبن الاجتماعي أكثر من كونه مدخلا فكريا أو إيمانيا . فهو انتماء كان ولايزال ذو دلالات تتصل بالحيل الدفاعيه النفسيه"self _defence mechanism" وقد تساءل السيد الصادق المهدي ذات مره في احدي مقارباته عن سر القسوه والغلظه والاتشاح بثقافه العنف المميزه للاسلام السياسي السوداني بما يتنافي مع طبيعه ومزاج وتكوين هذا الشعب الموسوم بالسماحه والاعتدال وصفاء الخاطر واردف السيد الامام الصادق حيرته المتساءله بالتاكيد علي إن الحركه الاسلاميه السودانيه لم تصادف في مسيرتها ما صادفته مثيلاتها من الحركات الاسلاميه الاخري من عنت وهوان وتضييق وسجون واضطهاد من قبل سلطه باطشه كما كان الحال مع الحركه الاسلاميه في مصر عبد الناصر والسادات أو في مواجهة اضطهاد السلطه والمجتمع كما كان الحال في هند ابو الاعلي المودودي . وتاسيسا علي ما سبق تعتبر الحركه الاسلاميه السودانيه غريبه علي نفسها حيث اكتسبت جوهرا مناقضا لصياغها التاريخي ولظروف ومحيط نشاتهاثم هي غريبه علي شعبها الرحيم المتراحم المعتدل .ولعلهم يستشعرون تلك الغربه جيدا ويحسونها في اعماقهم اذ كانت اول الشعارات التي رفعتها السلطه الانقلابيه بعد إن دانت لها الامور شعارها : اعاده صياغه الانسان السوداني : كما ذكر سابقا .
    والحركه الاسلاميه السودانيه اذ ترفع شعار من تلك الشاكله انما تفعل ذلك لتعطي نفسها مبررات الثوره والانقضاض علي هذا الانسان السوداني وهي ايضا بذلك تتماهي مع اطروحات حركات الاخوان المسلمين في مصر عندما اعلنت كفرانيه المجتمع ثم تجاوزت مجتمعها الصغير لتعلن ما اسمته بجاهليه القرن العشرين .
    وبذلك تعيد الحركه الاسلاميه السودانيه تاكيد غربتها عن شعبها وتثبت عدم صدورها عن اصاله في اجتهاداتها تجاه قضايا امتها.
    وقدكانت السلطه ومقاليدها امتحانا عسيرا سقطت في فخه الجبهة الاسلاميه , وكانت الجبهة الاسلاميه ابان التجربه الديمقراطيه الثالثه تملا الدنيا وتسد الافاق بضجيج الشعار الديني من شاكله لا ولاء لغير الله ولا تبديل لشرع الله ثم كانت تحشد الحشود وتحرك الجموع فيما اسمته بثوره المصاحف والمساجد حتي قفزت الي سده الحكم بليل فمثل ذلك محكا فاصلا بين لغو الشعار والادعاء وجد الممارسه والتطبيق .وهكذا انساقت الحركه الاسلاميه السودانية إلي الاصطدام بأقدارها ولعل المتأمل لتجربه حكم الإسلاميين في السودان لايجد ادني قدر من العناء لتأكيد إن التجربة قد عرت الإسلاميين السودانيين دينيا وأخلاقيا وإنسانيا وبدت سواءتهم شاخصة . ورغم اقتران التجربة بالإسلام اسما إلا النظام اعتمد ومنذ البداية علي أدوات ووسائل لا ترقي إلي الإسلام ولا تمت إليه بوشيجة .ابتداء بالوصول إلي السلطة باغتصابها وهي "أي السلطة "وعبر أكثر الرأي المنهجية اتساقا مع قيم زماننا لا تكون إلا بتكليف من الرعيه ولا تنزع الا بذات الاليه ففرض الذات حسب المنظور الاسلامي هو اغتيال لمبدا وامرهم شوري بينهم " ثم انها اعتمدت في تكتيكاتهاالمستمره للحفاظ علي العرش المغتصب علي العين الحمراءواليد الحديديه والعنف الجسدي والمعنوي تاره ثم المساومات الرخيصة والكذب والتضليل تارة أخر.والبرهان علي تلك النواقص الانسانيه التي اعتمدها النظام لا يبقي للاسلام الذي بعث نبيه لاتمام مكارم الاخلاق من اثر يذكر في فكر ومنمنطلقات هؤلاء القوم الذين اسرفوا علي انفسهم كثيرا باعتماد مبدا "ارضاع الذات من اللذات " حتي صارت مقوله من اين اتي هؤلاء ؟ تساؤلا يجري مجري الحكمه .
