|
الدوله الدينيه ونفاذ الزيت من المسرجه حركات الاسلام السياسي المسار التاريخي ومالات المستقبل(2) (Re: Hisham Osman)
|
ومن الناس في مصر من رأي الفصل بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية في منصب الخلافة وان الخلافة هي منصب ديني لا غير . ومضي السياسيون في مصر علي هذا الرأي الأخير لكن رغبه الملك فؤاد في استرداد السلطة التي فقدها بحكم دستور 1923م جعلته وأعوانه يتمسكون بالرأي القائل إن ألخلافه منصب ديني سياسي في وقت واحد معا. ثم صدرت في هذا الجو المشتعل دعوات أخري مفادها قفل باب الجدل وان تكون دعوه الناس الي الله وليس الي خليفه اوخلافه . وتاثر البنا بهذا المناخ الفكري فتبني اول الامر فكره الدعوه الي الله ثم تحول عنها الي الدعوه الي الحكم بما انزل الله كما سنري عند الحديث عن جماعه الاخوان ولكن تبقي مناهضه التبشير والمبشرين والدعوه الي الله هما هما الاثران البارزان اللذان استمرا في حياة البنا بعد إن انشا حركه الإخوان وأصبح المرشد العام لها عندما كان يعمل مدرسا بمدينه الاسماعيليه عام 1928م ومنذ ذلك الحين انطلقت جماعه الإخوان في ميدان العمل علي رد المؤمنين بالحضارة الغربية والداعين إلي الاخذبماالي ما يعتقد الإخوان انه قيما أسلاميه ترتفع إلي مرتبه القداسة وتفوق قيم المدنية الاوربيه في كل شيئ . ولم يكون الاخوان المسلمون هم الذين يعملون وحدهم في هذا الميدان , فقد كانت تعمل الي جانبهم الجمعيات الدينيه السلفيه الا إن الشيئ الذي امتازت به جماعه الاخوان المسلمين علي هذه الجمعيات هو انها اقبلت علي العمل السياسي و نادت بان الاسلام دين ودوله ولم تتخذجماعه الاخوان هذه الموقف من الاسلام السياسي الا بعد إن امتلكت القوي البشريه اللازمه لتلك المواجهة .وفي هذه المرحله اخذ البنا يكتب تحت عنوان اخر غير العناوين السابقه ,اخذ يكتب تحت عنوان دعوتنا في طورجديد. في هذا الطور الجديد اتسع ميدان الدعوه وتغيرت اهدافها ,فاصبح امتلاك السلطه من حيث إن هذه السلطه التي سوف تكون اداه الدعوه الي الله حسب الادعاء السائد في خطاب الاسلام السياسي و وتغيرت وسائل تحقيق اهداف الدعوه فاصبحت الجهاد بدلا من الحكمه والموعظه الحسنه ولم يفصح الاخوان عن رغبتهم في السلطه منذ النشاة الاولي لهم حين كانوا لا يملكون القوه التي تدفع بهم الي محاولات السعي للاستيلاء علي السلطه.وهنا وقفوا عند مطالبه الحكومه بالعمل في سبيل الله. ولقد تساءل البنا في مقال كتبه تحت عنوان :الدعوه الي الله علي من تجب ؟ واجاب انها واجبه علي الحكومه أولا لان الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقران وانها واجبه ثانيا علي دار النيابه, لانها السلطه التشريعيه التي تصدر القوانين ثم هي واجبه في النهاية علي العلماء والطلبه المسلمين. واهاب بالحكومه باعتبارها المسوؤل الاول إن تهتم بالتعليم الديني وتمنع المجلات الهازله وتغلق اماكن اللهو الخليع وان تعمل بالشعار الذي وضعته في اول الدستور وهو إن دين الدوله الرسمي هو الاسلام . وراي البنا إن الامر الجوهري في الاسلام انه دين ينشد اقامه حكومه اسلاميه تنشر الدعوه وتبلغها واستمر البنا يعزف علي وتر اقامه الحكومه الاسلاميه من اجل نشر الدعوه رغم إن الرسول (ص) في نشره وتبليغه لدعوه ربه لم يحتاج لان يصبح حاكما ذو سلطه سياسيه أو ملكا يتوسل بالفرمانات ومؤسسات القمع وقد حدد القران الكريم مهمه الرسول_ صلي الله عليه وسلم_ تحديدا حاسما بان قال (( وما علي الرسول الا البلاغ المبين )) وقد وصف القران طبيعة الرساله المحمديه بانها رحمه للعالمين ووصف طبيعه سلطانه في نطاق إن النبي (ص) هو هاديا ومبشرا ونذيرا ينطلق من سلطه الموعظه الحسنه . ثم مضي البنا الي ما هو خطر حينما صرح :بان الاخوان سينتقلون من دعوه الكلام وحسب الي دعوه الكلام المصحوب بالنضال والعمل وقال سنعلنها خصومه لا سلم فيها ولا هوادة حتي يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين. وحسن البنا لم ينقل خطاب الاخوان تلك النقله ولم يتوجه بهذا القول الا وهويعلم إن هناك الكتائب التي اعدها لما يعتقد انه الجهاد.اعدها في السر لا في العلن وشعارها دائما امر وطاعه من غير بحث أو مراجعه فكمال الطاعه عند جماعات الاسلام السياسي يعتبر فريضه واجبه لتحمل اعباء جهاد لا هواده فيه وصولا الي غايه مقدسه وهي تاسيس الحكومه الالهية علي انقاض السلطه السياسية الكافره . وهكذا كان حسن البنا يعد كتيبه أو كتائب الجهاد التي اغتالت رئيس الحكومه انذاك النقراشي , وهي التي حاولت اغتيال الرئيس عبد الناصر وهي التي تفرعت عنها جماعه الجهاد التي اغتالت السادات . وهكذا وضع البنا قواعد الصراع مع السلطه من اجل الوصول اليها وتحقيق الدوله الدينيه . ومن كل ما سبق يمكن إن نصل الي خلاصه عن الدور الذي لعبه حسن البنا في حياة الجماعات الدينيه التي في ميدان في ميدان السياسه بابراز العناصر التاليه؛ أولا الطاعه العمياء وواضع هذه القواعد هو المرشد العام لجماعه الاخوان وهي قاعده موضوعه علي اساس الا تكون هذه الطاعه لاحد بذاته ,وانما هي طاعه لله وليس لا احد إن يعصي الله عز وجل والقسم الذي يقسم به العضو الذي يلتحق بالجماعات الدينيه هو الذي يلزمه بهذه الطاعه وابعادها. ونستطيع إن نورد هذا القسم كما جاء في قانون النظام الاساسي لجماعه الاخوان المسلمين : (اعاهد الله العلي العظيم علي التمسك بدعوه الاخوان المسلمين والجهاد في سبيلها والقيام بشرائط عضويتها , والثقه التامه بقيادتها ,والسمع والطاعه في المنشط والمكره.واقسم بالله العظيم علي ذلك وابايع عليه والله علي ما اقول شهيد)
|
|
|
|
|
|
|
|
|