الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 12:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ياسر محمد عثمان الخليفة(Yassir7anna)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2003, 12:31 PM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام (Re: Yassir7anna)


    Quote:

    الحجر الاسود



    في ذلك الوادي الذي وصفه الله ـ تعالى ـ بأنه (غير ذي زرع) يرفع إبراهيم وإسماعيل قواعدَ البيت الحرام، وعيونهما بين لحظة وأخرى ترمقان السماء، ويدعوان الله ـ تعالى ـ أن يتقبل عملهما ويجعله خالصاً لوجهه الكريم {وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}1.

    وما إن وصلا ببناء الكعبة إلى المكان الذي شاء الله ـ تعالى ـ أن يوضع فيه الحجر الأسود (الركن الشرقي من جدار الكعبة، بينه وبين الأرض ذرعان وثلثا ذراع، مقابل زمزم ..)2 حتى أمر إبراهيمُ إسماعيلَ قائلا: اِئتني بحجر ليكون علماً للناس، يبتدئون منه الطواف. فأتاه بحجر لم يرضه ... وبعد هنيئة وإذا بحجر بين يدي إبراهيم. فيعجب إسماعيل لهذا، ويسأل: من أين جاء هذا الحجر؟ فيُجيبه إبراهيم: جاءني به جبريل من عند مَن لم يتكل على بنائي وبنائك، ولم يكلني على حجرك3.

    ويكتمل البناء، ويُرفع الأذان بالحج على لسان نبيِّ الله إبراهيم، ويلبي الناسُ دعوته من كلّ مكان، وتبدأ مسيرة الحج العظيمة لتستمر عَبر التأريخ وإلى ما شاء الله تعالى:

    {وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجٍّ عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسمَ الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكُلوا منها وأطعِموا البائسَ الفقير * ثم ليقضوا تفثَهُم وليوفوا نذورهم وليطوّفوا بالبيت العتيق}4.

    الحجر الاسود..يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل اسود اللون مائل الى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به اطار من الفضة ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط ان امكن او يشر اليه بيده ثم يقبلها .وقد ورد في الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا ان طمس نورهما لا ضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث ايضا " ان الحجر الاسود نزل من الجنة اشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني ادم .

    الاطار الفضي: ان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من فضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 وضع الملك سعود بن عبدالعزيز طوقا جديدا من الفضة وقد تم ترميمه في عهد خادم الحرمين في 1422هـ وبقيت الكعبة على هيئتها من عمارة إبراهيم (عليه السلام) حتى أتى عليها سيل عظيم انحدر من الجبال، فصدع جدرانها بعد توهينها ثمّ بدأت تنهدم، فاجتمع كبراء قريش، وقرّروا إعادة بنائها .. وراحت قريش تنفذ ما قررته حتى ارتفع البناء إلى قامة الرجل، وآن لها أن تضع الحجر الأسود في مكانه من الركن، اختلفت حول مَن منها يضع الحجر في مكانه، وأخذت كلّ قبيلة تطالب بأن تكون هي التي لها ذلك الحقّ دون غيرها، وتحالف بنو عبد الدار وبنو عدي أن يحولوا بين أية قبيلة وهذا الشرف العظيم، وأقسموا على ذلك جهد أيمانهم، حتى قرّب بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً، وأدخلوا أيديهم فيها توكيداً لأيمانهم; ولذلك سُمُّوا «لَعَقَة الدم». وعظم النزاع حتى كادت الحرب أن تنشب بينهم لولا أن تدخل أبو أمية بن المغيرة المخزومي بعد أن رأى ما صار إليه أمر القوم، وهو أسنهم، وكان فيهم شريفاً مطاعاً، فقال لهم:

    يا قوم! إنما أردنا البرَّ، ولم نرد الشرَّ فلا تحاسدوا، ولا تنافسوا فإنكم إذا اختلفتم تشتت أموركم، وطمع فيكم غيركم، ولكن حكموا بينكم أول مَن يطلع عليكم من هذا الفج [أو اجعلوا الحكم بينكم أول مَن يدخل من باب الصَّفا ]قالوا: رضينا وسلمنا5.

