هل كذب علينا الناطق الرسمى للجيش الشعبى لتحرير السودان....؟

Quote: رغم كثافة المعلومات الواردة في مقال الاستاذ هويدي الا انه في تقديري لم يأت بجديد، فوجود اسرائيل وعربدتها في اطراف العالم العربي معلومة للكافة، فهي تمارس استراتيجية شد العالم العربي من اطرافه، ليتمزق ويتوقف قلبه عن الضخ، وفيما يتعلق بجنوب السودان ترى فيه اسرائيل كعب أخيل ليس لشمال السودان بل لمصر، ومعلوم دعم اسرائيل لتمرد الجنوب الأول، وكيف انها بعثت بالمرتزق اشتاينر، وكيف انها رعت جوزيف لاقو وصلوم، كذلك دعم اسرائيل للدول المجاورة للسودان اريتريا اثيوبيا ويوغندا وكينيا، بل وصل دعمها للمناوئين للخرطوم في حدود السودان الغربية، هذا في السودان، اما في الدول العربية الأخري، فاسرائيل موجودة في عواصمها، احيانا يرفرف علمها، واحيانا ترفرف افعالها، فاسرائيل اخطبوط ولكن لا يعني ذلك انها دوما كانت منتصرة، فالصراع بينها وبين العرب مازال سجالا، ففي حالة السودان رغم دعمها السخي واللا محدود لقرنق الا انه لم يدخل الخرطوم فاتحا، بل ولا حتي عاصمة من عواصم الجنوب، رغم نجاحاته غير المنكورة، فصراع الارادات في المنطقة لم ولن يتوقف، ولم يستطع فيه طرف اقصاء الآخر نهائيا. إن علاقة قرنق باسرائيل ماضيها وحاضرها ومستقبلها ليس فيه ما ينقص ترحيبنا بالسلام، لانه وكما ذكرنا آنفاً ليس فيها جديد، كما إنه في حالة الحرب يرحب اي طرف بالدعم الذي يأتيه، فنظرة قرنق لاسرائيل ليست هى نظرة عرب السودان لها فهو ليس جزء من القومية العربية، فلا حاجز نفسي او معنوي يمنعه من الاستفادة من دعم اسرائىل له، وفي نفس الوقت فان قرنق او اي جنوبي آخر ليس لديه قضية مع العالم العربي، ولا نظن انه يتمني موت العرب، فكل قضيته مع شمال السودان، وليس بالضرورة ان يكون عداؤه لكل الامتدادات الاستراتيجية لشمال السودان، بعبارة اخرى إن قبول قرنق للدعم الاسرائيلي لايعني ان اهدافه تتطابق مع اهدافها، حتي ولو ادعى ذلك، فتأثير جنوب السودان بل وكل دول خط الاستواء على العالم العربي محدود، اللهم الا اذا اثيرت قضية مياه النيل، وهذه مسألة لا تخص كل العالم العربي بل شمال السودان ومصر . وفي تقديري الخاص ان نفوس اهل السودان اذا (تطايبت)، وارتفع معدل الثقة بين اهل الجنوب والشمال، وحدثت عملية تنمية حقيقية، ودخلت الحرب في اجازة مجهولة الامد، فإن قرنق لن يكون في حاجة لاسرائيل او غيرها، واذا جاءته كل الثروة التي وعدته بها اتفاقات نيفاشا، واحسن هو استغلالها، ولم يحولها للبنوك السويسرية، ووضعها في مجرى الاقتصاد الجنوبي، فإن حدث ذلك فلن يكون في حاجة للدعم المالي الاسرائيلي، اما التقنية فيمكن ان تأتيه من امريكا او اروبا وبالعدم من آسيا ومن ذات افريقيا، يمكن ان تأتيه من مصر وجنوب افريقيا «وشمال السودان كمان»، فيا جماعة الخير ان تجفيف الوجود الاسرائيلي في جنوب السودان لا يأتي «بالولولة» والصراخ والعويل، انما يأتي بضم ابن الجنوب على الضلوع، اما اذا حدث العكس، والقينا به بعيدا، فلن نمنع الآخرين من ضمه، فجميل اسرائيل يا استاذ هويدي يمكن طمره بما هو اجمل منه، فباب الجميل مفتوح .