الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2006, 02:16 PM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي (Re: حسين يوسف احمد)


    لعلكم تذكرون كيف دخل ( نابليون بونابرت ) مصر عام 1798 ، حاملاً لوحات كتبت فيها آيات القرآن الكريم الى جانب حقوق الإنسان ، كرمز لإلتقاء التراث العربي بالحضارة الأوربية ..
    منذ ذلك الحين ، بدأت الأنظار تتجه الى حقيقة جديدة في النهضة العربية الحديثة ، عبرت عن نفسها من خلال تتابع أجيال من المفكرين ، وفي حركات الإصلاح الديني ، التي بدأت مع الحركة الوهابية (1744-181 فكان مفهوم ( بعث الإسلام ) و ( بعث العروبة ) متكاملين لدى الرواد الأوائل لتلك النهضة .
    ( فجمال الدين الأفغاني ) (1) ، يعتبر ( لغة الإسلام ) وهي ( اللغة العربية ) المعيار الأول ، ويتحدث عن ضرورة ( تعريب الترك ) كرد فعل على سياسة ( تتريك العرب ) في الدولة العثمانية ، لكي تصبح الأمتين أمة واحدة ويزول التعصب القومي تحت راية ( القرآن ) .
    وفي مطلع القرن العشرين ، كان تلامذة ( الشيخ محمد عبدو ) و ( عبدالرحمن الكواكبي ) ، يربطون اليقظة الإسلامية بدور قيادي للأمة العربية .
    وكذلك ( ابن باديس ) الذي كان يعتبر النبي محمد ، رسولاً للإنسانية ، ورجل الأمة العربية في آن واحد .
    وحتى في مطلع الثلاثينات ، نلاحظ ( حسن البنا ) مرشد الأخوان المسلمين في مصر ، يعتبر الطريق للوحدة الإسلامية هو الطريق الى الوحدة العربية ، وهو لا يجد تعارضاً بين ( الدائرة الإسلامية والعربية والوطنية والإسلامية ) .
    ولكننا نلاحظ منذ الثلاثينات وجود تيارات متعارضة في طريقة فهمها للعروبة والإسلام لأن بعض هذه التيارات قد استسلم بسهولة للنظريات التي كانت تطرح نفسها بقوة من خارج سياق النهضة العربية ، فالفاشية ، والماركسية ، والنزعات الاشتراكية والليبرالية والعلمانية ، قد وجدت طريقها الى تلك التيارات بكل ما تحمله من مفاهيم عن القومية والدين والعلاقة بينهما . كما أن التيار السلفي قد تذرع برد الفعل على تلك المفاهيم والنظريات ، واكتفى بالعودة الى الماضي وبالاستسلام لمفاهيمه التي تكونت بدورها خارج اطار المرحلة الراهنة .
    وعلى هذا الأساس ، نستطيع أن نميز ثلاثة اتجاهات رئيسية في المرحلة التي سبقت نشوء البعث وهي :

    أ. ( الاتجاه الديني ) الذي كان يركز على الطابع العالمي للإسلام ( L’universalisme ) وعلى ( الفكرة الإسلامية ) أي الايديولوجية الدينية ، التي تعتبر تعاليم الإسلام تغني عن أية أيديولوجية أخرى .
    فشريعته هي شريعة السماء ، وهي صالحة لكل زمان ومكان ، وهي تغني عن الشرائع الوضعية التي هي من صنع البشر ، والإسلام دين ودولة والفكرة الإسلامية موجهة للناس أجمعين .
    لذلك فإن القومية تتعارض مع الطابع العالمي للإسلام .
    وقد تطور هذا ( الاتجاه الديني ) تطوراً متزايداً ، نحو مواقف أكثر سلبية من العروبة ، وباتجاه الفصل بينهما ، كما أن هذا التطور سار في طريق توظيف متزايد للمفاهيم الإسلامية توظيفاً سياسياً ، ونحو تأثر أكثر وضوحاً بتيارات فكرية إسلامية خارج الوطن العربي . كأفكار المفكر الإسلامي الهندي ( المودودي ) ، وكالخمينية في إيران ، التي كان تأثيرها السياسي أقوى من تأثيرها الديني ..
    فقد انعشت التيارات الدينية ، إلا أنها طرحت أمامها نموذجاً للحكم الإسلامي ، لم تتوفر فيه عناصر التعبير عن الصورة المشرقة للإسلام .
    لذلك فإن حصيلة تأثير الموجه الخمينية قد انحصر في دفع التيارات الإسلامية في الوطن العربي باتجاه المزيد من العنف ، وباتجاه المزيد من معاداة الاتجاهات التقدمية ، والابتعاد عن العروبة ، والانتقاص من أهمية البعد التاريخي لعلاقة العروبة بالإسلام ، الذي يرجع الى عام 610 م عندما بدأ الرسول دعوته داخل المجتمع العربي ، وأطل على الإنسانية من خلال نضال كانت أدواته ولغته ومحيطه ، عربية ، وكانت فيه فكرة التوحيد الإلهية مقترنة بتوحيده للمجتمع العربي .