    فلما قبلوا هذا الرأي، أخذوا ينظرون إلى باب الصفا منتظرين صاحب الحظّ العظيم، والشرف الرفيع الذي سيكون على يديه حقن دمائهم، وحفظ أنفسهم ... فاذا بالطلعة البهية، والنور الساطع .. اُنظروا .. إنه محمّدٌ بن عبد الله .. إنه الصادق الأمين .. وبصوت واحد .. هذا الأمين قبلناه حكماً بيننا .. هذا الصادق رضينا بحكمه .. ثمّ تقدم نحوه كبراؤهم وزعماؤهم .. يا محمد! أحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون! نظر إليهم رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) فرأى العداوة تبدو في عيونهم .. والغضب يعلو وجوههم .. والبغضاء تملأُ صدورهم .. أيُّ قبيلة سيكون لها هذا الشرف العظيم، والفخر الكبير، إن حكم لقبيلة دون أُخرى؟ وهل سيرضون بحكم كهذا، وقد ملئت قلوبهم بغضاً، ونفوسهم حقداً، ووضعوا أيديهم على مقابض سيوفهم، وعلت الرماح فوق رؤوسهم؟

    في هذا الجو المرعب والمخيف والمحاط بالشرّ، كلّ الشرّ، يقف الصادق الأمين ليعلن حكماً ينال رضاهم جميعاً، ويعيد السيوف إلى أغمادها .. الجميع سكوت ينتظر ما يقوله فتى قريش وأمينها، وهو في هذا العمر (35 سنة) أمام شيوخ قريش وساداتها .. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هَلُمّ [هلمّوا] إليّ ثوباً، الكلُّ ينظر إليه، ماذا يُريد بهذا محمد؟ فيقول آخرون: انتظروا لنرى: أُتي بالثوب، نشره بيديه المباركتين، رفع الحجر ووضعه وسط الثوب، ثمّ نظر إليهم وقال: ليأخذ كبيرُ كلِّ قبيلة بناحية من الثوب. فتقدّم كبراؤهم وأخذ كلّ واحد منهم بطرف من أطراف الثوب، ثم أمرهم جميعاً بحمله إلى ما يحاذي موضع الحجر من بناء الكعبة حيث محمد بانتظارهم عند الركن. تناول الحجر من الثوب ووضعه في موضعه، فانحسم الخلاف، وانفضّ النزاع بفضل حكمة الصادق الأمين6، التي فعتِ الفتنة أن تقع، وحفظتِ النفوس أن تزهق، والدماءَ أن تُراق، حقاً إنّك يا رسول الله رحمةٌ للعالمين قبل بعثتك نبيّاً وبعدها، حياتك عطاءٌ كلّها وخيرٌ وبركة كلّها. رفعتَ الحجر بيدك المباركة من الأرض، ثمّ رفعته ثانية لتضعه في مكانه فنال بذلك بركات أيد ثلاث لأنبياء عظام (إبراهيم وإسماعيل ومحمد صلوات الله عليهم).

    ولم يزل هذا الحجر في الجاهلية والإسلام محترماً معظّماً مكرّماً، ولم يعتدَ على حرمته ومكانته حتى جاء القرامطة يتزعمهم أبو طاهر القرمطي سنة 317 هـ ودخلوا مكّةَ عنوة (يوم التروية)، فنهبوها وقتلوا الحُجّاج، وسلبوا البيت، وقلعوا الحجر الأسود ثم حملوه معهم إلى بلادهم بالإحساء من أرض البحرين، ويقال: إنّه لما أخذ الحجر، قال: هذا مغناطيس بني آدم، وهو يجرّهم الى مكّة، وأراد أن يحول الحجّ الى الإحساء. وبقي عندهم اثنتين وعشرين سنة، وقد باءت كلّ محاولات ردّه بالفشل، حتى توسط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي بين الخليفة المطيع لله في سنة 339 وبينهم حتى أجابوا الى ردّه، وجاءُوا به إلى الكوفة، وعلّقوه على الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع، ثم حملوه وردّوه إلى موضعه في شهر ذي القعدة من سنة 339 هـ ، وصُنع له طوقان من فضة وأحكموا بناءَه7.

