صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن
الاساتذة فايز مليجي وميرغني الزين وماهر تاج السر حين تتحول مصطلحات التنوير والحداثة في الساحة الثقافية إلي أسباب للمناكفة بين جيل وآخر بدلا من أن تكون إثراء جديدا للموروث الابداعي ووصلا ً له مع العصرنة، فإن هذه الساحة ستبقي لفترة متوطنة علي الادواء الشخصانية وليس علي الاختلاف الخلاق بين تيار ابداعي وآخر. وجماعة السمندل كانوا علي وعي بأن التنظير حول المصطلحات الجديدة التي تحصلوا عليها في حصادهم الاكاديمي الابتدائي لا يفيد وحده، وإنما يجب أن يتبع القول بالعمل، ولقد كان من السهل أن يغرقوا في التفاصيل والمماحكات النظرية لعلم الهارموني مثلا وبالتالي يتحول رهطهم من منتجين إلي نقدة، شغلهم الشاغل هو تقصي هفوات الفنان خضر بشير أو محاولات الاستاذ حسن بابكر في التأليف مثلا ومن ثم يكون القول بخلو أعمالهما من العلمية الضرورية أو إنها فقيرة علي ناحية الفاريشن الموسيقي، حيث التنوع في تنمية الثيما الفنية إلي كوبليهات وما إلي ذلك من رمي للداء والانسلال الخفيف. وربما كان من الجائز لهؤلاء الشباب أن " يتمتموا ويتعوذوا" بمعاظلات العلوم الموسيقية المتقدمة ليقبضوا بها جو المعرفة الشفاهية في المنتديات الثقافية والفنية والاعلامية ، ولكنهم فضلوا أن يطبقوا هذه العلوم الاكاديمية وتلك المعارف الجديدة في سقيفة الغناء والموسيقي عسي ولعل أن ينجحوا في تشذيب الاخراج الموسيقي لبعض الاعمال وبالتالي يقدمون موسيقانا في مواعين علمية جميلة. علي أن الحال هكذا مع جوقة السمندل، فإن الحقيقة الباقية هي أن صنيع هؤلاء الشباب لم يكن المحاولة الاولي لتشذيب الموسيقي في السودان فقد سبقهم افراد وطنيون واجانب ومؤسسات قومية منذ العشرينات، وكلنا يذكر العم ديمتري البازار والذي هو رائد التجديد الموسيقي في السودان من موقع إستثماره الحصيف، فقد آل علي نفسه أن يلعب دورا للربط بين إنتاج الفن الغنائي وقتذاك والجهة الصناعية التي تجود مظهره، حيث بعث بعدد من الفنانين والموسيقيين إلي مصر لتسجيل أعمالهم علي نظام إسطوانات الفونغراف كما فعلت حصاد للانتاج الفني مع نظام "التراكات" وعلي رغم إنه لم يكن موسيقيا هاويا أو دارسا إلا إنه إنتبه في ذلك الوقت للاهتمام بإخراج متقدم للعمل الغنائي وتقديم ما هو جديد ومفيد له، وحينما بدأت ثمار تجربته واقعا احس الناس بالجديد في التسجيلات في فترة الثلاثينات التي إستبدلت الكورس بصوت كمان السر عبدالله، وفيما بعد كان الاستاذ إسماعيل عبدالمعين صاحب "صه يا كنار" وجابو لي سرو " وجبدي أم قرقدي" ومارش البحرية الاميركية قد تلقي علوما موسيقية في اوربا أهدته، حين عاد إلي وطنه، إلي التفكير في منهجة العمل الغنائي في الاربعينات وربطه بمسائل الجدل القومي الستيني، فأسس منهج الزنجران والذي ينحو إلي "تسديس" السلم الغنائي وهو المخمس في بيئات والمسبع في اخري، وعكف علي التلحين وفق ذلك المنهج، وبصرف النظر عن نجاحه أو إخفاقه في تعديد متراكمات لحنية لهذا التخطيط العلمي الموسيقي إلا أن عبدالمعين يمثل سابقة بحثية جريئة في شؤون الغناء والموسيقي، وأعتقد إنه لولا فقر فهم الأواليات الموسيقية مركزيا ومجتمعيا وعدم وجود التحفيز والتفرغ الذي كان يحتاجه استاذنا الباحث آنذاك لكان الامر مختلفا في إرثه المنثور عبرحوارات الاستاذ محمود ابوالعزائم معه وبعض متفرقات في نقده او الاستدلال به. وفي