.. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2009, 00:54 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: باسط المكي)

    باسط المكى
    تحياتى
    هذه يوميات قديمة
    لكنى ارسلها محبة فيك


    يوميات من بلاد العم سام
    الخميس
    مطر اسود
    لعدد من الايام لم نحظ برؤية الشمس ، ظل الغمام والبرد يسربلان المدينة ، البرد وصلت درجاته الى ما تحت الصفر بعدد مهول
    "فى السنة قبل الماضية " كنت فى السودان ، وكان الشتاء ضنينا ، لكنك مع ذلك تجد الناس يلبسون ملبس الشتاء فى ديسمبر ، لم يكن ثمة برد "يقولو عليهو " لكن الناس ولمجرد انه ديسمبر رايتهم يلبسون ملابس الشتاء ، من الصباح حتى المساء ، كنت ذات صباح اركب الحافلة باتجاه عملى فى جريدة الخرطوم ، الحافلة كانت مكتظة بالناس ، وكل النوافذ مغلقة ، ولانى اعانى من حساسية شديدة سالت الشابة الجالسة الى جوار النافذة ان تفتحها عسى ان يتجدد الهواء ، كانت تلبس عدد من القطع خذ عندك ، طرحة ، وشال صوف ، اسكيرت طويل وبلوزة باكمام طويلة ، وحذاء ـ بوت ـ وكل هذا لم يشفع لى عندها كيما تفتح الشباك ، وحين الححت فى طلبى ، فتحته لثانية وسرعان ما اغلقته قائلة فى خوف تبدى فى عينيها
    ـ السقط

    كنت اقول ان الشتاء هذا العام عالى النبرة ، برد تصطك له كل قطعة من جسدك، وثلوج غطت المدينة عن اخرها ، لكنه مع ذلك اخف درجة من شتاء اهل كندا
    فحين كلمتنى صديقتى نهى وزوجها محمد كان لابد من سؤالهما
    ـ البرد كيف ؟
    فجاءت الاجابة ان درجات الحرارة تحت الصفر بخمسة واربعين درجة ، مما يعنى ان ال"ديب فريزر " اكثر دفئا
    لكن هنا فى ايوا الناس ماتزال رغم انها نشات فى هذا الجو البارد ،تجدهم يتخوفون من البرد ، ويتركون كل شئ من زيارات الى غيره لا يخرجون الا للعمل وذلك حين يخرج البرد "عياله " كما نقول فى السودان
    اليوم خرج اهل الارصاد بمقولة ان ثمة مطر اسود سيكون فى الطريق الى المدينة ، وهوما اصاب اهل الاطفال فى المدرسة بهلع جعلهم يصحبون ابناءهم باكرا على غير العادة ، ولكن المطر الاسود ماجاء
    والمطر الاسود عبارة عن ثلج وليس غير مطر ثلجى "عينى عينك " ثلج ينزل ليجعل السير امرا مستحيلا ، سواء ان كنت ماشيا او سائقا ، لانه بامكانه ان يرنح "اكبر بطاح " ويجعل العربات الصغيرة تلف حول نفسها ، وما ادراك ما الناس "تقع تتكسر " و"قعة الزول الكبير شينة طبعا " ، لذلك يحاول الناس ان يتفادوا هذا المطر الثلجى ، ومصائب قوم عند قوم فوائد ، حيث تكثر الطلبات لاهل التاكسى وينتفضون فرحا بعد طول نسيان ، حيث لاتزيد اهمية التاكسى الا فى ايام ان تكون هناك مباراة سواء للباسكت او كرة القدم ، حيث الموقف الخاص بالعربات يكون هو الاخر فى قمة غلائه ،وعليه يفضل الناس التاكسى حيث كما قال عادل امام "يدخلوا دا فى دا وكانهم ما دفعوش حاجة "
