حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2006, 07:23 AM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة (Re: حسين يوسف احمد)

    اتفاق نيفاشا والمهام التي تترتب على نتائجه :

    قراءة متمعنة للخارطة السياسية في قطرنا تشير لما يلي:

    أ/ على صعيد الإنقاذ :

    بعد 14 عام من شعارات الاعتماد على الذات ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وحلم الإنقاذيين لتحقيق ما سموه المشروع الحضاري وتوصيفهم بالولايات المتحدة لاعتبارها قوة استكبار ومن ثم الترنم بأناشيد " الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا " – " أمريكا : روسيا قد دنا عذابها" والخائن قرنق وطابوره الخامس" التمسك بالعروة الوثقى الكفر بالطاغوت وأعوان الطاغوت " الخ……

    ب/ على صعيد التجمع:

    من سلم تسلم أو لن تسلم والنضال من أجل إسقاط النظام عنوة وتجيش المريدين، ومؤتمر القضايا المصيرية والتحالف الإستراتيجي مع الحركة الشعبية ورفض التعايش مع النظام الخ……

    ج/ على صعيد الحركة الشعبية :

    من دولة الظلام السودان الجديد وتحرير السودان…الخ……

    فإن تحول دراماتيكي قد أصاب الفعاليات السياسية الثلاث حكومة ومعارضة وصل إلى ذروته في كل من مشاكوس ونيفاشا بكينيا.
    فما جرى الاتفاق علي تسميته بالشراكة السياسية بين الإنقاذ وحركة قرنق التي تمخضت عن اتفاق الطرفين حول الترتيبات الأمنية والعسكرية في الأساس صفقة ثنائية تضع لبنات التحالف الجديد طرفاه الإنقاذ والحركة ..
    ويعنى ذلك أن التحالفات السابقة للطرفين سيعاد النظر فيها، مما سيفضي لتحولات جديدة على محاور السلطة والمعارضة لحسب المعادلة التي تؤسسها الاتفاقات المبرمة والقادمة ومن الواضح أن الاتجاه العام لهذه الاتفاقيات – كما سبق القول – تسير نحو شراكه وصفقة ثنائية تستبعد القوة السياسية الشماليـة والجنوبية ويمكن أن تفتح الطريق لانفصال الجنوب أو الوحدة"وفقاً لما تقتضيه المصالح الإمبريالية"
    كما تضعف من إمكانيات الجيش وقدراته كماً ونوعاً وتلغى دورة ومهامه كحامي للوطن وتحوله لقوات شرطة أمنية ليمضى باتجاه تغيير عقيدة الجيش ، وتسقط من حسابها تجاوزات خمس من دول الجوار على حدودنا، إضافة ألي إطلاق يد الحركة فى الجنوب والمناطق الثلاث .
    من الطبيعي إذاً أن تحالفات ما سيعرف بمرحلة السلام ستعيد صياغة واصطفاف ما سبقها من تحالفات مرحلة الحرب..
    وعلى صعيد الحركة انفرادها بالتفاوض الثنائي مع النظام وإبرام صفقة ثنائية معه تعني نهاية التزامها لتحالف التجمع وبرامجه ومواثيقه ، في ذات الوقت الذي يتعين على التجمع إعادة النظر في تركيبته ودوره خلال المرحلة القادمة كمحصلة لدراسات نقدية لدوره في المرحلة السابقة وتجربة التحالفات في إطاره وما أفضت إليه من نتائج .
    ولكن يبدو أن التجمع غير مدرك حتى الآن بان المرحلة قد انتهت بتحالفاتها حيث ما تزال أطراف منه متمسكة بتحالفها مع الحركة ، بالرغم من أن التحالف القديم قد فقد مبرراته والمتبقي لا تعدو أن تكون دواعيه ارتباطاته إما عاطفية أو انتهازية بعد تحول الحركة لشريك للإنقاذ على أنقاض شعاراتها .
    على صعيد الإنقاذ فإن حرب الأحزاب الشمالية المتوالية استنفذت أغراضها فلا ترى مستقبلاً إيجابياً تستبشره لا سيما مع ضعف أو بالأحرى انعدام فعاليتها السياسية .
    أما بالنسبة للفصائل الجنوبية التي تحالفت مع الإنقاذ عبر توظيف الإنقاذ لتناقضاتها مع الحركة فان المؤشرات والمواقف المعتم عليها لقادتها تشير إلى احتمالات صيرورتها بؤراً جديدة للتمرد وإشعال الحرب ، لاسيما وان تجربة اتفاق أديس أبابا 1972 قــد قالت إن المعترضين على الاتفاقية آنذاك والذين كان يجري توصيف حركتهم
    وأعمالهم العسكرية بأنها حوادث فردية للنهب والسلب قد تطورت فعاليتهم العسكرية فيما بعد ليصبحوا هم حركة التمرد في 1983 ـ قول ذلك لأن هذه الفصائل التي وقعت معها الإنقاذ اتفاقات الخرطوم فشودة للسلام في عام 1997م وتم تضمينها في دستور الإنقاذ لم يجري إشراكها أو استشارتها.
    فما تبرمه الإنقاذ الآن من اتفاقات مع الحركة تطلق يدها في الجنوب على حساب تلك الفصائل وتلغي استقلاليتها وكينونتها العسكرية وتلحقها قسراً بالحركة ويتم بالتالي تجاوزها وتجاوز ما أتفقت عليه مع الإنقاذ .
    مما سبق ما هي اتجاهات تطور الوضع الراهن :

