الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.نزار محمد عثمان( نزار محمد عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2007, 07:40 AM

نزار محمد عثمان
<aنزار محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 1692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك (Re: نزار محمد عثمان)

    (7)
    الفصل الثاني :
    الدين والشريعة:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    * الدين :
    يقول محمود محمد طه عن الدين :
    ( بدأ ظهورهذه الفكرة الواحدة في الوثنيات البدائية المتفرقة ، ثم أخذت تتقلب في مراقي التطور حتى ظهرت الوثنيات المتقدمة! وأطرد بها التقدم حتى ظهرت صور ديانات التوحيد الكتابية !! بظهور اليهودية والنصرانية ثم توج ذلك ببعث محمد !وبإنزال القرآن الكريم .
    وهذه الفكرة الواحدة ذات شكل هرمي . قاعدته أحط الوثنيات التعدديات !! وأكثرها تعديداً وقمته عند الله !! حيث الوحدة المطلقة . والإختلاف كما هو واضح بين القاعدة والقمة إختلاف مقدار وليس إختلاف نوع )(1)


    ويقول : ـ (( ولقد ساير الدين طفولة البشرية في سحيق الآماد وأحسن مسايرتها وكان بها رفيقاً شفقيا، يمد لها من الأوهام ! والأباطيل التي كانت تكتنف تفكيرها ريثما ينقلها على مكث وفي أناة من وهم غليظ إلى وههم أدق!؟ ومن باطل غليظ إلى باطل أدق !؟ وهكذا دواليك حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ووقفت اليوم! في طور المراهقة تستشرف إلى عهد الرجولة والإكتمال . وأصبح على الدين دور جديد هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائر المضطرب .طور المراهقة ليدخل بها عهد الرجولة والإكتمال ! ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيراً شاسعاً .فالرجل يتحمل مسؤلية علمه بينما الطفل يطلب الحماية. من تلك المسؤلية. فقد أصبح على الدين منذ اليوم ! الا ينبني على الغموض وإلايفرض الإذعان على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقد البشري! )) 1


    ويقول :ـ (( أن الإسلام كدين فكرة واحدة كبيرة ! وهذه الفكرة الواحدة نبتت في الأرض ! كما نبتت الحيا ة بين الماء والطين وظلت متجاذبة بين أسباب السماء وأسباب الأرض وكلما ألمت بها أسباب السماء رفعت قمتها إلى القمة، ثم إذا ألمت بها أسباب الأرض أخذت قمتها تتطامن نحو القاعدة حتى يطمئن فتتسع القاعدة! وتنحط القمة ! وإتساع القاعدة هذا إنما هو استعداد لإرتفاع القمة إلى قمة جديدة أعلى من سابقتها عند إلمامة السماء المستأنفة. وإلمامة السماء في الأوج نسميها زمن بعثة وإلمامة الأرض في الحضيض نسميها زمن فترة .وهكذا ظلت هذه الفكرة الكبيرة تسير في مراقي الاكتمال كما تسير الموجة بين قمة وقاعدة كل قمة أعلى من سابقتها، وكل قاعدة أوسع من سابقتها إلى أن التحقت الأرض بأسباب السماء أو كادت ! فاستقر وحي السماء إلى الأرض ولكنه لا يزال ينتظر التطبيق!)) ا هـ (2)

    هذا مفهوم الدين كما ورد في كتب الفكر الجمهورية وهو مفهوم يبدو التخبط بيّنا في فقراته!!
    وأول خلط يطالع القارئ لهذه الفقرات هو الخلط الواضح بين الأديان! وعلم الأديان . كما يبدو الخلط جليا في عدم التميز بين الدين عند الإنسان والدين عند الله.
    وإليك البيان:ـ
    ((أن الإسلام كدين فكرة واحدة كبيرة ))أهــ هل الإسلام كدين . فكرة واحدة كبيرة؟ معلوم أن الفكرة تخرج من مفكر.التفكير هو تقليب وجهات النظر المختلفة فهل يمكن وصف الله بأنه مفكر علماً بأن الفكر لا يعمل إلا في الزمان والمكان!! والله منزه عن الزمان والمكان؟
    وعلى ذلك فان تسمية الدين عند الله وهو الإسلام بأنه فكرة كبيرة تسمية جانبها الصواب كما جانبتها الدقة المرجوة عند الكلام عن الدين الإسلامي.
    بقى أن نقول: أن الإسلام كدين فكرة واحدة كبيرة عند الإنسان. وليس عند الله!!ولكي لا يختلط مفهوم الإسلام كدين سماوي بمفهوم الدين العام ينبغي أن نقف قليلا لنفرق بين الدين عند الله والدين عند الإنسان.
    * الدين عند الإنسان:ــ
    إن علم (الميثولوجي) بإعتباره علماً يبحث في الخرافات والأساطير الخاصة بأسرارالكون والآلهة والأبطال قد كان له دوره الفعال في الكشف عن أصول ديانات الإنسان البدائية.
    كما أن علم ( الانتريولوجي)بإعتباره علماً يبحث في الإنسان و تطوره الإجتماعي والبيئي. قد ألقي كثيراً من الضوء على نشأة الدين عند الإنسان وتطوره.
