في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله الشقليني(عبدالله الشقليني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2008, 05:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . (Re: سلمى الشيخ سلامة)




    إلى سيدة القص والنسج والرواية :
    الأستاذة سلمى بنت الشيخ

    مثلكِ حملنا موج الشوق حيناً من الدهر ، وتسلقنا رُبى بازرعة ،
    وكتبنا كيف أحال ثماره الحلوة بين أيدينا في زهو الشباب ونضار العُُمر

    وفي ذكرى نجمنا السامق : عثمان حسين لم يتسع لنا الحزن
    أن نُفرغ من هم الرحيل وزرافات المبدعين ترحل كأن حالنا قد أغضبها .
    كتبنا عن بازرعة منذ زمان ورفيق أغانيه
    عثمان حسين :


    حسين بازرعة بمنظار أشعاره



    لن تمنع جيشاً جراراً من الأحاسيس فرادى وجماعات ، أن يتسلَقنَّ رُبى ( بازرعة ) . خيل شعره أروع صهيلاً ، وحوافرها على الأرض أكثر نعومة . قُطوف أزهاره ومُخيِّلته الجامحة تُعطرنا ، عندما يروي الحِكايات مُخصبة بالدموع الفرِحة وهي تبكي ، تُذكي تراثنا الفني بفيض شجي . تتقلب نيران الهوى قرباً وبعداً ، الجفاء يتقَفَّى أثر الحنين . الفراق ينفث نيرانه و الأحزان السود تُطبق على الأنفس . القرب وحلاوة اللقاء ، ونضارة المُحبين وهم ينهلون من واحة العِشق ، ويشربون ولم تزل أرواحهم عطشى .

    من يسبح في بُحيرة الشاعر ( بازرعة ) ، يدخل معبداً فخماً ، أعمدته تتعملَق إلى السماء فارهة . ترى الحمائم في ردهات معبده ، تقف مكان خِراف معابد الدنيا وقد طوَّفها التاريخ من حولنا . لقد تسنى للأصول المهاجرة من حضرموت منذ القِدم أن تنهل من أرض السودان عبر شواطئه ، وترفده تلاقحاً و محبة وإبداعاً يتفرَّد .

    )بازرعة ( هو سيف العِشق الجمعي حين يتلألأ ، وأقاصيص عِشقه من دفئ محبة جثمت على مواضينا وطرحت ثماراً يانعة في الوجدان . كتبتْ الشِعر يدٌ عَفرها غُبار التربة البِكر ، وخضبها نسيج اجتماعي فاره ، حتى نهضت من الثنايا بعض أساطير الهوى . ينمو طفل النفس غنياً بالرؤى كأن عِفريتاً من الجِّن جَلس في مؤخرة رأسه قبل أن يشب عن الطوق . يثري ) بازرعة ( وجداننا من فيض يطفح ، يتلفَّح هو بُردَة العِشق ، يحتمي بها من لظى ظُلم المحبين . نكرانهم يلتهب وتتوهج نيرانه تقدح الذهن متألقةً ، ويكتُب الفؤاد ماذا جَرى .
    نقلت مشاعره أشعاره ، وعلى رُبى الإبداع جلس مع ( عثمان حسين ) ، وابتنيا معاً هرماً من أهراماتنا الغنائية ، التي مسَّت الوجدان منذ منتصف القرن الماضي . لكل أغنية أقصوصة ، تقف أنت في محرابها تتفكر ، شِعراً ولحناً وغناءً ، لا يعرف فك طلاسمها إلا من عرف الأبجدية التي تتحدث بها أغنياتنا السودانية ، دروب الأحبة وهم يركضون بين أزقتها الضَيقة ، وسرقة اللحظة الملائكية من بين مخالب نُسور المجتمع المحافِظ . إنه إنجاز شعب كتبته أيدٍ مُبدعة ، يتوهج هو على الدوام ، تعبق رياحينه وأنت تزيح أغطية كُنوزه كل مرة . ومن تحت السراديب تُنقِب أنت فلا تروي ظمأً ، لكنك حين تقرأ شعر ( بازرعة ) ، كأنك تَسري ليلاً وتلبس عباءة ألف ليلة وليلة . الهجران والشكوى والوشاية والبكاء والنجوى تتناثر أشلاؤها هُنا وهناك ، فنار الذكريات تبُث حرارتها من تحت الرماد ، ولا تجد من رفيق سوى البُلبل الصداح . تفرَّست وجهه وأنا أشاهده مع الإعلامي المرموق ( الجُزَّلي ) في لقاء على التلفاز منذ زمان ، تأملت العينان يبرقان بما يُشبه الدمع كأن الماضي قد نهض بكل أوجاعه . كم هو رائع سيد القلوب الرحيمة ، وقد لون بهاء الحُزن القديم وجهه وأنت تنظر .