    أولاً الوحدة الوطنية :
    إن وضع مستقبل السودان موضع المساومة والاختيار بين الوحدة والانفصال باسم حق تقرير المصير لجنوب القطر، يعتبر تطوراً خطيراً في السياسة السودانية منذ الاستقلال .
    فبموجب الاتفاقات التي تم توقيعها والتعهدات التي قطعتها بعض القوة السياسية الشمالية في تهافتها على اطروحات الحركة لاعتبارات تكتيكية للاستقواء بالقوة الجنوبية ـ فإن مسالة صيانة وحدة البلاد أضحت المهمة المتقدمة خلال هذه المرحلة عبر النضال الديمقراطي في أوساط القوة السياسية والاجتماعية جنوباً وشمالاً والتي تتطلب بدورها تحالف جبهوي بين القوة الوحدوية في الشمال والجنوب لتفويت الفرصة على الانفصاليين وتداعيات الانفصال على أجزاء أخرى من القطر ذلك أن نهج المساومة والتنازلات الذي اعتمده الإنقاذيين والذي تمكن أن يطال هوية السودان والذي يزكي حملة السلاح من شأنه أن يشيع مبدأ حمل السلاح في أجزاء أخرى من القطر كوسيلة مجربة للحصول على قسط من كعكة السلطة.
    ولعل ما يدور ألان في دار فور من اقتتال يرشحها كمسرح جديد للعنف والعنف المضاد المهدد للوحدة الوطنية .
    في نفس الوقت فإن استمرار عملية الاقتتال هناك تؤكد بأن حلول جزئية وفقيه هناك ما تم في أبشى لا يمكن أن تمثل حلاً جذريا في مسألة الاقتتال في دار فور كما لا يمكن التعويل عليها …
    إن استمرار الاقتتال هناك وعمليات التصفيات الدموية التي طالت حتى أحد الموقعين على اتفاق أبشى في أم درمان مؤخراً تطرح مسؤولية الدولة في صيانة أمن دار فور واستقرارها والخطوة الأولى بهذا الاتجاه هي أن تكف الدولة يدها عن دعم مليشيات الجنجويد .
    ثانياً : السيادة الوطنية والاستقلال :
    شكلت حرب الجنوب وما زالت ثغرة كبيرة يتغلغل منها النفوذ والأطماع الدولية . فباسم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية استطاعت الولايات المتحدة اختراق الساحة السياسية السودانية حكومة ومعارضة (حركة وتجمع) ومن خلال ما وجدته من استعداد بعض الفصائل لتلقى الدعم والتمويل الأمريكي والخليجي وبعد أن غادرت عقول البعض وضمائرهم بسبب ضعفهم ولا مبدئيتهم الإرادة الوطنية فاصبح رهانهم على دورها في إعادة هذه الفصائل إلى السلطة وكفرانها كفصائل بجماهير الشعب واراداتها وقدراتها واستعداداتها ، أضحت الولايات المتحدة بسبب ذلك كله وبسبب انفرادها كقطب أساسي أحادى مهم على السياسة العالمية ، رقماً مهما في معادلة الحرب والسلام في نظر المهاجرين لمبعوث العناية الأمريكيــة بهـدف توفيرها للحماية والرعاية وأشرافها على محادثات مشاكوس – تطلعا لما أعلنه باول مؤخراً بأن نهاية العام تشهد مباركة بوش للاتفاق عند وصول طرفي الاتفاق لواشنطن بناءاً على وعد بوش لهما .
