|
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة (Re: حسين يوسف احمد)
|
موقف البعث من اتفاقية أديس أبابا 1972 :-
بموجب البيان المعلن في 9/6/1969 جرت مباحثات سرية في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا بين وفد يمثل حكومة نميري برئاسة (أبل ألير) نائب رئيس الجمهورية ، ووفد يمثل السياسيين والعسكريين الجنوبيين في حركة أنانيا برئاسة (أزبوني منديري) . وإشترك في هذه المباحثات مراقبون من أثيوبيا ، ووفد يمثل مجلــــس الكنائــــس العالمي ، والسكرتير المساعد لمنظمة الوحــــــدة الأفريقية . وقد تمكن الطرفان من الوصـــول الى اتفاق لحل مشكلة الجنوب وقع في 28 /2/1972 وصدق عليه الدكتاتور نميري واللواء ( جوزيف لاقو) قائد قوات الأنانيا ، وتضمن هذا الاتفاق منح مديريات الجنوب الحكم الذاتي الاقليمي وتنظيم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم جنوب السودان . وبعد الاعلان عن هذه الاتفاقية أعلن حزب البعث موقفه منها في بيانه الجماهيري الصادر بتاريخ فبراير 1972 ، إذ يرى البعث أن نظام نميري اعتبر اعلان اتفاقية اديس ابابا لحل مشكلة الجنوب إنتصاره الأعظم ومبرر وجوده الأوحد يتشدق به صباح ومساء .. وبالفعل كانت هذه الاتفاقية عاملاً له أهمية ، وتأثيره الفعال في إندفاع هذا النظام للارتماء في أحضان مراكز الاستعمار الجديد ، والقوى البرجوازية والتقليدية المحلية ، فقد ارتبطت إتفاقية أديس ابابا بالظروف والحقائق التالية (41):-
أولاً : إن هذه الاتفاقية جاءت في ظروف محاولة ضرب وتصفية الحركة الثورية والديمقراطية في الشمال والتي تشكل الحليف الطبيعي والوحيد لتطلع أبناء المديريات الجنوبية لنهضة إقليمهم وتمتعه بحكم ذاتي اقليمي ، ضمن اطار السودان الموحد ، وإذا كان تطور الأحداث قد أثبت عجز طغمة 25 مايو ونظامها عن القيام باستكمال إنجاز أهداف الثورة الوطنية التقدمية ، فإنها وبالضرورة عاجزة عن حل مشكلة الجنوب التي تشكل جزءاً هاماً من هذه الأهداف . ثانياً : إن اتفاقية أديس ابابا ، وبحكم القوى التي شاركت فيها أدت الى إخراج المشكلة من اطارها الوطني ودفعت بها خطوات في طريق التدويل . وهذا ما يعكس ارتباطها بصراع القوى الاستعمارية على بلادنا وبالذات الاستعمار الأمريكي ، والألماني الغربي الذي بدأت تدفق رؤوس أمواله ، وقروضه ومعوناته عقب إعلان هذه الاتفاقية . وفي نفس الوقت إرتبطت هذه الاتفاقية بازدياد إرتباط النظام العسكري الرجعي بالأنظمة الأفريقية الرجعية والمتخلفة في أثيوبيا وتشاد .. الخ ، وهي أنظمة وبالذات النظام الأثيوبي ( في ظل الامبراطور هيلا سلاسي ) لها أهميتها في الاستراتيجية الاستعمارية للتغلغل داخل أفريقيا ، والسيطرة على جنوبي البحرالأحمر ، والضغط على حركة الثورة العربية للخضوع لشروط العدو الصهيوني الاستعماري . وهذا ما انعكس في مطاردة نشاط حركة الثورة الأرترية والتشادية ، والعمل على ابعاد مناضليها من السودان، أو زجهم في السجون ، وتسليمهم للسلطات الرجعية في أثيوبيا وتشاد . ثالثاً : إن هذه الاتفاقية بنصوصها المعلنة والسرية ، هي محاولة لافراغ مشكلة الجنوب من محتواها الديمقراطي المعادي للاستعمار والمرتبط بحركة الثورة الأفريقية والعربية على السواء ، كما حدد ذلك بيان 9 يونيو 1969 التاريخي . فقد قامت الاتفاقية على إعتبار حركة الأنانيا المسلحة الممثل الشرعي للاقليم الجنوبي والمعروف عن هذه الحركة أن لها ارتباطات وعلاقات قوية مع اسرائيل وبعض الدوائر الاستعمارية التي كانت تمدها باحتياجاتها من السلاح والتدريب . كما أنها تقوم على مفهوم عنصري ، وشوفيني متخلف للمشكلة . إن الاعتماد على هذه العناصر يعني خنق طلائع الحركة الديمقراطية والاشتراكية في الجنوب ، التي اعتبرها بيان 9 يونيو أساس الحكم الذاتي الاقليمي ، بالاضافة الى ذلك ، فلقد أدت الاتفاقية الى اضافة قوى جديدة هي عناصر حركة الأنانيا ، لها نفوذها ، وتأثيرها الفعال داخل السلطة المركزية في الخرطوم . فقد كان النظام العسكري الفردي الدكتاتوري قبل ذلك يرتكز الى قوى البيروقراطية العسكرية داخل القوات المسلحة ، وإمتداداتها المدنية في أوساط التكنوقراط ، والبرجوازية البيروقراطية ، وبجانب تحالف ضمني مع الرأسمالية التجارية ، وبعد الاتفاقية أصبح للنظام حليف جديد ، له وزنه وتأثيره الفعال . وأبرز إنعكاسات هذا الحليف الجديد ، سرعة اندفاع السلطة للارتماء في أحضان الاستعمار الجديد والأمريكي