ناس الزقازيق .. أجدع ناس .

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم جدة الخميس 11-9-1997 أخي العزيز سموأل أبوسن تحية مشتاقة جدا أن ألتقيك أخي بعد مضي كل هذه المدة عبر الإتحادي الدولية فهذا سبب آخر للفرح الذي اضحى في هذا الزمن مسارقة كما قال لي صديقي ميرغني خضر المقيم حاليا بضواحي سانتا بوليفار من أعمال مكسيكو سيتي متطلعا إلى زوغة تحمله و أحلامه إلى بلاد أونكل سام!!! ، و أن ألتقيك و من بعد سنة بالتمام و الكمال من لقائي المدهش بسقراط في أحد ازقة الخرطوم الرئيسية فتلك مصادفة لها وقعها الخاص في نفسي ، اتذكر الآن إقتباسا جميلا أتحفني به سقراط حينما قال لي ذات صباح و كنا نستمع سويا إلى ( امريكا روسيا قد دنا عذابها) قال لي ( فعلا إن الشيطان هو الذي يتحكم في مسار حياة هذا البلد) حينها ضحكت و كأنني إكتشفت معنى الضحك في تلك اللحظة لأن سقراط قال مواصلا( لكن هؤلاء الناس هم الذين يتحكمون في مسار حياة الشيطان). و من بين تغريبة ميرغني خضر و تجوال علي قنيو الهائم بين وكالات الطفش و شبابيك سفارات بلاد برة و أنا و أنت و الفاتح صديقي في أوزاكا و احمد خداري في هلسنكي و كثيرون ( من دورنا) يضربون في فجاج الأرض، يمكن لأي مشروع كاتب مبتدئ أن يتحف هذا العالم في يوم من الأيام بإنتاج أدبي يضاهي كل ما كتب في أدب التغريبات و معاناة المواطن مع السلطة، هل تذكر يا صديقي كيف كان بدر الدين يمتعنا بتجليات ناظم حكمت ، حينها كنت لا أخفي إعجابي بثقافة شقة المحلج التي تستقبلني دوما بترحاب (ختري) يقول فيما يقول: عيناك نقابتا عمال و صدرك بندقية و خصرك أضيق من أفق برجوازي صغير هل كانت زميلاتنا أو قل أخواتنا المتكوزنات يقرأنها بتلذذ كما أسر لي بدر الدين أم كن بتأملهن المندهش يسرحن في تأكيد العلاقة ما بين الجمال و حلاوة النضال كما يسرح بدر الدين. يجتاحني الآن فيض من نوستالجيا إلى زمن " الكماشة" أو قل حتى سنجوبة ، و أركان إنصرافيتنا اللذيذة حيث أنا خطيبكم المفوّه و سقراط و أنت جماهيري الوفية و ... سوحي ..ألللا سوحي الللا بالجمبة موحي سوحي لينا الللا ووبين علينا الزملاء والزميلات .. مساء الخير لكنها يا سموألي لم تكن إنصرافية ، كما كنت تقول بقدر ما كانت ثورة محبط مستاء على وسط يتكالب على الحفلات و الخلط وا لسكسكة و ينأى عن حضور ندوة يحدثنا فيها دكتور فرحات عن الدولة الدينية و الدولة المدنية . هل تذكر حينما صرخ محمد جعفر ( يا جماعة عليكم الله هسع البدي صوتو لزينب التجاني دي هل ربنا بيدخلو النار؟؟) لكن هؤلاء التعساء تعشموا في دخول الجنة حينما أعطوا أصواتهم لـ ( ........) يعني أومو يعني ، و ما دروا أنهم سوف ( يشموها قدحة). عن أحوالي هنا دعني أقول لك أنني حقا أحس بالخجل من نفسي والزهج .. وكفى ، لكن عزائي أنه لازال في دواخلي بقايا من المرحلة التي تسبق أضعف الإيمان، و لعلك لاحظت إنقطاعي عن الكتابة في – نار و نور- الإتحادي الدولية و لا أذيع عليك سرا إن قلت أنني مللت الكتابة لأنني ببساطة لا أدري لمن أكتب. أرجو ألا تحمل عباراتي السابقة معنى أكبر من حالة القرف التي أعيشها و أجد نفسي سلبيا حيالها و ما كنت أحسب أن أكون كذلك يوما. أكاد أجزم أن ردك على خطابي هذا في اي وقت تشاء سوف يمثل لي حينما يصلني متنفسا طيبا فهلا فعلت. لا أملك إلا أن أبثك أشواقي مرارا و ارجو أن تتقبل عميق إعتذاري عن إنقطاعي لهذه المدة الطويلة وكذلك لنسخي هذا الخطاب إلكترونيا خوفا من مغبة عدم وضوح صورته حينما تصلك على الفاكس .. هل لهذه الآلة العجيبة أن تنسخ أيضا رائحة الورق و طعم الكتابة يدويا... لك العتبى يا عزيزي حتى ترضى ، سلامي لكل من معك و أنا في إنتظاركم أخوك عصام دهب

(عدل بواسطة Samau'al Abusin on 03-24-2007, 09:11 AM)