    وعودا علي بدء نؤكد إن اتي هؤلاء من صميم الغبن الاجتماعي المستبطن كما اسلفنا , والذي يشكل اقوي مداخل الانتماء لتيار الاسلام السياسي في السودان وبذلك يمكن اعتبار تيار الاسلام السياسي في السودان بانه ثمره من الثمرات المره لتجربه الاستغلال الطائفي الذي رزح تحت نيره قطاع واسع من بسطاء شعبنا فانحدر من اصلاب اولئك البسطاء المستغفلين من استبطن في لا وعيه اعاقات علاقه المريد بالسيدوما يتمخض عنها من ضعف في فرص التكافؤ الاجتماعي حيث تكون مصائر العباد محسومه ونهائية اذ إن الشرف معطي وراثي والمهانه خاصيه جينيه . تلك هي التراكمات التاريخيه التي صنعت وجدان اغلب المنتمين تاريخيا لتيار الاسلام السياسي في السودان . اذ وجدوا في اطروحاته الاستئصاليه الداعية للثورة علي المجتمع الرئة والمتنفس . وتأسيسا علي ما سبق فلا عجب إن جاءت تجربه حكمهم وبالا علي شعبهم المحتقر في وعيهم . فبدت التجربة وكأنها محاوله منظمه للانتقام من هذا الشعب . فكوت الجبهة الاسلاميه أحشاء السودانيين بسياسات التمكين وقضت علي الروح السودانية وأعاقت تطور الشخصية السودانية التي أضحت في المخيلة العالمية مرادفا بل ورسولا للحرب والإبادات .وبالتالي تجاوز السودان عمليا مرحله الفقر بمعناه المادي والاقتصادي إلي الفقر بمضمونه الإنساني وكل ذلك تحت لافته دوله موسومة بالإسلام وهي لا تبالي بان نالت ارفع الاوسمه والنياشين العالمية في الضعف والفساد وسوء الاداره والأخلاق , وازاء كل تلك التطورات والنعوت التي تلحق بالدولة السودانية والتي في حقيقة أمرها ما هي إلا تحالف بين العسكرتاريا والراسماليه الطفيليه عبر استغلال التيي الدين والعرق وتوظيفهم في الصراع السياسي تكون فرص صعود الدوله الدينية في مجمل المنطقة العربية والاسلاميه أيله للتضاؤل والانكماش رغم بوادر وإرهاصات تصاعد محدود لبعض جماعات الإسلام السياسي هنا وهناك , فهو تنامي لا يعتد به كثيرا لأنه يتم في ظل سياده فكر الازمه سواء بسبب بعض الشموليات المزمنه التي بقيت زمنا طويلا ومملا رازحة علي صدر شعبها أو في ظل ارمه بسبب أوضاع الاحتلال وتعثر ومحدودية الخيارات الوطنية كما هو الحال في تجربه الشعب الفلسطيني وصعود حركه حماس التي استفادت من مناخ اليأس والإحباط والذي عاده ما يدفع اليائسين إلي مواقف غير مدروسة تتم علي سبيل التجريب .
    إن النموذج الطالباني والانقاذي جعلا دعاه الدوله الدينيه يسيرون علي الاشواك ففيها تذكره لكل من له قلب . فالمستقبل للفكر الحر القائم علي مبادئ الديمقراطيه وحقوق الانسان والسعي بين الناس بالحسني وصولا لكل ما من شانه الارتقاء بالحياه الي الافضل والدور الوحيد الذي يمكن إن يلعبه الإسلام السياسي مستقبلا هو استمرارالمزايده علي تطبيق الشريعه الاسلاميه صارفا النظر عن بناء المجتمع الاسلامي وقيام دوله الإسلام بالكيفيه التي يدعيها الإسلام السياسي في خطابه وشعاراته.
    وستمضي القافله ولن يعيقها الادعياء من دعاه التكسب بالدين وعلي العكس سيكون المستقبل علي حسابهم وقد بدا الانحسار .
    وسوف يكفي الله المؤمنين شر القتال
    : وان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب "
                  

العنوان الكاتب Date
الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل Hisham Osman01-31-07, 00:47 AM
  الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل(2) Hisham Osman01-31-07, 00:55 AM
    الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل(2) Hisham Osman01-31-07, 00:58 AM
      Re: الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل عزان سعيد01-31-07, 02:39 AM
        Re: الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل Hisham Osman01-31-07, 12:46 PM
          Re: الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل Hisham Osman02-01-07, 00:09 AM
            Re: الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل Abdel Aati02-28-07, 12:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de