الختميــة .. الصـبابى .. وبحرى الشعبية ( هل لها تاريخ ) !!!!

Quote: . العدد رقم: 579 2007-06-28 قصاقيص جاكم بلا محمد احمد سركتي كُتب في: 2007-01-19 * أذكر تماماً كنا جلوساً بالمسرح القومي أنا والصحفي والكاتب والشاعر الكبير محمود محمد مدني.. والملحن المبدع ( ناجي القدسي) نتابع فعاليات مهرجان الثقافة الثالث على ما أعتقد وجاء دور الوصلة الغنائية لفنان شاب يدعي ( مصطفى سيد أحمد)...قدم أغنيته (غدار دموعك)..وكان وقعها غريباً علينا الثلاثة ودهشنا من مقدراته الصوتية لحظتها قال الملحن ( ناجي القدسي) وبالحرف الواحد ( أهو دا الصوت البفتش عليهو انا) والتقيناه خلف المسرح وكان هناك لقاءً قد حددناه معه قريباً. * واذكر ايضاً انني أول من كتب عنه بعد يومين فقط في الصفحة الفنية بجريدة (الصحافة) حيث كنا انا والاستاذ الناقد والشاعر الكبير (سليمان عبدالجليل) نقوم بتحريرها... وكتبت تحت عنوان ( جاكم بلا) يافناني السودان ..كباراً وشباباً... وأذكر ايضاً ان الساحة كانت في ذلك الزمان يتربع على جنباتها العديد من الفنانين الشباب من ذوي البصمات الخاصة... واللونيات الخاصة... زيدان إبراهيم ...محمد ميرغني .. ابوعركي البخيت.. خليل إسماعيل...إبراهيم حسين... عثمان مصطفى... وغيرهم هذا بالإضافة للقامات محمد وردي.. محمد الأمين.. شرحبيل أحمد... صلاح بن البادية... عثمان حسين... كابلي...ابراهيم عوض وغيرهم..وقد كان عنوان مقالي (جاكم بلا) سبباً في (زعل) الكثير من الفنانين ..كباراً وشباباً ..ودارت نقاشات كثيرة... كنت أقول في كل مرة ( انا في وإنتو في )..وفعلاً استطاع (مصطفى سيد أحمد) أن يكون عند حسن ظني وإحساسي الأول به. * واذكر كذلك ان طريقته في الاداء والأسلوب التي اتى بها كانت قد تعرضت لكثير من النقد والهجوم من بعض المتحذلقين..ووقف (مصطفى سيد أحمد) بصلابة امام كل ذلك واثبت لهم انه قادم لأداء دور مهم.. فرفض لونيات ذلك الزمن الغنائية ورفض حتى النصوص التقليدية وآثر ألا يقدم الا مايحس بأنه شئ جديد. * واذكر كذلك... ان الموعد الذي حددناه معه نحن ثلاثتنا جمع بيننا تحت (شجرة الإذاعة) المشهورة.. وكانت بداية تعاون فني مع الملحن (ناجي القدسي) وفعلاً كانت البداية أغنية (مهما هم تأخروا فأنهم يأتون) ثم كان من المفترض ان يقدم (مصطفى) ثلاثة اعمال اخرى من الحان (ناجي القدسي).. (مهاجر لي ضفاف عينيك) كلمات كمال الجزولي ...(ياطالع الشجرة ) كلمات محمد محمد مدني و(والله زمان) من كلماتي.. لكن هذه الاعمال لم تخرج إلى الناس لإصرار (ناجي) على تحفيظ الاغنيات بالطريقة المباشرة واصرار (مصطفى سيد أحمد) على تسجيلها في شريط على أساس ان (مصطفى) يريد ان يدخل عليها من إحساسه مايراه إضافة وليس تعديلاً الا ان (ناجي) رفض ولم تخرج هذه الاعمال.* واذكر ايضاً ان الصديق الشاعر والناقد (سليمان عبدالجليل) كان قد اقترح ان تجمع بين ( محمد وردي) و(مصطفى سيد احمد) في اعمال من الحانه وهو في بداية مشواره الفني لكن لا أدري حتى اليوم ماذا كان سبب عدم إلتقاء (مصطفى) بالعملاق وردي!. * عاش الفنان المعلم الاستاذ (مصطفى سيد أحمد) وهو يسابق الزمن وكأنه كان يعلم ان ايامه في هذه الدنيا معدودة بل كأنه كان يتعجل الرحيل لذلك جند كل طاقاته الابداعية لتقديم العديد من الاغنيات الرائعة نصاً ولحناً وأداءً.. وكان كل ذلك الكم النوعي والعددي... وصارت اغنياته وبعد فترة قصيرة من ظهوره على كل لسان وترك ارثاً إبداعياً راقياً سيظل يذكره التاريخ له مدى الحياة الا رحم الله الصديق الفنان المرهف ( مصطفى سيد أحمد) بقدر ما وهب لهذا الشعب من جمال وغناء أصيل وراق!!. السودانى