    كما كانت فكرة الإله الواحد طريقاً لتوحيد الأمة بالإنسانية ..
    وقد ذهبت الدوافع ( الشعوبية ) أي المعادية للعرب الى حد إنكار ذلك كله وتصوير المرحلة العربية السابقة للإسلام بأنها مرحلة ( جاهلية ) أي مرحلة ضياع تام ، وعماء ( Cahos ) مطلق وإنها لم تكن تجمع سوى الجهل والضلال والكفر .
    وأن الإله قد اختار الجزيرة العربية ومجتمعها ، لحكمة إلهية ، ولتحقيق معجزة تفوق تصور البشر .
    وقد تأثرت الكتابات ذات الطابع الديني الخالص بهذا المنطق الذي لا يقيم وزناً للتحليل الاجتماعي والتحليل التاريخي .
    لذلك لم تهتم بدراسة المرحلة السابقة وتناقضاتها ، وكيف قدم الإسلام لتلك التناقضات حلولها . ولا بالعلاقة التي تربط النبي بمجتمعه ، وبمعاناة شعبه ..
    ولذلك أيضاً لم تتمكن التيارات المختلفة للاتجاه الديني أن تعترف أو أن تكتشف عناصر إيجابية في المرحلة الممهدة للإسلام ، لأنها كانت تنطلق من نظرة لاهوتية ظلت تحاول جاهدة أن تدعمها بتفسيرات ذات مظهر علمي أحياناً ..
    ولكنها شأن كل فكرة ( سابقة للتجربة ) ، وقناعة متبلورة خارج اطار البحث الموضوعي ، لم تتمكن من رؤية المسار التاريخي والحضاري للعروبة والإسلام واكتفت بأن تطلق أحكاماً مطلقة وغير موضوعية ، وبخاصة في حق العروبة ، والعلاقة بين العروبة والإسلام .
    ‌ب. أما الاتجاه الثاني الذي نتبين جذوره في المرحلة السابقة لنشوء البعث .
    فهو ( التيار القومي ) المتعصب للقومية كرد فعل على محاولات الانتقاص منها والتقليل من شأنها . وقد أخذ طابع الدفاع عن العروبة وعن دور العرب في نصرة رسالة الإسلام والنهوض بأعباء الجهاد من أجل انتصارها وتبليغها للأمم الأخرى .
    ولهذا الاتجاه القومي بعد تاريخي يصعد الى القرن التاسع الميلادي عندما قام أدباء ومفكرون أمثال الجاحظ بالتصدي للحركة الشعوبية في العهد العباسي .
    بيد أن الاتجاه القومي في الثلاثينات من القرن العشرين ، قد تأثرت بالنزعات العرقية التي برزت في الأيديولوجية القوية في أوربا ، وبخاصة الحركة النازية .
    لذلك انصب اهتمام الاتجاه القومي العربي على إبراز أهمية البعد القومي للإسلام ، سواء من حيث لغة القرآن أو كون النبي محمد عربياً أو كون الجيل الأول للإسلام هو جيل عربي وكون المجتمع الذي ولد فيه الإسلام هو أيضاً مجتمع عربي ، وأن المعارك الأولى للإسلام هي داخل هذا المجتمع العربي والانتصارات الأولى هي انتصارات العرب على أنفسهم حتى استطاعوا أن يقوموا بنشر رسالة الإسلام في العالم .
    وأن الإسلام لا يمكن أن يفهم من الداخل فهماً عميقاً إلا من خلال هذه الوحدة بين العروبة والإسلام . فالمطالبة بينهما تكاد تكون أساس نظرة الاتجاه القومي الى العلاقة بين العروبة كقومية وبين الإسلام كدين .
    على أن بعض تيارات هذا الاتجاه القومي ، كانت قد ذهبت من جهة أخرى نحو المبالغة في التركيز على العامل القومي ، الى درجة اعتبر معها الأستاذ ( زكي الارسوزي ) المرحلة التي سبقت ظهور الإسلام بمثابة العصر الذهبي للعروبة .
    وذلك على النقيض مما كان يطلق عليها التيار الديني اسم ( الجاهلية ) .
    فقد أبرز التيار القومي بعض الحقائق الإيجابية لهذه المرحلة ، من حيث تألق الشعر ، وبلوغ اللغة العربية قمة نضجها في التعبير عن عبقرية الأمة ، ومن حيث الفضائل الخلقية التي اتسمت بها حياة العرب ، والنزعة الفنية ، وتطور الظاهرة الروحية بعد انتشار الديانتين السماويتين ، اليهودية والمسيحية في الجزيرة العربية ، والتعبير المبكر عن تطلع الشعب العربي الى الوحدة بقيام التحالفات الكبرى بين القبائل ، والتي قام على رأسها ملك العرب منذ عام 328 ميلادية أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون .
