حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2006, 06:47 AM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة (Re: حسين يوسف احمد)


    مواقف حزب البعث العربي الاشتراكي من مشكلة الجنوب بعد إنقلاب 30/6/1989

    بعد وقوع إنقلاب 30/6/1989 الذي دبرته الجبهة الاسلامية بقيادة عمر البشير ،أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان بياناً في 18/7/1989 يفضح فيه إرتباط الانقلاب بالجبهة الاسلامية .
    وقد جاء في البيان الذي وصف الانقلابيين بأنهم مجموعة صغيرة من الضباط :
    (( ورغم أنها طرحت نفسها كبديل وصمته بالعجز والفشل فإنها لم تنجح في وضع يدها على الأسباب الحقيقية للأزمة ، وإستعاضت عن ذلك بطرح شعارات معممة وأفكار ساذجة وقرارات مرتجلة أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية وتعقيد مشكلة الجنوب ، وإحكام طوق العزلة الخارجية )).
    ويمضي البيان الى اقول بأن الانقلابيين (( تجاهلوا الدروس الثمينة لانتفاضة ديسمبر 1988 ومذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989 اللتين أثمرتا في تحقيق الاجماع الوطني حول البرنامج المرحلي بديلاً لبرنامج الهوس الديني والتخلف ، وفي الاتجاه لتطوير التجربة الديمقراطية باشراك القوى الحديثة والنظامية في مراكز إتخاذ القرار السياسي ورسم المصير الوطني والالتزام بإتفاقية السلام السودانية ، وما واكب ذلك من مباحثات وخطوات جادة في طريق السلام والوحدة الوطنية )) .
    ويناشد البيان قوى الشعب السوداني بأحزابه ونقاباته وإتحاداته وقواته النظامية من أجل إسقاط الدكتاتورية وإلغاء قراراتها الرامية لتصفية القوات المسلحة والنظامية والخدمة المدنية وإشاعة الفوضى في البلاد .
    ومن أجل تطوير التجربة الديمقراطية وإلغاء قوانين سبتمبر وإستكمال مسيرة السلام والوحدة الوطنية وتطبيق مقررات المؤتمر القومي الاقتصادي ووضع حد للفوضى والفساد والتهريب ، والنظام الطفيلي ، وإنتهاج سياسة خارجية متوازنة )) .
    وفي 18 /8/ 1989 صدر العدد الأول من صحيفة (الهدف) السرية الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان - أول عدد في عهد الدكتاتورية الثالثة - نشرت فيه بيان الحزب حول الانقلاب وملخص بيان جون قرنق للشعب السوداني والذي إلتقطته الصحيفة من راديو الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLA) في الفترة من 14-18/8/1989 ، وجاء في بيان قرنق :
    (( أن عمر البشير واهم إذا كان يعتقد أنه يمكن أن يصل الى حل مع الحركة الشعبية)).
    ومضت الصحيفة عبر صفحاتها تفضح المؤامرة وتثبت المواقف المحلية والعربية من إنقلاب 30 /6/1989 .
    وفي عددها الصادر بتاريخ 26/8/1989 كتبت (الهدف) تحت عنوان :
    (( محادثات سلطة 30 يونيو والحركة الشعبية تصل الى طريق مسدود ، إنهم حكومة حرب وليسوا حكومة سلام .. وبرنامج الجبهة الاسلامية مصمم على الحرب وتمزيق الوحدة الوطنية )) .
