مواقف في ساحات العدالة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 05:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الطيب مضوي شيقوق عبد الغني(الطيب شيقوق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2009, 09:47 PM

عبدالكريم أحمد الامين
<aعبدالكريم أحمد الامين
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 6343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مواقف في ساحات العدالة (Re: محمد أحمد الخضر)

    (5)
    حكومة السودان ضد عوض الكريم محمد علي بكار


    Quote: القصد الجنائي :
    يشترط في الجريمتين المنسوبتين للمحكوم عليه أن يكون قاصداً إحداث الأثر الذي ترتب عليه فعله ، والأثر المترتب على فعل المحكوم عليه في هذه القضية هو موت أربعة أشخاص واحتراق دكان كامل بما فيه من بضائع قيمتها بالآلاف.
    ولأن القصد اتجاه ذهني ، فإنه يستحيل إثباته بطرق الإثبات المعتادة ، فلا مجال لإثباته ببينة مباشرة إلا إذا أعلن المتهم نفسه عن قصده صراحة وهذا ما لا يحدث إلا نادراً حيث أن حب الحياة والحرية عادة يطغى على الشهامة والشجاعة والصدق وكل القيم الإنسانية التي من شأنها أن تدفع الجاني إلى الإقرار بجنايته.
    ولهذا فقد وضعت المحاكم بعض المعايير التي من شأنها أن تساعد على الوصول إلى قصد المتهم ولا ريب في أن ذلك يختلف مع اختلاف نوع الجريمة وما هو مطلوب لارتكابها والضرر المترتب على الفعل .
    وفيما يتعلق بجريمة القتل فان المعايير التي اختطتها المحاكم لاستنتاج القصد هو نوع الآلة المستعملة مواقع كيفية استعمالها (انظر مثلاً حكومة السودان ضد عيسى علي احمد م ع أ /م ك/ 74/71 المنشورة على صحيفة 230 من مجلة الأحكام القضائية لسنة 1972م.
    على أن قانون العقوبات قد وضع معياراًن آخر عاماً لتقصي الحالة الذهنية التي تجعل لمتهم مرتكباً لجريمة القتل العمد وهو أن يكون المتهم عالماً بأن الموت هو النتيجة الراجحة وليست مجرد المحتملة لفعله وقد جرى العمل على مساواة مثل هذا العلم بالقصد في إحداث الموت.
    والعلم هنا ليس العلم الذاتي للمتهم وحده بل يكفي أن يكون علماً حكيماً يفترض على المتهم باعتباره شخصاً عاقلاً يفترض عليه أن يكون عالماً بما يدركه كل شخص عاقل ، وعلى هذا فإن المعيار موضوعي ويتم التوصل إليه من ظروف الحادث . وقد عرف القانون عبارة (احتمال) ولكنه لم يعرف عبارة (الراجحة) إلا أن هاتين العبارتين تقابلان عبارتي likely و probable على التوالي واللتين كانتا تردان في قانون عقوبات السودان لسنة 1925 وقد وجدت هاتان العبارتان تحت ظل ذلك القانون دراسة وافية من المحاكم (انظر) حكومة السودان ضد كيتي جيلو مجلة الأحكام القضائية لسنة 1960م ص 60 وحكومة السودان ضد كمال الجاك – مجلة الأحكام لسنة 1965 ص 65 وحكومة السودان ضد محمد آدم أونور مجلة الأحكام القضائية لسنة 1963 ص 157 وحكومة السودان ضد عمر ابراهيم ابكر مجلة 1968 ص 74 ) وخلصت كل هذه الأحكام بالنسبة لتعريف ما هو محتمل الى تفسير مطابق لما ورد لعبارة (احتمال) في قانون العقوبات لسنة 1974(المادة 20 أ) أما بالنسبة لعبارة probable المقابلة لعبارة راجحة فقد خلصت الأحكام الى انها تعني ان تكون في عدم حدوث الموت ما يثير دهشة الرجل العادي.
    وعلى هذا جرى قضاء المحكمة العليا في السابقة الحديثة حكومة السودان ضد محمد صديق السيد نمرة م ع / م ك/ 19/1975م وهي منشورة على صحيفة 408 من مجلة الأحكام القضائية لسنة 1975م حيث ورد فيها ما يلي على صحيفة 410.