    إن الدلائل كلها تؤكد أن الولايات المتحدة لا تستهدف مجرد إنهاء الحرب لوجه الله أو لاعتبارات إنسانية أو في سبيل حصول بوش على نصر سياسي يجمل وجهه العدواني القبيح كما تؤكد مواقف سياسات الولايات المتحدة في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها، ليس لكل تلك الاعتبارات أو بعضها كما يتوهم الحاضرون هنا وهناك – عملاء أمريكا القدامى والجدد- بل تسعى الولايات المتحدة لتكييف جملة الأوضاع السياسية لمصلحتها ومصلحة استراتيجيتها وهيمنتها على أفريقيا والوطن العربي .
    فالعزلة التي تحيط بالسياسة الإمبريالية الأمريكية على مستوى العالم لاسيما بعد احتلالها للعراق ومن قبل أفغانستان – يتطوع من يتطوع محلياً لإخراجها منها خوفاً وطمعاً – ولم تعد عملية تعاون أهل الإنقاذ مع الولايات المتحدة فيما تسميه حربها على الإرهاب خافية على أحد لأسيما أفصح عنه نائب الرئيس الأمريكي مؤخراً في نيفاشاً على مسمع من الحضور السوداني من انهم قد تسلموا قوائم تجاوزت الستة آلاف وثيقة ممن تعتبرهم الإدارة الأمريكية إرهابيين إسلاميين وليس بعيداً عن الذاكرة موقف النظام من بن لادن (ضيفه) وغيرهم من ضيوف الإنقاذ (من عرفوا آنذاك باسم الأفغان العرب) الذين احتضنتهم سجون الإنقاذ جنباً إلى جنب المعتقلين السياسيين من المعارضة السودانية سواء فيما كان يعرف باسم بيوت الأشباح أو في سجن كوبر – وتتواصل في هذا الاتجاه المطالب الأمريكانيـــة لأهل الإنقاذ لإغلاق مكاتب الجهاد وحماس وطرد ممثليها مما يعنيه ذلك من ترشيح القطر في عهد التداعي الإنقاذي لأن يمضى على طريق الاعتراف وتطبيع العلاقة مع العدو الصهيوني على طريق سالف الذكر أنور السادات – وكما تدلل على ذلك أيضاً مواقف وزير خارجية الإنقاذ من اعتراف بالعملاء الذين نصبتهم قوات الاحتلال الأمريكية حكاماً على بغداد.
    أن ذلك كله يجعل من مهمة الدفاع عن سيادة البلاد واستقلاليتها في مواجهة منهج الهيمنة الإمبريالية واجباً وطنياً يعزز فرص المحافظة على الوحدة الوطنية يحقق السلام ويستعيد الديموقراطية .
    ثالثاً التحول الديموقراطي أو استعادة الديموقراطية :
    تصدرت مهمة استعادة الديموقراطية وتوطينها أجندة النضال الوطني منذ العام 89. وتدلل مؤشرات الضفة الثنائية الجارية تحت مظلة السلام بين الإنقاذ والحركة وفي مقدمتها إقصاء القوى السياسية من المشاركة فيما يسمى بعملية السلام.
    واستمرار حالة الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات بما في ذلك القرار الجمهوري الذي يسمح بالنشاط فقط للأحزاب ذا ت التمثيل النيابي في 89 - والسعي لإجراء انتخابا ت مبكرة تقنن هيمنة الإنقاذ على الشمال ..
    إن مؤشرات كل ذلك وغيره تقول أن قضية الديموقراطية والتعددية السياسية والمشاركة تأخذ مكانها المتقدم في اهتمامات القوى السياسية الديموقراطية التي ستجد نفسها في خندق المعارضة بفعل الشراكة الثنائية بين طرفي اتفاق نيفاشا.