    وهناك بعض الاعتداءات والتجاوزات التي كان الحجر الأسود عرضةً وهدفاً لها، لكنها لم تصل في خطورتها إلى اعتداء القرامطة المذكـور8.

    وظل هذا الحجر موضعاً يتبرك به الناس، يتزاحمون على استلامه، وعلى تقبيله بدءاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد كان(صلى الله عليه وآله) يقبّل الحجر الأسود عند دخوله إلى البيت، وقبل أن يبدأ طوافه سبعاً، ويعيد تقبيله بعد أن ينهي الطواف والصلاة.

    ولما أراد أن ينطلق مهاجراً إلى المدينة، جاء إلى الكعبة واستلم الحجر الأسود، وقام وسط المسجد ملتفتاً إلى البيت قائلا: إني لأعلم ما وضع الله ـ عزّ وجلّ ـ في الأرض بيتاً أحبّ إليه منكَ، وما في الأرض بلدٌ أحبّ إليّ منكِ (مكة)، وما خرجتُ عنكِ رغبةً، ولكن الذين كفروا هم أخرجوني ...9.

    فكان تقبيل الحجر واستلامه أول عمل له (صلى الله عليه وآله) في المسجد قبل الطواف، وقبل أن يقول أو يعمل شيئاً.

    واقتدى المسلمون بسيرته (صلى الله عليه وآله)، فأخذوا يقدسون الحجر الأسود ويعظمونه، وراحوا يتسابقون لاستلامه وتقبيله تبركاً به; لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله)كان يستلمه ويقبله ويستقبله ويدعو عنده ... وقد ورد في ذلك حشدٌ من الروايات التي تصرح وبضرس قاطع بجواز التبرك بهذا الحجر استلاماً وتقبيلا ... إضافةً إلى آراء فقهاء المسلمين وعلمائهم على اختلاف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية وكلّها تؤكد استحباب التبرك به ... كما تبين وجوب الابتداء بالطواف حول الكعبة وبأشواطه السبعة ـ من الحجر الأسود والانتهاء إليه. وعدم صحة الطواف بل بطلانه إذا لم يبدأ به وينتهي إليه. ولم أجد فيما تيسر لي من المراجع مخالفاً لذلك الاستحباب وهذا الوجوب.

    المستشرقون والحجرالأسود

    حينما علم المستشرقون بهذا الأمر أرادوا البحث عن ثغرة يهاجمون بها الاسلام فقالوا ان المسلمين لا يعلمون شيئا، وقالوا ان الحجر الأسود ماهو إلى حجر بازلت أسود موجود فى الطريق مابين المدينة، ومكة وجرفه السيل وقطعه إلى خارج مكة، وعثر عليه ابراهيم عليه السلام ، ووضعه بداية للطواف ، وارادوا أن يثبتوا صدقا كلامهم فأرسلوا أحد علماء الجمعية البريطانية التابعة لجامعة كمبردج ودرس اللغة العربية، وذ هب إلى المغرب ، ومنها إلى مصر للحج مع حجاجها، وركب الباخرة، وكان الحجاج المصريون يتخاطفونه ليكرموه ، ويطعموه فتأثر بذلك كثيرأ ثم تأثر ثانية عندما رأى قبر الرسول ، والمدينة المنورة، وتأثر أكثر، وأكثر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة، وكان ذلك فى القر، التاسع عشر وقال ( لقد هزنى ذلك المنظر كثيرأ من الأعماق ) ولكنه كان مصمما على انجازمهمته التى جاء من أجلها، ودخل الكعبة وفى غفلة الحراسة ولم تكن شديدة مثل هذه الايام ، وكسر قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة واحتفل به سفير بريطانيا فى السعودية احتفال الابطال فهو من وجهة نظرهم بطل أتى بالدليل على بطلان كلام محمد صلى الله عليه وسلم بان الحجر الأسود من السماء، ووصل إلى بريطانيا، وأودع قطعة الحجر اللأسود فى متحف التاريخ الطبيعى بلندن ليقوم بتحليله واثبتوا أنه (نيزك ) من نوع فريد فوقع الرجل مغشيا عليه وكتب كتابا من اجمل الكتب وسماه (رحلة إلى مكة) من جزءين وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام واصراره على هزيمة المسلمين وفى الجزء الثانى وصف خضوعه لله سبحانه وتعالى بسبب ان الحجر الأسود من أحجار السماء.