    (... أما بالنسبة للنتيجة المرجحة (هكذا) حسب معيار الذي توصلت إليه محاكمنا وكما استقر لدى قضائنا العالي فإنها تتوفر إذا كان عدم حدوث الموت يثير دهشة الرجل العادي أي أن الرجل العادي كان سيندهش إذ لم يمت المصاب نتيجة لما لحق به من أذى.
    وتطبيقاً لهذه القاعدة توصلت المحكمة الكبرى في القضية المطروحة أمامنا إلى أن استعمال البنزين وهو مادة شديدة الالتهاب وواسعة الانتشار في دكان ليس به غير منفذ واحد وحتى هذا المنفذ نفسه يعترضه بنك ارتفاعه اكثر من متر وفي وجود نزاع سابق مع المجني عليهم حول الدكان وما ثبت لديها من تدبير من جانب المحكوم عليه وطريقة دلق البنزين وجدت في كل هذه الظروف ما يثبت أن المحكوم عليه كان قاصداً إحداث الموت أو أنه كان يعلم على الأقل أن الموت هو النتيجة الراجحة لفعله.
    أما الدفاع فإنه يرى أنه لم يكن هناك ثمة تدبير للجريمة و انما كان الحادث بعد المشادة الكلامية وأن المتهم لو كان يقصد قتل المجني عليهم لما طلب منهم الخروج وأنه كان هناك متسع من الوقت بين وعيد المتهم عندما قال دقيقة وذهابه لإحضار البنزين وانه كان بإمكان المجني عليهم القفز طلباً للنجدة عندما بدأ المتهم في فعله وأن الثابت أن كمية البنزين التي يفترض ان المتهم قد سحبها من تلك العربة قليلة بحيث لا يمكن أن تشعل حريقا كالذي نشب وبالتالي لم تكن كافية لإحداث الموت.
    ونحن لا يسعنا إلا أن نتفق مع المحكمة الكبرى في قرارها بأن المحكوم عليه كان على الأقل عالماً بأن الموت هو النتيجة الراجحة لفعله فالبنزين مادة خطرة شديدة الالتهاب سريعة الانتشار وكميته لا تكون مسألة جوهرية اذا ما تعدت قدراً معيناً اذ يكفي القليل منه لإشعال نار يعتمد استمرارها على المقدار من جهة وعلى العوامل الأخرى المساعدة والتي تكون موجودة في المنطقة ورغم أن كمية البنزين التي دلقها المحكوم عليه غير مؤكدة المصدر والمقدار فان الثابت من إفادة شاهد الاتهام الرابع هو أن الكمية تقارب سعة الجردل الذي حمل فيه المحكوم عليه ذلك البنزين وكمية كافية لحرق المجني عليهم.
    ومن الثابت أن المحكوم عليه دلق البنزين في وسط الدكان (كشح) كما ورد في رواية شاهد الاتهام الرابع والمجني عليه عبد الرافع وهو المكان الذي كان فيه المجني عليهم وبذلك فإن الراجح هو أن البنزين قد اندلق فيهم أو حولهم ومما هو معروف أن البنزين إذا علق بشيء ثم اشتعلت فيه النار فانه يصعب إطفاء النار إما القول بأنه كان في إمكان المجني عليه مغادرة الدكان أما على اثر وعيد المحكوم عليه مباشرة أو أثناء إعداده لإشعال النار فهو رأي لا يمكن قبوله فمن الواضح أن المجني عليهم كانوا يتصورون أن وعيد المحكوم عليه كان يمكن ان ينتهي بهذه الطريقة الدرامية ، أما بعد أن صار الأمر واقعاً فانه من غير المتوقع ولا المطلوب من المجني عليهم أن يتملكوا زمام عقولهم أمام النيران التي كانت تحيط بهم ليفكروا في القفز طلباً للنجاة.
