نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فيصل نوبي(فيصل نوبي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2007, 07:47 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! (Re: فيصل نوبي)

    و هنا اصل الحكاية و جزء من تاريخ نوني درويش ( ناهد ) سابقا ..

    لا أحد يعيش في جلباب أبيه ولو كان الثمن أن يصبح جاسوساً

    من صلب الشيخ حسن العطار خرج حفيده عصام العطار.. آخر الجواسيس الذين صادتهم المخابرات المصرية من حبة عين إسرائيل.. ومن ظهر البطل المصري الشجاع مصطفي حافظ ولدت ناهد أو نوني التي تمردت علي تاريخ أبيها وتنكرت لسمعة عائلتها وخرجت من دينها وسبت بلادها.. ومن صلب عائلة محمد نسيم.. الشهير بنديم قلب الأسد.. مفجر الحفار وإيلات ومدرب رأفت الهجان.. ولدت فتاة إسرائيلية.. ولم يتردد ابن رأفت الهجان نفسه في أن يمشي في الاتجاه المعاكس ويسبح تجاه الناحية الأخري ويعمل في خدمة الذين حاربهم أبيه.. المخابرات الإسرائيلية.

    كيف يتحول دم الشهيد إلي عصير عنب أحمر؟.. كيف يصبح عطر الفل نوعا من الخل؟ كيف تنقلب صلاة الوطنية إلي طقوس خيانة وثنية؟.. كيف تهبط أسهم الموت في سبيل الله إلي حضيض التجارة الفاسدة مع الشيطان؟.. كيف يترك العشق المقدس للوطن مكانته الرفيعة ويقيم في مقلب قمامة؟.

    لقد كان الشيخ حسن العطار من علماء الأزهر الشريف الذين تمردوا علي جمود العقل الديني.. لم يطق ثوب الاجتهاد القديم والضيق الذي فرضه عليه شيوخه ومعلموه.. خشي أن يتحول ذلك الثوب العتيق إلي كفن يعيش فيه وهو علي قيد التفكير.. فأعلن حماسه لسفر تلاميذه إلي أوروبا لاستيعاب علوم"الفرنجة"وكان أشهرهم رفاعة الطهطاوي.. أول شعاع نور يلتهم ظلام العصور الوسطي ويفتح باب النهضة الحديثة التي جعلت مصر دولة إقليمية عظمي.. جعلت لمحمد علي باشا الكبير مكانا مستقرا في تاريخها.. وجعلتنا نشعر بحزن ممزوج بالشجن علي ما جري لحفيد حفيده الذي سقط في شباك المخابرات المصرية بعد أن تورط مع المخابرات الإسرائيلية.

    إن كل الذين تأملوا صورة الجاسوس الصغير محمد عصام العطار تعاطفوا معه وإن لم يبرروا جريمته.. بل إن جهات التحقيق نفسها راحت من جانبها تفسر ما فعله بمعلومات إنسانية تضاعف من الشفقة عليه وإن كانت لا تخفف عنه العقوبة المشددة التي تنتظره.. فقد تحول منذ أن كان طفلا إلي كرة يد يلقي بها في الهواء أبوه وأمه اللذان انفصلا قبل أن يستوعب كلمة بيت وأسرة وشجرة وحب ووطن.. ولم يجد في جامعة الأزهر التي وجد نفسه متحمسا لها رائحة جده ولا سماحته ولا حماسه لفتح نوافذ العقل.. بل وجد جماعات متشددة.. متشنجة.. متعصبة.. تكره كل من يختلف معها.. وتسعي للتخلص ممن لا يسايرها.. وبين حلم لا يأتي وواقع لا يتفاهم معه وبيت لا يشعر فيه بالأمان قرر أن يهج.. تاركا وراءه حكما بالحبس في قضية شيك دون رصيد.. ولم تكن أمامه سوي تركيا.. دولة سياحية يسهل دخولها.. وهناك تضاعف شعوره باليأس فقرر حرق ما تبقي من جسور تربطه بوطنه.. وتقدم بخطي ثابتة إلي السفارة الإسرائيلية ليحصل علي وظيفة جاسوس.. وهناك جري ما جري.

