الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2005, 03:59 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان

    الخاتم عدلان .. في رحاب الله
    في وداعة الحزن: مرثية , لضياء نجم بعيد ..

    احمد ضحية [email protected]

    "الحزن لا يتخير الدمع ثيابا -

    كي يسمى بالقواميس بكاء - الصادق الرضي .

    اخي وصديقي/ عبد الوهاب همت

    اخي/ امجد ..

    اعلم ان حزنكما على الخاتم , لهو كبير .. نوع من ذلك الحزن الشقي , الخاص . المحاصر بالصمت والاشواق . ولا املك سوى ان اقول لكما : كيف يموت ميلاد وجيل - وكل العزاء لنا جميعا . فالرجل مضي كما يليق بالفرسان النبلاء , متعاليا على الالم , كما كان يفعل دائما في مجابهة الجراحات عميقة الغور , وما اكثرها . مضت روح الخاتم , تحلق , كما يحلق باشق في سماء بعيدة , وهو ينشر جناحيه , لتظلان ارض البلاد الكبيرة , في هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها , في تاريخها , الذي لا يخلو من غموض والتباس . يسألها على ضوء " نيفاشا " انجاز عهد التغيير , الى الافضل . الى معنى الكرامة الانسانية . التغيير الذي ظل ينشده دائما ...

    رحل الخاتم عدلان , في هذا الشهر المجيد , شهر ابريل المجيد بكل ما يحمل من دلالات نهوض جماهيري , ومعلم معنوي بارز في تاريخ شعبنا . كأن القدر قد اختاره للرحيل , طي هذه الدلالات والمعاني العميقة , في هذا الشهر الذي يرتبط مضمونه بفحوى المشروع الجماهيري , الذي ظل يطرحه وينافح عنه حتى الرمق الاخير . كمخرج لازمة بلادنا .. رحل الخاتم عدلان اذا في ابريل مؤكدا على " مأساة النرجس وملهاة الفضة " : (جبل على بحر ,

    وساحل للانبياء ..

    وشارع لروائح الليمون , لم تصب البلاد باى سوء ..

    هبت رياح الخيل , والهكسوس هبوا , والتتار مقنعين ,

    وسافرين . وخلدوا اسماؤهم بالرمح او بالمنجنيق .. وسافروا ..

    لم يحرمو "ابريل" من عاداته: يلد الزهور من الصخور ,

    ولزهرة الليمون اجراس . ولم يصب التراب بأي سؤ .

    اى سؤ , اي سؤ بعدهم , والارض تورث كاللغة , هبت رياح الخيل ,

    وانبثق الشعير من الشعير .

    عادوا لانهم ارادوا واستعادوا النار في ناياتهم , فاتى البعيد ..

    من البعيد , مضرجا بثيابهم وهشاشة البلور , وارتفع النشيد ..

    على المسافة والغياب . باى اسلحة تصد الروح عن تحليقها ؟!..

    في كل منفى من منافيهم بلاد , لم يصبها اى سؤ ..

    صنعوا خرافتهم كما شاءوا , وشادوا للحصى الق الطيور .. وكلما

    مروا بنهر ... مزقوه واحرقوه من الحنين .. وكلما - مروا بسوسنة بكوا

    وتساءلوا : هل نحن شعب ام نبيذ للقرابين الجديدة ؟- محمود درويش )...

    رحل الخاتم عدلان كنجم ساطع , يلقي بضياءه البعيد , هاديا من خلفه في المسيرة . استمرار العهد لاجل حياة افضل , لكل الناس . . في ذروة الصمت والاختباء , في الاوكار السرية تحت الارض , , في فترات " النضال السري " , ابى الرجل الا ان يعلن عن نفسه , رافضا ان يكون كالسوس او الارضة , سمة الابنية العتيقة والاساليب القديمة , صارخا في هذا الصمت , باستنتاجاته النظرية , في تغيير واقع شعبنا . ومضى تحاصره الهواجس والظنون , من مدمنى الهتاف , وعاشقي الرجم بالغيب , احفاد السحرة والمنجمين القدامى والجدد. مضى محاصرا بالعوائق , تتناهبه السهام , وتنتاشه العقبات . ولم يتوقف ابدا . فقد كان البحر امامه , والعدو من خلفه . ولا سبيل سوى التزود بالنضال النبيل . فهكذا عاش , وهكذا مضى , وهكذا رحل . وفي نفسه شىء مما قاله حميد " ملعون الحزب , اللم سلاحو وخيلوا تناهد .." ..

    انها حال الغرباء , فطوبى للغرباء !. اينما حلو , يظلون ملحا للمكان , ومتى غادروا تظل رائحة المسك فيهم تضوع في الفضاءات التى برحابتهم .. طوبى لهم ..

