أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة نهال كرار(نهال كرار)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2009, 12:13 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب

    تنقيب الظلام

    أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب
    مأمون التلب

    مالذي سوف يحدث إن تحرّك أهالي السودان، وليس الشمال كما يطلقون عليه، صوب الجنوب يوماً ما؛ باصات وشاحنات ضخمة مشحونة بالبشر! يتحرّكوا لإيصال رسالةٍ بسيطةٍ جداً وساذجة، بديهيّة، ومنطقيّة: لا وجود لما يسمّى بالشمال لتنفصلوا عنه، ليس هنالك من ينصّبون أذهانهم حَكَماً ليقولوا: نحن لا نتشابه. هذا المقال مبادرة لنقل أهل السودان إلى الجنوب.
    إن فكرة وجود حكومة مركزية، من الأساس، لهي فكرة مضحكة جداً، والعالم ذاهبٌ بتاريخه المهتّك للكشف عن هذه النكتة الأزلية التي سترى نورَ تعريتها قريباً جدّاً، إلا أن الوقت بالمطالبة بحلّ الحكومة المركزية يعدّ الآن ضرباً من الكَوْبَسَة (من كابوس) لذلك نتنازل عن هذا المطلب ونبحث إمكانيّة تنظيم رحلة استمتاعيّة ضخمة تتحرّك من حلفا، ربما، وتنقسم إلى قسمين (غرباً وشرقاً) لتلمّ كلّ من يبغض العنصرية، أو يجد في نفسه الشجاعة للاعتذار الكامل، ليس فقط إلى السودانيين في الجنوب، وإنما لكل السودانيين الذي سينضمون إلى هذه المسيرة المتجاوزة لوجود الحكومات والأحزاب، ليصلوا إلى اقصى الجنوب: احتفالات اعتذاريّة شعبية خلال كلّ المدن والقرى: أن نقرأ ونستمع لحكاياتٍ يحكيها أفراد، عوائل، جماعات فُقدت ملامحها من شدّة الغرق المستمر في الطوفان اللامعقول المسمّى: التاريخ السوداني.
    لن تنجح، في رأيي، المساعي الحكومية والحزبية السياسيّة لإيقاف الانفصال، إن وقع الاستفتاء، ومن الغريب جداً أن ينتظر الناس تصريحاتهم ليتأكدوا أن الانفصال سيحدث، أو توقّعاتهم المتفائلة بعدم حدوثه؛ هذه التصريحات التي تتجه لتقول: سنُبَرِّء ذُمّتنا أمام التاريخ بعمل ما يجب، وعندما ينفصل السودان سنحاول أن نصلح الأعطال. أيتها السيارة القومية.
    يجب أن توقف، أولاً، جميع الإذاعات التي تسمّى (إذاعات سلام)، بل يجب إيقاف استخدام كلمة (سلام) في الأجهزة الإعلامية؛ لأن سماكة المادّة المنافقة التي غطّت تعرّجات هذه الكلمة غيّرت طعمها ولونها تماماً، وأصبح الذي يتحدّث، مُدخلاً إيّاها في جُمَلِهِ، أشبه بمهرّجٍ لا يعرف شيئاً عن التهريج والإبهاج (بالمناسبة، التهريج مهنة جميلة وفنيّة وعالية القيمة، إلا أنها أصبحت شتيمة بفعل الزمن، كما أصبح الحمار يوماً شتيمة). إن المقرف في الأمر هو العكس الفلكلوري المصطنع الذي يحدث في هذه القنوات الإعلامية لما يسمّونه بـ(ثقافة الجنوب) ويسمون أخرى (الثقافة السودانية) كما تعرضها القنوات من خلال برامجها غير المصطنعة و(الجادّة؟)، أو كما يُحصر الغناء (السوداني) في أغاني الوسط والحقيبة من خلال البرامج المشهورة (الجادّة؟) ذات الإعلان الكثيف!.