مسار التحديث الموسيقي كان إسهام المؤسسة العسكرية بما فيها من شرطة وسجون عبر الجلالات والمارشات كبيرا في الاهتمام بالنوتة الموسيقية ولا يمكن تجاوز المرحوم ادهم وعوض مرجان وصولا إلي جيل علي يعقوب وعمر الشاعر. فضلا عن ذلك لا يمكن تجاوز تجربة الاذاعة السودانية في معالجة أعمال الملحنين والفنانين الكبار وفق المعطيات العلمية التي توافرت للاساتذة علاء الدين حمزة وبرعي محمد دفع الله وهما من بعد يعتبران من أعظم المؤلفين للموسيقي البحتة والتي حفظ المستمع السوداني مقطوعاتها عبر الفراغات بين فجوات البرامج الاذاعية والتلفازية، وعلي المستوي الاجنبي كان هناك مصطفي كامل المبدع في آلة القانون وإيزو مايسترلي وأندرية رايدر موزع أغنية "الود" لوردي، ولعله كان لهؤلاء الجهد الاكبر والمميز لعلمنة الاداء الموسيقي السوداني وبرغم إنهم لم يتمكنوا كلية من إنجاز تصوراتهم العلمية في اخراج الاعمال السودانية التي إستهوتهم، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار الصعوبات التي واجهتهم بسبب ركون مواضيع الفن في آخر السلم السوداني، وعدم إهتمام الدولة بالتعاقد معهم لفترات معلومة وتوفير المتطلبات المادية الكافية لتشجيعهم فإنهم شكلوا مرحلة مهمة من مراحل تطوير العمل الموسيقي السوداني تتوازي مع تجارب محمد الامين ووردي والعاقب محمد الحسن وغيرهم. أما تجربة المعهد العالي للموسيقي والمسرح والتي لا تذكر إلا وذكر الموسيقار البروفيسور الماحي إسماعيل، فإنها ورثت كل هذه النثارات في السعي لحدثنة موسيقانا وغنائنا معا، ومع توالي الدفعات المتخرجة أصبح المعهد ــ برغم يتمه المؤسساتي وإهماله من قبل الجهات المسؤولة عن التعليم العالي وتشرده ــ وطلابه ــ كمؤسسة بين قصر الشباب والاطفال وبعض المواقع الحكومية الفقيرة التأثيث ــ منارة للاجيال المهتمة بشؤون الموسيقي والمسرح، وشيئا فشيئا صارت آثاره تنعكس علي مستوي الحياة اليومية، وإذا تركنا إجرائيا تأثيره الدرامي والمسرحي جانبا، فإن المعهد قد ورث كل تلك الاجتهادات المستميتة التي حفرت في صخر التحديث، وقام بتأهيل الفنانيين والموسيقيين أكاديميا وساهم في جعل عموم العملية الغنائية مجالا للتقدير الادبي في المجتمع بعد أن كان يتم وصف المغني من الناس بالصياعة وما إلي ذلك من شنشنات نعرفها من أخزم، وعندما إستوي المعهد علي جادة من التراكم في التجريب الغنائي والموسيقي الاكاديمي وأعطي محصولا وفيرا في تنمية الابعاد الصوتية للالطو والسبرانو والتينور والباريتون والباص وتهذيب تنفيذ النوتة الموسيقية ووضع آلات النفخ والوتريات في محلها المناسب في النوتة كان لا بد أن تأتي السمندل كأحساس بعظم المسؤولية في مشوار التنوير والحداثة الموسيقية التي لم تنته إلي حرث في المعاظلات المعرفية فقط الاستاذان ميرغني الزين وماهر تاج السر وهما قد إشتغلا اكاديميا لفترة معتبرة بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح إضافة إلي ضابط الايقاع الرزين الاستاذ فايز مليجي كانوا قد قدموا ندوة شيقة عن السمندل في منتدي الجالية السودانية بواشنطن وبوصفهم أعضاء في الفرقة المجيدة فقد إستطردوا في تناول بدايات وأهداف فرقة السمندل وتلمسوا بالرأي قضايا ذات صلة بأمور الغناء والموسيقي وإخراجهما فنيا في السودان وعلي الجانب الآخر اسهم الحاضرون في التداخل وفتح مسارب للحوار معهم. ولأن فرقة السمندل الرئدة نوعيا جاءت في