    ويلزمنا ونحن في معرض الحديث عن نشأة الدين أن نميز في وضوح بين نوعين من الديانات(1)
    1ــ الديانة المغلقة الساكنة.
    2ــ والديانة الدينميكية المتحركة.
    فالديانة الساكنة المغلقةفكرة بشرية نبتت في الأرض كما نبتت الحياة بين الماء والطين))
    لتحقيق التأزر الإجتماعي الناتج عن نشاط الخلايا الإجتماعية البيئية شبيه في تفاعله بالتكامل الحيوي والعضوي في بنية النبات والحيوان!وعلى ذلك فان هذه الديانة (الإستاتيكيه) في أدني صورها وأكثر أشكالها بدائية، تعد وليدة الحاجة البايولوجية الحيويةالمتصلة بتنظيم الحياة الإجتماعية في زمن لم تتجرد فيه الألفاظ من مدلولاتها. مما جعل الغريزة الإجتماعية! بدافع الضرورة تعمل على تهيئة جهاز من الطقوس والمراسيم والجزاءات المادية تعمل على صيانة المجتمع وتازر عناصره. وذلك بفرض تدخل قوى غيبية خارقة للطبيعة التي كان فهمها محدودًاجداًــ كما أنها قاهره للبشرية التي لم تكتشف أبعادها يومئذ! وبسبيل إسترضاء هذه القوى الغيبية.نشأت الطقوس الملزمةاللجماعة الساكنة المغلقة! إستهدافاً لرضا ورحمة هذه القوى القاهرة بوسائل متعددة كالقرابين والأعياد الدينية مع مراعاة الحرمات المقدسة التي فرض الرب تقديسها وإجلالها (2) وفي هذا االدين البدائي الساكن المنغلق يتعسرالتمييز بين الطقوس الدينية والأعمال السحرية بل أن كثيراً من هذه الطقوس كانت تفضي بمن يمارسونها إلى دائرةالكهانة والسحر.ودين الإنسان البدائي هو الذي ساير الطفولة البشريةفي سحيق الآماد وليس دين الأسلام هوالذي يمد لها في الأوهام كماتقول الفكرة الجمهورية وإنما ذلك دين (الميثيولوجي) الذي احتضن الخرافات والأباطيل والأوهام. وتجمع المراجع الكبرى في تاريخ الأديان على أن الديانة التوتمية هي أول الديانات الأرضية التي عاشها الأنسان وبالتالي فهي أكثر الأديان بدائية.
    * الديانة التوتمية :ـ
    التوتم اسم اشير به الى الرمز الذي اتخذته العشائر البدائية معبودا لها . وقد استمدت هذه العشائر البدائية تواتمها المعبودة من عناصر مختلفة . فبعضها استمد الطوطم من النباتات . وبعضها استمده من الجماد وبعضها استمده من الحيوان وبعضها استمده من القوى الطبيعية .
    وقد دخل تقديس هذا الطوطم في مختلف حياة الجماعة البدائية وبمختلف صوره واشكاله .1
    وقد كانت العشائر البدائية تلجأ لهذه الطواطم في مختلف امورها بل ان كثيرا من تلك الشعوب البدائية كانت تنقش توتمها باعتباره رمز للاله على كل شكل له قيمة اجتماعية، فتجد صورة الطواطم منقوشة على الاسلحة الحجرية ـ البرونزية ـ الحديدية وعلى جدران الاكواخ والكهوف والاجساد البشرية في وشم ظاهر على الاطراف او الصدر وقد كانت بعض القبائل تحمل طواطمها معها في الحروب والمعارك التي يتحدد فيها مصيرها كالاهة كما حدث في حروب الاغريق وحروب العرب قبيل الاسلام .
    وبدراسة التطور التاريخي لللديانة الطوطمية ( الوثنية ) نجد بعض العشائر البدائية لا تقف عند رسم الطوطم على الاشياء الخارجية فحسب ، بل ان عظماء العشيرة يتشبهون بالطوطم في مظهرهم الجاهلي ، كثيرا ما يحدث في اعيادهم الدينية ان يعطي ملوكهم لانفسهم صورة الطوطم المقدس ـ ولعل النظرة العابرة في نقوش الفراعنة ومخلفاتهم تعطينا صورة من طواطم المقدسة التي كان الفراعنة يبدان على صورتهاـ مثال امون راع . وخفرع وتوت عنخ ـ ورعم سيس ..الخ وتقديس الطوطم عند الشعوب البدائية قد ينسحب على من حمل صورة الطوطم من البشر ومن الطقوس المشتركة عند عبدة الطوطم ! الا يمس الطوطم بسوء سواء اكان الطوطم نباتا او حيوانا اوجمادا او بشرا يعتقد ان روح الاله قد حلت فيه؟!!
    وقد حاولت كثيرا من العشائر التي اتخذت من بعض القبائل الحيوانات توتما مقدسا لها ان تجعل بين هذا الحيوان المقدس وبين الانسان نسبا وهذه بعض القبائل الاسترالية تذهب الى الانسان الاول قد انحدر من بعض الحيوانات الغربية التي عاشت حقبا دفعت الانسان البدائي الى جعلها طوطما مر ببعض التغيرات الطبيعية حتى صار اخر الامر على صورة انسانية !