    في نقده لقوى السودان القديم , فتح الخاتم الوعي على عوالم تتشابك .. تأتلف او تتصارع .. تتلاقى او تتناثر .. تتنامي كفنتازيا ناهضة في الخيال , اكثر من كونها واقعا ملموسا ظل شعبنا يعيشه بكل مراراته وفداحته , لكنها للاسف فداحة واقع ومرارات معاشة , حية , تمشي بيننا , كانها تخرج من اطار المعنى , الى اطار المادة الملموسة , في اجساد الناس ووجوههم التى اختطت الفجيعة والبؤس , ولكنهم يحلمون , ولن يكفوا عن الحلم , بواقع افضل يستهله السلام . فهكذا كان الخاتم وسيظل في هذه الوجوه شيئا من أحلام كبيرة , عبر عنها لتتحقق ذات يوم , دون شك , باصرار الناس / الخاتم .. وارادة الناس / الخاتم ..فالخاتم ظل ضميرا جمعيا في خطواته اكثر من كونه فردا ..

    وبادراكه لهذه الفنتازيا العجيبة التى ظل يعيشها شهب البلاد الكبيرة منذ 1956 حتى الان , وتحاصره لتحدد خطاه , حاجبة عنه ضؤ الشمس , ممسكة بتلابيب شروعه الى الغد , رغم انفه , ومع سبق الاصرار والترصد , بهذا الادراك تبدى نقده لهذه " الحالة " / " الظاهرة " الغريبة , الطارئة على التاريخ الانساني , تبدى عن خارطة لطريق جديد . , قوامه روح الاخاء , التسامح , وقيم المحبة والسلام . .. كل ذلك على قاعدة التنمية , والمواطنة . ومضى بهذا الشروع الجديد , يحاول اتقاء ضربات شبكات المصالح , في عالم قديم كقواه السياسية . يتهالك . ويتهاوى ...

    ومع بواكير اكتمال مشروعه " حركة القوى الجديدة الديموقراطية / حق " , بدات خطورة هذا العالم المتهاوي , واضحة للعيان , ولا تخفي على ذي بصيرة . هذا العالم الاخطوبوطي , الناهض في " الشراكات الذكية المزعومة " وشبكات المصالح المتقاطعة والمتوازية والمتهاوية .. هذا العالم المنهار الذي وصفه بانه كبيارة السوكي , ولكن ثمة وجود لما يشبه ثمرة المانجو , ففي تاكلها وتعفنها , تنبت شجرة المانجو , سامقة ..ومن كل التمزقات الكبيرة تولد المشاريع الحقيقية التى يفيد الناس من تجربة التمزقات التي سبقتها ..اذن كان الرجل نافذ الرؤي والرؤيا , وهو يتفقد تاريخ ومواجد ومواجع البلاد الكبيرة ..

    اننا لم نفقد سياسيا عاديا اشقاه حبه لبلاده , فحسب . بل فقدنا ايضا مفكرا سياسيا نبيلا , في زمن عقيم , هيمن عليه حراس النوايا , وملاك الحقيقة المطلقة , من عقائديى اليسار واليمين الكهنوتي , والمزعومين تحت لافتات الاكاديميين والمجتمع المدني ..مفكر ظل يرمي بالقفاز على وجه الاحكام المسبقة , والقوالب الجامدة , ويمتلك قدرة مدهشة في ترتيب الوقائع والاحداث , وصولا الى النتائج انطلاقا من مقدمات واضحة , ليمنحنا ومضات من مشروع نبيل ..

    لكن لم يرحل كنبي طريد , بل كطيف , يبقى في الاخرين الذين امنوا معه بضرورة التغيير الى الافضل . ما يخفف حدة الحزن داخلهم , ويجعل للاستمرار معنى . فالخاتم حياة مستمرة في اسرته الصغيرة , وعائلته الممتدة , واصدقاءه وقراءه , وكل الاحباب . فالميلاد لا يموت , والجيل لا يموت , والنجوم الكبيرة , مها غاصت في اعماق السما , يظل بريقها على السهوب , يضىء مشرعا الدروب والمسالك لفتح المدارك والوعي ..

    ولذلك كانت اسئلة الوجود الكبرى هي ما يشغل بال الخاتم , في خاتمة المطاف , اسئلة الموت والحياة والمصير الانساني .. والبقاء حيا في الاخرين ..

    الى جنات الخلد الخاتم عدلان

    وليكتب الله لاسرتك الصبر والسوان

    ولكل احبابك حسن العزاء .

    احمد محمد ضحية
                  

العنوان الكاتب Date
الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان بهاء بكري04-26-05, 03:59 AM
  Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان عبد الحميد البرنس04-26-05, 10:01 AM
  Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان إسماعيل التاج04-26-05, 04:48 PM
    Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان محمد عبدالرحمن04-26-05, 04:57 PM
      Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان yumna guta04-26-05, 08:40 PM
        Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان بكرى ابوبكر04-26-05, 09:23 PM
  Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان بهاء بكري04-30-05, 03:49 AM
    Re: الاستاذ احمد ضحية يكتب في وداع الخاتم عدلان ابن النخيل05-01-05, 12:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de