    قالوا في الحجر الأسود:

    كثرت الأقوال، واختلفت الآراء، والتساؤلات عن الحجرالأسود; من أين أُتي به؟ ومن أيّ شيء هو؟ وهل يضرُّ أو ينفع؟ وما هذهِ الهالة التي أُحيط بها في الروايات والأقوال وهو لا يعدو كونه حجراً عادياً؟ ..

    وقد توفرتُ على كثير من هذهِ الأقوال والآراء، وقبل أن أذكر بعضاً منها، أقول: كلّ هذهِ الأقوال والآراء ـ التي دوّنت بعضها وتركتُ بعضها الآخر لا لشيء إلاّ للإختصار. ليست هي السبب في فضله، وقدسيته عندنا وفي تعظيمنا له; لأنّ ذلك الفضل وتلك القدسية وهذا التعظيم، وأيضاً وجوب البدء به في كلّ شوط من الطواف والانتهاء اليه، واستحباب التبرّك به تقبيلا ولمساً أو استلاماً والدعاء عنده ... كلّ هذهِ الأُمور ثبتت عندنا بالسنّة الصحيحة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)فعلا وقولا وتقريراً، وسار عليها الصالحون وعموم المسلمين تعبداً، واقتداءً واتّباعاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وتأسيّاً به، ولا يهمنا بعد هذا ما تحمله تلك الأقوال والآراء ككونه درّة بيضاء في الجنّة، أو أنزله جبريل من السماء، أو كان ياقوتاً أو جوهراً أو شيئاً آخر، أو أنه كما قرأت: مِن أن رجلا من القرامطة، قال لرجل من أهل العلم بالكوفة، وقد رآه يتمسّح به وهو معلّق على الأُسطوانة السابعة: ما يؤمنكم أن نكون غيّبنا ذلك الحجر وجئنا بغيره؟ فقال له: إنّ لنا فيه علامة، وهو أننا اذا طرحناه في الماء لا يرسُب، ثمّ جاءَ بماء فألقوه فيه، فطفا على وجه الماء10.

    نعم، قد تزيدنا هذه الأقوال والآراء معرفةً به، واطلاعاً عليه، لو ثبتت أمام التحقيق العلمي لها. أما لو تركنا نحن وهذهِ الأقوال والآراء ـ وبعيداً عن السنّة المباركة ـ فإنّنا لا نستفيد تلك القدسية ولا ذلك الوجوب أو الاستحباب.

    صحيح أن قراءة روايات الحجر الأسود التي سأذكر قسماً منها من السنّة والشيعة، وقراءة سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الوقوف مستقبلا هذا الحجر والدعاء عنده، ولمسه أو استلامه وتقبيله ... هذه القراءة تبين لنا أنه حجر ذو شأن كبير وأثر عظيم، وأنه ليس كباقي الأحجار الأُخرى التي قد يحمل نفس مكوّناتها.

    وعلى فرض صحة ما ذكرناه من أن إبراهيم (عليه السلام) قال لإسماعيل: إئتني بحجر ليكون علماً للناس، يبتدئون منه الطواف، لكن هذا لا يمنع من أن تكون له أغراض أُخرى، ـ غير كونه علماً يُبتدأُ منه الطواف ـ إن لم تكن في الدنيا ففي الآخرة كما تحدّثت عنها روايات الفريقين، وليس عجيباً وغريباً أن يدلي بشهادته في ساحة الحساب الأكبر {يومَ تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه ...}11.

    قال تعالى: {... الذي أنطق كلّ شيء ...}12.