فترة إنتقالية مجتمعية، حيث يكون الهم السياسي الرتيب طاغيا علي الثقافي، فقد إستمرت لبضع أعوام ثم تفرقت عضويتها أيدي سبأ بين الامصار والبلدان بعد حيازتنا لأفكار شبابية متحمسة نشدت ربط موسيقانا بالمنهجية في التوزيع الاوركسترالي المحكم، وبحساب الزمن فإن إضافات السمندل وابداعياتها في تشنيف الآذان تؤكد علي عبقرية التأسيس الذي أملته الحاجة الحتمية للتطور وأعتقد إنه لو أمد الله في تأسيسات السمندل حتي الآن فإن المئات ــ علي الاقل ــ من المعالجات والتأليفات الموسيقية ستكون في متناول أذن المستمع ولوقفنا علي نضج في امر التوزيع الاوركسترالي والذي رغم تلك التأسيسات ــ بجانب مجهودات عقد الجلاد وساورا وتجارب حصاد وشدياق ــ يبدو الآن دون المستوي المطلوب، وربما نذهب ابعد من ذلك للقول إنه قد لحظنا ردة إبداعية عما أنجزته هذه التجارب العلمية وقد رأينا كيف أن شركات الانتاج الفني التي إنتشرت بلا هوادة أو تخطيط في أقتحام سوق الفنانين تجاريا والتسجيل لاعمالهم بالطريق القديمة قد عجزت عن تقديم تجارب جادة في الموسيقي البحتة. وبجانب هذه الردة الفنية فإن الحاجة التي أنجبت السمندل لا تزال ماثلة ولعلنا امام كل هذا الجهد الموسيقي والغنائي الذي قارب القرن لا نجد الفرقة الموسيقية المتكاملة والتي يكون قوامها أكثر من اربعين عازفا كما نشهد هذه الهيئة المسرحية لفرق الدولة المصرية أو الفرقة الاوبرالية التابعة للمجلس الاعلي لقصور الثقافة في مصر والتي يشرف عليها الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور. الملاحظة الثانية ان السمندل والذي جاءت مترادفة مع تيارات حداثية في الغناء والمسرح والشعر عاميه وفصيحه والنقد والتشكيل لم تتكرر علي الاقل من ناحية الجرأة والكيف الابداعي علي مستوي الاجيال اللاحقة التي تخرجت من المعهد ولا ندري ماهية الاسباب التي اوقفت التحديث الاوركسترالي عند السمندل بينما نجد مثلا أن التحديث في أطر اللوحة والقصيدة والرواية والنقد ظل متصاعدا كيفيا وكميا وربما يجيب احدهم بأن السمندل ولكونها تقدم موسيقي بحتة ولأن مثلها ليس كمثل عقد الجلاد الغنائية فشلت في الاستمرار بسبب أن هذا الفعل الموسيقي البحت يحتاج إلي "العدادات" أو "الكنجالات" بلغة عازفي مركز شباب امدرمان أو السجانة أو بحري، وإلي ذلك ربما أفاض ذلك المرء ــ لا فض فاهه ــ أن ثقافة الجمهور لم تستو علي جادة موسيقية لتقبل الموسيقي التي يغيب عنها صوت المغني الذي يرحل حزينا، وقد نجد الراي الىخر الذي يقول أن التطوير في المفردة الشعرية يتم فردانيا بينما تبقي مسألة الفرقة الموسيقية شأنا جماعيا ولهذا يظل سهلا تثاقف الشعراء وإنخراطهم بيسر في إستدامة فعل التحديث ، كل هذا قد يكون صحيحا ، والشئ الاصح كثيرا هو أن التاسيس لفرقة مثل السمندل ما كان ينبغي أن يترك لشباب غض الاهاب من دون مدهم بالتمويل..فهم قد تخرجوا جديدا في معهد لا كبير ميزانية له تعرف، ولهذا كان ينبغي أن يكون الاخذ بمبادرة الدعم فعلا تخلقه وزارة للثقافة والاعلام يهمها أن تنقل تجربة رديفتها المصرية في الاهتمام بفرق موسيقية كبيرة ومعني هذا أن تتوسم الوزارة المعنية الخير في مثل هذه المبادرات الجماعية والتي تصب في إتجاه تطوير أدوات الثقافة والاعلام في بلادنا الحبيبة. ولكن فإن حال وزارة الثقافة والاعلام هو إنها عاجزة عن تمويل مجلة السودان الثقافية الفصلية" الخرطوم" فكيف لها أن تأتي بنوق العصافير.؟ ولكن الشئ الحري بالجدل هو أن نجاح تجربة الموسيقي البحتة للاستاذ حافظ عبدالرحمن مختار والتي دعمها أعضاء فرقة السمندل كانت قد أعطتنا إنطباعا بأن الاستمرارية في هذا الدرب التحديثي لموسيقانا وبهذه الكيفية التي عملت السمندل لابرازها وإلي حد ما فرقة عازة الموسيقية من الممكن أن تحقق هامشا ربحيا للعضوية المشكلة لجماع العمل ، سواء كانت فردية أو جماعية، وبخلاف نجاح الاستاذ حافظ مختار في المواكبة علي تقديم العمل الموسيقي البحت من دون أن يفقر ذاته، فإننا لحظنا أن الموسيقار الراحل حمزة علاء الدين وليس الموسيقار علاء الدين حمزة كان قد حقق وجودا عالميا بمعالجاته الموسيقية التي لم تتجاوز آلتي العود والطار ومرة أخري يمكن القول أن الاستاذ حافظ عبدالرحمن وكذا الراحل حمزة علاء الدين يعتمدان علي ذاتيهما في تقديم العمل دون أن تكون لكلا منهما فرقة متخصصة كما فرقة فيفي عبده "المجهبزة" أو فرقة كاظم الساهر التي تضم أكثر من عشرين عازفا للآلات الوترية فقط.. الملاحظة الثانية الجديرة بالنقاش أن حماس الشباب المتقصد للتجديد، مهما إمتلك أدواته، لن يسهم بمفرده في إحداث ثورة إنتاج في الحقل المعني ما لم ينبن هذا الحماس علي معرفة بحقيقة الواقع المجتمعي والذي يستعصي فيه قبول الجديد وتثمينه، فجماعة السمندل لم يفطنوا إلي إهمية الابداع في التفكير لتوفير الموارد المالية التي تعين علي الإستمرار، وفي ظني أن الكثير من المشاريع الابداعية الجماعية تواجه بالاخفاق ليس بسبب رتابتها أو قلة حيلتها في إستمالة أذن الجمهور وإنما لاهمال تغذية برامجها بمردود إقتصادي مستقر لتضبط هذه السياقات العلمية بمورد مالي لا نضوب فيه. ولعلي أدرك أن الاخوان ميرغني الزين وماهر تاج السر وفايز مليجي ورفاقهم كانوا حينها تتملكهم الرغبة العارمة لاثبات الوجود الابداعي أكثر من التفكير في تحقيق الربح المادي شأنهم في ذلك شأن هؤلاء الادباء الجدد الذين يتمنون لرواياتهم ودواوينهم الرواج ولاسمائهم وافر الصيت، ولكن لم يكن هناك ما يمنع أن يفكر مؤسسو السمندل في تكوينها كشركة مساهمة، وهي الخطوة التي إنتبهت لها عصبة "عقد الجلاد" فساعدت في ترسيخ إستمراريتها برغم فقدانها للاساتذة حمزة سليمان وعوض الله بشير وعمر بانقا ومنال بدرالدين وانور عبدالرحمن إلي حين واعتقد إنه لولا الكياسة هذي في التفكير الاقتصادي فإن التناثر ربما لواجه حبات العقد المنضود للجلاد ولوقفت كما السمندل دون أن تكمل رسالتها. ولقد لحظنا في الندوة تسجيلا للدكتور الفاتح حسين، مايسترو الفرقة، يبدو فيه إنه يحاول إبداعيا إعادة تكوين الفرقة وسد الفجوة الزمينة بين بدايات التأسيس والحاضر بإعادة السمندل، وهذه خطوة جيدة ، إذ ينبغي ألا ترتبط إستمرارية السمندل بالاشخاص وإن الاهم هو سقي بذرة الاهداف والغايات التي أوجدت ظهورها في الساحة الموسيقية وربما سيكتمل العقد في المستقبل. أما الملاحظة الاخيرة فهي أن "1" التطور في إستخدام الآلة الموسيقية وإبراز ابعادها ومهارة العازف تكنيكيا و "2" الابداع في التوزيع الموسيقي الذي يعطي اللحن وضوحه وجمالياته و"3" قدرة خريجي المعهد وبعض موسيقيينا الدارسين خارجيا في تحليل الاعمال الغنائية ـــ كل هذه الاشياء لم يرافقها التطور المأمول في الميلودي الذي ورثناه من أساطين الغناء، ولم يرافقه أيضا اي تطور شبابي في التأليف الموسيقي الذي ابدع فيه بعض من الذين ذكرنا آنفا، وللاضافة نلاحظ أيضا في العقدين الاخيرين "بياتا ً شتويا ً" بالنسبة للملحنين المتخصصين والفنانيين/الملحنيين . هذا القول لا ينفي أن هناك إشراقات لحنية جديدة "للشباب والمخضرمين" ولكنها لا تشكل إضافة مفارقة لاعمال مثل "زاد الشجون وشجن وربيع الدنيا والطير المهاجر ولو كنت ناكر للهوي زيك والملهمة ..