    كما أن الاتجاه القومي يبرز أيضاً ما كان في مجتمع المركز أي مكة ، من ازدهار اقتصادي وتجاري قبيل الإسلام ومن اتصال حركة القوافل التجارية بالحضارات المجاورة آنذاك .
    وكذلك من قيام حكومة في مكة ومجلس للشورى ومن تلاحم بين الابعاد الاقتصادية والثقافية والدينية ، في مواسم الحج وأسواقه التي كانت تقام حول البيت الحرام قبل مجيء الإسلام .
    فالدين في مفهوم هذا الاتجاه القومي الخالص لم يكن سوى تعبير مضاف عن عبقرية الأمة العربية التي كان مجتمعها مهيأ دوماً لظهور الديانات السماوية المتعاقبة ، ولحمل رسالتها الإنسانية . فالظاهرة الروحية بهذا المعنى ليست سوى جزء من محتوى الظاهرة القومية العربية . وهو الجزء المعبر عن إنسانيتها .
    ‌ج. بالإضافة للإتجاهين ، الديني والقومي ، شهدت المرحلة كتابات تأثرت بالفكر الماركسي ، ركزت على البعد الاجتماعي على حساب البعدين ، الديني والقومي .
    واكتفت بالكشف عن التناقضات الاجتماعية في المرحلة السابقة لظهور الإسلام ثم خلال انتشاره ، وعبر مراحل تطور الدولة العربية فيما بعد .
    فالى جانب الصراع بين القبائل ، اهتمت الدراسات الاجتماعية بابراز البعد الطبقي لهذا الصراع ، سواء بين القبائل الغنية – كقبيلة قريش – والقبائل الأخرى .
    أو فيما بين البطون العشرة التي كانت تتألف منها ، حيث كان رؤساؤها ( السادة ) ( الأغنياء ) هم الذين يؤلفون حكومة مكة ، التي كانت تضم طبقات متوسطة وفقيرة ومعدمة وعبيداً ..
    فقد نحت هذه الاتجاهات الاجتماعية منحى التركيز على العامل الاقتصادي الى درجة غابت معها صورة الإسلام كدين وكذلك صورة الأمة ، واعتمدت أحياناً في تفسيرها للإسلام على عبارة كارل ماركس التي تصف الإسلام بأنه دين الصحراء .
    ولم تر من الأمة غير قبائل متصارعة فالعروبة والإسلام في نظرها ( بني عليا ) للقاعدة الاقتصادية وهما أيديولوجيتان رجعيتان تعيقان تطور المجتمعات العربية والإسلامية .
    والغريب أن الكتابات الاجتماعية ذات الأصول الماركسية الأممية قد إلتقت مع الاتجاهات الشعوبية التي تنطق من مواقع عنصرية طائفية ، ركزت على العامل الاجتماعي واستغلته في التحريض على الثورة ضد الطابع العربي للدولة الأموية .
    ومن أجل القضاء على ما تبقى من سلطة للعرب في الدولة العباسية .
    فعندما ظهر البعث في مطلع الاربعينات من هذا القرن ، كانت الأيديولوجيات الدينية والقومية التقليدية والماركسية ، تتقاسم الرأي العربي حول الموقف من القومية ومن الدين .
    وقد كان للبعث موقف نقدي من هذه الاتجاهات والتيارات الفكرية ، اعتمد فيه على منهج جديد من التحليل يعتمد التعددية والتداخل في عوامل التحليل التاريخي والاجتماعي والحضاري .
    وعلى نظرة علمية شمولية للعلاقة بين ماضي العرب وحاضرهم ، وعلى منظور حضاري يتجه نحو المستقبل ، ويأخذ بعين الاعتبار التناقض الأساسي الذي يعاني منه المجتمع العربي في المرحلة الراهنة : وهو الانقطاع الحضاري المزدوج مع التراث الحضاري القومي ومع حضارة ذا العصر ، ومن جهة ، ثم حاجات المرحلة التاريخية الراهنة ، التي هي مرحلة انبعاث حضاري جديد .

    نـواصـل باذنـه تعـالـى >>>
                  

العنوان الكاتب Date
الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي حسين يوسف احمد11-22-06, 01:59 PM
  Re: الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي حسين يوسف احمد11-22-06, 02:16 PM
    Re: الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي حسين يوسف احمد11-22-06, 02:34 PM
      Re: الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي حسين يوسف احمد11-22-06, 02:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de