    ولو كان صوت الجد بعيدا لم يسمعه حفيده فكيف لم يسمع صوت الأب وكان قريبا؟!.. إن الأب ضابط سابق.. خدم في جهاز أمني رفيع ربما ساهم فيما بعد في القبض علي ابنه.. فكيف تحول ابن العين اليقظة إلي مؤخرة تقبل الشذوذ الجنسي والوطني ويتزوج مرتين بما لا يجوز.. من رجل آخر.. ووطن آخر؟.

    وليست تلك القصة الطازجة هي الأولي من نوعها.. فقد سبق أن أنجب شاب ينتمي لعائلة رجل المخابرات الشهير محمد نسيم فتاة من امرأة إسرائيلية عرفها علي شاطئ ساحر من شواطئ سيناء.. وهللت الصحف العبرية بالفضيحة التي اعتبرتها انتصارا من نوع خاص.

    لقد ولد محمد نسيم في القاهرة القديمة.. في حي المغربلين.. المعروف بالدرب الأحمر.. كان البيت الذي تربي فيه يقع خلف مسجد المردائي.. وهو مسجد لم يكن بالنسبة إليه مكانا للصلاة فقط وإنما للمذاكرة أيضا.

    قبل أن يكمل ثلاث سنوات لم يجد أمه إلي جواره.. خطفها الموت.. وفي الخامسة عشرة من عمره انتقلت عائلته إلي حي المنيرة.. القريب من النادي الأهلي.. فكانت ملاعب الهوكي وحلبات الملاكمة مفتوحة أمامه.. وفيما بعد أصبح بطل الكلية الحربية والقوات المسلحة في الملاكمة.. وفيما بعد ايضا أصيب في مباراة للهوكي بين مصر وباكستان في أنفه.. لكنه سرعان ما اعتزل الملاكمة عندما وجد نفسه يتلقي لكمة قوية من منافسه علي بطولة الجيش عام 1951 صلاح أمان أفقدته الوعي.. ورغم أنه فاز في المباراة بالضربة القاضية إلا أنه لم يشأ أن يعيش تلك الحالة مرتين.. علي أن الرياضة منحته فرصة الزواج من إحدي بطلات مصر في الجمباز.. وهي سيدة هادئة متزنة وواقعية متابعة لما يجري حولها.

    في عام 1949 التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها بعد عامين ليلتحق بسلاح المدرعات ويشارك وهو ضابط في حرب السويس عام 1956.. لكن ما أن انتهت الحرب حتي اختير للانضمام إلي المخابرات العامة وكانت لاتزال وليدة.. عمرها لا يزيد علي عامين.. وقد كان عمره وقتها 21 سنة.. واختير للعمل في الخدمة السرية وهو الجهاز المدبر والمخطط لعمليات اختراق العدو وزرع الجواسيس في أرضه.. أما الجهاز الآخر.. الأمن القومي فمهمته مكافحة الجواسيس الأجانب الذين يتسللون إلي الداخل والمصريين الذين يفقدون مناعتهم الوطنية ويسقطون في بئر الخيانة.

    كان محمد نسيم من الجيل الأول في المخابرات العامة وهو جيل كان عليه أن يؤسس ويبني ويتعلم ويواجه.. كان عليه أن يقاتل بالعقل ولكن دون إمكانات.. كان التحدي أهم أجهزته السرية.. وكان حماسه هو القوة الخارقة التي يصنع بها المعجزات.