    ولعل هذا ما جعل بعض العشائر تتخذ من الانسان الها بل بدائية ان يجعل من نفسه رمزا مقدسا جماعيا تتجه اليه العشيرة بالعبادة باعتباره حاويا على ذلك المبدا المقدس الذي تتوقف عليه حياتها وأمنها وعلى ذلك فان عبادة الطوطم ( الوثن ) بمختلف صوره وأشكاله هي اول عبادة عرفها الانسان في بداياته السحيقة وتعتبر عبادة الطوطم من الوثنيات البدائية التي صاحبت طفولة البشرية الاولى . لتنتقل بها الى طفولتها الثانية فتطور الديانة الى عبادة الوثنيات المتقدمة:ـ
    * عبادة القوى الطبيعية :ـ
    عاش الانسان الاول من الارض وهو يواجه القوى الطبيعية بمؤهلات غاية في الضعف فهو ليس في قوة الحيوانات الضخمة ولا في سرعة الدواب العادية . ولا هو من تفتح العقل وسمو المدارك بحيث يبتكر من الاسلحة ما يواجه به عوادي القوى الطبيعية او يخضعها لسلطانه .
    فما كان منه الا ان ناجز الضعيف من هذه القوى واستكان منه بمأ يدفع عنه ضرره وقد تمثل في الاكواخ والكهوف يقي بها نفسه من البرد والحر والمطر..الخ
    اما القوى الكبيرة فقد استكان لها بالتسليم والخنوع واتخذها الهه له مظنه ان تجلب له الخير او تدفع عنه الضر . ومن اهم الظواهر الطبيعية التي تعبد لها الانسان في عصره الاول.
    الشمس ـ والقمر ـ والكواكب ـ والنار والارض ـ والهواء ـ والسحاب والماء. ونظرة فاحصة الى التاريخ مصر القديمة باعتباره احد مراكز الانسان منذ القدم . تؤكد تأليه انسان ما قبل التاريخ للطبيعة وخضوعه لها .
    ـ فقد عبد قدماء المصريين ( الشمس ) تحت اسم الالهة ( رع) وقد كانوا يضيفون اسماء فراعنتهم المؤلهين الى الالهة ((رع )) باعتباره الالهة ( فعندهم ) امون رع ميرن رع خفرع..الخ
    2ـ كما عبدوا السماء ورمزوا لها بصورة امراة عملاقة جسمها مقوس فوق الارض على شكل قبة وقد اطلقوا على الهة السماء اسم ( نوت)
    3ـ كما اله قدماء المصريين الارض تحت اسم الاله ( غب ) وجعلوه زوج الالهة ( نوت) الهة السماء!!
    4ـ واله الانسان البدائي الهواء والرعد تحت اسم الاله ( شو)
    5ـ واله المصريين القدماء وانسان العصر الجليدي الماء وعدوه عنصرا ازليا مقدسا يمد من شرب منه بالخلود !تحت اسم الاله (نون)
    هذا وقد عبد قدماء المصريين مصادر رزقهم الطبيعية باعتبارها انصاف الهة فعبدوا النيل تحت اسم الاله (حابي ) وكانوا يقربون له القرابين البشرية (الفتيات) استرضاء له وتجنبا لسخطه!!
    والهوا الارض الخصبة تحت اسم الالهة ( ساخت ) وقد صورت على شكل امراة وعلى جبهتها زهرة الاس المقدسة (اللوتس ) وتعددت الالهة بتعدد المصادر فهنالك الهة الحبوب ( تبري ) وهنالك الهة الحصادوهي (رنوت)وهنالك الهات الخضب والولادة امثال (خافت )..الخ
    اما الشعوب البدائية في كل من اسيا الصغرى وجنوبي اوربا فقد دانوا لعديد من قوى الطبيعة تحت اسماء متددة فهنالك بعل (الشمس) وهنالك رشيف الرعد.وهنالك عشتروت الهة الحب والجمال ورفيقها عانت وهنالك مارس الهة الحرب ..الخ
    *عبادة الكواكب :ـ
    دان الانسان البدائي في اجزاء من قارة اسيا للكواكب وعبد النجوم .وعلى رأسها الشمس وقد يقف امر بلقيس التي كانت وقومها يسجدون للشمس دون الله .حين اطلع عليهم هدهد سليمان!دليلا.وجعلوا النار والنور من مظاهر الشمس !المقدسة ومازالت بقايا هذه الديانة الارضية البدائية يتمثل في المجوس(كشعب منغلق) يدين بدين سكوني.
    عبادة الارواح:ـ
    وبسبيل البحث عن الامن والاحتراز من الخوف دان الانسان البدائي للروح بنوعه . وقد اعتبر كثير من الباحثين في تاريخ الاديان ونشاتها ان عبادة الارواح اسبق في التاريخ من عبادة الطبيعة ومظاهراها . كما ذهب كثير من علماء (الانثولوجي) الي ان عبادة الطبيعة ومظاهرها هي الاسبق .
    وقد دلل انصار المذهب القائل بأولوية عبادة الروح والدينونة لها بان الانسان قد عرف احلامه قبل ان يعرف ما حوله .وقد تصور الانسان البدائي حياته في اليقظة وحياته في الحلم على انها حياتين حقيقتين واقعيتين .لانه لم يصل بعد بعقله القاصر الى ما اسماه علماء الاجتماع اليوم (بالتكيف البيئي )الا في حدود جد ضيقة! وهذا المفهوم جعل الانسان البدائي يستقين ان حياة الاحلام حياة واقعية ملموسة لها مقومات الحياة التي يعيشها اثناء يقظته!