    إنني أتحدّث عن الغرق أعمق خلال السطح الرقمي للكارثة؛ فقد تعوّدنا، في كل مراحل التاريخ البشري، أن ترتفع الكاميرا العملاقة بعيداً عن المشاهد الصغيرة للاضطهاد العنصري والقهر الثقافي اليوميّة منذ قرونٍ؛ عن الآلام والرعب الجسدي الذي يعانيه الجنود لحظة اختراق الرصاصة للجمجمة، الذراع، الصدر، الأمعاء الغليظة؛ عن دهشات الوجوه العائليّة من تحديق وجهٍ دائريٍّ مظلمٍ يكسر الباب بلا مناسبةٍ؛ عن الجسد المعدنيّ البارد المقذوف من طائرةٍ عمياء؛ عن اتّهام "الأسود" بالسرقة في المواصلات العامّة حالة وقوع سرقةٍ؛ عن جرجرتهم سكارى إلى المحاكم والجلد والإذلال؛ عن المدارس التي لم تُبنى والجهل الذي يعيبونه عليهم؛ عن طبيعتهم البريئة؛ تبتعد الكاميرا لتصوّر كل هذه الأحداث التي هي سنوات، أيام، ساعات، وثوانٍ لا نهائيَّةٍ إلى أرقامٍ على صفحات الجرائد والفضائيّات: 51% نسبة التصويت على حق تقرير المصير.
    تقرير المصير، كلمة عظيمة بلا شكّ، حقٌّ مكتسبٌ مبرقعٌ بالجثث يسير عبر سطور الجمل ويتقافز على الشفاه. وأجدني، صراحةً، غير لائمٍ لهم إن اختاروا الإنفصال _أعني السودانيين الذين يعيشون في الجزء الجنوبي من القارة السودانيّة، ويا لها من سخافةٍ أن يصبحوا "هم"_ لست كاتباً سياسيّاً محترفاً لأكتب عن التفاصيل السياسيّة للأمر، أبعاده الاقتصادية وتأثيراته على الطرفين، فلكل خبزٍ "خبّازين"، إلا أنني لا أتّفق مع المقولة القائلة أن الشمال ظلمهم! إنني مع المقولة القائلة أن (لا شمال في الأصل)، النوبيّون هم جزء من هذا الشمال، نتابع تفاصيل محو ثقافتهم وخصوصيّتهم وخنق تنفّسهم اللغوي ببناء السدود عند مجرى هواء حياتهم، شرقه الذي لم يسمع به أحد إلا من خلال النكات السخيفة لفرق التسلية العنصريّة، والغرب لا تخفى حكاياه!.
    يوم 4 مايو من العام 1961م، قامت مجموعة من نشطاء حركة التحرر الأمريكية باختبار قوانين الدولة، والتي لا تعبّر عن المجتمع بأية حال، والتي قضت حينها بحق الأمريكيين من أصل إفريقي بركوب الباصات العامّة على قدم المساواة مع البيض بدلاً عن الجلوس في المؤخرة، أو عدم الجلوس أصلاً. قررت هذه المجموعة، التي ضمت محاميين، سود وبعض البيض المتضامنين مع المساواة الطبيعيّة بين البشر، أن تستقلّ باصّاً في رحلةٍ على طريق الحريّة، أو كما سُميت The Freedom Rider لقد استقلّوا الباصات المسافرة بين المدن في المقاعد الطبيعية؛ وقد كان معروفاً أن الولايات الجنوبيّة هي معقل كبير للعنصريين. كانت ممارسة الزنوج لحقهم في ركوب الحافلات يجابه بعنفٍ قاسٍ في الجنوب، لذلك قرر 13 عضواً، بمن فيهم المدير القومي لمنظمة "كور" جيمس فارمر، أن يغادروا واشنطون صوب الجنوب، إلى نيو أورليانز.