    وينسب لذلك الرجل الذي لقبوه بقلب «الأسد» أنه ساهم في تفجير المدمرة إيلات والحفار الذي أرادت إسرائيل أن تستخدمه لحفر قناة بديلة بعد هزيمة يونيو وتدريب قيادات الثورة الإيرانية قبل أن يسقط عرش الشاه بسنوات طوال.. وقد قال لي فتحي الديب المسئول عن المنطقة العربية في رئاسة الجمهورية أيام جمال عبد الناصر: إنك لو حفرت في التربة الوطنية لوجدت دائما أثرا يدل علي محمد نسيم.. لكنه قدره وقدر كل الذين احترفوا مهنة الخفاء والظل والكتمان والسرية.. نعرف أعمالهم.. نشعر بهم.. نطمئن لوجودهم.. لكن.. لا نعرفهم.

    وقد ذاعت شهرة محمد نسيم بعد مسلسل رأفت الهجان.. فهو نديم قلب الأسد الذي دربه تدريبا راقيا جعل منه أسطورة.. وذات يوم من شتاء العام الذي اكتمل فيه المسلسل انفجر بركان الغضب في صدر محمد نسيم بعد أن نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن رافت الهجان (أو رفعت الجمال أو جاك بيتون) كان عميلا مزدوجا نجحت الموساد في تجنيده بعد أن وصل إسرائيل عام 1955.. وجاء إلي روز اليوسف ليقابلني (وكان قد ترك المخابرات) ولينفي ما قرأ.. قائلا: "لو كانت الرواية الإسرائيلية حقيقية لكشفوا عنها قبلنا.. إن إسرائيل لم تعرف بقصة رأفت الهجان إلا بعد أذاعتها المخابرات المصرية بنفسها".

    إن إسرائيل لا تنتظر طويلا حتي تكشف عن العملاء المزدوجين.. والدليل علي ذلك قصة الجاسوس المصري كيفوركي يعقوبيان الذي كشفوه في الستينيات وحولوا قضيته إلي مهرجان دعائي صاخب ونشروا قصته في كتاب بعنوان"الذئب الوحيد".. كان كيفوركي مصريا أرمينيا جري تجهيزه لمدة سنة ونصف السنة وعرف باسم سليم كيتشوك.. وقد أحب فتاة إسرائيلية.. شقيقها ضابط في الأمن.. وكانت هذه نقطة ضعفه.. وبعد عام ضيقوا عليه الخناق.. وقبضوا عليه.. وفور الانتهاء من التحقيقات نشروا قضيته.. وأغروه بالعيش في إسرائيل مقابل أن يكون جاسوسا لهم.

    واضاف: "إن قضية رأفت الهجان كانت قبل قضية كيفوركي بسنوات فلماذا لم يعلنوا قصته إذا كان عميلا مزدوجا؟".. لقد كان محمد نسيم يتكلم بحماس وهو يدافع عن رأفت الهجان.. وكأنه يدافع عن نفسه.. وسمعته.. وبراعته.. خاصة أن قضية رأفت الهجان لو كانت أولي عملياته فإنها لم تكن آخرها.

    وفي غالبية تلك العمليات كان يتلقي التكليف مباشرة من جمال عبد الناصر.. في عملية الحفار مثلا استقبله جمال عبد الناصر بالروب والبيجامة وسأله الأسئلة التقليدية المعتادة عن صحته وعائلته وأولاده.. ولم يقل محمد نسيم ان ولديه هشام وفؤاد مصابان بالحصبة.. وإنما اكتفي بالقول"الحمد لله يا فندم".. وبعد أن انتهي من شرب الشاي في الشرفة الملحقة بغرفة نوم جمال عبد الناصر.. ووصل إلي الباب سمع منه جملة واحدة هي: "الحفار يا نسيم".. وكان رده: "حاضر يا فندم".. وعندما نفذت العملية أرسل برقية بالشفرة من أبيدجان حيث فجر الحفار قال فيها: "مبروك الحاج".. ورد عليه أمين هويدي الذي كان مسئولا في ذلك الوقت عن المخابرات العامة ببرقية قال فيها: "الأولاد بخير وبيسلموا عليك".. ولم تكن البرقية هذه المرة بالشفرة.. كانت برقية حقيقية.. فقد شفيا ولداه من المرض الذي تركهما عليه.

