|
Re: كشـماليين ..... ثخــافتنا لا تخـتلف كثيراً عن ثقــافتنا!! (Re: حبيب نورة)
|
الهويـة السودانيـة تتداخل في تكوينـاتها عدة معطـيات , تعطيـها شكلها و
طعمـها المميز , فبطـاقتنا الشخصيـة تتقاذفها عدة منعطفات أسـاسية , و
تنطلـق هذه الانبعـاثات لتشكّل بعدا جديدا في ملامحـها , و الافريقية فينا
تمثل الأيقـاع الذي تتواري خلفه السمـات والسحنـات , وتسد عليـنا الباب
الذي يأخذنا الي البوابـة العربيـة , ولكن عندمـا حمل ألينا (عبد الله بن
أبي السـرح ) مصحف المصطفـي (عليه الصلاة والسلام ) أدخل في السيمفونيـة
السـودانية , اللسـان العربـي ,في قلب الايـقاع الاسـود ,ليكتمـل اللحن,
وبين الدوزنة والنشـاز , ضـاعت ملامح الرقصـة خلـف الظلال الرمـادية
المتداخـلة .
لا أدري لماذا يحضـرني المدهـش (أسماعيل حسن ) وهو يأرخ لنـا ويقول( عرب
ممزوجـة بي دم الزنـوج الحـارة ديل أهلي ..ديلا قبيلتي لمّن أدور أفصّل
للبدور فصلي ) ولكن الرجـل كان قمـة في الدقّة وهو يتنـاول الاشكـالية
شعرا , ويقـطع كل الألسـنة التي قتلت الموضوع بحثـا.
كل هذه المقدمة , سقتها لكي أتناول محمد احمد السوداني , خارج ارض النيلين
,فأنا واحد من اولئك التعيسيـن الذي أبعدتهم قسوة الاقدار من ديار عزة و
مهيرة , ومن المعروف ان الهجـرة , تؤثر تاثيرا كبيرا ,علي الطـرح وشكل
الهويـة , ومن هذا التلاقـح ينشأ موسـم تزاوج خصـب جدا بين الحضـارات ,
ليكـون المخـاض ,مولودا جديدا , يأخذ من هذا وذاك , وفي المنتـهي يتولّد
في أذهـاننا , مفهوم اّخر للتـعاطي مع الاّخـر , والانسـكاب في القـالب
المتــشكل مـن هذا الاشـعـاع.
|
|
|
|
|
|