    وقد تطور هذا المفهوم لينشأ عنه في تطور الاديان عبادة الروح ( النفس) وبذلك فان الارواح تأتي في مرحلة متطورة من نشأة الدين لان عبادة الروح ( النفس) نوع من التجريد وتجريد الشئ عن مفهومه المادي امر لا يعرفه الانسان ذي البدائية الموغلة في حياة ! وقد صاحبت ظاهرة تجريد النفس من مفهومها المادي الانسان منذ ان نام فحلم!! غير انه لم يفطن لهذه الظاهرة إلا في وقت لاحق متراخي ! مما انتهى بهذا الانسان البدائي الى القول بان الانسان مكون من شيئين مختلفين .
    الاول:
    جسده الذي تميز بصفاته المادية من حيث الاستقرار وعدم الحركة وعدم الانتقال التحيز في مكان اثناء النوم الذي يعد ظاهرة طبيعية عاشها الانسان منذ ان عرف الارض !!
    الثاني :ـ
    كائن اخر له قدرة على التنقل من مكان لاخر ملتحفا بألاثير (بلغة اليوم) له قدرة على ان يترك الجسم حال النوم وينطلق بعيدا ليتراءى لصاحب هذه النفس رؤى واحلاما هي عند الانسان البدائي عوالم واقعية يتعامل معها( بكائن غير ملموس ) ( بلغة اليوم ) باعتباره اثيرا لطيفا يستطيع ان يخترع الحواجز كما يستطيع ان ينفذ في الجسم دون اي اعتراض وهذه النفس بهذه الخصائص ترتفع من كونها نفسا لصيقة بالجسد لا تخرج منه الا نادرا الي روح مقدس له القدرة الكاملة على ايصال الخير كما له القدرة على الاضرار وانزال النكبات بالناس من ذلك العالم (( الواقعي )) الخفي المجهول المخوف .
    وبهذا المفهوم للروح المقدس من الانسان البدائي بدا له انه لن يستطيع الاتصال بهذا الروح المقدس الذي تقدس بالموت الذي يفصل هذا الروح المقدس عن جسد يرى البدائي تحلله وفناءه ! الا بمرعاة طقوس خاصة تجمعت هذه الطقوس بازدياد عالم الارواح حول عالم الاجساد لتمارس العشائر البدائية هذه الطقوس بغية الاتصال بروح مقدس يعتقد ان له القدرة على المشاركة في حياة عابديه سواء بمساعدتهم ان ارضوه او بانزال النكبات بهم ان هم أغضبوه!
    واعتقد الانسان البدائي ان جميع ما يصيبه من نجاح وتوفيق اويمنى به من الام ومصائب انما يرجع الى تلك الارواح اوالعالم الروحي .
    ولغموض هذا العالم الروحي ولانه مجهول الابعاد زاد قوة ورهبة كان للاساطير والخرافات دورها الكبير في ذلك حتى ان الروح المقدس صار مصدرا لكثير من القوى الحيوية فالصحة والمرض والشفاء والسعادة والنصر والهزيمة كلها بيد هذه الارواح المقدسة التي احيطت بالكثير من الغموض والابهام . مما اصبح ملزما للانسان ان يرضيها ويتخلص من غضبها . فيتقرب لها بالقرابين والصلوات . معلنا عن طاعته وتذلله وهذه طقوس تكون في جملتها عبادة تجعل الانسان متدينا بدين لا علاقة له بالله ولا بالسماء ! وان كان ثمة اسلام فهو اسلام لغير الله !! ومن خلال هذا العرض عزيزي القارئ لانواع الديانات الارضية التي انشاها الانسان نجدها تتفق كلها في خصائص معينة :ـ
    اولا : تعدد الالهة وتنافسهم . واغارة بعضهم على بعض .
    ثانيا : اهتمامهم بالارض وساكنيها وهو اهتمام فرضه مفهوم الانسان الاول للارض بانها الكون الوحيد الذي يصلح مقرا للالهة !
    ثالثا : وراثة الالوهية عبر الارواح المقدسة .
    رابعا: صلة الانسان بهذه الالهة كانت تقوم على الخوف والتوجس اكثر من قيامها على الامن والثقة .
    وعلى ذلك يمكن ان نقول عن هذا الدين البدائي المنغلق الذي انشأه الانسان باعتباره ضرورة اجتماعية أنه: محاولة توجيه الانسان سلوكه ومعاملاته وفقا لشعوره بالصلة بين نفسه ! وبين روح مقدسة خفية يعترف لها بالسلطان عليه وعلى سائر الكائنات الاخرى. محاولا ان يكون على صلة دائمة بها مهما تعددت الاشكال التي يرمز لها.
    والدين بهذا المفهوم ما هو الا مهاد وثير يسترخي فيه الوهم الغليظ حتى يدق! ويعشش فيه الباطل الشاخص ! ليتحول الى باطل خفي!! دون ان يربط صاحبه بحقيقة مطلقة او مبدأ واحد!!
    هذا ماعناه محمود محمد طه.