    ومن فرط ثقة جمال عبد الناصر فيه جعله الرجل الثاني في لجنة التحقيق التي كشفت انحراف جهاز المخابرات الشهيرة بعد الهزيمة.. وقد استمرت التحقيقات فيها من صباح يوم 28 أغسطس عام 1967 إلي مساء يوم 14 أكتوبر من نفس العام.. وشهد فيها 44 سيدة وفنانة بخلاف 9 أفراد من خارج الجهاز و14 فردا منه.. حسب ما سجله شريكه في التحقيقات وزير الكهرباء الأسبق حلمي السعيد في مذكراته.

    بعد أن ترك الخدمة تولي محمد نسيم منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة وهو منصب أغري علي ما يبدو ابنه الكبر لإقامة مشروع سياحي علي شاطئ في سيناء.. ولم يكن مؤلما له أن يستقبل وهو ابن محمد نسيم أفواجا من السياح الإسرائيليين.. وفي عشة من البوص البري التقي أحد اقاربه بأمراة إسرائيلية لا أحد يعرف عنها شيئا.. وبعد ان وقع ذلك الشاب في غرامها وقويت العلاقة بينهما لم يكن من الصعب أن يتكون في أحشائها طفلة تنتمي جيناتها الوراثية إلي جينات تلك العائلة المصرية الوطنية.. ونشرت الصحف الإسرائيلية القصة وهي تقفز في الهواء من الفرحة.. فقد نجحت إسرائيل مع جيل جديد من العائلة بعد ان فشلت مع أبرز رموزها.

    وأغلب الظن ان قلب محمد نسيم لم يتحمل الخبر.. ولم تمر فترة طويلة حتي دخل غرفة الرعاية الفائقة في مستشفي وادي النيل بعد ان هاجمته أربع جلطات سدت شرايين القلب والمخ.. فكان قراره الأخير هو الرحيل.. لقد تعود أن يحمل الوطن بكل ما فيه علي كتفه فكيف يتحمل عكس ذلك؟.. إنه معدن نادر من الرجال في زمن باع الناس فيه بلادهم من أجل جهاز تكييف وتليفون محمول وعلاقة عابرة مع إمراة تنتمي لدولة معادية لن تذوب عداوتنا لها قبل أن تذوب هي نفسها.

    وربما كانت تلك القصة خفية.. وقعت في الستر.. لم يخض فيها احد كثيرا.. ولم يفخر بها الذين وقعوا فيها.. بل تواروا بعيدا عن العيون.. ربما نغفر لهم ما فعلوه بنا وبتاريخ محمد نسيم.. لكن.. ليست كل الفضائح المشابهة حظيت من أبطالها بنفس القدر من الحياء.. بل كان بعضهم من الجرأة والبجاحة بحيث سجلها في كتاب منشور وهو يشعر بالزهو والفخر بما ارتكب.

    منذ سنوات قليلة وقع في يدي كتاب إسرائيلي كتبه يوسي أرجمان بعنوان"سري جدا"يكشف عددا من قضايا الموساد في مصر.. كان من بينها قضية اغتيال مصطفي حافظ.. رجل المخابرات المصري القوي الذي كان مسئولا في منتصف الخمسينيات عن عمليات الفدائيين ضد إسرائيل.. وقد عاش في غزة.. في انتظار استدعائه للقاهرة لتولي رئاسة جهاز المخابرات العامة.. لكن.. في يوليو عام 1956 نجحت الموساد في التخلص منه بعبوة ناسفة داخل كتاب أرسلوه مع عميل مزدوج (هو سليمان طلالقة) إلي قائد الشرطة في غزة (لطفي العكاوي) بزعم أنه كتاب الشفرة الجديدة بعد أن اشاعوا أنه جاسوس لهم وكانت الموساد علي ثقة أن العميل المزدوج سوف يرسل الكتاب الملغوم أولا إلي مصطفي حافظ ليتأكد من خيانة قائد الشرطة وهو ما حدث.. لكن.. ما أن فتح مصطفي حافظ الكتاب وهو في حديقة استراحته حتي لقي مصرعه وأصيب سليمان طلالقة بجروح وحروق هائلة في واحدة من أسوأ عمليات المخابرات الإسرائيلية وأكثرها ألما لنا.