    من مفارقات هذا اليوم ايضا أن مديرة المدرسة وكان يوم صرف الشيكات اعلنت انها فى تمام السادسة ستقوم بصرف الشيكات التى عادة يتم صرفها فى يوم 20 من الشهر وهذا هو الشيك الثانى اما الاول فهو يوافق يوم 6من كل شهر ، ولان هذه الايام يوافق ديسمبر والكريسماس والعالم عاوزة "تبعزق فلوسها" قررت ان الصرف سيكون فى السادسة ، اها "قومى يالمطرة ما تجى " رغم انه " الخواجة " ما قاعد يخيب فى امر الطقس ، لكن المطر ما جاء وعليه خرجت كثير من المدرسات ممتلئات بالغيظ لان الصرف سيكون فى اليوم التالى
    والمطر الاسود الله لاوراكم ليهو

    الجمعة

    المطر الحمانى
    وها قد تاكد زعم اهل الارصاد وجاء المطر الاسود "الامريكى"
    صحوت من "فجرا باكر " وكالعادة فتحت النت ، ووجدت صديقى السنى اون لاين وتونسنا ما شاء الله ، كان من المفترض ان يحل عليه ضيفا صديقنا الروائى ابراهيم بشير "ابو صنع الله" وهو لفرط اعجابه بصنع الله ابراهيم اطلق اسمه على ابنه البكر وهو ابن غدا الان فى عداد الرجال ، لكنى ما كلمت ابراهيم لانه لم يات رغم الحاح السنى عليه فى التلفون لكنه لم يرد لسبب من الاسباب
    المدرسة تفتح "على الشارع " اعنى اننى اذا نظرت من الشباك فى غرفتى فلا شك انى سارى كل الفصول ، واكون على علم ان المدرسة فاتحة "على قلبى " او لا
    نظرت مرة وثانية لا اضاءة توحى ان المدرسة ستكون شغالة
    لم يكف ذلك اتصلت تلفونيا فجاءتنى رسالة مفادها " لسلامة الاطفال فاليوم ـ يد العناية ـ وهذا اسمها مترجما ، لن تفتح ابوابها ، تهللت اساريرى ايما تهليل ، وقمت الى شانى لصلاة الفجر التى كانت قد تم الاعلان عنها من اذان فى الكومبيتر ، قمت توضات وصليت وحمدا لله انه ليس من مدرسة ، فهذا يعنى اجازة طويلة لاربعة ايام ، وهى ليست اجازة المدرسة ، بل هى ما يوافق ايام عطلة العام مخلوطة بعطلتى حيث يوم الاثنين هو يوم عطلتى الاسبوعية ، منذ ان اشتغلت فى هذه المدرسة قبل عامين وحتى اليوم ، ثم ان الاجازات هنا فى العام بطوله لاتتجاوز اصابع يديك الاثنين بما فيها اجازة الكريسماس ، وعيد الشكر هذه تعادل مشتركة اربعة ايام ، ويوم كولمبس ، ويوم مارتن لوثر كينج ويوم الاستقلال واليوم الاول من العام و"بس" طوال العام الاجازة هى ما ذكرناه ، لكن الاسبوع العمل فيه "المسموح به" اربعين ساعة لاتنقص ، ربما تزيد لكنها فى عداد الاوفر تايم المدفوع
    وحمدت الله انى ساكون خارج العمل لاربعة ايام ساكون خلالها على موعد مع القراءة والكتابة والعمل البيتى من طبيخ لغسيل ونظافة
    كنت فى يوم اثناء دراستى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح شكوت امر انى مرهقة لاحد زملائى ، سالنى عن سر "تعبى " فوضحت له انى اقوم باكرا لعمل الواجب المنزلى تجاه جدى من شاى لافطار اعده قبل خروجى ، ثم اغسل العدة ، وانظف البيت حتى يحين موعد خروجى الى المدرسة
    ضحك لحظتها وقال
    ـ شكلك بقول انك مدلعة وما بتعملى الحاجات دى كلها
    قلت له
    ـ تعلمت كل ذلك ياصديقى واكثر ، حتى رعاية الاطفال والسهر عليهم حين تسافر امى عليها الرحمة الى الخرطوم حينها كنا فى الابيض ، وكان على كاخت كبيرة ان اقوم بكل ما يمكن واحيانا ما لايمكن ، تعودنا ذلك نحن بنات ذلك الجيل