    * ولعل هذا الدين الارضي هو الذي عناه محمود محمد طه حين قال:ــ
    (( ولقد ساير الدين طفولة البشرية في سحيق الاماد واحسن مسايرتها كان بها رفيقا شفيقا يمد لها في الاوهام والاباطيل التيان تكتنف تفكيرها ريثما ينقلها على مكث وفي اناة من وهم غليظ الى باطل ادق!!))
    وقد نتفق مع محمود محمد طه تمام الاتفاق ان عنى بهذاالقول الدين الارضي!؟ الذي انشاه الانسان في سحيق الاماد.
    ولكن محمود محمد طه)لايعطي اي اتفاق وذلك حين يستطرد في القول:ـ
    ((وهكذا دواليك حتى قطعت الانسانية عهد الطفولة ووقفت اليوم!؟في طور المراهقة لتستشرف الى عهد الرجولة والاكتمال. واصبح على الدين دور جديد.هو ان يقفز بالانسانية عبر هذا الطور القلق الحائر المضطرب ــ طور المراهقة.ليدخل بها عهد الرجولة والاكتمال))(1)
    محمود محمد طه في هذا النص يزعم أن الانسانية منذ طفولتها الباكرة وحتى اليوم((القرن العشرين))وهوطور المراهقة.كانت تعيش دينا يمد لها في الاوهام والاباطيل وينقلها من باطل غليظ إلى باطل ادق!؟ وهو بهذايسحب طبيعة دين الانسان البدائي! على دين الله الحق الذي جاء في زبر الاولين. ومعلوم عند كل العقلاء ان الدعوة إلى دين الله الحق لم تبدأ في القرن العشرين وانمابدأت منذالاف السنين وقد كانت الانسانية مكتملة الرجولة منذ ان خلق الله الانسان في احسن تقويم.
    وهنا قد يقول قائل: فمن اين نشات الطفولةالبشرية التي تحدثت عن اديانها فيما سبق مادام أبو هذه البشرية قد خلق في احسن تقويم.
    للاجابة على هذا السؤال نقول:ــ ان الكمال الحق لله وحده وكل كمال للمخلوقات انما يكون بنسبة قرب هذا الكائن المخلوق من مصدر الكمال المطلق (الله) هذاوقد خلق الله الانسان في درجة من القرب منه ارتفعت به الى درجة الكمال المقدور له،ثم بعدت البشرية من بعدعن الله عز وجل فانحطت إلى اسفل سافلين ببعدها عن الحق فصارت بهذا الانحطاط في اكثر درجات الطفولةبدائية وسذاجة غيران من البشرية من حافظ ومنذ القدم.على حسن تقويمه بحسن صلته بالله عبر الايمان بالله وعمله الصالحات في سبيل الله. لتتصل بذلك نعمة الله عليه باستمرار ــ احسنية جزائه الناجز. متمثلا في احسنية خلقه وقوامه. وكماله بدوام حضوره في حضرة الكامل متحليا بالتقوى. والطاعة لله . والوفاء واستيفاء الكيل واقامةالوزن باقسطاس المستقيم!! وكل ذلك يقول عنه الله تبارك وتعالى ((نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الاولين))193ــ196 الشعراء
    اذن لقد كان في زبر الاولين الامر بان يزنوا بالقسطاس المستقيم. ومع ذلك فمحمود يزعم ان الدين ((بعامة ودون تخصيص يستوجبه الورع كما يستلزمه العلم!!كان يمد للانسانية في الاوهام والاباطيل!؟اوهام واباطيل ترجح عند الوزن بالقسطاس المستقيم!؟وأمام من!؟امام الله!؟الذي لا تخفى عليه خافية أمام الله اللطيف العليم!ذلكم الحق الحكيم الخبير! حاشا لدين لله ان ينقل الناس من وهم الى وهم ومن باطل الى باطل.وعلى ذلك لم يحمل دين الله الذي دعا له المرسلون اي نوع من الوهم أو الباطل.وما احسب الوهم غليظا كان او دقيقا وما احسب الباطل غليظا كان اودقيقا الافي عقلية محمود محمد طه اما الدين الحق فقد قام على الحق المنزه عن الباطل منذ اول مرسل للبشرية، كما سنبين في تفصيل ياتي قريبا ان شاء الله.
    ويقول محمود محمد طه:ــ واصبح للدين دور جديد هو ان يقفز بالانسانيةعبر طور المراهقة التي نعيشها اليوم((القرن العشرين)) ليدخل بها عهد الرجولة والاكتمال))
    وهذا القول يحمل المفاهيم التالية:ــ
    * أولا: لقد وقف الدين عن مسايرةالانسانية التي انطلقت مسيرتها نحو طورالرجولة والاكتمال ويكون الدين قد ساير الانسانية في طور طفولتها فقط دون ان يفرق محمود محمد طه بين الدين عند الانسان . والدين عند الله.
    *ثانيا :
    لم يصل الانسان قبل القرن العشرين الى طور الرجولة والاكتمال لان الدين يحمله المسؤلية ولم يتح له الحرية الفردية المطلقة!اذانه قام على وصاية الرشيد على القصر الذين يطلبون الحماية من تحمل المسؤلية ! الذي هو مقياس الرجولة والاكتمال .
    2ـ والرشيد عند محمودمحمد طه هو المعصوم:ـ اما القصر فهم الاصحاب ومن جاء بعدهم الى اليوم ( القرن العشرين ) ومحمود بذلك يقذف النبذ ولاياتي بلوازمه .
