ناس الزقازيق .. أجدع ناس .

Quote: أخي عصام دهب التحية لك و أنت تحرص على نشر كل مساهمات الزقازيقين رغم مشاغلك، فلا قطع الله لك موصولا ووصل الله لك كل مقطوع. و كانت خاتمة ما نشرت مسكا، ألا و هي مساهمة الأخ محمد عيد ميرغني طويل القامة و رفيع المقام، وقد مرت سنوات عده لم أرى أو أسمع فيها صوت محمد عيد و كان من حسن حظي أن اتصل بي الأخ منصور عبدالرازق ليزف الي كعادته أخبار سعيدة، فقد بشرني منصور بمرور الأخ رفعت نورالدين بأبوظبي في طريق عودته الى النرويج التي يقيم بها ثم وعدني بأن يكلمني هو و محمد عيد في اليوم التالى وذلك لوجود منصور بجده في تلك الأيام وكانت أيام عيد الأضحي المبارك، وكان أن أوفى منصور بوعده فاذا به يتصل بي هو ومحمد عيد، وكان أن أصبح العيد عيدان كما قال العقاد عندما وصله خطاب من مي زياده في أحد الأعياد. وفي أحد الأمسيات وأنا عائد من صلاة العشاء وبمجرد خروجي من المسجد رن هاتفي الجوال و اذا بصوت عزيزا في الطرف الآخر هو صوت الدكتور خالد محي الدين، و خالد محي الدين هو انسان وفي وكريم ورقيق و أنا أذكره بالخير دائما وله في قلبي موقع خاص، وقد تواصلنا لبعض الوقت بعد التخرج ثم تفرقت سبلنا. ثم تلى كل ذلك وصول الأخ رفعت نور الدين الى أبوظبي وقد قضى معي يوما رائعا أعدنا فيه الكثير من الذكريات الجميله، وكان هذا العيد عيدا مميزا بكل تلك الأحداث التي كانت خلاله وبعده وأدركت كم هو مهما أن يكون للانسان أصدقاء ينتشلونك بين الفينة و الأخرى من براثن الروتين والقلق و دوامة العمل، وليس لي الا أن أشكرهم جميعا، منصور الرائع ورفعت الدافئ رغم الصقيع الذي يعيش فيه ومحمد عيد الفنان وخالد محي الدين الانسان الرقيق. قرأت كثيرا في هذا البوست عن الدكتور طلبه عويضة رحمه الله و أسكنه الجنه، و للدكتور طلبه قصص كثيرة مع الطلبه السودانين الأوائل ومن هذه القصص أروي لكم هذه القصه مع أخي وصديقي محمد سيد محمد ناصر وهو زقازيقي مخضرم وهو من الذين احتضنوني عندما حضرت يافعا الى الزقازيق هو و الأخ محمد عمر عبدالله وقريب الله حسن عشم الله طيب الله ثراه و أسكنه فسيح جناته، وكان محمد سيد في السنه الثالثه عندما حضرت الى الزقازيق وروى لي أنه عندما كان الباب مفتوحا على مصراعيه للطلبه السودانين لاختيار الكليات التي يرغبون بها وكل ما كان عليهم هو الذهاب الى دكتور طلبه عويضه بمكتبه بادارة الجامعة و طلب الكليه التي يرغبون بها، فكان أن لبس محمد سيد بدله جديده اشتراها من أحد أسواق العتبه بالقاهره و ربما تكون قد كلفته 90 قرشا أو يزيد قليلا في ذلك الوقت، وذهب محمد سيد الى ادارة الجامعه لمقابلة دكتور طلبه، وكان محمد سيد قد وجد نفسه مقبولا بكلية الزراعة وهو يرغب في دراسة الطب، فدخل الى مكتب طلبه عويضه وتقدم الى السكرتيرة الجالسه أمام مكتبه بكل ثقة ورباطة جأش و قال لها (الدكتور موقود) فأجابت بأنه موجود فطلب منها ابلاغ الدكتور بأنه يرغب في مقابلته، فهرعت السكرتيره الى داخل المكتب و أبلغت دكتور طلبه بأن أحد موظفي السفارة السودانية وربما السفير نفسه بالباب وهو يرغب في مقابلته ظنا من السكرتيره بأحد محمد سيد هو أحد موظفي السفاره و ذلك لحسن هندامه الذي كان لبدلة العتبة دور كبير فيه، فما كان من دكتور طلبه الا أن جاء مسرعا من داخل مكتبه و استقبل محمد سيد عند مكتب السكرتيره وطلب منه الدخول بترحيب بالغ أدهش محمد سيد كثيرا ولم يجد له تفسيرا في حينه، ثم ابتدر دكتور طلبه الحديث (أيوه يا بيه حضرتك شرفتنا النهار ده ، تؤمر بايه ونحن خدامين السودانين) ثم استرسل في حكاياته عن السودان وحبه للسودان و السودانين عندما كان بالخرطوم مديرا لجامعة القاهرة فرع الخرطوم وكلما استرسل في الحديث زاد محمد سيد قلقا ولم يدري ما يفعل غير أن يهز رأسه يمنة ويسره، المهم أن دكتور طلبه سأل محمد سيد أخيرا أخدمك بايه يا بيه، فتجرأ محمد سيد وقال لدكتور طلبه يا دكتور أنا ما من السفاره أنا طالب في كلية الزراعة وعايز أحول لكلية الطب، فاذا به بالدكتور ينتفض من مقعده و يهب ثائرا وشتم محمد سيد بكل الشتائم التي يعرفها باللهجة السودانية وقال له (لو حتمموت مش حأدخلك طب، روح أخرج من مكتبي ابل ما أرتكب فيك جناية) وخرج محمد سيد مسرعا لا يلوي علي شئ وهو يجرجر أذيال الخيبه، أرجو أن يقرأ محمد سيد هذا ويتواصل معنا، فمحمد سيد كان من أنقى الناس الذين عرفتهم و أحمد الله أن الدكتور طلبه طرده من مكتبه في ذلك اليوم وبقي في كلية الزراعة لا شماتة فيه بل لأننا كسبناه وعرفناه أخا عزيزا. هذه بعض الذكريات و التي قد تبدو للجيل الجديد من الزقازيقين و كأنها من عصر المماليك، وحتى بالنسبة لي فأنا لم أكن محظوظا لأكون من فرسان ذلك العهد ولكني زاملت الكثير من شهود العيان من أمثال محمد سيد و محمد عمر و محمد محمد أحمد كرار و آخرون كنا عندما تجلس معهم وهم يتسامرون ويرون تجاربهم فكأنما تجلس أمام قناة الجزيرة و تستمع الى محمد حسنين هيكل يروي تجاربه. أخي عصام، أنت تعرف يبدأ الكلام عن الزقازيق ولا يوقفه الا الشديد القوي، وأنا هنا أتوقف قليلا لألتقيك في مساحة أخرى دافئة و محببة. و دمتم دايما سالمين الرشيد بابكر