إلخ.. إذا صح هذا الزعم وهو الزعم المتصل في جوهره بضمور "الميلودي السوداني" فإن الواجب هو بحث ودراسة فقر الميلودية الجديدة للاعمال الغنائية. وإذا كانت تجربة عقد الجلاد وساورا مثلا قدمت إقتراحات لحنية لما يجب أن يكون عليه التجديد للتجارب الماضية إلا أن هذا الجهد يعتبر من الغناء الجماعي ما يعني خصوصيته، أما علي ناحية عموم الافراد المغنواتية فإن الحاجة لنجاح تجاربهم ما تزال محل شك، والدليل علي ذلك أن هناك نوستالجيا متعاظمة لاغنيات الحقيبة وتكرارا لغناء الكاشف وعثمان حسين وحسن عطية وابراهيم حسين وغيرهم، بل وإننا نلحظ أن عددا كبيرا من الاصوات الشابة تخصصت في إمتهان غناء الماضي ولم تستطع أن تبني لنفسها "كاريزما غنائية" بائنة في خطوط الممايزة القوية للكلمة العاطفية واللحن رغم جمال الصوت، والواقع إنه من السهل رد الاسباب لهذه الازمة إلي الظروف المجتمعية التي واجهتنا ولكن إذا درسنا ثراء الميلودي الذي أنتجه الفنان مصطفي سيد أحمد رغم ظروفه الصحية التي كانت معروفة للجميع لتأكد لنا أن المحكات المجتمعية الصعبة يمكن ان تكون عاملا للتحدي ومحرض الفنان لنقدها ابداعيا وقديما قال الاستاذ هاشم صديق " إن المعاناة تولد الابداع " وطبعا لا يمكن أخذ هذا القول علي علاته، وكأني به قصد أن المبدع نسيج زمانه حيث بقليل من الاصرار والصبر والاناة يستطيع أن يشكل عبقريته الشعرية او الموسيقية او المسرحية مهما تعاظمت الخطوب وإدلهمت الدروب. ما يقوي هذا الرأي أكثر أن الاعمال الموسيقية التي قدمها بابداع عال ٍ الاساتذة ميرغني الزين وماهر تاج السر وفايز مليجي فضلا عن تلك التي قدمتها الفرقة أثناء نشاطها كان معظمها لفنانين وموسيقيين رواد وبعض منها من المعالجات للتراث الشعبي ولعل قصر المدة التي شغلتها السمندل كان من الجائز أن تشهد مؤلفات أصيلة لاعضائها في الموسيقي البحتة تنحو للبناء علي منوال التأليف الذي بذله الاستاذان علاء الدين حمزة وحمزة علاء الدين..وكذلك الاستاذان برعي محمد دفع الله وبشير عباس تخصيصا، وفي الختام لا ننسي أن وجود عدد لابأس فيه من أعضاء فرقة السمندل في الولايات المتحدة قد ألهمهم لتكوين فرقة "أوتار النيل" والتي دشنت أعمالها في الشهور الماضية وذلك في ضرب لمواصلة حفرياتهم الموسيقية السابقة ونأمل عودة كل أعضاء الفرقة للسودان في المستقبل القريب ليكتمل عقدهم وليستأنفوا مسير التغريد كسرب لا يشذ أو يخترق من قبل صقور الواقع. (عدل بواسطة صلاح شعيب on 05-26-2007, 06:19 AM)

العنوان	الكاتب	Date
صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 01:42 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 02:38 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 03:22 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 04:55 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	خالد العبيد	05-26-07, 06:15 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	خالد العبيد	05-26-07, 06:18 