    كتبت تقول :
    (( لقد كان واضحاً منذ الثلاثين من يونيو 1989 أن السلطة الجديدة هي سلطة حرب ، وليست سلطة سلام ، فالتوقيت الذي جاء فيه الإنقلاب ( قبل أربعة أيام من الموعد المقرر للالتقاء بين الحركة الشعبية SPLA ووفد الحكومة لحسم نقاط الخلاف وتمهيد الطريق لانعقاد المؤتمر الدستوري )) مقروناً مع البرنامج الذي طرحه الانقلاب لمعالجة مسألة الجنوب - برنامج الجبهة الاسلامية - والذي يقوم على رفض كل الاتفاقيات والمبادرات السابقة وعلى رأسها مبادرة 16 نوفمبر 1988 ، وماسبقها من محادثات و ( تجاوزها) ، وإتهامها بأنها كانت مجرد مناورات ، والاصرار على التمسك بقوانين مايو وفي مقدمتها قوانين سبتمبر 1983 - كل هذه الدلائل والمؤشرات كانت تؤكد بوضوح تام أن هذا الانقلاب قد جاء أصلاً - ضمن ما جاء من أجله - لايقاف مسيرة السلام بإعتبارها في غير صالح الجبهة الاسلامية ، ولكن قادة الانقلاب - إمعاناً منهم في تضليل الشعب - إدَّعوُا بأنهم (الأقدر) على الوصول لحل المشكلة ، وإدعوا أن هناك أنباء سارة عن السلام سيسمعها الشعب عن قريب .!
    ويمضي المقال إلى القول :
    (( وظلت وسائل إعلامهم تخفي الحقائق عن الشعب بعدم إبراز ، أو التطرق الى ما طرحته الحركة الشعبية SPLA من آراء وتصورات حول قادة الانقلاب وطبيعتهم المعادية للديمقراطية ، وتصورات تربط بين الحل وبين وجود نظام ديمقراطي في السودان .
    بل راحوا يتحدثون بشكل مجرد عن (محادثات) (وإتفاق على مواصلة الحوار ) ، و ( قبول الحركة بالتفاوض دون شروط مسبقة ) حتى وصلت الأمور بقائد الانقلاب ليقول : (( إن الحركة قد قبلت تصوراتنا )) .
    وتفضح (الهدف) أكاذيب نظام الجبهة حول السلام عندما تقول:
    (( وبعد محادثات 19 و20 أغسطس 1989 الفاشلة بين وفد الانقلاب ، ووفد الحركة ، لم يذكر الانقلابيون سوى نص البيان الصغير الذي يقول :
    (( عقد وفد حكومة ثورة الانقاذ الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، إجتماعات مشتركة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الفترة من 19-20 أغسطس 1989 وتبادلا خلالها وجهات النظر حول قضية الحرب والسلام ، وكانت المباحثات جادة وصريحة ، وإتفق الطرفان على مواصلة الحوار في وقت لاحق يتفقان عليه )) .
    هذا ما أبرزه إعلام الانقلابيين .
    أما إذاعة الحركة الشعبية فقد واصلت طرح تصوراتها بشكل واضح مشترطة :
    ((الاستناد في أي حل على كافة المبادرات السابقة ومن ضمنها ، إتفاقية (كوكادام) ومبادرة 16 نوفمبر ، العودة للنظام الديمقراطي ، إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، وحرية العمل الحزبي والنقابي والصحفي ، إنهاء الحكم الدكتاتوري القائم حالياً ، وتكوين حكومة وحدة وطنية إنتقالية عريضة من الأحزاب والنقابات والقوات المسلحة ، ثم إنعقاد المؤتمر الدستوري تعقبه إنتخابات عامة في البلاد ... الخ )) .
    كما أن د. لام أكول رئيس وفد الحركة SPLA في المفاوضات قد صرح بأن وفد الانقلابيين لم يكن يحمل أي تصور أو برنامج واضح بخصوص السلام ، وإن المفاوضات قد إنهارت منذ اللحظة الأولى نتيجة لرفض وفد الحكومة لمقترح وفد الحركة بتشكيل حكومة إنتقالية عريضة القاعدة .
    وتعلق صحيفة الحزب بالقول :
    (( إن معالجة مسألة الجنوب ليست بالأمر الذي يمكن أن تحسمه سلطة محدودة القاعدة ، وقائمة على مجموعة إنقلابية ، محدودة ومعزولة عن الجيش والشعب ، ومرتبطة ببرنامج إتجاه سياسي بعينه ، معروف بعدائه للسلام والديمقراطية والتقدم .