    يحق لنا أن نتجول ونتطوَّف الآن بعض مقاطع ِشعر ( بازرعة ) الذي تغنى به المبدع ( عثمان حسين ) . لن نرضي مُحبيهما ، إذ لن نُصيب إلا النذر اليسير . ملامح من قبس إبداع ( بازرعة ) وهي تتقصى أثر قلوب تنزف مما فعلت بها الدنيا . نشتَّم ملامح شَخصه النبيل يتنفس كالصبح من بعد فجرٍ فاقع الاحمرار .
    كتب ( بازرعة ) في ( أنا والنجم والمساء ) : ـ

    أنا والنجم والمساء ... ضَمّنا الوجد والحنين
    جَّف في كأسنا الرّجاء ... وبكت فرحة السنين
    آه يا شاطئ الغَد ... أين في الليل مقعدي

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    في الدُجى شَاق مَسمعي ... صوتها المُلهم النَغيم
    في الهوى هاجَ مدمعي ... حُبها الخالد الأليم
    كلّما لاحَ بارق ٌ ... من مُحياها خافقٌ
    خَلدت لحن شُهرتي ... ألهبت ليل وحدتي

    وكتب هو في ( عاهدتني ) : ـ

    عاهدتني ترسل بدمع الشوق خِطابي
    مع كل نسمة من البلد تُطفئ عذابي
    وحَلفتَ تسأل كل طائر عن مآبي
    لكن نسيت عهدك ووعدك في غيابي

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    تتبدل الأيام يا قاسي وتصطفيني
    وأنسى عذابي مَعَاك واشيلك في عُيوني
    أصلو الهوى دائي ودنياي ، وديني

    وكتب هو في ( القبلة السَكرى ) : ـ

    أَتذكري في الدُجى الساجي ... مَدار حديثنا العذبِ
    وفوق العُشبِ نستلقي ... فنطوي صفحة الغيب
    وإذا ما لاح نجم السَعد ... نرشُف خَمرة الحُب

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    أتذكري عهد لقيانا ... ويوم القبلة السَكرى
    وقبَلي ثغري الظامئ ... فقد لا تنفع الذكرى

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    وقطرات الندى الرقراق ... تعلو هامة الزهر
    وألحان الهزار الطّلق ... فوق خمائل النَهر
    ولمّا ينقضي الليل ... وينعَس ساقيّ الخَمرِ
    يرِّف الضوء كالحُلم... يسكب خمرة الفَجرِ

    وكتب هو في ( لا وحبَّك ) : ـ

    لا وحُبَّك ولن تكون أبداً نهاية
    إنتَ عارِف نظرتَك هي البداية
    ولن تغيِّر حُبَّنا السامي وِشاية

    ويقول في مقطعٍ آخر : ـ

    حُبَّنا أكبر من الدنيا وأطول من سنينها
    فيه من وطني المُسالِم أحلى طيبة وأغلى زينة

    وكتب بازرعة في ( شَجن ) : ـ

    يا قلبي لو كانت محبته بالثمن
    يكفيك هدرت عُمر حَرقت عليه شباب
    لكن هواه أكبر وما كان ليه ثمن
    والحسرة ما بتنفَع وما بجدي العتاب

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    لكني أخشى عليه من غَدر الليالي
    وأخشى الأماني تشيب وعُشنا يبقى خالي
    وهو لِسَّع في نَضارة حُسنه في عُمر الدوالي
    ما حصل فارق عيوني لحظة أو بارح خيالي

    وكتب بازرعة في ( الوكر المهجور ) : ـ

    إن أنسى ما أنسى ذكراك يا سلمى
    في وكرنا المهجور والصمت قد عَمَ
    تحلو لنا الشكوى والحب والنجوى

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    كيف أَنسى أيامي وفِكرتي الكُبرى
    يا وَحي إلهامي أنا هِمتُ بالذكرى
    ذكرى لياليك
    في خِدر واديكِ

    وكتب هو في ( حُبِّي ) : ـ

    عِشقتك وقالوا لي تعشِق وأيامك ربيع
    تَقضي ليلاتك مُسهَّد وابتساماتك دُموع

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    حُبي نابع من بِلادي ، من جمالها وانطلاقها
    أو دَعت حُسن حبيبي من صِباها كل باقة
    من صَفاء الطيبة والكِلمة الَحبيبة والطلاقة

    وكتب هو في ( لا تَسَلني ) : ـ

    لا تَسل عني لياليَّ حبيبي لا تسل
    لا تَسلها فهي حُلم عابر طَاف بذهني
    لا تَسلها كم تَعانقنا على رِقَّة لَحنِ

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    يا حبيبي أنت ألهَمت أغانيَّ وجَرسي
    أنت في وَحشة أيامي ندى أورَّقَ أُنسي
    أنت في عُمري ربيعاً يملأ نفسي
    أفلا عُدتَ وعادت قصة الحُب كأمسِ

    عبد الله الشقليني
    6 /11/2004
    http://sudaniyat.org/archive2/viewtopic.php?t=1130&highlight=
    في منتدى سودانيات السابق .

    ***

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 06-08-2008, 05:21 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-08-08, 02:16 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . سلمى الشيخ سلامة06-08-08, 04:27 PM
    Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . Emad Abdulla06-08-08, 04:40 PM
      Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-08-08, 05:35 PM
    Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-08-08, 05:13 PM
      Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . نادر الفضلى06-08-08, 07:34 PM
        Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-13-08, 02:01 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-08-08, 08:22 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-09-08, 08:29 AM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . محمد عثمان06-09-08, 10:49 AM
    Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-09-08, 09:34 PM
      Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . Abdulmageed Gorashi06-10-08, 04:53 AM
        Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-10-08, 03:58 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-10-08, 04:37 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-17-08, 12:53 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-21-08, 04:29 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-27-08, 09:07 AM
    Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . طلعت الطيب06-27-08, 09:50 AM
      Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . محمد سنى دفع الله06-27-08, 09:53 AM
        Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني07-04-08, 06:32 AM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني06-27-08, 04:14 PM
  Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين . عبدالله الشقليني07-04-08, 05:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de