أورهان باموق .....حرية أن تكتب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مطر قادم محمد(مطر قادم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2006, 09:39 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أورهان باموق .....حرية أن تكتب (Re: مطر قادم)


    جمانة حداد - النهار - الخميس 29 أيار 2003
    الروائي التركي أورهان باموق يفوز بجائزة إيمباك الأدبية الأدبي والخيالي والفلسفي في توازن بين الشكل والفوضى

    "الطريقة الوحيدة ليكون المرء نفسه هي ان يصبح شخصاً آخر أو ان يضيّع دربه في قصص الآخرين. هكذا تذكّرني الحكاية التي أعمل على كتابتها بحكاية ثانية او ثالثة او رابعة، تماماً مثلما تنفتح قصص حبّنا وحدائق ذاكرتنا احداها على الأخرى... ففي آخر المطاف، لا شيء يمكن ان يكون صاعقاً بقدر الحياة نفسها. ما عدا الكتابة. ما عدا الكتابة. بلى بالطبع، ما عدا الكتابة، عزاؤنا الأوحد".

    أورهان باموق

    أورهان باموق روائي "خطير". بعضهم يصف كتابته بالفلسفية، وآخرون بالتاريخية، وثمة من يربطها بالفانتازيا البورخيسية الحديثة. لكنها في الواقع خليط من كل ذلك، وأكثر. وخطورته اولاً في لغته الهذيانية، الضبابية عمداً، المهجّنة بين حدّي العقلانية والهلوسة. لغةٌ هي سلسلة من المتاهات والتعرّجات والدورات والمنعطفات والمنحدرات التي لا تؤدي الى مكان، أو التي تؤدي بالأحرى الى اللامكان، حتى اننا نتساءل: هل ثمة غاية سيدركها الكاتب بعد كل هذا الترحال، وما عساها تكون؟ وباموق خطير كذلك لأنه يدفعنا قرّاء الى الحافة. يعكس المعادلة فيمتحن قدراتنا بدلاً من أن يكون هو الممتَحَن. يدفعنا الى التكهن والابتكار. "يورطنا" في صناعة القصّة، فنشعر احياناً كما لو أن روايته تبحث عن معانيها بمعزل عنه، كما لو انها تنكتب للتو أمام أعيننا. وبنا. وهو خطير بخاصة في ذاك الاسلوب المغناطيسي المربك، المتحدّي الذي يحضّ به الانسان على النظر الى داخله، على البحث عن هويته وحقيقته، وعلى طرح "الاسئلة الكبرى" حول ثنائيات الشرق والغرب، التشابه والاختلاف، الجماعة والفرد، الواقع والخيال، المعنى والعبث، اليقين والالتباس، وسواها من التناقضات والتشابكات التي تصوغ الكيان والشخصية والخصوصية. لهذه الأسباب وسواها، لا مبالغة في القول ان أورهان باموق، المولود في اسطنبول عام ،1952 هو من أبرز محدثي الرواية التركية وأكثرهم جرأة وأوسعهم انتشاراً واستحقاقاً لانتشاره، أذ ترجمت أعماله (*) الى ما يزيد على عشرين لغة الى الآن. وأعلنت بلدية مدينة دبلن قبل نحو اسبوعين منحه جائزة ايمباك Impac الأدبية الدولية لسنة 2003 لروايته الأخيرة "أحمر هو أسمي".

    نشأ باموق في مدينة اسطنبول في كنف عائلة بورجوازية، وتابع بدايةً دراسات في الهندسة المعمارية قبل ان ينتقل الى الصحافة، ومنها الى الكتابة، وحاز جوائز أدبية عديدة في تركيا وخارجها. وتثير كتبه في الواقع ردود فعل متطرفة، من الإدانة القصوى الى التكريس المطلق. ففي حين يتهمه المثقفون الاسلاميون مثلاً باستغلال الموضوعات الدينية والتاريخية، التي غالباً ما تشكّل قماشة رواياته، باسم الحداثة الغربية، لا ينفك العلمانيون يلومونه على انتقاده الصريح لايديولوجيا الدولة. ورفض الكاتب أخيراً قرار الحكومة التركية تكريمه عبر منحه لقب "فنان دولة" الذي يعتبر أهم لقب ثقافي في البلاد، مستنكراً انتهاكها بعض حقوق الانسان وسجنها الكتّاب وتقييدها حرية التعبير. الا أن تمرّد باموق غير استعراضي عامة، ورغم ان للسياسة حضوراً مضمراً في قلمه، لكنّ الأدب هو بطله الأكبر.