    إن مسألة الجنوب تحتاج إلى جهد وطني شامل عريض القاعدة ، بضم كافة القوى الحية والفاعلة في المجتمع والممثلة لكل فئات الشعب ، وهي الأحزاب شمالها وجنوبها ، والنقابات في الشمال والجنوب ، والقوات المسلحة والنظامية كافة ، والحركة الشعبية لتحرير السودان ، حيث تلتقي هذه القوى في مؤتمر وطني في ظل مناخ ديمقراطي شامل . وهذا لا يتأتى إلا بإنتهاء الدكتاتورية القائمة ، وإحلال البديل الوطني الديمقراطي الممثل لكل قوى شعبنا ، الملتزم ببرنامج قوى الانتفاضة ، وبغير ذلك يبقى أي حديث عن (حل مسألة الجنوب) مجرد تضليل لا طائله وراءه ، وموقف معادي للسلام ، لا يعبر إلا عن رأي فئة محدودة ومعزولة عن الشعب هي ( الجبهة الاسلامية ) )) .
    وعلى هذا المنوال تستمر صحيفة الحزب السرية في متابعة تطورات الحرب الأهلية في الجنوب وتعبر عن مواقف البعث منها ، ففي عددها الصادر بتاريخ 2/9/1989 تكتب تحت عنوان :
    (( وعود وأحلام حول مسألة الجنوب وقضايا المعيشة والاقتصاد )) معلقة على جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية SPLA وعلى ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني حول قضايا السلام الذي كانت تعد له السلطة الدكتاتورية .
    وتعلق الصحيفة على الوضع المعيشي بالقول :
    (( بينما تزعم الحكومة ( أن الأمن مستتب تماماً في البلاد وتستمر الوعود والأماني تصل الأزمة المعيشية الى قمتها وتتفجر الأوضاع الأمنية في جنوب كردفان بشكل خطير وتتداعى الأحوال الأمنية كلها باتجاه التفجر وليس لدى الانقلابيين سوى الوعود )) .
    وفي عددها الصادرفي يوليو 1992 تنشر (الهدف) مقالاً تحت عنوان :
    (( لا للحرب .. لا للانفصال .. نعم للسلام )) تقول فيه :
    ((للمرة الثانية ، بعد مفاوضات أديس أبابا ونيروبي ، يفشل طرفا الحرب الأهلية في جنوب البلاد في التوصل الى صيغة سلام في الجولة الثالثة للمفاوضات التي عقدت في العاصمة النيجيرية (أبوجا))) ..
    وتمضي الى القول :
    (( وبالرغم من أن مفاوضات أبوجا قد سبقتها العديد من اللقاءات السرية بين قادة الجبهة الحاكمة ، وقادة التمرد ، أهمها لقاء فرانكفورت الذي تمخض عن إتفاق الطرفين على صيغة متدرجة ومموهه لفصل الجنوب تحت غطاء الكونفدرالية ، إلا أن مفاوضات أبوجا والتي كان مقرراً لها أن تقنن إتفاق فرانكفورت السري ، قد أخفقت هي الأخرى أيضاً ، بسبب تداخل وتضارب إرادات ومصالح القوى الأجنبية التي أدارت تلك المفاوضات من وراء الستار )) .
    في أغسطس 1993 إنعقد الاجتماع الموسع لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان ، وصدر عن الاجتماع تحليل سياسي شامل للوضع في السودان على ضوء المتغيرات المحلية والعربية والدولية ..
    وتوقف التحليل مطولاً عند قضية الحرب الأهلية في السودان والتطورات الخطيرة التي أدت الى تهديد الوحدة الوطنية السودانية .
    محدداً مستلزمات الدفاع عن الهوية العربية الاسلامية في السودان بالآتي (65) :-

    1- التخلص من النظرة الشوفينية الضيقة والمتعصبة والنظر الى العروبة ككيان ثقافي له دوره الايجابي في ترسيخ الوحدة الوطنية وله تقاليده في التعامل والتعايش السلمي الايجابي مع الكيانات الثقافية الأخرى في المجتمع .
    2- التمسك بتراث القبائل العربية الأفريقية وتقاليدها في التعايش والتفاعل مع الكيانات غير العربية عبر تاريخها الطويل ، والعمل على تطويرها في إتجاه بناء سودان ديمقراطي موحد ومستقل .