    على أننا نشير هنا إلى أن الديموقراطية واستعادتها ليست ناتجاً أو محصلة تلقائية في عملية السلام وانما ترتبط كذلك وكلياً بنضال الحركة الجماهيرية وطلائعها من القوى الوطنية والديموقراطيـة ويعمق التحليل للأسباب الجوهرية التي قادت لؤاد الديموقراطية ودوران قطرنا في الحلقة الجهنمية التي تحدثنا عنها سابقاً والتي تأتى في مقدمتها برم وضيق الزعامات التقليدية بالديموقراطية وعجزها عن ربطها بالإنجاز الاقتصادي الاجتماعي واحتكارها للسلطة وتهميش دور القوى الحية في المجتمع، وبالتالي لابد من تواضع القوى السياسية في جبهة القوى الديموقراطية المعارضة من الضغط باتجاه صياغة قانون انتخابات يعتمد مبدأ التمثيل النسبي وميثاق شرف للممارسة والالتزام الديمقراطي وبمعالجة معضلات الممارسة الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية والحوار والشفافية .
    رابعاً التحولات الاقتصادية :
    إن توقف الحرب / السلام/ أو الهدنة المؤقتة سيدفع إلى الواجهة المطالب الاقتصادية والاجتماعية لكافة فئات الشعب _ وستشكل الحركة المطلبية التي سيطلق نشاطها انتهاء الحرب راس الرمح في حركة استعادة الديمقراطية وفي نشاط المعارضة الوطنية الديمقراطية.
    فالسلام يعني بالنسبة للمواطنين في الشمال والجنوب ـ توفر فرص العمل المجزي والسكن اللائق والخدمات الصحية والتعليم والكهرباء ومياه الشرب النقية والأجور المعادلة لتكاليف المعيشة وحلقات المتضررين من عهد الإنقاذ ـ إعادة المشردين مؤسسات القطاع العام ودوره في التنمية ـ المزارعين المعسرين ـ الفساد والتجاوزات والاختلاسات المالية وقبل ذلك كله القصاص للشهداء ....الخ
    وقد دللت تجربة الإنقاذ على مدى سني حكامها عجزها عن تحقيق ذلك بل وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين ولا نريد أن نرجم بالغيب مصير نظام الشراكــة الجديد غير أن التنكر لحلفاء الأمس ولاطروحاتها مهما ولجت فيه الحركة لا يرشحها لإنجازٍ على هذه الأصعدة بالتالي تصح مهمة إعادة الروح للحركة النقابية والمطلبية ولجمعيات الخدمة الأهلية وغيرها من المنظمات غير الحكومية وصياغة برامجها بما ينسجم مع تطلعات شعبنا للسلام الذي يتمناه هو الكفيل بتصليب جبهة المعارضة باتجاه انتزاع تلك الحقوق و إنفاذ برامجها.
    خامساً النضال ضد الحرب ونهج الهيمنة :
    لقد أطلق العدوان الأمريكي البريطاني على العراق و احتلاله لحركة عالمية ضد الحرب تستوعب الملايين من الأحرار في كل القارات ويتعاظم تأثيرها يوماً بعد الأخر في فضح نهج الهيمنة الإمبريالية الأمريكية مع تعاظم نشاط المقاومة الوطنية في العراق ضد الاحتلال الأنجلو أمريكي التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي وقائده - المجاهد صدام حسين - وتشكل هذه الحركة أهم معالم وتيارات السياسة الدولية المناهضة للعولمة (الأمركة) ونهج الحرب والعدوان وللهيمنة الإمبريالية والتي ستسهم في رسم مستقبل العالم.
    إن التحدي لنهج التبعية للإمبريالية باسم مكافحة الإرهاب وغير ذلك من الشعارات الزائفة يتطلب أن تصطف بلادنا جانب القوى المحبة للسلام والمعارضة للحرب ونهج العدوان ومن أجل نظام دولي يقوم على العدل والمساواة واحترام الشرعية الدولية وسيادة الشعوب واستغلالها وحقها في النماء والتطور .