    اعود للمطر الحمانى ، هانحن الان حبيسى الجدران نحاول الوصول الى محطة الباص فى هذا الجو "العكر " لكنه مقدور عليه حيث تسلحنا بال"بوت"وال"بردلوبات الماكنة " ما "ماكنة تصوير " الحمد لله مزاجى عال العال اليوم لانى موجزة "الانباء "

    السبت
    كرمشة الروح وكرمشة الجلد
    قال ابن صديقتى لجدته
    ـ انتى يا حبوبة يدك دى نفست ؟
    كناية عن ان جلدها صار مترهلا ، نهرته الجدة وطلبت اليه ان يسكت
    لكنى حين انظر فى المرايا ارى انى وصلت الى منتصف العمر الجميل ، كنت العام الماضى اعلنت وصولى المشرع باتجاه منتصف العمر الجميل "خمسون عاما " وهو مر استنكفته كل صديقاتى ، لا اعرف السر فى ذلك ؟ولماذا نظل نخبئ اعمارنا خلف ستائر من الحديد فلا يجدى ان واريناها ، فبضربة فى حاسوب الذاكرة ستعرف اى الاعوام انت وليدها
    فى عام سابق احتفلت مقدمة البرنامج الاشهر "اوبرا وينفرى شو " عن عمرها الذى احتفلت بخمسينيته بمشاركة باهرة من اصدقائها " ـ تينا تيرنر ، جون ترافولتا ، ستيف وندر ـ احتفالا كان بكل المقاييس ضخما ، ومن ناحيتى شاركنى احتفالى ما لايقل عن المئتى متداخل وثمانية الف قارئى تلك الاحتفالية التى اعلنت فيها خمسينيتى فى المنبر العام لسودانيز اون لاين ، رغم انى ازعم مع كاتبى المفضل جابريل غارثيا ماركيز ان "العمر ليس ما نحن فيه بل ما نشعر به"
    وجدت هذه العبارة فى روايته "عاهراتى الحزينات "ترجمة الاستاذ طلعت شاهين
    وبالحق احس الان انى "بنت العشرين " لان الروح لم تعتريها "كرمشة بعد" ولعل اسوأ الامور ان تحس ان روحك تكرمشت
    فهنا لا تجدى كل مساحيق العالم لاعادتها "مطروحة "
    وتعلمت ان العمر بالقطع هو ما نحسه ، حيث كلما احسست انك صرت عجوزا ، فهذا الهرم الذى تحسه سينعكس على ادائك مهما كان نوع الوظيفة التى تؤديها
    ولعلى حكيت مرة عن ذاك الضابط العجوز الذى كان فرحا انه فى ثمانينات عمره ، لكنه يتعاطى مع الحياة وكانه ابن العشرين
    اذن عزيزى القارئ عليك ان تحس دوما ان روحك ما تزال بنت عشرين وانك / انكى ما تزالان فى اول العمر بعد ، فاجمل الايام تلك التى لم نعشها بعد

    الاحد
    دمار شامل
    الرياح كانت تحملنا على اكتافها فنحاول الى التشبث بالارض لان الريح كانت فى اعلى معدلاتها ، صباح من صباحات تكساس الباردة ، خليج المكسيك يتبدى لنا هادرا على غير عادته فى مثل هذه الاوقات من العام
    سواح واجانب يحملون الكاميرات حتى لا تفوتهم اسراب الطيور المتجولة على سطح الماء خاصة طيور من التى نطلق عليها "ابو مركوب "
    كان المكان "خليج جليفستون"على الخليج المكسيكى وكان النهار غائما وباردا ، خرجنا نبتغى مشاهد جديدة
    فى العام الماضى كان اعصارا ضخما قد ضرب هذه المدينة الهادئة ، فكنا نقف على اطلال من اطلالها التى صارعت الموج
    فنادق على البحر تشهدها فتقول ما اجملها ، لكنها خالية وخاوية اثر الاعصار ، فيما كانت بعض المبانى تقف متكاملة دون ان يصيبها ما اصاب غيرها
    اماكن بيع السمك كلها كانت تحت التجديد موضوع عليها عبارة
    "نعم ، فعلناها ، الم نقل ان ذلك ممكنا " نفس عبارات كانت تستخدم فى الانتخابات الاخيرة على لسان المرشح الديمقراطى الفائز باراك اوباما ، رغم انه لم يصوت له اهل تكساس لمبادئهم الجمهورية ، لكن العبارات سرت مسرى اليومى
