|
Re: ماذا قالوا عنك يا ود عدلان. (Re: Kostawi)
|
معروف سند اخي الاكبر الخاتم هكذا كنت تختم رسائلك لي ( اخوك الكبير خاتم ) ,, ,, اثرت الصمت ولكني تذكرت انك دوما كنت تحثنا على الكلام,, اذكر اخر احاديثنا عندما قلت لي ( انا دايما بحرص انو اقول لي اولادي انا بحبكم ) في اشاره لانو نحن اهل السودان وخاصه الرجال نحاول ان نخفي عواطفنا وكنت اعرف انك كنت تعنيني تحديدا لان هذه الخاصيه عندي بكثافه اكثر قليلا ,, اخي الكبير انا سعيد انك قضيت بضعا من اخر ايامك بيننا ,,تحدثنا كثيرا عن الوطن والناس لم نكن ننام الا قليلا ,,كان شغلك الشاغل هو الناس ,, الناس هم الوطن يا اخي ,, والكرامة الانسانية فوق الاوطان نفسها كما كنت تقول ,,كنت تتحدث طويلا وبحماس عن احمد ابن اختي الصغير ابن العام والنصف وكانه همك الاوحد ,, اشياء صغيره كانت تسترعيك وتشغلك وهذا هو ديدن الفلاسفه ,,اخي عندما اصيب كبدك ,, اصيبت اكبادنا جميعا ,, بل اصيب كبد هذه الامه المنكوبه ,,( الموضوع دا المفروض يكون بيننا وما يطلع بره,, انا الدكتور قال لي في سرطان في الكبد ) ,, لحظتها احسست انني اسقط في قاع بلا نهايه ,احسست انت بمصيبتي فنسيت مصيبتك وواسيتني ( انحنا لا بنستسلم لي مرض ولا بنستسلم لي زول) ثم ربت على كتفي واضفت ( ولا شنو يا شاب ) ,,ولكن الداء اللعين استشرى في احشائك يا اخي ولكنك لم تنهزم ,, عندما حانت لحظة الوداع حاولت ان امضي دون ان اودعك ولكنك حاصرتني بحبك وبسطت زراعيك نحوي وقلت : ( تعال النودعك تاني ما اظن نتلاقى ) احتضنتك سريعا وذهبت في حال سبيلي ,,كنت اعرف انه الوداع ,,بالمناسبة عندما ذكر تلك العبارة لم يكن يقصد ان يروعني ,, فقد كان حتي اخر لحظة يطمئن الناس بانه سيتجاوز المرض ,, ولكنني يومها كنت متوجها الى مدينه اخرى لبعض الشان وكان هو يفترض ان يسافر في اليوم التالي ,, وقصد اننا لن نلتقي قبل سفره ,, وداعا يا اخي الكبير ,, كثيرا ما نصحتني واوصيتني ,,, دعني انصحك هذه المره ,, انصحك ان تاخذ قسطا من الراحة هناك في ام دكة الجعليين ,,ليس من حق احد ان يزعجك بعد الان ,, بالله يا اخي استرح فقد اضناك التسفار ,, وحتما سنلتقي قريبا ,, رحمة الله عليك يا اخو الجميع ,,( انا لله وانا اليه راجعون )
اخوك الصغير معروف سند
|
|
|
|
|
|