ولمن فاتهم الاستماع .....

Quote: مدخل : اختلاف الرأى لايفسد للود قضية. اذا قُدر لك ان تسأل معتصم سلمان جعفر عن هذا الشارع والمناطق المحيطة به لأخبرك دون تردد بأن المنطقة والشارع ...والى مد البصر حتى الجامعة كلها كانت غيطان...خضراء خضراء...تتجول الجواميس فيها الى درجة انها تتبختر فى مشيتها... الشارع القصير الذى يبدأ من ناحية مستشفى المبرة...نزولآ الى تقاطع شارع القومية مع الامن الغذائى او الشهيد احمد اسماعيل..وفى مواجهة صيدلية سان مارك...هذا هو الشارع...يتراءى القادم من هناك ناحية مستشفى المبرة ..وهو على وجه التحديد كان خارجآ من احد الازقة التى تقودك الى 21 اكتوبر او تخرجك منها بحسب الحال...الوقت مساء والزمان برد زمهرير ...القادم من هناك مسرع الخطى يكاد ينكفىء على وجهه من فرط سرعته...رغم ان يديه كانتا مضمومتين الى صدره...كانما يحاول بذلك صنع مصد للريح الباردة..او كالذى يحمل شيئآ عزيزآ اليه يضمه بكل ذلك الحنان...وجدتنى اتتبع ذلك الشبح بفضول كبير حتى اننى لم ا نتبه للذين كانوا يمرون من امامى..وحتمآ كانوا يلقون الى بالتحية...ولسرعته المفرطة فقد كان دنوه وشيكآ...شيئآ فشيئآ بدأت الملامح تتكشف ...بينى وبين نفسى بت اردد هو هو ليس غيره...رويدآ رويدآ تتكشف اكثر...وعلى بعد 200 متر تأكدت انه هو.... الحذاء البنى المغبر ...بنطلون الجينز الذى ما رأى الغسيل يومآ...القميص الكاروهات باللون البنى والاصفر الداكن الذى اهداه اليه جمال فارح بعد عودته الاخيرة من القاهرة والشعر القصير المنكوش...يا للشعر المنكوش...سر الضمة ..تأكد لى الآن لماذا كانت اليدان مضمومتان...انها رواية ماركيز ..الحب فى زمن الكوليرا..والتى استعارها من محمد صديق ولم يردها اليه حتى هذا التأريخ... هو .. هو .. هو ..هو صلاح الامين. فى لكوظ ...يتحرك الآن مصطفى محمد الحسن نحو شقة ياسر على الشفيع وخالد صالح ومحمد عطية وعصام فرح...يعرج على عمارة ابو محمد...ينادى بصوت ممطوط يقلد به كماسرة الميكروبص على ياسر لورد والذى ينزل مهرولآ ...يترافقان سويآ نحو الوجهة التى يعلمانها ينعقد مجلس الهارت ...وتدور اكواب القهوة ...وتدور الضحكات ...ضحكات صافية..تخرج مباشرة من القلوب...وكانت بنت الاسود من نصيب مصطفى فى كل الدورات...يتحرك محمد عطية بين المطبخ والبلكونة حاملآ اكواب القهوة والشاى مطلقآ ضحكته المجلجلة الضخمة... يأتى بغتة صوت صلاح الامين من الاسفل ...تنقطع دورة اللعب وتتطاول الاعناق من فوق البلكونة يلقى عليهم التحية وفى عجالة يسمعهم آخر النكات...يتحرك الى الامام ثم يعود ثانية ..ويخاطبهم =======أدونا جنيه تتعالى الضحكات فوق البلكونة...يهرول محمد عطية الى الداخل ويأتى حاملآ الجنيه...يشبك الجنيه على مشبك الغسيل ويقذف به الى الاسفل قائلآ : امسك يا شيوعى يا مفلس ينحنى صلاح ويلتقط المشبك..يخلص منه الجنيه ثم يقذف بالمشبك الى عطيه وهو يقول : شكرآ يا رأسمالية يا طفيلية.