    باتجاه البحر وعميقا انت ترى المراكب كمن عبث بها عابث ، تبدو شظايا وبالعشرات ، وكذا البيوت ، مع ذلك تمضى الحياة
    مطاعم تستقبل الناس وفنادق تعيد تاهيل نفسها وشوارع تضج بالحياة
    فى مطعم مكسيكى يقوم فى قلب سوق اشبه بسوق "ليبيا" كل الباعة فيه من المكسيك ، رواكيب مظللة بالاجولة ومعروضات يقل ثمنها كلما اوغلت داخلا ، فى ذلك المطعم تناولنا وجبة العشا او الغداء لايهم ، المهم اننا اكلنا ، وكان الاكل مبهرا بالبهارات التى نستخدمها عادة ، له نكهة محلات "سوق الناقة "
    بعد ذلك توجهنا لمحلات اشبه ما تكون سودانية لما فيها من تشابه فى المعروضات "فنادك كبيرة كالتى نستخدمها ، بهارات طازجة ، وـ ليف الحمام ـ والعرديب ، الذى يطلقون عليه اسم ـ تمر هندى ـ
    خرجنا من ذلك السوق باتجاه اخر ، لكنه سوق حين تقف الى داخله تظن انك فى سوق من اسواق نيالا ، او سوق ليبيا حتى ان احد المرافقين لنا حين التقط لنا صورا ضحك قائلا
    ـ ما اظن فى زول حيصدق انه دا سوق فى امريكا
    وبالفعل كنا نقف الى جوار راكوبة مظللة بالاجولة وخلفيتنا كانت لسيارة تشبه ما يمتلكه العم ابراهيم الحلبى فى ورشته تلك
    وعلى ذكر العربات القديمة ، صاحب الدعوة كان من الاطباء السودانيين النابهين لكنه هنا غيّر تخصصه تماما الى "مكيانيكى" يقوم بتصليح العربات خاصة الاثرية منها ويعيش من عائدها ، فكان كلما مررنا بعربات حملها التيار الى عمق البحر صاح
    ـ هسى دى بتجيب ليها مبلغ محترم
    ترك الطب كما قلت وبات احد باعة القطع الاثرية لعربات انتهت مدة صلاحيتها او انتهى عصرها حتى ، لكنه يجيب طلب الزبائن من مختلف انحاء العالم عبر النت ، وياله من طبيب تحول من علاج البشر الى علاج "الحديد" لانه كما قال
    ـ اكثر ربحا من الطب !
    الاثنين
    الصوت العالى ـ جريمة
    فى الباص حيث هو وسيلة عامة ، ايا كان نوع الباص فانت ملزم ان كان لديك ـ جهاز تسجيل ـ حتى ان كانت السماعة فى اذنك ـ عليك ان تخفض الصوت لان علو الصوت يعد خرقا للقانون
    كنت اول مرة اسافر بالباص من مدينة هيوستون فى ولاية تكساس متجهة الى الشمال فى لاية ايوا ، والمدينة التى تحمل نفس الاسم
    طلع علينا سائق الباص حاملا "فرمانا " يتلوه على المسافرين
    "على كل من يحمل معه جهاز تسجيل ان يخفض الصوت والا سيضطر الى مصادرته ، حتى الحديث مع جارك فى الباص عليك ان تراعى انخفاض نبرته حتى لاتزعج الركاب من حولك
    الى ذلك قال "ممنوع استخدام الكحوليات ، بكل انواعها ـ السكر ممنوع والزعل مرفوع ـ وعلى الركاب ان لا يقفوا فى الخط الاصفر المقارب لمكان السائق الا ــ للشديد القوى ـ "وبدات الرحلة الطويلة ، استغرقت ما يزيد على الاربع وعشرين ساعة باص يرمينا لباص اخر ، حتى وصلنا الى مدينة ايوا
    فالباص مكان عام يمنع فيه استخدام الموبايل الا للضرورة وعليك ان تتحدث هامسا و السائق لا يقود الباص الا وقد "تحزم" حزاما امنا