    اذا انه لم يحدثنا عن لوازم هذا القصور . ونتائجه وصوره عند الاصحاب !! ومن قال ان الصحابة كانوا يطلبون الحماية من المسؤلية !؟ سيما من كان منهم في موقع المسئولية ؟ نحن نعلم ان قمة المسئولية الى درجة التضحية والفداء في سبيل الواجب .والتاريخ يجمع على ان ابابكر وعمر وعلي وعثمان ومحمد بن مسلمة وخبيب وابا جندل وكثير غيرهم قد ضربوا اروع الامثلة في ذلك فهل لمحمود محمد طه ان يدعم قوله بمثال تتضح به حال طفولة الاصحاب ؟ وان عز المثال ! فهات لنا مثلا!!من دار ضربك !! واعلم ان الله !؟ لايستحي ان يضرب مثلا ما.!؟
    *ثالثا:
    هذه القفرة الدينية التي يتحتم على الدين ان يقفزها حتى يواكب انسانية اليوم ( القرن العشرين) تلزمه التخفف من كثير من الاثقال التي تحول دون قفزة سيما وقد طلب منه ان يصل الى قمة لم تصلها الانسانية من قبل في عمرها الطويل!واولى هذه الاثقال التي يجب على الدين طرحها في قفزة هي الشريعة التي تربط هذا الدين بالارض بلد الاوهام والاباطيل . ليعيش الدين بعد ذلك مجزءا يفي بأصالة كل فرد وحريته !! المطلقة من ضوابط الشرع!!
    وثاني هذه الاثقال : ـ هو حجاب النبوة الاعظم !! الذي يجب على الاصيل اسقاطه وهو يقفز بالدين الى قمته المرجوة!! اما ثالث هذا الاثقال التي تئود الانسان عن القمة الدقيقة اللولبية !!في الدين !! فهي العقيدة: لانها مرحلة تفرق للانسانية !اذ ان كل انسان سيتعصب لعقيدته فيحدث النزاع والنزاع يعطل القفزة . لهذا على الانسان ان يطرح مصدر النزاع والشقاق والتعصب وهو العقيدة! في مرحلة من مراحل قفزة ليسير بالعلم الذي يفضى الى الحب ومن خصائص الحب جمع شمل المحبين على اختلاف اتجاهاتهم واشتاتهم.
    وباكتمال الحب تكتمل الرجولة لان الاطفال لا يحبون !!؟ وان حبوا فهو حب سلبي لايعط الحياة امتدادا !!كما انه حب اناني لايخرج عن محيط الذات! بينما الحب الايجابي حب للغير في الذات .وحبك للغير يحملك مسئولية الحفاظ عليه كاملة ، فهو مسئولية لايتحملها الا الرجال !!
    ولكن حبك للغير يحملك على تقديس واحترام كل ماجاءك منه .وكلما ازددت قربا من هذا المحبوب كلما كبرت مسئوليتك في الحفاظ على مامنحك اياه حتى اذا قدمت عليه وراك تحافظ عليه سره ان تكو ن حافظا لامره بالغيب !
    وحفظ الامر بالغيب من خصائص الرجولة المتناهية !؟(1)
    أما حبك لنفسك في مقام الانا:ــفانه يحملك على رفض كل خارج عن هذه النفس. فنفسك وما يتصل بها فقط هو محل الرعاية أما الاخرون فعلى الرغم من انهم مظهر من مظاهر الرب المحبوب! فهم عند الاطفال لايعنون شيئا بل ماهم الا وسيلة يتوكأ عليها الطفل حتى يصل غايته التي هي ذاته... فأيهما عاش في مرحلة الطفولة أنت. ام الرجال أيها الطفل الغرير!؟ الذي يعجبه ان يرى نفسه في كل مرايا الوجود، والويل لمن تعكس مرآته الفكرية غير نفس هذا الطفل الي يريد ان ينشرها!!اذا سيأتيه السباب اطرأ من لسان هذا الطفل الذي لم تهذبه التجربة.ولم تجد من غربه التقوى.. كما لم يكفكف من غلوائه العلم!! يسب الظلام الذي يعيش فيه من لم يرتفع لافق هذه النفس العالية ليعكسها!!كما يسب الانسان الذي اظلم بزعمه!! ولو كلف هذا الطفل نفسه بايقاد شمعة يردفها زيت الزيتون النقي!لما وجدظلاما يسبه!؟
    ولكن الطفل لا يعرف النور لانه قد عرف نفسه مظلما!! ولئن سأل واغيلمه معه، عن طريق النور بغية التماسه فانى اقول لهم التمسوه (( في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصالةرجال!!)) رجال وليسوا اطفالا، أمعلوم هذا؟!رجال عرفوا طريقهم لبيوت الله في الانفس وفي الافاق!؟ فأرتفع الله بهم وهم فيها عن الدنيا وسفاسف الامور التي يعيشها الاطفال بعيدا عن بيوت الله! وهي القريبة منهم حسا ومعنى!!