    مما لا شك فيه ان للتأثيرات الغربية في الحياة التركية التقليدية، و"الهوس" التركي بالوجه الاوروبي وتنازع البلاد بين هويتين وانتماءين، حضوراً بارزاً وأساسياً في روايات باموق، وهو يستخدم التناقضات والازدواجيات والتضادات من كل نوع لخدمة هذا الحضور. لكنه اذ يرفض نزعة الثقافة التركية الى "تغريب" نفسها بتجاهلها التقاليد والجذور، انما يفعل ليؤكد ان "مفهومي الشرق والغرب غير موجودين حقاً، بل هما وجهان للحضارة نفسها". اما الهوية فهي الذاكرة في رأيه، او الماضي الذي يروم الانتصار على النسيان وبناء المستقبل، فيقول في هذا الصدد: "اذا حاولتم قمع الذاكرة، لا مفرّ من أن يعود شيء منها الى السطح. أنا هو ما يعود". بذلك يتضح لنا ان باموق يبغي في الدرجة الاولى، من خلال مزجه هذا بين الذاكرة والمستقبل، بين الأسرار الصوفية والحكايات الاسلامية التقليدية والأدب الشعبي واللغة التجريبية الما بعد حداثوية، لا أن يروي قصة الصدام بين الشرق والغرب، بل ان يصوّر على الارجح علاقة الشغف التي تربطهما، شغف ملتهب الى حد يدفعنا الى التساؤل هل يمكن الثقافات ان تتبادل الهوى مثل الأفراد.

    كانت بدايات أورهان باموق في الواقعية الكلاسيكية، لكن تجربته الروائية تطورت في ايقاع سريع ومكثف منذ كتابه الثاني "البيت الصامت" (1983)، لتدخل في لعبة الترميز والمرايا، وهي لعبة مألوفة لدى كتّاب الفانتازيا الكبار من أمثال ايتالو كالفينو ووليم غاس وخورخي لويس بورخيس، فضلاً عن الحضور الواضح لتأثيرات فوكنر في كتابته. هكذا نشهد في جملة طبقات متراصة ومتشابكة من المعاني والأسرار، كما لو ان تحت كل حقيقة تكمن حقيقة اخرى على نحو متراكب يذكّر بالدمى الروسيــة. كتابــة صعبة، مجازية، معقّدة، "مذنبة" بامتياز في ذهنيتها إذ لا شيء من العفوية فيها، بــل يمكــن القول انها جولة مصارعة مع الكلمات، وان بدت للوهلة الأولى "بسيطة" وتلقائية:

    "وتسألون كيف أحببته؟ أحببته كما احببت شبح ذاتي العاجزة البائسة حين تراءت لي في الحلم، أحببته بالخزي نفسه الذي يخنق ذلك الشبح وبسخطه وإثمه وحنينه، بالعار الذي يجتاح الروح لدى رؤية حيوان بري يحتضر متألماً، أو بالغيظ الذي توقظه انانية ولد مدلل. وربما أحببته خاصة بالاشمئزاز السخيف والسرور السخيف اللذين تثيرهما فيّ معرفتي لذاتي".

    انها لغة تخاطب القارئ وتمنحه كما ذكرنا امتياز "وجهة النظر" وتحمّله وزر هذا التدخل على حد سواء. ولطالما ردّد باموق في حواراته انه يرغب في ابتكار كتابة تعكس نسيج الحياة في مدينة اسطنبول. ويمكن القول انه نجح في ذلك على نحو بارع، لأن كتابته، مثل مدينته، تتأرجح في توازن دقيق بين الشكل والفوضى، بين التخطيط وانعدام التناسق، بين سحر الماضي وغزو الاسمنت، وايضاً، وخاصة، بين وجهيها الشرقي والغربي.