    فالصوت العالى جريمة يعاقب عليها القانون ، حتى ان كنت فى بيتك باستثناء يوم الجمعة مساءا ، والسبت بكامله ، لكنك يوم الاحد انت مكره ان "توطى اى صوت مرتفع من اصوات يمكن ان تزعج الجيران " فالموسيقى العالية مسموح بها فى الايام التى ذكرناها ، وبالتالى اى ارتفاع من حق الجار المتضرر ان يتصل بالثلاثة ارقام 911ليجئ "عباس " حاملا امر "توطية " الاصوات المزعجة
    وعباس هذا هو الشرطى الامريكى الذى اسماه السودانيون بهذا الاسم ، وسر التسمية لمن لا يعرفها ان احد السودانيون كان قد حدث له حادث او بالحقيقة هو المتهم فى ذلك الحادث وحين وصلت الشرطة انكر انه يعرف اللغة الانجليزية انكارا تاما ، فما كان من الشرطى اللبنانى لحظتها الا ان قال له
    ـ اخوك عباس من لبنان ، شو صاير ؟
    الى كل ذلك فالسائق الذى يستخدم "البورى " لا يحبه احد فالبورى يستخدم فى احوال نادرة ، ربما للتنبيه العاجل ولامر حيوى ، حين تمر عربة الاسعاف خاصة فان السائق ايا كان اتجاهه فانه يتوقف تماما الى يمين الشارع والا فانه تحت طائلة القانون ، وكذا بصات المدارس حيث لها الاولوية فى السير فى الشارع ، ويمكن للسائق ان يحرر للسائق الذى يتجاوزه مخالفة مثلها تماما مثل مخالفة يحررها الشرطى ، والويل لك ان تجاوزت كل تلك الباصات من بصات المدارس او عربية الاسعاف وعربية الشرطة وباص الركاب ، فكل هذه توقعك تحت طائلة القانون
    ولم اشهد قط سائق باص قام بمخالفة ما ، لان ذلك يعنى سحب الرخصة عنه ، وهذا امر يحرمه مستقبلا من العمل فى هذه الوسائل ، وكذا سائقى التاكسى ، فهم الاكثر تادبا فى الشارع
    اقول هذا وكنت فى السودان ذات عام سابق ، لاحظت ان السفريات الكبيرة والصغيرة ـ حافلة او باص ـ تتساوى فيها وتيرة الاصوات العالية ، احيانا يرغمك سائق الحافلة على الاستماع لما لا تحبه من غناء ، اوحتى احيانا يكون الشريط "بايظ" لكنه يصر عليك ان تستمع ولسان حاله يردد "كان عجبك " وليت الامر وقف عند هذا الحد بل انه يغالى فى رفع وتيرة الصوت الى اقصى درجة حتى تكاد تصيبك حالة من حالات الاغماء
    وحدث ولا حرج عن التلفونات المحمولة ، لكانك ملزم ان تستمع الى كل تلك الحكايات وتلك الاسرار العائلية واحيانا الاكاذيب
    فى مرة و الحافلة التى كنت على متنها متجهة الى السوق الشعبى الخرطوم من السوق الشعبى امدرمان فاذا الراكب الى جانبى يتحدث مع احد ما من الطرف الاخر ويقول له وسط كل تلك الزحمة فى السوق الشعبى انه فى البيت وسيحاول ان يصله فى اقرب وقت ؟؟؟
    او تلك الفتاة التى كانت تجلس الى جوارى محدثة احدا ما قائلة ـ والحافلة كانت تقف فى موقف ميدان ابو جنزير ـ الحافلة هسى فى الكوبرى ـ
    لعنت فى سرى الكذب واهله ، فلماذا نكذب ونصدق كذباتنا

    الثلاثاء
    برتقال من فلوريدا
    صباح اليوم ارسلت لى صديقتى سيسيل ايميلا ، مع تهانى الكريسماس ، وما الى ذلك وحدثتنى فى رغبتها ان تزورنى لان لديها برتقال من فلوريدا وتودنا ان نشاركها اياه ، وقد ارسله لها والدها المقيم هناك
    يا لهذه الانسانة سيسيل منذ ان عرفتها والى الان لم تزورنى "وايدها فاضية قط "