    دعونا نستدعي بعضاً من ما جاء على لسان الإعلام والكتب في ذلك الوقت، يقول جيمس فارمر: (إذا ما ألقي القبض علينا، فسنقبل بذلك الاعتقال. وإذا ما تعرضنا لأعمال عنف، فسنكون على استعداد لتقبل ذلك العنف دون الرد عليه بالمثل)، (عندما وصلت الحافلة إلى المدينة، أمسك بعض الغوغاء القساة بتلابيب الركاب في الأزقة والممرات وأخذوا يضربونهم بالأنابيب وبحلقات المفاتيح، وبالقبضات الحديدية." وتردد ركاب الحرية برهة داخل محطة الحافلات، التي يتم فيه الفصل بين السود والأبيض، ثم دخلوا إلى حجرة الانتظار المخصصة للبيض فقط. وتعرضوا أيضا لضرب مبرح، فقد بعضهم وعيه جراء ذلك، في حين لم يحرك رئيس شرطة برمنغهام يوجين "بول" كونر ساكنا ورفض كبح جماح عناصر العصابة العنصرية السرية ومؤيديهم). لقد انفجر الباص كاملاً بعد هجومٍ عنيفٍ استخدمت فيه المتفجّرات، وكان الركّاب قد غادروه قبل الانفجار، ضربوا في كلّ المدن التي مروا خلالها دون تدخل من قبل السلطات لإيقاف العنف، حُقِّرت إنسانيتهم عبر الأميال. إلا أن عدداً أكبر من الناشطين الحقوقيّين، بيضاً وسوداً، نظّموا رحلةً أخرى يوم 20 مايو من ذات العام من برمنغهام إلى ولاية مونتغومري بولاية ألاباما، واجهتهم حملة شرسة قوامها 1000 شخص، ضرباً مبرّحاً، وكان من ضمن الجرحى نائب وزير العدل الأميركي جون سايغنثالر. انطلقت هذه الرحلة الأخرى التي نُظّمت من إيمانٍ بأن توقّف هذه الرحلة يعني أن المجتمع سيفهم أن دحر السود وحركاتهم يتم بمجرّد العنف.
    دخل الإعلام في الحملة بعنف محمودٍ قويّ، ونُشرت في الصحف صور الشباب السود وهم يضربون من قبل مجموعات البيض العنصرية، هُشّمت كمرات الصحفيين وضربوا أيضاً، صدرت القرارات ودعمت الحكومة، بقواتها الفيدرالية، رُكّاب الحرية بعد الضغط الإعلامي والحقوقي الكبير؛ بعد أن تدخل بعضاً من رجال الدين ليناصروا الحملة بالنصوص المقدّسة، كانت تلك الحركة هي القدم العملاقة التي ضربت أرض أمريكا وفجّرت بباطنها الخشن، الدامي، صوتاً وصل إلى جميع أنحاء الكرة الأرضيّة مثلما فعلت من قبله حركة المهاتما غاندي في جنوب إفريقيا والهند!.
    شاهدت الفيلم الذي عرضه نادي السينما السوداني أمس الأول، السبت، عن المارش "المسيرة" التي قادها المهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني مُقَاوِمَاً التفرقة العنصرية التي عانى منها الهنود والأفارقة في تلك الحقبة، وقد كانت المسيرة سلمية إلى أبعد الحدود تماماً كركّاب الحرية، قطعت آلاف الكيلومترات لأيامٍ وأيّام، انضمت إليها الآلاف؛ كانو يَقبَلُونَ عن طيب خاطرٍ اعتقالهم جماعياً دون ردٍّ للعنف، ومن ثم يخرجون ليواصلوا مسيرتهم؛ دخل غاندي الحبس أكثر من أربع مرات، وفي كلّ مرةٍ يعود، بسببٍ من معرفته وضلاعته في القانون البريطاني والحقوق، ليواصل المسيرة التي يجدها في كلّ يومٍ أكبر وأكبر. ترك الناس أشغالهم ومزارعهم وبيوتهم وحياتهم لأجلها، وقد انتصرت هذه المسيرة لحقوقهم ومطالبهم كاملة.
