صور وصور

Quote: أيها الثائر جارا .. اغتالوك .. فأصبحت كوكباً .. ورمزاً ... في كل يوم يعلمنا التاريخ درساً قيماً .. ومكرراً .. بان الأشراف لا يموتون .. وبأنهم سيخلدون في ذاكرة الأوطان والشعوب .. بينما يطوي التاريخ جلاديهم في سرابيل الخزي والنقمة والنسيان ... يوم السبت السادس من ديسمبر 2009م .. خرج الشعب الشيلي بآلاف ليدفن رفات الشاعر والمغني فيكتور جارا ، وذلك بعد 36 عاما من تعذيبه وإعدامه على يد الحكومة العسكرية في العام 1973... وكان المحققون في مقتله قد قرروا نبش جثمانه من قبره قبل ستة أشهر ماضية للتأكد من قصة مقتله على يد احد العسكر بعد أن قام بتعذيبه وتهشيم أصابع يديه قبل أن يجهز عليه عندما كان عمره 41 عاما. ولد جارا عام 1932، في بلدة ( لونكين ) لأسرة من الفلاحين.. انتقل في شبابه إلى العاصمة (سانتياغو) للعيش فيها، وهناك درس الموسيقى، و المسرح... في العام 1961 لحّن أغنية «أريد أن أغني لك أيتها الحمامة» التي كانت بداية إبداعاته الموسيقية والشعرية... عمل في مجال المسرح، وشغل منصب المدير الفني للمجموعة الموسيقية ( كيلاباجون ) فيما بين العامين 1966 و1969، ولحّن الكثير من الأغاني أشهرها أغنيته الإنسانية ( أذكرك اماندا ) التي غناها خصيصا لابنته التي أصيبت بالسرطان في سن الخامسة عشر من عمرها... كان جارا مؤيداً لحكم الزعيم سلفادور الليندي، حاكم سانتياغو، والذي فاز بائتلاف القوى الاشتراكية الشيوعية واليسارية ... عندما نفذ اوغستو بيونيشيه المدعوم من أمريكا انقلابه ضد حكومة الليندي وأعدمه داخل قصره .. انضم جارا إلى آلاف الوطنيين المعارضين للانقلاب في الملعب الوطني .. وقف هناك وغنى لهم أغاني الثورة والحرية حتى حاصرت دبابات العسكر الملعب ... وكانت مذبحة بشعة .. في الملعب تعرض جارا للتعذيب واُجبر على الغناء تحت تهديد البنادق .. ووسط قهقهات العسكر .. في النهاية قام احد الساديين ببتر أصابعه ثم أرداه بالرصاص ... بعد أسبوع من إعدامه، اكتشف عالم الفلك الروسي نيكولاي شيرنج، كوكبا سماه (كوكب فيكتور جارا رقم 2644)، وذلك تخليدا لذكراه. في العام 2003 سمي الملعب الوطني باسمه (استاد فيكتور جارا)... الآن .. وبعد مرور ثلاث عقود ونيف على اغتياله .. ما زال ملء السمع والأبصار في شيلي .. أصبح رمزاً للثورة والفكر الحر .. وانتصاراً الحرية .. وليسجل التاريخ .. بان للشعوب ذاكرة لا تنسى ...