    ومن الواضح أن حدة النيران قد شلت أفكارهم وأجسادهم على حد سواء وذلك أمر مفهوم في ضوء واقع الدكان الذي كان يعلمه المحكوم عليه . ورغم ان العبرة في الاحتمالات لا تكون إلا بالظروف وقت الحادث ، إلا أن ما حدث فعلاً يلقى ضوءا كافياً على الاحتمالات لحظة نشوب الحريق إذ أن الشخص الوحيد الذي ملك زمام أمره وقفز خارج الدكان (هو المجني عليه عبد الرافع) لم يسلم من الحريق هو الآخر وكانت نسبة الحريق فيه 95 % وقد قضى نحبه تماماً كرفقائه الذين بقوا داخل الدكان.
    أنه لما لا يقبل عقلاً ولا قانوناً أن يرتكب إنساناً فعلاً إجرامياً كالذي فعله المحكوم عليه ويحتج بأنه كان على فرائسهم أن يتدبروا أمر نجاتهم ، فالمحكوم عليه طبيب يعلم أثر النيران على جسم الإنسان خاصة عندما تكون باشتعال مادة البنزين . ويؤكد علمه هذا وخلافاً لما يدعيه الدفاع ، أنه أي المحكوم عليه – أدرك خطورة الاشتعال عليه هو ذاته حتى وهو خارج الدكان ولهذا خطأ إلى الخلف قبل أن يشعل عود الثقاب.
    لقد اكتفى الدفاع في مرافعته الختامية أمام المحكمة الكبرى بإطلاق ادعاء مجرد بأن الموت لم يكن نتيجة راجحة لفعل موكله وكذلك أنه لم يكن نتيجة محتملة وذلك لأنه في تقديره أنه الرجل العادي يندهش إذا نتج الموت عن ذلك الحادث وأن ذلك الرجل العادي ما كان ليندهش إذا لم ترتب الموت عن الحادث (صحيفتي 262 و 263 من المرافعة الختامية المشار إليها) ولعل الدفاع يعلم بوجود رجل كهذا إلا أنه لا علم لنا بمثل هذا الرجل ، فإنه رجل لا يمكن وصفه بأنه عادي.
    وبهذا فإن أركان جريمة القتل العمد تكون قد ثبتت كلها وبذلك صحت الإدانة وفقاً لها ومن باب أولى أن تكون الإدانة بموجب المادة 375 من قانون العقوبات صحيحة هي الأخرى فالذي قصد تسبب الموت لأربعة من البشر لا يمكنه أن يكون قد أغفل من حسابات قصد إتلاف البضائع التي كانت بالدكان خاصة والدلائل كلها تشير إلى أن إخلاء الدكان هو الدافع الأساسي لهذه الجريمة.
    كل هذا مع العلم باحتمال حدوث التلف وحده كاف لإثبات هذه الجريمة ، لقد تعرضت المحكمة الكبرى إلى الإستثناءات الواردة في المادة 249 التي من شأنها أن تنزل بالجريمة من القتل العمد إلى القتل الجنائي فلم تتوقف إلا في الاستثناءات السادس وهو يقرأ كما يلي :-
    (لا يكون القتل عمداً إذا كان الجاني وقت ارتكاب الفعل واقعاً تحت تأثير اضطراب ناشئ عن تخلف أو اصابة أو مرض عقلي إلى درجة تؤثر حقيقياً على قدرته في التحكم في أفعاله أو السيطرة عليها . ولأن الدفاع قد اتخذ في خط دفاعه الاحتياطي دفعاً بموجب المادة 50 من قانون العقوبات فإن المحكمة الكبرى بحثت أولاً في مدى ثبوت هذا الدفع ولكنها قررت عدم ثبوته وبعدها قررت عدم ثبوت الاستثناء الوارد في المادة 249 (6).
    إن المادة 50 من قانون العقوبات تقرأ كما يلي :
    (لا جريمة في فعل يقع من شخص تعوزه وقت ارتكاب ذلك الفعل القدرة على إدراك ماهية أفعاله أو السيطرة عليها بسبب الجنون الدائم أو المؤقت أو العاهة العقلية).
    والمستقر قضاء لإثبات هذا الدفع هو ما قرره القاضي أبو رنات رئيس القضاء في قضية حكومة السودان ضد عبد الوهاب عبد السخي المنشورة في مجلة الأحكام القضائية لسنة 1961م ص 110 حيث قال ص 111
    To establish a defence on the ground of insanity; it must clearly be proved that at the time of committing the act, the accused was labouring under such a defect of reason as not to know the nature and quality of the act he was doing, or if he did know, he did not know he was doing what was wrong. The mere fact that on former occasion the accused had been occasionally subject to insane delusions, or had suffered from derangement of the mind, or that subsequently he had at time behaved like a mentally deficient person is per se insufficient to bring his case within this exception.