    لأن الوجود العربي لا ينفي وجود الكيانات الأخرى ، ولا يلغي حقها في الوجود وفي تطوير ثقافاتها وتقاليدها الخاصة في إطار الوحدة الوطنية والمصالح العليا للبلاد .
    3- النظر لمشكلة الحرب الأهلية الجارية في الجنوب كإفراز لمشكلة الاندماج الوطني في بلد متعدد الثقافات والكيانات ، وكنتاج للمنهج الخاطئ للحكومات المتعاقبة بما فيها حكومة يونيو 1989 بقيادة الجبهة الاسلامية ، في معالجاتها جميعاً لواقع التفاوت في مســتوى التطور الاقتصادي والاجتماعي بين مختلف أقاليم البلاد وخاصة في الجنوب والشرق والغرب ..
    وحلها يكمن في مواجهة جذورها وأسبابها الأساسية ، وبالعمل على بناء سودان ديمقراطي موحد ومستقل ومرتبط بعمقه العربي ومحيطه الأفريقي .
    4- ربط الدعوة إلى العروبة والاسلام بقيمها الأصيلة والعميقة الارتباط بقضية التقدم . وبقضية الديمقراطية والشورى .
    وبالجهاد ضد المحتلين والغاصبين . وبنصرة النضال من أجل العدالة الاجتماعية والاشتراكية والوحدة العربية ، ومن أجل الانسانية عموماً .
    كما تناول التحليل إحتمالات التغيير للوضع السياسي القائم في السودان محددها في أربعة إحتمالات :-

    1- ما يسمى بالمصالحة الوطنية .
    2- البديل الأمريكي .
    3- التدخل الأجنبي .
    4- الانتفاضة الشعبية .

    وقد عبر البعث عن رفضه ومقاومته للاحتمالات الثلاث الأولى محدداً إستراتيجيته في الاحتمال الرابع أي خيار الانتفاضة الشعبية لاسقاط دكتاتورية الجبهة الاسلامية وإحلال البديل الوطني المستقل من أجل تحقيق السلام وصيانة الوحدة الوطنية .
    ووفقاً لهذه الاستراتيجية واصل البعث نضاله الوطني معبراً عن رفضه لاستمرار الحرب الأهلية في الجنوب وإستغلاله كثغرة للتدخل الأجنبي وتمزيق الوحدة الوطنية .
    ففي عددها الصادر بتاريخ ديسمبر 1993 يناير 1994 كتبت صحيفة (الهدف) لسان حال الحزب ، تحت عنوان :
    (( حكم الجبهة والتفريط بوحدة البلاد وإستقلالها وسيادتها )) تقول :
    (( أدى إعتماد النظام خيار الحرب إزاء قضية الجنوب ، ومحاولة إضفاء القداسة عليها باسم الجهاد إلى تعقيدات جديدة في الوضع السياسي وإلى تصاعد حدة الاقتتال في جنوب الوطن ، إذ أن قضية الجنوب ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالديمقراطية ، وبمشاركة الشعب في كل القطر في السلطة وفي تقرير مصير البلاد ، وبحق جماهير شعبنا في الجنوب في تنمية ثقافاتها ومناطقها في إطار من التنمية الشاملة المتوازنة .
    وهذا ما لا يتحقق في ظل النظام الفردي التسلطي القائم على محاولة فرض خيارات الجبهة في ( الأسلمة) و( الفدرالية ) ..الخ . بكل ما يتطلبه ذلك من القسر والتعسف )) .

    وتحت عنوان (( لا لذرائع التدخل الأجنبي .. لا لأكاذيب النظام )) كتبت (الهدف) :
    (( أصدرت الادارة الأمريكية في وقت سابق من العام 1993 قراراً بإدراج السودان ضمن قائمة الدول التي ترعى الارهاب ، وتسعى منذ ذلك الوقت حثيثاً لاصدار قرار من مجلس الأمن بإقامة مناطق آمنة في الأقاليم التي تعاني من المجاعة والحرب الأهلية في جنوب السودان وفرض عقوبات على السودان بعد وفاة نصف مليون من سكان الجنوب نتيجة إنتشار المرض وندرة الغذاء .. الخ )) .