    هل ظهرت صور ديانات التوحيد بظهو اليهودية:ــ؟ يقول محمود محمد طه:ــ
    (( بدأ ظهور هذه الفكرة الواحدة ((دين الاسلام)) في الوثنيات البدائية المتفرقة!ثم اخذت تتقلب في مراقي التطور حتى ظهرت الوثنيات المتقدمة! وأطرد بها التقدم حتى ظهت ديانات التوحيد الكتابية بظهور اليهودية والنصرانية...الخ))
    ان قول محمود محمد طه ((حتى ظهرت صور ديانات التوحيد الكتابية بظهور اليهودية والنصرانية))قول فيه جهل كبيربتاريخ الاديان كما انه يتسم بتخليط شديد في فهم فكرة الوحدانية! وقول محمود (( بظهور اليهودية)) يجعل الباء تفيد أحد معنيين أما انها سببية:لتكون الديانة الكتابية( اليهودية والنصرانية)سببا في ظهور صور ديانات التوحيد ونحن نعلم أن المسبب وهو هنا (صور ديانات التوحيد الكتابية)لايمكن أن يسبق السبب.وهو ظهور اليهودية والنصرانية) وبالتالي يتأكد القول بان ديانة التوحيد لم تظهر الا بظهور اليهودية وهذا قول بين الخطل لان ادم عليه السلام قد جاء بدين التوحيد وبينه وبين اليهودية حقب طويلة. بمقياس الزمن الوجودي!!
    واما ان كانت الباء تأسيسة:ـ
    فيكون ظهور اليهودية والنصرانية اساسا لظهور صور ديات التوحيد . وهذا القول يجعل كل صورة من ديانات التوحيد التي جاءت قبل اليهودية والنصرانية تقوم على غير اساس ؟!وبالتالي فان ديانة ابراهيم واسحق ويعقوب وداؤد وسليمان وكل الانيباء والمرسلين قبل سيدنا موسى ديانة لا تقوم على اي اساس وهذا قول لا يقول به عاقل يعرف شيئا من الدين !وعلى كلا الحالين فان على الاستاذ محمود ان يكون دقيقا في لفظه وان ياتي بألفاظ محددة المعاني دقيقة المدلولات اذا اراد ان يتكلم بلغة العلم لان العلم يذكر ان صورة ديانات التوحيد ظهر ت بظهور الانسان الذي خلقه الله على الفطرة التي عرفت الله بها ربا واحد ثم تراكمت معطيات الزمان والمكان على مر العصور لتغطي باب الفطرة السليم بصورة متعددة للاله فرضها تعدد الاهواء التي توزعت القلب فحالت دون سموه الى الواحد الاحد.
    مما افضى به الى ان يعيش على الارض طفلا يحبو!!ولعل العالم ( فور كارت) قد لمس جزاءا من الحقيقة حين قال في كتابه: ما ترجمته:
    (( ان تصور اله السماء يرجع الى اقدم العصور الانسانية)) وتنتسب هذه الفكرة الى تخيل البدائي لاصل الظواهر السماوية فقد افضى به تخيله الى ان يزعم ان هنالك قوة شخصية وراء جميع الظواهر السماوية ، وهذه القوة الشخصية في الخفاء ! ترتبط بها مصادر الطاقة والحياة وهذه القوة هي التي جعلت كثيرا من المجتمعات البشرية البدائية تسلم بوجود اله واحد اسمي من وجود الهة اخرين)) ويضاف الي( فوركارت) العالم(م ـأ ـ لانج) الامريكي وبيروفسير توني سيهسد والبروفسير الفرنسي الن شريدر هذا وقد ذهبت المجتمعات البشرية البدائية مذاهب شتى في تحديد مكان او جهة هذا الاله الواحد الاسمي .
    * فذهبت بعض المجتمعات الى ان الاله السامي يعيش مع الناس في مجتمعاتهم يعلمهم الخير والرشد والفضيلة.
    * كما ذهب فريق اخر على ان الاله الواحد يعيش في السماء ويتصل بالارض عبر الالهة الصغار.وهنالك فريق ثالث اعتقد ان الاله الواحد كان يعيش مدة من الزمن في هذه المجتمعات ابان خلقهم ثم اغضبته خطابا البشر فصعد الى السماء !!
    هذا وقد ذهب العالم الفرنسي ( شميدت ) 1 الى القول:
    بان هنالك بعض القبائل البدائية قدنسبت الى الاله الواحد السامي صفة الابدية والازلية كما ارجعوا اليه فكرة الخير والشر والعقاب. والاله عند القبائل مصدر القواعد الخلقية التي يتحقق بها الخير والفضيلة كما انه هو الذي يمد الانسانية بالقدرةعلى الحياة.
    ويقول ان بعض القبائل البدائية قد وحدت الاله تحت اسم قوة الطبيعية المتعالية . وقالوا انه لايمكن ان يصور انما يمكن ادراكه كفكرة عن طريق اثاره في الوجود وهو( اي الاله الواحد المتعالي) ـ قوة الطبيعة وحدة مكانية وحدة زمانية وهو ذلك يتحكم في كل الازمان والاماكن وهو اله يملا الكون بقوة واحدة تسيطر على جميع المناطق والاقاليم فهو ليس اله مجتمع واحد وانما هو اله جميع المجتمعات )اه
    هذه الصورة التي نقلها شميدت عن قبائل عاشت في شرق افريقيا وشرقي اسيا وشمالها . منذ ملايين السنين على حد تعبيره لتعطي صورة لديانة من ديانات التوحيد وان اختلطت به بعض المفاهيم التعددية مما يؤكد ان التعرف على اله واحد فطرة انسانية جاءت الاديان السماوية لتذكر بها الانسان بعد ازالة غبار السنين وصدا الايام عن مرآة القلب لتصفو فيرى به نور الله ، وما اليهودية والنصرانية الامراحل جد متاخرة في عمر البشرية التي عرفت التوحيد وان كان في صورة بدائية.