    ولد مصطفي حافظ في قرية تابعة لبندر طنطا في 25 ديسمبر 1920 وتخرج في الكلية الحربية عام 1940 وعين في سلاح الفرسان (المدرعات فيما بعد) وفي يوليو 1948 نقل إلي مكتب الحاكم الإداري المصري في غزة مسئولا عن رفح.. وبعد الثورة التي كان أحد ضباطها الأحرار حضر اجتماعا سريا مع جمال عبد الناصر تقرر فيه إنشاء كتيبة فدائيين تواجه الاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين في غزة وما حولها.. قاد الرجل الذي يهوي الظل تلك الكتيبة التي أرقت مضاجع العدو دون أن يتوصلوا إليه أو حتي يعرفوا صورته أو مكانه.. وفشلت كل محاولات اغتياله.. فقد كان يترك المكان قبل تنفيذها بدقائق.. واضعا في رأسه جملة قالها جمال عبدالناصر له: "خللي بالك يا مصطفي من الخونة مصر تريدك بشدة".. لكن.. كان القدر يعمل ضده وكذلك المخابرات الإسرائيلية التي كانت تريده حيا أو ميتا.. بل إن القوات الإسرائيلية لم تترد في إطلاق نيران مدرعاتها علي صورته التي علقت في الشوارع وفاء لذكراه. بعد أن قرأت الكتاب الإسرائيلي الذي اعترف لأول مرة باغتيال الموساد مصطفي حافظ نشرت القصة كاملة في مقالي الأسبوعي في الأهرام.. وكانت المرة الأولي التي يعرف العرب ما جري لواحد من أبطالهم الكبار.. ولم تمر ساعات حتي تلقيت رسالة من منال عبدالحميد المصري.. وكانت وقتها طالبة في الثانوية العامة.. أمها مصرية وابوها أردني وجدها فلسطيني.. كتبت في رسالتها: "إن أسطورة مصطفي حافظ شهيرة ومتوارثة في عائلتنا وصورته معلقة في بيوتنا وقلوبنا فهو أول من جند الفدائيين ودربهم وأول من أثبت أن طريقته في المقاومة هي الطريق المثالية الوحيدة في التعامل مع الإسرائيليين.. وقد نفذت عائلتي وصية جدي المولود في القدس وكان واحدا من رجال مصطفي حافظ وحسب هذه الوصية فإن علي كل فرد في العائلة أن يطلق اسم مصطفي حافظ علي أول مولود ذكر ينجبه حتي أصبحت عائلتنا توصف بين الجيران بإمبراطورية مصطفي حافظ".. وفي رسالة أخري وصفت سوسن عبد الحميد السهتان مصطفي حافظ بأنه لم يمت بل يرقد في عيون المصريين مثل جملة موسيقية في نوتة لسيد درويش وزهرة قطن مطبوعة علي جلباب كستور فوق جسد فلاحة مصرية ومثل عصفور من عصافير الحرية يسكن علي ضفاف النيل ويقاسمنا طعام الإفطار كل صباح.. وكانت هناك رسائل أخري لا تخرج عن هذا المعني.