    حسنٌ، هل يبدو المشروع خياليّاً؟، لا أدري، ولكنني، وخلال رحلاتي العديدة في السودان، أؤمن بأن هذه الباصات التي ستتجه جنوباً ستمتلئ إلى آخرها لانجاز مشروعٍ كبير للاعتذار والمصالحة من سودانيي الجهة الجنوبية من السودان الذين عانوا، ويعانوا، من العنصرية الداخلية التي نسمعها في بيوتنا، ووسط عائلاتنا، ونسكت عليها ونأتي إلى أشغالنا يوميّاً كأن شيئاً لم يحدث، الإهانات والصور المشوّهة التي أسمعها أنا شخصياً من أغلب أفراد القبيلة التي أنتمي إليها "الجعلية" ضدهم، والتي أخجل تماماً من إنتمائي إليها عندما تَضرِبُ أذنايَ حجارة غطرستهم وإحساسهم غير المُصَدّق بعلوّ شأنهم و"عراقة؟" أعراقهم. لسنا معفيون من الاعتذار إذا كنّا لا زلنا نعيش داخل تلك البيوت ونذهب لزيارة المدن والقرى التي يُحتقر فيها الجميع. هل يبدو خيالياً؟ هل هو صعب التمويل؟. ماذا عن الأموال التي تصرف لأجل أن يخرج السياسيون باتفاقيّاتهم، تذاكر سفرهم؟ ماذا عن أموال كرة القدم التي فاقت كل منصرفات الدولة على الإطلاق؛ من صحف جديدة كل شهر؛ حوافز ومدربين بمليارات الجنيهات، لاعبين لا يعرفون أين يقع السودان وما هي مأساته يُستجلبون بالمليارات. (كأن الذي يحدث في الرياضة يحدث ببراءة!). إنني أدعوا أن تنظّم هذه الرحلة بداية بمدينة حلفا، ومن الجنينة وكسلا.
    ألن يؤثّر اعتذار الآلاف قليلاً على مجريات الواقع أكثر بكثير من التصريحات السياسية اليائسة في الصحف؟ والتي تبحث عن من يقول لها: "شكراً، لقد طبّقتم الاتفاقية وكنتم صادقين مع السودانيين في الجنوب" من الذي سينام سعيداً في بيته، من الذي سيفرح ويقيم الاحتفالات، من الذي لن يفتقد شيئاً سوى شخصه الحزين الوحيد في نهايات عمره المديد، من؟ حفنة من الرعاع كالتي طاردت وحطّمت عظام الزنوج في أمريكا، حفنة من الرعاع، وليسوا الشعب السوداني. الذي سيفرح ويهلل هو تاريخ الاستعباد والاسترقاق الذي أهلك هذه القارة معاناةً اسمرت لآلاف السنوات. تاريخٌ مقهورٌ بجدارة، فالآن، بعد كل الذي قدمه مجتمعنا الأسود في سبيل حريّته، وما قدمته المجتمعات المقهورة الأخرى، لا يستطيع كائن من كان أن يلفظ بكلمة "عبد" في الإعلام أو الصحف إلى وتجرجره أيادٍ مؤمنة في دخيلتها بوجود الكلمة إلى السجن!. ألا يحتاج السودان إلى ركّاب حرية؟


    20 أكتوبر
    الملحق الثقافي لجريدة الأحداث ( تخوم )
                  

العنوان الكاتب Date
أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار10-22-09, 12:13 PM
  Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار10-23-09, 12:32 PM
    Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب mohmmed said ahmed10-23-09, 03:24 PM
      Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار10-25-09, 08:09 PM
        Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب Emad Abdulla10-25-09, 08:52 PM
        Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب mustafa mudathir10-25-09, 09:02 PM
  Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار10-29-09, 03:10 PM
    Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب Yaho_Zato10-29-09, 05:01 PM
  Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار10-30-09, 08:50 PM
    Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب عثمان فضل الله10-30-09, 09:12 PM
  Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب نهال كرار11-01-09, 08:08 PM
    Re: أن يرحل السودان كلّه إلى الجنوب - مأمون التلب سلمى الشيخ سلامة11-01-09, 11:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de