    أما على صعيد رواية "أحمر هو اسمي" الفائزة بجائزة إيمباك، فهي جدارية تاريخية - فلسفية - فنية - دينية - بوليسية تتضافر فيها قصص الاغتيالات والمؤامرات والدسائس بين رسامي المنمنمات الاسلامية في البلاط العثماني في القرن السادس عشر، مع قصص الغيرة والحنين والأحقاد والحب الممنوع. انها حكاية فنان تركي قُتل إذ كان يرسم لوحة بأسلوب غربي، ولذلك فإن اللون الاحمر فيها هو لون الدم والجريمة بقدر ما هو لون الجنة التي تنتظر روح الفنان بعد الموت، انه الاحمر المتوهج "على اجنحة الملائكة وعلى شفاه النساء"، بقدر ما هو ذلك النازف "من جروح القتلى والرؤوس المقطوعة". انما يمكن القول انها في شكل رئيسي رواية حول الفن ودوره في المجتمع والاخلاق والدين، إذ تتضمن شبه دراسة عن المنمنمات الاسلامية وتاريخها والتأثيرات الصينية التي جلبها المغول اليها. رواية حافلة بالمناقشات حول الشكل والاسلوب، وبقصص عن كبار رسامي المنمنمات وعن العالم مرئياً من وجهة نظرهم، فضلاً عن بعدها الفلسفي، كتطرّقها الى معنى العمى من خلال الرسام الذي يدرك العظمة بعد فقدان بصره لأن الصور والألوان محفورة في ذاكرته. وهي بالتالي رواية ذات نفس شمولي، بلا زمان ولا مكان، وإن كانت تُبرز صورة تركيا القديمة الجديدة، الخالدة العابرة. وجدير بالذكر ان باموق الذي كان يحلم في صغره بأن يكون رساماً، يصف بعض اللوحات بلغة تحاذي الشعر. وتحمل الرواية كذلك بعض تفاصيل طفولته من خلال شخصيــة اورهـــان، أي انها تملك عناصر السيرة الذاتية، وكل ذلك متشابك مثل البازل. ويضم الكتاب ايضاً خريطة وعرضاً لأبرز الأحداث في تاريخ الفن الاسلامي.

    يقول أورهان باموق ان كتابة روايته هذه استغرقته ستة أعوام. وهي رواية على غرار "اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، يتداخل فيها الخيال الأدبي والأجواء الأسطورية مع الاستطرادات الفلسفية، فتتحاذى فيها المكائد الدنيئة مع الحساسية الفنية الراقية. وهي مكتوبة من زوايا مختلفة وبأصوات متعددة تتناوب على عرض القصة، كصوت الفنان القتيل الذي يخاطبنا من قعر البئر، او الكلب او الشجرة او حتى اللون الاحمر. ومن خلال تعدد الأصوات هذا، يتيح باموق للقارئ ان يتعاطف مع وجهات نظر كل الشخصيات او ان يفهمها على الأقل، حتى تلك المدانة منها، كوجهة نظر الشيطان مثلاً. وهذا التركيب يخدم حبكة القصة والجدال الثقافي الذي تتضمنه على حد سواء. الا ان بعض النقاد يلومون باموق على ايقاعه المغالي في البطء وعلى التفاصيل والأحاجي المتعبة التي تضيّع القارئ أحياناً، وتصيبه بشيء من "الاحباط الفكري". أما الكاتب فيتبرأ من هذه التهمة ملقياً تبعيتها على مزاجية شخصياته نفسها، مؤكداً خوفه من اليوم الذي "سيتحالف فيه ابطاله وقرّاؤه ضده".

    يقول اورهان باموق على لسان احدى شخصياته في مطلع روايته "حياة جديدة": "ذات يوم قرأت كتاباً، ومذاك تغيّرت حياتي كلها". هذا الدافع تحديداً او بالأحرى هذه النتيجة هي ما يحضنا اليوم على دعوتكم الى قراءته، او الى اعادة اكتشافه.

    (*) من أعماله: البيت الصامت (1983) - القصر الأبيض (1985) - الكتاب الاسود (1990) - الحياة الجديدة (1994).


                  

العنوان الكاتب Date
أورهان باموق .....حرية أن تكتب مطر قادم05-14-06, 04:03 PM
  Re: أورهان باموق .....حرية أن تكتب مطر قادم05-15-06, 04:20 PM
    Re: أورهان باموق .....حرية أن تكتب مطر قادم05-16-06, 09:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de