    حين انتويت السفر للسودان العام 2005 كانت فى وداعى ، جاءت تحمل كل ما امكنها من "الزوادة "وهى عبارة عن مكسرات وحلوى ومعجون اسنان وفرشاة اسنان ، وغسول للفم هذا عدا عن ـ الموجب ـ الذى كان من والديها ايضا ، وهو مبلغ مقدر من المال
    كانت فكرتى عن الامريكان غريبة مبنية على الخوف منهم ،وربما لاننا لم نتعايش معهم سوى من خلال افلامهم التى تصورهم فى احيان كثيرة غير ماهم عليه
    وكنت قد كتبت مقالا طويلا عن تلك العلاقة المبنية على ما تبثه هووليوود ـ هووليوود وجه اخر لامريكا ـ حين عشت بينهم وبدات اروى حكايتهم معى وجدت ان الامر مختلف كل الاختلاف خلال صديقتي سيسيل الامريكية التي اناديها باليانكي وهي بدورها تنادي زوجها ( اليانكي )لانه من مدينة بوسطن ، وأهل الشمال معروفون بذلك اللقب بين بقية الامريكان
    كنا نتسابق معا لحضور الندوات الشعرية قارئات لشعرنا ، أو مستمعات لمن يقرأ في ندوات أخري ، وكنت اذا ما تاخرت عن موعد ندوة سألوها عني ، وتجيئنى ضاحكة :
    ـ أحسست اليوم انني وحيدة ، حتي لاحظ الجميع ذلك ، في المرة القادمة لابد ان نكون معا .
    كنت قد تعرفت إليها اول أيام وصولي الي مدينة ايوا ، كانت تشرف علي إصدارة محلية ( من الواقع ) (Real condition) وحدثها البعض عن اني اكتب القصة ، ثم كان ان هاتفتني ، وطلبت اليّ ان التقيها وقد كان ، منذ ذلك التاريخ لم نفترق ، نشرت لي بعض القصص التي ترجمها الاستاذ يوسف لطفي ، ولكم ساعدتني علي (توضيب ) بعض القصص والقصائد بحسها القصصي فهي كاتبة روائية قاصة ، شاعرة ، الى ذلك استاذة في كليات ايوا الجامعية تدرس الادب الانجليزي سواء امريكيا او مترجما ... لها شخصية تتميز بالانسيابية
    مولودة في نفس شهر مولدي و من نفس برجي فكانت كلما حان موعد ميلادي بعثت الىّ بكروت التهانى ولايقتصر الامر على ذلك ، كثيرا مادعتني الى بيتها احتفالا بميلادي كنت ادخل اليه كما ادخل بيتا اليفا لديّ ساعدتني بكل ما اوتيت لاتجاوز عقباتي اللغوية ليس فقط بما امدتني به من كتب بل بتعريفي الى كتاب وكاتبات من امريكا.
    حين تضيق بي ذات اليد فلا اجد سواها متكأ و لا يعينني احد غيرها سوى القليل من ابناء جلدتي من السودانيين و يوم اصابة زوجها بمرضه اللعين هاتفتني قبل ان تهاتف احد اخر حدثتني معلنة ان زوجها بالمستشفى
    هي كاتبة و كنت كذلك اول قصيدة كتبتها بالانجليزية كانت هى من وقف على تقديمها و اعانتني على الدخول بها الى فضاء الجامعات قارئة لعديد قصائد غيرها ...
    فتحت لي هذا الباب للدخول الي الجامعات خلال صديقتها استاذة الادب الانجليزي في جامعة ايوا ايضا و التي استضافتني لا تحدث عن تجربتي خلال رحلاتي التي لم تنته بعد بين اوروبا و القاهرة وامريكا و كل ماكتبته قرأه معي الطلاب و ناقشوني فيه في محاضرة استغرقت مايزيد على الساعتين ، يوم الثامن من فبراير العام 2005 يوم سيظل محفورا داخلي . شهدت كم تعاطف الطلاب مع قصصي ورأيت واحدة تبكي اثناء قراءتي لقصة ( مطر على جسد الرحيل ) سالوني ان كانت حقيقية
    هل اقول انهم بشر مثلنا ؟ انهم بشر يبكيهم ما يبكينا يضحكهم ما يضحكنا لهم عادات و تقاليد لهم اسرة اسوة باي انسان في هذا العالم .