    وبموجب المنشور الجنائي رقم 21 وما استقر عليه القضاء في تطبيقه فإن واجب إثبات الجنون يقع على عاتق الدفاع خاصة في الحالات التي يكون فيها للمتهم ممثل دفاع.
    غير أن المستقر قضاء أيضاً هو أن عبء الإثبات ليس فوق الشك المعقول وإنما يكفي أن يكون بموازنة الأدلة أو الاحتمالات وأن مدى ثبوت الجنون قرار قضائي وليس قرار طبياً.
    فكما قالت السلطة المؤيدة السابقة في قضية السودان ضد خضر عبد الله الحسين (مجلة الأحكام لسنة 1966 ص 110).
    Accordingly, therefore, it is the duty of the accused to put forward all the facts upon which he relies and endevour to satisfy the court of the genuineness and … truth of his defence . In order to arrive at a vivid picture as far as human capacity can do , the court should sift all facts and circumstances available , commencing from accused’s past history , his disposition at the time he committed the act and his demeanour shortly … after , and there after including his demeanour at trail , and the court has to call to its aid expect evidence whenever it can do so and should give it due weight and not dismiss it with case , having in mind that the utterance .. whether the accused was sane or not lies at the end with the court , that experts duty is merely to assist the court and give his considered opinion whether a certain set of facts is indicative of insanity.
    وقد وضعت هذه السابقة قائمة بما يجب عمله لمراقبة سلوك المتهم بغرض الوصول إلى حالته العقلية وهي :-
    (أ‌) وضع المتهم تحت المراقبة الطبية.
    (ب‌) جلب أدلة عن أسلافه.
    (ج) مراقبة سلوكه في المحكمة.
    (د) مراجعة ما إذا كانت الجريمة مصحوبة بدافع.
    (هـ) دراسة ظروف الجريمة لمعرفة مدى ما تكشفه عن وعي وإدراك من حيث اختيار السلاح وطريقة استعماله.
    (و) النظر فيما إذا كانت هناك محاولات لإخفاء الجريمة سواء قبل ارتكابها أو أثناء أو بعد ذلك.
    (ز) دراسة ظروف ارتكاب الجريمة من حيث اختيار الوقت والمكان وتحين الفرص.
    (ص) ما إذا كان المتهم قد وجد مساعدة من شريك.
    (ط) دراسة الكلام الذي صدر من المتهم عقب الحادث.
    وقد جرى قضاء المحكمة العليا مؤخراً على هذا النهج (حكومة السودان ضد حسين عباس عبد القيوم م ع /م ك/ 146/79) المنشورة في نشرة الأحكام الشهرية لأكتوبر /نوفمبر / ديسمبر 1980 ص 15.
    وفي القضية المطروحة الآن اكتفي بشاهد واحد هو الدكتور عزيز حنا استاذ علم النفس بالجامعات المصرية اتجه إلى القول بأن المحكوم عليه يعاني من مرض يسمى الشازويد يثيره السكر أو الإرهاق أو الغضب وأن تلك الحالة تؤدي إلى أن يأتي المحكوم عليه تصرفات لا يدركها ثم ينساها تماماً . غير أن شاهدي المحكمة الدكتور يحي توفيق الرخاوي ودكتور يحي طاهر نفيا أن يكون المحكوم عليه مريضاً وقد قبلت المحكمة رأيهما وقررت وفقاً لذلك أن المحكوم عليه مسئول عن فعله مسئولية كاملة.
    ويطعن الدفاع في طريقة استجلاب شاهدي المحكمة وفي الظروف التي صاحبت ذلك وكذلك في قبول رأيهما ووزنهما . وفي ذات الوقت يطعن الدفاع في إجراءات المحكمة حول التحقيق في الدفع بالجنون المقدم نيابة عن المحكوم عليه وينص عليها عدم التزامها بالمنشور الجنائي رقم 21 ، كما يطعن بأن المحكمة الكبرى جلبت الشاهدين بعد قفل قضية الدفاع ولما كان الأمر كذلك فإنه كان عليها أن تعيد استجواب المتهم مرة أخرى وأن تسمح له بتقديم شهود جدد وفي هذا يستدل الدفاع بما جرى عليه العمل في الهند كما يرد في مؤلفات عن القانون الهندي في هذا الشأن.
