|
الجزء الاول من الحوار (Re: Napta king)
|
فتحي البحيري1- بخصوص بيان كتيبة الفرقان ؟؟ هل تثقون في الجهاز القضائي للدرجة التي يمكن ائتمانه على إجراء اللازم في قضية كهذه واضح ضلوع النظام فيها ؟
* اتجهنا إثر بيان إهدار الدم للقضاء لهدفين ، الأول وضع الحكومة أمام مسئوليتها المباشرة في حماية مواطنيها ، والثاني تحريك القضية إعلامياً بحيث ينتبه الرأي العام في البلاد ، وهو المعول عليه في البدء وفي المنتهى.
زمراوي2-ماهو البرنامج المقترح من قبل حركة حق التي تمثلها للخروج من أزمة حكم الإنقاذ؟
* نحن ندعو كهدف سياسي مباشر إلى استعادة الديمقراطية التعددية في البلاد وفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، ويتحقق ذلك بحسب تصورنا عبر طريقتين : إما الانتفاضة الشعبية وهي جماع المقاومة المسلحة والحركة السياسية الجماهيرية والضغط الدبلوماسي ، وإما عبر تسوية سياسية شاملة. وفيما يتعلق بالرؤية العامة ، فأننا نرى بأن أزمة البلاد تكمن في فشل التحاقها بالحداثة ، وندعو إلى تحديث البلاد وفق رؤية إبداعية نقدية ، تدرج البلاد في المدنية المعاصرة ولكن من مواقع (توطين) الذات الوطنية ، آخذين في الاعتبار وحدة اتجاهات التطور الإنساني ، والعبر والدروس العالمية ، مع المواءمة والتوطين وفق الخصوصية الوطنية والثقافية. ونعني بالتحديث الإبداعي النقدي - الانتقال من سيادة الذهنية التقليدية - ذهنية التسليم الوثوقي والاجترار والتقليد- إلى سيادة ذهنية النقد والاجتهاد والتجديد والانتقال من الاقتصاد الرعوي الزراعي إلى اقتصاد التصنيع وثورة المعلومات ، والانتقال من انغلاق النظام السياسي القائم على القداسة والميراث والتراتبية العرقية إلى مجال سياسي مفتوح قائم على المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ثم يعني الانتقال من البنى التقليدية الطائفية والقبلية التي تقمع الفردية إلى مؤسسات حديثة تكفل حرية الفرد كي يتحرك وينتج ويبدع. هذه الرؤية العامة ... ويمكن لمن يريد تفصيلها الإطلاع على ميثاق حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق).
3-ماهو برنامج حركة حق بخصوص المسالة السودانية بعامتها أزمة الحكم أزمة الجنوب الجهويات والوضع الاقتصادي؟
* فيما يتعلق بالاقتصاد ، فنحن مع اقتصاد السوق الاجتماعي ، وهي محاولة للتوفيق الإبداعي بين ميزات اقتصاد السوق - أي ميزات المنافسة، وبين دور اجتماعي للدولة في الصرف على القطاعات الاجتماعية (تعليم ، صحة ، إسكان شعبي ) إضافة إلى البحث العلمي وفي الاستثمار في القطاعات التي يأنف القطاع الخاص من الدخول فيها إما لحجم رأسمالها المطلوب ، أو لطول دورة رأسمالها ، أو لدورها الإرتكازي في التنمية - كمشاريع البنيات التحتية- مواصلات ،اتصالات ، أو كمشاريع الطاقة. هذا إضافة إلى إعطاء دور هام للقطاع التعاوني - خصوصاً لتعاونيات المنتجين ، وعلى الأخص منتجي الأقاليم والمناطق المهمشة.
4-يبدو هامش الحريات المنتزع بقوة التنظيمات المعارضة وضعف النظام وانشقاقه وكانه مباراة للذكاء بين النظام والمعارضة فى محاولة النظام لتدجين المعارضة وافراغها من داخلها ومحاولة المعارضة لتفكيك النظام هل ترى ان مثل هذا النضال صالح لإسقاط النظام؟.
* هامش الحريات انعكاس لتوازن القوى الحالي في البلاد - توازن القوى بين أنصار الشمولية من جانب وبين الداعين للديمقراطية من الجانب الآخر . وفي تقديري أن الكفة ما تزال في شكلها الراهن لعدة أسباب : أولها الحرب : وما أدى إليه من إعياء وهمود. إضافة إلى أثرها في بروز دور الأجهزة العسكرية والأمنية ، وما يرتبط بها من تعبئة حربية واستقطاب ديني يضعف مؤسسات المجتمع المدني . - ثانيها الفقر : فنتيجة للإمتيازات الاقتصادية والاجتماعية للإنقاذ ، ونتيجة للحرب ، فإن أكثر من 90% من أهل السودان تحت الفقر ، وبالتالي صار العمل العام ومن ضمنه النشاط السياسي ترفاً لا تطيقه سوى أقلية محدودة !. - ثالث الأسباب ، تجريدة الإنقاذ ضد المجتمع المدني ، وهي خلاف القمع الإرهابي الذي تجاوز كل أشكال القمع في تاريخ البلاد الحديث ، فإنها تعتمد أشكال معقدة من التخريب - تخريب الصفوف بالدسائس والوشاة ، وزرع الخلافات وصناعة ودعم الانقسامات والتبعثر ، الخ من الوسائل التي لم تواجهها الحركة السياسية سابقاً بذات الوتائر والحدة . - ورابعها ، هجرة النخبة الفكرية والثقافية والسياسية والنقابية إلى خارج البلاد ، مما أدى إلى تحير البيئة في البلاد ، وإلى انقطاع التجربة، وإلى بروز الولاءات المغلقة والإنكفائية -الولاءات الجهوية والقبلية . - خامسها التاكتيكات التي اعتمدتها المعارضة ( الشمالية) ، تاكتيكات العمل المسلح من الخارج ، فهي تاكتيكات لم تأخذ في الحسبان مدى ملاءمة هذه التاكتيكات لقواعدها ، وقد أدت في النهاية إلى مفاقمة تفريغ البلاد من كفاءاتها السياسية والنقابية دون أن تحقق إنجازات عسكرية يؤبه لها!. إضافة إلى أنها أشاعت حالة من الإنتظارية ومن الآمال الكاذبة بأمكان تغيير النظام بالضغط العسكري المتواضع من الشرق !
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|