بوجه خاص ، كما يتضح من تزايد الدور الذي تقوم به عناصره داخل الوزارة وأجهزة الحكم وفي العودة الى شعارات حزب الأمة الاقليمية والمعادية لحركة الثورة العربية . والتي تعكس وقوع السلطة العسكرية الرجعية في شرك المخطط الاستعماري الجديد ، الذي يهدف الى خلق عداء مصطنع بين أفريقيا شمال الصحراء وأفريقيا جنوب الصحراء ، وخلق عملية التفاعل المتبادل بين حركة الثورة العربية ، وحركة التحرر الأفريقي ، في ظروف عالمية تفرض تماسك وتمتين وحدة الجبهة العالمية المعادية للاستعمار والامبريالية . إن تاريخ نضال الحركة الثورية الديمقراطية ، وتجاربها المتصلة يؤكد إرتباط حل مشكلة الجنوب بانتصار الثورة التقدمية ونمو حركة ديمقراطية إشتراكية في الجنوب ، متحالفة مع الحركة الثورية والديمقراطية في الشمال ، ودعم حركة التحرر الأفريقي في المنطقة لتوسيعها ، وتشديد نضالها ضد الاستعمار والامبريالية . ويخلص البعث من تحديد موقفه من إتفاقية أديس ابابا بموقفه من نظام 25 مايو برمته ، مراهناً على حتمية فشل هذا النظام في حل جذور مشكلة جنوب السودان ، ما دام قد فشل هذا النظام في حل أزمة التطور الوطني في الشمال ، وذلك برغم الهدنة المؤقتة التي عاشتها البلاد خلال الفترة ما بين (1972-1983) . ولم يتوقف البعث عند هذا الحد بل طرح مشروعه الوطني لمواجهة أزمة التطور والوحدة الوطنية في السودان معتبراً أن الخطوة الأولى تتمثل في اسقاط نظام الدكتاتورية المايوي ، ومعلناً: (( أن مشكلة الجنوب تشكل جزءاً أساسياً من أهداف تلك المرحلة ، وإن أهم شروط السير في إتجاه حلها ديمقراطياً وسلمياً ، هو بناء حركة ديمقراطية إشتراكية في الجنوب متحالفة مع الحركة الثورية والديمقراطية في الشمال . وإن إنجاز هذه المهمة الصعبة ، والملحة يفرض هو الآخر ، ترسيخ تقاليد العمل الجبهوي وإشاعة الديمقراطية وسط الحركة الثورية والجماهيرية))(42) . وقد جاء في بيان الحزب الصادر في الذكرى (20) لاستقلال السودان في يناير 1976 ، وفي معرض نقده لسياسة نظام نميري تجاه الجنوب ما يلي : (( لقد فرطت سلطة الردة الفاشية في وحدة التراب الوطني ، ومهدت باتفاقها مع ( الأنانيا) الانفصاليين في اديس ابابا لفصل جزء عزيز من الوطن )) (43) .
نـواصـل>>>
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-15-06, 02:57 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-15-06, 03:08 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-15-06, 03:22 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | Gawhar Abdelmagid | 11-15-06, 08:36 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 02:38 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 02:53 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 02:59 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 03:08 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 03:13 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 03:22 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 03:28 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-17-06, 03:45 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:02 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:09 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:16 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:25 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:34 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 03:41 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 04:14 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 04:22 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-18-06, 04:28 PM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-19-06, 06:04 AM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-19-06, 06:16 AM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-19-06, 06:26 AM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-19-06, 06:47 AM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-19-06, 07:23 AM |
Re: حزب البعث العربي ومسألة جنوب السـودان ـ دراسـة | حسين يوسف احمد | 11-20-06, 03:48 PM |
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|