    وبذلك يتضح جليا ان قول محمود محمد طه :
    ( بدأ ظهور هذه الفكرة الواحدة في الوثنيات البدائية المتفرقة!ثم اخذت تتقلب في مراقي المتطور حتى ظهر صور ديانات التوحيد الكتابية! بظهور اليهودية والنصرانية ) 1
    قول قد جانبه الصواب وهو قد ضم خطاين اساسيين:
    الاول: قوله ان الاديان الكتابية قد ظهرت بظهور اليهودية والنصرانية ! ولعله لا يعترف بزبور سيدنا داؤود ولا بصحف ابراهيم بل لعله لا يؤمن بزبر الاولين . الذين جاءوا من عند الله بأديان كتابية .
    الثاني : اعتقاده ان صور ديانات التوحيد قد ظهرت بظهور اليهودية والنصرانية وهذا القول يجرد الديانات الكتابية التي ظهرت قبل اليهودية والنصرانية من كونها ديانات توحيدية .
                  

العنوان الكاتب Date
الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-22-07, 09:29 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-22-07, 09:31 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Frankly05-22-07, 10:56 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-22-07, 11:26 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-23-07, 06:48 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-23-07, 06:55 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Frankly05-24-07, 08:49 AM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 07:56 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك حمزاوي05-23-07, 07:30 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-23-07, 12:38 PM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك انور الطيب05-24-07, 08:26 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-24-07, 10:07 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-24-07, 10:10 AM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Frankly05-24-07, 11:29 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك انور الطيب05-24-07, 10:28 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-24-07, 11:29 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك الطيب بشير05-24-07, 12:31 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك انور الطيب05-24-07, 05:03 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 07:54 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Abdalla mohamed05-24-07, 08:23 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك تاج السر حسن05-25-07, 09:05 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 08:06 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 08:00 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك essam&amal05-25-07, 09:47 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك تاج السر حسن05-25-07, 10:11 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك انور الطيب05-26-07, 06:45 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك تاج السر حسن05-26-07, 08:29 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 08:11 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 08:24 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-26-07, 01:42 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla05-26-07, 07:49 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-27-07, 01:53 PM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك الطيب بشير05-27-07, 03:42 PM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-29-07, 07:34 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-29-07, 07:40 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yassir7anna05-29-07, 12:42 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla05-30-07, 00:07 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla05-30-07, 01:00 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla05-30-07, 01:48 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-30-07, 07:33 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Abureesh05-30-07, 08:36 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Mohamed E. Seliaman05-30-07, 09:27 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عوض محمد احمد05-30-07, 09:57 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla05-31-07, 04:02 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Abureesh05-31-07, 04:10 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان05-31-07, 01:07 PM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك انور الطيب06-02-07, 06:45 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-02-07, 07:23 AM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Frankly06-02-07, 10:10 AM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-02-07, 01:03 PM
              Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-02-07, 01:50 PM
                Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-02-07, 11:07 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla06-02-07, 10:01 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك eyes of liberty06-03-07, 00:48 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك wedzayneb06-03-07, 03:03 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-03-07, 05:03 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-04-07, 07:35 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-04-07, 07:42 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-06-07, 06:05 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yassir7anna06-04-07, 11:54 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Frankly06-04-07, 01:09 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-06-07, 05:48 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yassir7anna06-06-07, 11:51 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-07-07, 02:41 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-07-07, 06:43 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-07-07, 07:03 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-09-07, 02:01 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك MAHJOOP ALI06-09-07, 08:04 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبدالله الشقليني06-09-07, 07:03 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبدالله عثمان06-09-07, 07:40 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبدالله الشقليني06-09-07, 09:50 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبدالله عثمان06-10-07, 03:09 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla06-10-07, 05:05 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-10-07, 06:21 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك osama elkhawad06-10-07, 06:39 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-10-07, 08:57 AM
        Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-10-07, 10:11 AM
          Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك ali elhassan06-10-07, 12:12 PM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبد الحي علي موسى06-10-07, 12:29 PM
              Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-10-07, 01:07 PM
            Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-10-07, 01:17 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yassir7anna06-10-07, 01:42 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla06-10-07, 04:21 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك عبد الحي علي موسى06-11-07, 07:45 AM
      Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-11-07, 09:30 AM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك نزار محمد عثمان06-11-07, 07:48 AM
  الفكرة الجمهورية فى الميزان... للشيخ عبد الجبار المبارك عادل طه06-11-07, 09:23 AM
    Re: الفكرة الجمهورية فى الميزان... للشيخ عبد الجبار المبارك عبد الحي علي موسى06-12-07, 10:55 AM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla06-15-07, 05:48 PM
    Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Yasir Elsharif06-15-07, 10:09 PM
  Re: الفكرة الجمهورية في الميزان .. للشيخ عبد الجبار المبارك Omer Abdalla06-16-07, 06:27 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de