    أنه لمن الثابت وخلافاً لما يدعيه محامي الدفاع – أن الدفاع لم يكشف عن خط دفاعه إلا عند بداية قضية الدفاع في 23/11/1980م فعند بداية قضية الاتهام أنكر الدفاع التهمة الموجهة للمحكوم عليه وأردف ذلك بإعلان عن احتفاظه بخط الدفاع .
    وفي هذا دلالة واضحة على أن خط الدفاع لم يكن معلناً من قبل . وهذا يتوافق مع المعمول به في المحاكم إذ أن مرحلة التحقيق القضائي ليست المرحلة التي يكشف فيها عن خطوط الدفاع.
    وقد كان من نتائج ذلك أن هيئة الاتهام فوجئت بالدفع المتعلق بالجنون وبذلك فات عليها أن تقدم شيئاً في هذا الشأن قبل قفل قضيتها . وبنفس القدر فإنه ما كان في مقدور المحكمة الكبرى أن تأمر بوضع المتهم في المراقبة الطبية . ثم أنه لم يكن أمام المحكمة خاصة بعد ما قدمه شاهد الدفاع عزيز حنا إلا أن تعمل سلطاتها في طلب شهود للإدلاء بآرائهم فيما ذكره هذا الشاهد ، أما الطريقة التي جلبت بها المحكمة الشهود فإنها كانت محل طعن من محامي الدفاع فصلت فيه المحكمة العليا وكان قرارها في هذا الشأن هو أن المحكمة الكبرى كانت تعمل في حدود سلطاتها (انظر م ع/ط ج/م 61/1981م) ولا يغير من الأمر شيئاً إن المحكمة لم تصدر أوامر تكليف للأطباء السودانيين قبل أن تلجأ لمصر ، فهي لها أن تفعل ما فعلت حتى إذا لم تطلب السودانيين أولاً فليس في القانون ما يمنعها من ذلك.
    أما ما يثيره محامي المحكوم عليه من شكوك حول تصرفات رئيس المحكمة فإنها مسائل تتعلق بالوقائع لم يثرها الدفاع في حينه حتى يتم التحقيق فيها فقد كانت تصلح لأن تكون محل شكوى تقدم للجهة المختصة في ذلك.
    إن الدفع المتعلق بالجنون أثير في مرحلة متأخرة كأمر خالي للدفاع وبما أن عبء إثبات الدفع بالجنون يقع على عاتق الدفاع (المنشور الجنائي رقم 21 وسابقة حكومة السودان ضد خضر عبد الله الحسين التي سبقت الاشارة اليها) فإن المحكمة الكبرى لا تكون قد قصرت في أي من واجباتها بموجب المنشور رقم 21 ، فالمنشور لا يخرج عن وضع ارشادات لا ترقى الى الالزام إلا إذا كان المتهم دون ممثل للدفاع فقراءة حكم السلطة المؤيدة في سابقة حكومة السودان ضد خضر عبد الله الحسين توضح جلياً أن واجب المحكمة في هذا الشأن لا ينشأ إذا كان ممثل للدفاع وفي هذه القضية بالذات لم تجد المحكمة في هذا الشأن لا ينشأ إذا كان هناك ممثل للدفاع وفي هذه القضية بالذات لم تجد المحكمة أدنى شك يجعلها تعتقد أن قوى المتهم العقلية غير سليمة حتى ولو لم يثر الدفاع هذا الدفع نيابة عن المتهم الذي مثل ودافع أمام المحكمة الكبرى بما يدل على عقل سليم . وفيما أكدته السابقة المشار إليها فإن القرار في مسألة ثبوت أو عدم ثبوت حالة الجنون . قرار قضائي وليس قرار طبياً ، ولهذا فإن الرأي الذي قدمه شاهد الدفاع دكتور عزيز حنا من جهة ورأي الدكتورين بحي الطاهر ويحي الرخاوي من الجهة الأخرى كانت كافية لتمكين المحكمة الكبرى من الوصول إلى قرار بشأن الدفع المثار . وحيث أن المحكمة لم تكن قد كونت رأيها حول ثبوت أو عدم ثبوت الدفع حين طلب إليها الدفاع السماح له بجلب مزيد من الرأي حول المسألة ، فإن قرار المحكمة الكبرى برفض طلب الدفاع لا يكون مشوباً بخطأ أو حيف . وفي هذا الشأن فإن ما أشار إليه الدفاع من إجراءات تسود في الهند في حالة ورود أدلة جديدة بعد قفل قضية الدفاع ، إجراء غير معمول به في السودان ، ومع أننا لا نرفض مبدأ تطبيقه إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون إلا في الحالات التي تكون قد نشأت فيها أدلة جديدة . وواقع الحال أن ما أدلى به شاهاً المحكمة لم يكن يشكل أدلة كما أنه لم يكن في الأمر ما كان يمكن وصفه بأنه جديد . فهو لم يتعد الرأي المستقل بعد رأي سابق أدلى به شاهد الدفاع عزيز حنا . ولما كانت المحكمة الكبرى أصلاً غير ملزمة بأي من الرأيين فإنه لم يكن مطلوباً منها أن تفتح الباب لمزيد من الآراء . فقد كان أمامها رأيان لها أن تأخذ بما ينفق منهما مع العقل والمنطق لتكوين عقيدتها في مدى ثبوت الدفع بالجنون الذي أثاره الدفاع . وعلى هذا فإنه لا مجال للتعرض فيما ورد في تلك الآراء بالتفصيل الذي يعتقده محامي الدفاع . ثم أنه لا مجال للقول بأن المحكمة لم توازن سلوك المحكوم عليه قبل الحادث لمجرد أن المحكمة لم تضع أسئلة في هذا الشأن لتجيب عليه نحو ما يراه محامي الدفاع ، فلا شك أن تحركات المحكوم عليه يوم الحادث وسلوكه أثناء المحاكمة كانت وقائع ثابتة أمام المحكمة الكبرى ولا يمكن أن تكون قد أغفلتها عند قرارها بعدم ثبوت الجنون المدفوع به ، فليس كل تصرف سابق لفعل جنائي دليلاً على اختلال في القوى العقلية أو النفسية.
    وترتيباً على ذلك فإننا نتفق مع المحكمة الكبرى في قرارها بعدم ثبوت الجنون ، لا ترجيحاً لرأي شاهدي المحكمة – وهما متخصصين في مجالين متنوعين وحسب وإنما لأن ما أدلى به شاهد الدفاع دكتور عزيز حنا لا يتفق مع العقل ولا المنطق ، فهذا الشاهد وإن كان أميناً في عدم جزمه بأن المحكوم عليه كان يعاني من حالته المرضية وقت الحادث ، لم يفسر كيف يستقيم عقلاً أن يظهر مرض كامن لا أثر له في تاريخ المحكوم عليه لمدة دقائق هي الزمن الذي استغرقه الإعداد للفعل وتنفيذه ؟ ثم إذا سلمنا بأن الغضب من الظروف التي يمكن أن تثير ذلك المرض ألا يفترض أن يكون المحكوم عليه قد قتل كثير من الناس قبل ذلك ؟ إذ أن من المؤكد أن يكون المحكوم عليه قد تعرض لحالات غضب أشد من تلك الحالة التي واجهته ليلة الحادث . فالذي أثار المحكوم عليه تلك الليلة هو وقوف شاهد الاتهام الرابع بعربته بالقرب من باب منزله (أي منزل المحكوم عليه) وحتى إذا كان الغضب نتيجة لتكرار وقوف العربات أمام المنزل ، فهل في ذلك ما يثير كل هذا الغضب ؟ ولمن يتوقع أن يوجه ما أثاره مثل هذا الغضب ؟ للمجني عليهم الذين ربما سمحوا بوقوف العربة (وربما لم يكونوا قد انتبهوا لها ) أم للشخص الذي أثار هذا الغضب مباشرة وهو شاهد الاتهام الرابع؟
    إن سلوك المحكوم عليه ذلك اليوم كان عادياً ، وربما أغضبه وقوف عربة بالقرب من باب منزله فأثار ذلك في نفسه خلافه مع المجني عليهم فقام بارتكاب فعله ذلك ولكن هل من الجنون في شئ أن يخطو المحكوم عليه للوراء قبل إشعال عود الثقاب في البنزين الذي سكبه على الدكان ؟ إن هذا التصرف يكشف عن وعي وإدراك تامين من المحكوم عليه وهما يتنافيان مع ادعائه للجنون وقت ارتكاب الحادث.
