الدكتورة خالدة زاهر اول طبيبة سودانية هل تم تكريمها.................

Quote: عن أسرة الوالد سعد مصطفى أبو العلا رحمة الله وانزل على قبره شآبيب الرحمة والغفران ، يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في إثارة موضوع ريادة المرأة السودانية في مجال الطب وأشار إلى دور والدتنا الحبيبة المغفور لها بإذن الله الدكتورة زروي سركيسيان في هذا الصدد . كما يطيب لي أن أتقدم بالأمنيات القلبية الصادقة للدكتورة خالدة زاهر بدوام الصحة والعافية سائلاً المولى عز وجل أن يمد الله في أيامها ويحفظها ذخراً لهذا الوطن العزيز . إن الدكتورة خالدة زاهر حقاً تستحق كل التكريم والإشادة لإنها رائدة في مجالها ألا وهو مجال مهنة الطب وذلك كونها أول أمرأة طبيبة في السودان مع زميلة دراستها الوالدة الدكتورة زروي سركيسيان . إنه لمن الجميل أن يتذكر عامة الشعب الدور الذي يقوم به بعض من أفراد الشعب السوداني رجالاً أو نساءً في كافة المجالات المهنية المتعددة . الوالدة الدكتورة ثريا محمد سعد (المعروفة بالدكتورة زروي سركيسيان ) ولدت بالخرطوم بحري في 9 سبتمبر 1929م وقد توفي والدها قبل أن تخرج إلى الدنيا . لقد كانت أسرتها مكونة من والدتها وكذلك أخت وشقيقة أكبر منها سناً وهما الخالة رفقة والخالة وفاء محمد النور (المعروفة بتكوي سركيسيان) . الجدير بالذكر أن شقيقتها وفاء محمد النور أيضاً رائدة في مجالها المهني حيث أنها كانت صحفية وكانت أول أمرأة تصدر مجلة نسائية مختصة بالأمور النسائية فقط ولقد كانت أختها رفقة ناظرة مدرسة بالخرطوم بحري . لقد كان والدها أمين مخازن بالنقل الميكانيكي في الخرطوم بحري وكانت أسرتها فقيرة مما إضطرت الأخت رفقة لترك دراستها لكي تتمكن من مساعدة والدتها في تعليم أخواتها الأصغر منها سناً وتربيتهن في ظروف صعبة وذلك بعد وفاة عائل هذه الأسرة . لقد إعتنقت الوالدة وشقيقتها رحمهما الله الدين الإسلامي خلال مرحلة من مراحل حياتهما وذلك بحمد الله تعالى وفضله . لقد درست الدكتورة زروي سركيسيان في مدرسة الإتحاد العليا بالخرطوم (Unity High School ) وبعدها إلتحقت بكلية كتشنر الطبية (جامعة الخرطوم حالياً) مع الدكتورة خالدة زاهر . لقد كانت من أصغر المنتسبين للجامعة سناً حيث كان عمرها حينذاك 17 عاماً فقط . عند تخرجها من كلية كتشنر الطبية في مارس 1951م ، قامت بالعمل في مجالها الطبي حيث عملت بمستشفى واد مدني وكذلك قامت بفتح عيادة خاصة بها . مع الأسف ، نظراً لظروفها الأسرية بعد زواجها من الوالد سعد أبو العلا رحمة الله ، إضطرت لترك الخدمة وتفرغت كلياً لزوجها وأولادها . إلى يومنا هذا ، فإنني دائماً أتذكر أنها وحتى وفاتها كانت تسترجع ذكريات ايام الدراسة والعمل بكل الحب والمودة ورغم أن أمنيتها لم تتحقق بإلتحاق آي من أبنائها بكلية الطب ولكن لربما تتحقق الآن بإذن الله في بعض من أحفادها . لقد طلب مني أن أذكر بعض التفاصيل عن الأطباء الذين تخرجوا بعد الدكتورة خالدة زاهر والدكتورة زروي سركيسيان . لقد إلتحق الدكتور أحمد عبدالعزيز يعقوب جراح القلب المعروف في سنته الأولى بالجامعة حيث كانت الدكتورة خالدة زاهر والدكتورة زروي سركيسيان في السنة الدراسية النهائية بالجامعة . لقد كانت الدكتورة وداد قرنفلي (سودانية من أصل سوري ) في نفس دفعته لتصبح بعدها ثاني طبيبة أمرأة تتخرج في هذا المجال . وأما الدكتورة سيدة درديري حرم الدكتور أحمد عبدالعزيز يعقوب فلقد إلتحقت بالجامعة في عام 1956م . لقد إستقيت هذه المعلومات وأسماء الأطباء الذين تخرجوا مع الدكتورة خالدة زاهر والدكتورة زروي سركيسيان رحمها الله من الدكتور أحمد عبدالعزيز يعقوب والدكتورة سيدة درديري ، فلهم مني جزيل الشكر والعرفان . ومن الأطباء المعروفين في دفعتهما الدكتور صلاح عبدالرحمن علي طه رحمة الله والدكتور إمام دوليب والدكتور فؤاد عبده تادرس . في هذا الموضوع أود أن أن أضيف نقطة وهي أن التكريم في حد ذاته غير مهم أن يأتي من الحكومات أو الأنظمة الحاكمة ويكفي أن عامة الشعب يتذكرون الدكتورة خالدة زاهر والدكتورة زروي سركيسيان نسبة ً لمساهمتهما في مجال الطب وانهما بالرغم من الظروف الإجتماعية الصعبة التي كانت سائدة وقتها حيث أن حقوق المرأة في ذلك الوقت كانت شبة معدومة ، إلا أنهما بالرغم من ذلك إستطاعتا شق طريقهما والتفوق في مجالهما . إن طرح هذه المناقشات مهم لتصحيح الحقائق حيث أن هذا من وجهة نظري تاريخ مضئ من حق الأجيال القادمة وخاصةً النساء أن تتعرف عليه لتستبين مدى الجهود والمثابرة التي بذلت من قبل الرائدات الأوائل في مهنتهن للوصول إلى الهدف المنشود . كذلك أود أن أضيف باننا جميعاً سودانيين يربطنا حب الوطن الحبيب السودان وذلك برغم الأنظمة والحكام ، بقوا أوذهبوا . إن السودان الحبيب هو مصدر خيرنا وستظل مكانته في قلوبنا باقية سواء أكنا داخل السودان أو خارجه وسواء أكان أصلنا مصرياً ، تركياً ، مغربياً أو غيره من الأصول الأخرى . أخيراً أود أن أتقدم بجزيل الشكر للأخ / ماضي أبو العزائم للصورة الفوتغرافية للوالدة في مرحلة صغرها حيث أننا جميعاً كأبنائها شاهدنا هذه الصورة لأول مرة .، وكذلك الشكر إلى الأخ/ عادل سمير توفيق والصديق الوفي لمساهمته في هذا الموضوع.