    وتنشر الهدف تعليق ناطق باسم الحزب قائلاً:
    (( إن هذه الخطوات تجئ في إطار مخطط مفضوح يستهدف فصل الجنوب وإضعاف السودان ، وتفتيت وحدته الوطنية ، وإنتهاك سيادته ، ولا سيما أن النيل من السودان بموارده وموقعه ودوره كان وما يزال يمثل حلقة مهمة في مخططات الامبريالية والصهيونية الهادفة لفرض هيمنتها على الوطن العربي والبحر الأحمر والقارة الأفريقية ، لنهب ثرواتها والنيل من إستقلالها وسيادتها ومن قرارها الوطني ، وإلحاق بلادنا بركب قوى العدوان الامبريالي الأطلسي الصهيوني وعملائه في المنطقة )) .
    وأوضح البعث بأن هذه ليست هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مثل هذه الذرائع التي تدعي الدفاع عن القيم الانسانية لتبرير وتغطية مخططات العدوان على الأمة العربية .
    فالعدوان الثلاثيني على العراق وفرض الحصار الظالم عليه وغيرها من القرارات الصادرة التي تحاول النيل من سيادته الوطنية ، والحصار الجوي المفروض على ليبيا والعدوان على الصومال ، ومخطط تصفية القضية الفلسطينية وقمع المقاومة في جنوب لبنان ، وتكريس إحتلال منابع النفط وتواجد القوات الأجنبية في الجزيرة والخليج العربي ، كلها إنطلقت من مخططات تدثرت بذرائع مفضوحة وواهية مماثلة لما يراد فرضه على السودان الآن )) .
    ويواصل الناطق باسم الحزب القول :
    (( إن شعب السودان عبر تاريخ نضاله الوطني لم يكن يستجدي العون من الأجنبي لحل مشكلاته وأزماته الوطنية ، ولا سيما وهو يدرك أن هذه القوى الامبريالية الصهيونية التي تزعم الحرص والدفاع عن القيم الانسانية وعلاج مشكلات القطر ، لم تكن في الأصل بعيدة عن خلق أسباب وتفاقم هذه الأزمات ، إن لم تكن ضالعة في صنعها ، فآثار وويلات العهد الاستعماري البريطاني البغيض (1898-1956) مثل سياسة المناطق المقفولة ، ومخططات التفرقة والتقسيم ما زالت مطبوعة في ذاكرة أبناء وبنات شعب السودان )) .
    ويقول :
    (( إننا في الوقت الذي نجدد فيه رفضنا وتنديدنا بكل محاولات التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية .. الخ ، كذلك نفضح أكاذيب أركان الفئة الحاكمة النافية لوجود إنتهاكات لحقوق الانسان وحرياته )) .
    وفي عدد مارس 1995 تقول الهدف :
    (( أن سياسات النظام باتت تهدد أكثر من أي وقت مضى إستقلال البلاد وتمزيق وحدتها الوطنية ، فالفدرالية غير المرتبطة بآفاق التنمية والديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية ، تكرس واقع التخلف والتجزئة وتثير النعرات والعصبيات الطائفية والمذهبية والعنصرية تحت ستار كثيف من الشعارات الاسلامية التي تحل التعصب والعنف والتطرف والتمييز الديني محل الجدل والصراع السلمي وتفتح الباب واسعاً لتمزيق وحدة الوطن وتأجيج الحروب الأهلية )) .

    وفي بيانه الصادر بمناسبة الذكرى الخامسة لحركة 28 رمضان 23 أبريل 1990 والمنشور بتاريخ 23/4/1995 يقول حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان :
    (( خلال أكثر من خمسة سنوات أكدت الطغمة الحاكمة فشلها الفاضح في تحقيق ما جاء في بياناتها الأولى ، بل وأكدت إنها لم تقم بإنقلابها من أجل إنقاذ السودان ، بل من أجل تقويض الديمقراطية وعرقلة الجهود الوطنية لايقاف الحرب الأهلية وتحقيق السلام )) .