    لكن.. المكالمة التليفونية التي هزت مشاعري كانت من أرملة الشهيد مصطفي حافظ السيدة درية يوسف فقد وجدت نفسي أقدم لها واجب العزاء في زوجها بعد عشرات السنين.. وعرفت منها أنها تزوجته في مارس عام 1946 وانجبت منه ولدا وأربع بنات.. محمد وهو دبلوماسي لابد أنه اصبح الآن سفيرا وهدي وكانت طبيبة وزوجة للدكتور مصطفي ابوالنصر ورحلت قبل ست سنوات من نشر المقال، ومي التي كانت تعيش مع أمها في المعادي وكان عمرها ستة أشهر يوم قتل والدها وسهير زوجة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي وناهد المهاجرة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي مسحت تاريخ أبيها بأستيكة وسكبت علي صورته اللامعة طنا من الزفت والقطران.

    لقد غيرت ناهد حافظ اسمها إلي نوني درويش وغيرت ديانتها واعتنقت المسيحية وسخرت من استشهاد ابيها ووصفت ما فعله بالإرهاب واثنت علي الإسرائيليين الذين قتلوه ووصفتهم بحمائم السلام الذين سينشرون الخير والعدل في المنطقة الجاحدة التي لا تستحقهم.. بل إنها أعلنت استعدادها للتطوع دفاعا عن إسرائيل ضد البرابرة العرب والمسلمين.. وقد نشرت ذلك كله واكثر في كتاب، اعتبرها العرب بعد نشره عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية والموساد معا. لقد كان عمرها خمس سنوات يوم مات ابوها وتخرجت في الجامعة لتعمل في الصحافة الأجنبية ثم هاجرت إلي الولايات المتحدة عام 1978 وعمرها ثلاثين سنة وبقيت هناك مجهولة ومهجورة حتي وقعت هجمات سبتمبر الشهيرة فقررت ان تنسلخ من جلدها وأصلها وعائلتها وشهرة أبيها ونشرت ما نشرت.

    وما يزيد الطين بلة أن ذلك حدث أيضا مع ابن رأفت الهجان الذي وجد نفسه يمشي في الطريق العكسي الذي مشي فيه ابوه ووضع نفسه في خدمة الدولة الإسرائيلية بدعوي أن مصر لم تمنحه جنسيتها.

    وربما كانت هناك قصص أخري مخفية أو قصص غيرها ستكشف عنها الأيام.. لكن.. يبقي السؤال كيف يخرج من بطن العالم فاسد ومن بطن المؤمن كافر ومن بطن الشريف لص ومن بطن البطل القومي خائن؟.

    الدكتور أحمد عكاشة.. أشهر أطباء التحليل النفسي يساعدني علي الإجابة ويقول: إن بعض هؤلاء الأولاد لا يتمتعون بالقدرات التي يتمتع بها آباؤهم.. سواء كانت هذه القدرات ذهنية أو سلوكية وهنا تنشأ عقدة سلطة الأب التي تنتهي بكراهية الأبناء لهذه السلطة بسبب العجز عن أن يكون الأبناء مثل آبائهم.. ومن هناك يكون التمرد علي الأب هو الطريق الوحيد أمامهم لإثبات الذات ولو أدي ذلك الطريق إلي الخيانة.. إن لا أحد يريد أن يعيش في جلباب أبيه.. ولو تحول إلي جاسوس.

    ولا جدال أنني أحترم ذلك الرأي الذي يتمتع صاحبه بثقافة اجتماعية وإنسانية هائلة.. لكن.. بالقطع يمكن أن تكون هناك إجابات أخري ربما يكملها من يقرأ المقال ويشعر بالحزن والشجن والندم.. ربما.

    جريدة الفجر
                  

العنوان الكاتب Date
نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:07 AM
  Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:07 AM
    Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:08 AM
      Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:09 AM
        Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:10 AM
          Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:25 AM
            Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:28 AM
              Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:41 AM
                Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:47 AM
                  Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:50 AM
      Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! رشا سالم03-05-07, 07:21 AM
        Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! doma03-05-07, 07:31 AM
          Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:56 AM
          Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! doma03-05-07, 08:08 AM
            Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 08:13 AM
        Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 07:34 AM
  Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! altahir_203-05-07, 07:34 AM
    Re: نوني درويش -- هلي هي تراجي تانيـــــة !!! فيصل نوبي03-05-07, 08:27 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de