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	محمد سنى دفع الله	05-26-07, 06:39 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	محمد سنى دفع الله	05-26-07, 06:39 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 07:50 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 07:52 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 07:54 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 08:24 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	عاطف عمر	05-26-07, 08:30 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 08:44 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	سلمى الشيخ سلامة	05-26-07, 02:55 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	Deng	05-26-07, 04:19 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	bayan	05-26-07, 05:35 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	Deng	05-26-07, 06:03 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	fadlabi	05-26-07, 06:18 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-26-07, 08:21 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 02:57 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:20 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:29 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:34 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:39 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:50 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 03:58 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 04:00 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	ابنوس	05-27-07, 06:05 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 06:25 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 06:28 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 06:58 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-27-07, 08:18 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	bayan	06-05-07, 03:18 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	Elmuez	05-27-07, 09:35 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	محمد عكاشة	05-27-07, 10:01 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	HAMZA SULIMAN	05-27-07, 04:05 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-28-07, 06:01 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-28-07, 06:07 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	05-28-07, 06:11 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	ابنوس	06-03-07, 09:25 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	06-04-07, 07:49 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	عبدالله داش	06-04-07, 05:59 PM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	06-07-07, 07:37 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	06-07-07, 07:40 AM
Re: صور ندوة السمندل في منتدي جالية واشنطن	صلاح شعيب	06-22-07, 05:29 AM

[رد على الموضوع]

صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]