    وفي أغسطس 1995 أصدرت قيادة قطر السودان لحزب البعث خلاصة تحليلها السياسي الداخلي لدورة أغسطس 1993 ، تحت عنوان :
    البعث والمخرج من الأزمة الوطنية الشاملة في السودان : ( تم توزيعه على نطاق جماهيري ) ..
    إستعرض التحليل تطورات الوضع السياسي في السودان وعلى صعيد حركة المعارضة والتجمع الوطني وعكس تحليل الحزب مواقف البعث من مقررات مؤتمر قوى المعارضة الخارجية في أسمرا 1995 - معلقاً بالقول :
    (( إن معالجة المعضلات الوطنية المصيرية من موقع المعارضة رغم أهميتها في رسم خطوط المستقبل خارج حسابات وضغوط السلطة ، إلا أن أهميتها الحقيقية تكمن في تحليها بالوضوح والصراحة وإمكانيات التفاعل الطبيعي بين الأطراف السياسية ، حتى لا تتحول بدورها إلى معضلات إضافية تزداد تعقيداً في مرحلة الحكم والمسؤولية السياسية ، لذا ينبغي مد الجسور بين القوى المؤمنة بوحدة السودان وتقدمه في الشمال والجنوب ، وبلورة القناعات بعيداً عن مغريات الوعود السهلة والمواقف المظهرية البخسة ، لأن أكبر الضربات التي لحقت بالعلاقات بين شقي الحركة السياسية في البلاد هو عدم مصداقية الزعامات التقليدية الشمالية والأنظمة المتعاقبة في تعاملها مع الجنوب على أسس مبدئية .
    وعبر تحليل الحزب عن المواقف التالية :-

    1- إنتقد دور بعض الأحزاب التقليدية في الخارج في تعديل ميثاق التجمع وضم أجنحة الحركة المسلحة في جنوب السودان ..
    وبالرغم أن ذلك يمثل خطوة الى الأمام لزج تلك الأجنحة في مسيرة النضال الوطني الموحد إلا أنه يمثل خطوات الى الوراء في كسب رهان المستقبل ، لأن إنضوائها حسب الكيفية التي تمت بها ، كان على حساب النظرة المبدئية للتجمع ، وبالعمل على الاستقواء بتلك الأجنحة وإلى حين ، في مقابل مسايرتها للدوافع التي تتناقض مع قوى التجمع ومواقفها المعلنة في أكتوبر 1989 .
    -2 كما أعلن الحزب موقفه من شعار حق تقرير المصير ، إذ يقول : (( إذا وضعنا جانباً مماحكات السباق السياسي السلبي لبعض الأطراف في تنظيم المكاسب الآنية الدعائية ، فإنه مهما تكاتفت مشكلات المناطق الأكثر تخلفاً وتنوعت ملامحها وتبلورت تعبيراتها فلا يمكن طرحها خارج الثوابت ومعادلات الوحدة الوطنية وعزلها عن قالبها وكيانها العضوي ، بصرف النظر عن حدة التناقضات النسبية .

    نـواصـل ...

    (عدل بواسطة حسين يوسف احمد on 11-19-2006, 07:00 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 02:57 PM
  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 03:08 PM
    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-15-06, 03:22 PM
      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة Gawhar Abdelmagid11-15-06, 08:36 PM
        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:38 PM
      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:53 PM
        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 02:59 PM
          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:08 PM
            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:13 PM
              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:22 PM
                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:28 PM
                  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-17-06, 03:45 PM
                    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:02 PM
                      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:09 PM
                        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:16 PM
                          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:25 PM
                            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:34 PM
                              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 03:41 PM
                                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:14 PM
                                  Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:22 PM
                                    Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-18-06, 04:28 PM
                                      Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:04 AM
                                        Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:16 AM
                                          Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:26 AM
                                            Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 06:47 AM
                                              Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-19-06, 07:23 AM
                                                Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة حسين يوسف احمد11-20-06, 03:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de