    إن التحالف الوطني الذي يدعو إليه حزبنا ـ حزب البعث العربي الاشتراكي ـ يستند بالأساس على الحد الأدنى من الرؤية المشتركة للقضايا الوطنية والقومية و الدولية وفي الموقف الشمـولي منها ، ويعتمد أساسا على النضال الشعبي الديمقراطي الهادف آلي إحداث تغيير استراتيجي وليس مجرد معالجات جزئية مبتورة .
    فالسلام المنقوص القائم على صفقة ثنائية بين دعاة الحرب و تجارها(الإنقاذ و الحركة) وتحت مظلة الوصاية الأمريكية يتطلب نضالا دؤوبا مثابرا من القوى المحبة صدقا للسلام من اجل استكماله و استدامته باسترداد كامل السيادة الوطنية المعبرة عن الإرادة الحرة لشعب السودان واستعادة الديمقراطية التي توفر أوسع مشاركة سياسية ممكنة وبترقية الحياة المعيشية لغالبية أبناء و بنات الشعب كمضمون ومحتوى حقيقي للسلام ولاستعادة بلادنا لموقعها في جبهة القوى المناضلة ضد التحالف الإمبريالي الصهيوني إقليمياً و دولياً .

    إن المسالة الأساسية للتحالف الوطني الصحيح الذي نتطلع مع الشرفاء من أبناء و بنات شعبنا لبنائه ليس الوصول آلي السلطة أو تغيير بنية الحكم الفوقية دون المساس بالبنية التحتية المولدة للازمة التي ظلت تعاني منها بلادنا منذ فجر الاستقلال والمتمثلة في هيمنة القوى التقليدية و تداول السلطة بين جناحيها المدني والعسكري الأمر الذي عكس نفسه في الحلقة الجهنمية التي ظلت تسم التطور السياسي لبلادنا.
    فخروج البلاد من تلك الحلقة المفرغة يقتضي صعود قوى اجتماعية جديدة و هي القوى التي ظلت مهمشة اجتماعيا و سياسيا بالرغم من دورها النضالي في مختلف مراحل التاريخ السياسي للبلاد و بشكل خاص أكتوبر، ،مارس/ ابريل ,و ديسمبر 88 " انتفاضة الخبز و السلام " ان عمق هذا التغيير المنشود وشموله لمختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية هو مايويذ التحالف الوطنى المنشود خلافاً للتحالفات المؤقتة التى ظلت تنخرط فيها مختلف القوى بغرض الوصول للسلطة .
    وأن الوصول لهذا المستوى من الوعى والادراك لأهمية هذا التحالف الاستراتيجى يتطلب بدوره تطوراً فى الحركة السياسية نفسها فى برامجها ورؤاها السياسية وفى تكتيكاتها وفى تنمية وتطوير الحوار فيما بينها من أجل تحقيق حد ادنى من الفهم المشترك فى الرؤى والاهداف وسبل التعاممل مع المستجدات الاقليمية والدولية ومواجهة التحديات التى تفرضها بما تمكنها من القيام بدور أكثر ايجابية فى إنشاء التحالف الوطنى المنشود وليس التهافت على المشاركة من مواقع ومدرجات السلطة .
    أن الانهماك في مهام تعبئة الحركة الجماهيرية بهدف استعادتها لدورها ولزمام المبادرة فيما أشرنا إليه من أجندة سابقة تطرحها طبيعة النظام – وليد الصفقة الثنائية التي تقف وراءها قوة الدفع الأمريكية والتي تتمثل في قضايا الوحدة الوطنية والسيادة الوطنية وصيانة الاستقلال واستعادة الديموقراطية والتحولات الديموقراطية، والاقتصادية والنضال ضد الحرب ونهج الهيمنة عبر حوار متصل و مفتوح بين كافة الفعاليات السياسية المعارضة هو البديل التاريخي الذي يحث مشاركتها في تقرير مصير السودان حاضراً ومستقبلاً بديلا عن هرولة البعض للحاق بقطار مشاكوس / نيفاشا الأمريكي – ذلك الخيار التاريخي وحده الذي يحدد مستقبل موقع مختلف الفعاليات في الخارطة السياسية لقطرنا

    ندعو إذن لجبهة معارضة واسعة للديموقراطية والسلام والوحدة الوطنية تنطلق من الالتفاف حول الحد الأدنى الذي طرحناه من أجندة ترسم الطريق للخروج من الأزمة الوطنية الشاملة التي تعيشها بلادنا .

    إنتهـى .
                  

العنوان الكاتب Date
حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 02:57 PM
  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 03:08 PM
    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 03:22 PM
      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة Gawhar Abdelmagid11-15-06, 08:36 PM
        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:38 PM
      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:53 PM
        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:59 PM
          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:08 PM
            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:13 PM
              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:22 PM
                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:28 PM
                  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:45 PM
                    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:02 PM
                      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:09 PM
                        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:16 PM
                          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:25 PM
                            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:34 PM
                              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:41 PM
                                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:14 PM
                                  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:22 PM
                                    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:28 PM
                                      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:04 AM
                                        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:16 AM
                                          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:26 AM
                                            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:47 AM
                                              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 07:23 AM
                                                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-20-06, 03:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de