    فينطق الحجر الأسود، ويشهد على كلِّ عهد، وكلِّ ميثاق تمّ في ساحته، حيث بداية مسيرة الطواف، فيستقبله كلُّ حاج ويدعو ويتعهّد عنده بالتخلي عن كلّ ما ارتكبه من انحراف ومن ذنوب ومخالفات. وأنه يجدّد البيعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)والالتزام بما جاء به من عند الله ـ تعالى ـ ويتعهد أيضاً بالطاعة والانضمام إلى موكب التائبين كما ستقرأ ذلك في الأدعية المأثورة عند الحجر وأول الطواف.

    وعندئذ سيكون نطقه وستكون شهادته ضارةً أو نافعة لنا وبالتالي يمكن وصفه بأنه ضارٌ أو نافعٌ.

    ولكنّا لو تركنا هذا كلّه وقلنا: إنه حجر كباقي الأحجار المبعثرة هنا وهناك، وإنه لا يستحق هذهِ الكثرة من الروايات والأقوال والآراء .. وبالتالي ليس هناك سببٌ لأن يحظى بالقدسية والاهتمام. ويبقى مجرد علامة يستدلّ بها الحجاج على بدء أشواط الطواف. إن قلنا هذا فسنواجه أسئلة كثيرة قد تثار، منها:

    ما هذهِ الفضيلة والقدسيةُ اللتان أُعطيتا له من قبل المسلمين بكلّ مذاهبهم وعبر تأريخهم الطويل؟

    وما هذا الاهتمام والاعتناء به والحرص عليه من قبل المسلمين؟ ناهيك عن أهل الجاهلية الذين كاد الأمر يصل بهم الى سفك الدماء وقتل الأنفس من أجل نيل شرف وضعه في مكانه لولا رحمةُ الله ـ تعالى ـ وحكمة الصادق الأمين كما قرأنا.

    ولماذا لم يوضع حجر آخر مكانه عند سرقته من قبل القرامطة، فقد ترك مكانه خالياً طيلة فترة غيابه عندهم؟ ولماذا لم يبدل بشيء آخر أو بحجر غيره كما بدلت أحجار الكعبة في كلّ عملية هدم وبناء تعرضت لها الكعبة في تأريخها، وقد شمل التبديل حتى القواعد من البيت؟ فإن التاريخ لم يذكر لنا مثل ذلك. فقد بقي الحجر الأسود منذ أن وضعه إبراهيم (عليه السلام) في مكانه، يحمل الشكل نفسه والصفات ذاتها، إلاّ اللون الذي كان أبيضَ ناصعاً فاسودّ كما نقلت ذلك الروايات و ... .

    وجوابنا هو: أنه حتى وإن قلنا: بأنه حجر كباقي الأحجار لا يفوقها بشيء، وتعرضنا لمثل هذهِ الأسئلة، جوابنا أن الله ـ تعالى ـ قد تعبدنا به كما تعبدنا بغيره، وليس لنا ـ كمسلمين ـ إلاّ الانقياد لذلك; لأن الانقياد إلى الله تعالى، وللذي تعبدنا به هو جوهر الدين وحقيقته، وإن لم نعرف العلة والحكمة من ذلك، ويجب علينا المحافظة على ما تعبدنا الله ـ تعالى ـ به، ورعايته بل وتقديسه.

    ثم علينا بعد هذا أن نسكت عما يسكت الله تعالى ورسوله عنه. ولو توقفت المصلحة على التفاصيل لكان على الله تبيانها ولو من باب اللطف ومن الحسن أن لا نخوض في أمور لا يزيدنا الخوض فيها إلاّ جهلا وإلاّ غموضاً وتعقيداً، وتكون بالتالي ميداناً لأن يُلقي بعضٌ بخرافاته وأوهامه، وبعض يهرف بما لا يعرف ... وبالتالي نفقد أشياء كثيرة في خضم هذه الأجواء.

                  

العنوان الكاتب Date
الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-12-03, 12:34 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-12-03, 12:40 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-12-03, 12:56 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-12-03, 01:03 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-13-03, 12:01 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-15-03, 12:31 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-15-03, 12:42 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-15-03, 12:49 PM
  Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام Yassir7anna11-15-03, 12:51 PM
    Re: الكعـــبة المشــرفة والبــبيت الحــــرام انا بنت النيل11-15-03, 02:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de