    الاربعاء
    آخر يوم فى السنة
    اربعاء وعقاب سنة، كان هذا اليوم الاخير من العام ، كنت قد آليت على نفسى ان يكون يوما جديدا كامل الجدة ، وحثثت فى تلك الخاصية ايما حث، لكنى بالنهاية قنعت من كل احتفال ، وقعدت الى الذات انكش فى دواخلى ، وجدتنى بعد كل تلك الاعوام من الحياة التى زادت عن الخمسين عاما ، انى لم اعش حياتى كما يعيش كل الناس ، فليس لى بيت كبيوت الناس من حولى ، وجدتنى وحدى ، العن وحدتى ، واحبها فى آن واحد ، تمنيت ان لوكان لى حياة غير التى اروى عنها الان ، عشتها لكنى لم احياها ، فالحياة امر مغاير للعيش ، فالعيش ان تاكل وتشرب وتمشى فى الاسواق ، لكن الحياة تلك التى تملؤك فتشبع من ما ملاتك به ، وجدتنى بعد كل هذه الاعوام امخر عباب الايام بلا هدف محدد ، صحيح اننى ام ، لكن حتى الامومة الان التبست على ، لم اجد ما اعزى به نفسى سوى الصمت ، فلقد كبرت الابنة وباتت فى عداد الامهات لها حياتها ، واحلامها التى لم اكن جزءا منها ، كحالة من حالات الانقطاع بين الاطفال وامهاتهم فى هذا المهجر القاسى ، ففى العام الجديد ستغدو زوجة ، انتخبت زوجها ، تمضى اليه وامضى لعزلة من نوع جديد
    لكنى عزمت ان لا تكون عزلتى كاملة الدسم فلقد بدات منذ الان اعداد نفسى لسفر طويل ، عزمت ان اجوب العالم بحثا عن الامل والعمل ، ربما عدت الى اماكن احببتها وربما اخذتنى اماكن جديدة اخرى ، ربما ساسافر لبلاد جديدة ليس فيها ما يزيدنى الا معرفة ، وعزمت ان اعود الى فصل الدراسة من جديد لانها الوحيدة القادرة على ارواء ظما بى ، لا يعرف الارواء
    اتمنى ان يحل العام الجديد بالخير على كل مواطن ومواطنة ، ان يعود للمدرسة الابتدائية وجهها المشرق ، وان تعود المدارس المتوسطة والثانوية الى حيز التحقق ، وان تغدو مدارسنا علامة مثلما ظلت طوال اعوام ، ولبخت الرضا بعض من القها تشيد المناهج مرة اخرى ولجامعات السودان بريقها الاكاديمى الساطع
    كل عام والوطن بخير والانسان السودانى بخير
                  

العنوان الكاتب Date
.. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-17-09, 01:04 PM
  Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-17-09, 08:13 PM
    Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة باسط المكي07-17-09, 08:47 PM
      Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة Teeta07-17-09, 10:47 PM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة Teeta07-17-09, 10:59 PM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة خدر07-17-09, 11:21 PM
            Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة Habib_bldo07-18-09, 00:02 AM
              Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-20-09, 10:51 PM
            Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-20-09, 09:43 PM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-18-09, 02:50 PM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-18-09, 10:54 AM
      Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-18-09, 00:54 AM
    Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-18-09, 00:30 AM
      Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة Yassir Tayfour07-18-09, 03:54 AM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة07-19-09, 03:37 PM
      Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة Yassir Tayfour07-18-09, 08:01 AM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة abubakr07-18-09, 08:19 AM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبدالله داش07-18-09, 09:31 AM
            Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-18-09, 02:00 PM
            Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة08-01-09, 04:55 AM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-18-09, 06:37 PM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة08-01-09, 04:49 AM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-18-09, 04:00 PM
      Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-18-09, 03:20 PM
        Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة شمس الدين ساتى07-19-09, 03:53 PM
          Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عبد الله الشيخ07-20-09, 08:24 PM
            Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة عزيز عيسى07-20-09, 08:48 PM
              Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة خالد علي محجوب المنسي08-01-09, 07:56 AM
                Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة الوليد محمد الامين08-07-09, 04:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de