    صحيح أن إثبات الجنون لا يكون بما وراء الشك المعقول وإنما يكفي أن يكون بموازنة الأدلة والاحتمالات إلا أن ما قدمه الدفاع في هذا الشأن لا يرقى إلى المستوى الذي يصلح معه لأية مقارنة أو موازنة مع ما هو مفترض وثابت بشأن سلامة عقل المحكوم عليه .
    وما قيل عن الدفع تحت المادة 50 من قانون العقوبات يمكن أن يقال باطمئنان عن الدفع بموجب المادة 249(6) من القانون ذاته ذلك لأنه لم يثبت بأي قدر من الدليل أن المحكوم عليه يعاني أو كان يعاني من أي اضطراب ناشئ عن تخلف أو إصابة أو مرض عقلي .. في معنى هذه المادة وكما قالت هذه المحكمة في قضية حكومة السودان ضد وليم سعيد نسيم م ع /م ك/110/80 / نشرة الأحكام الرباعية ليناير /فبراير / مارس 1981م ص 12.
    (إن الدفع الخاص بالمسئولية المخففة والذي ضمنته الفقرة السادسة من المادة 249 عقوبات يجب أن يثبت للمحكمة من البينات أو تصرفات المتهم أو بينة الاخصائي المختص بالموضوع . أنه دفع يعتمد على ضوابط ومعايير ولا يمكن أن تطبقه على أي شخص ارتكب جريمة قتل لمجرد عدم عثورنا على الدافع . إن الغضب والتوتر والإحباط النفسي لا يمكن أن يشفع لشخص أن يرتكب جريمة قتل . أنها حالات نفسية لا يمكن أن تبيح الجريمة.
    وقد أثار المحكوم عليه ومحاميه في مذكراتهما لهذه المحكمة بعض النقاط لا نرى حاجة بنا إلى التعرض لها لكونها غير منتجة إلا أنهما أثارتا نقطتين نرى أن نتعرض لهما وهما الجو الذي ساد إجراءات القضية ثم عدم طلب شهود أخلاق من المحكوم عليه .
    ولعله يجدر بنا ان نبدأ بالاتفاق مع المحكوم عليه ومحاميه على أن هذا الحادث قد أثار كثيراً من الهرج والتحرش والتعدي من أهل المجني عليهم كما تناولت الصحافة المحلية الحادث بكثير من الإثارة والتفصيل والمتابعة . بيد أنه لا يمكن أن يسند لما حدث أي أثر عفوية الأدلة وصدق الذين قدموها أو في موازنتها فقد أمسكت المحكمة بزمام الامور في الوقت المناسب فأصدرت من الأوامر ما أدى إلى وقف الحملة الصحفية وكذا كبح جماح أهل المجني عليهم.
    أما فيما يتعلق بما أثاره المحكوم عليه من أن المحكمة الكبرى لم تطلب منه تقديم شهود أخلاق فلا شك في أن ذلك يشكل مخالفة للمادة 184 من قانون الإجراءت الجنائية ولعل احاطة المحكمة الكبرى من خلال ما قدمه المحكوم عليه من الإجراءات بكثير من ظروف المحكوم عليه وأخلاقه ووضعه المهني والاجتماعي (وهي في جملتها ما يقدم عادة بواسطة شهود الأخلاق فهي التي أدت إلى إغفالها لمتطلبات المادة 184م المشار إليها مع أن هذا لا ينفي وقوع المخالفة ، إلا أنه ليس فيها ما يؤثر في إجراءات المحكمة بقدر يبطلها أو يبرر إعادتها لها في أي جزء منها ، فما دام ما زال متاحاً أن تكون أخلاق المحكوم عليه (كما كشف عنها ما قدمه المحكوم عليه نفسه كتابة قبل صدور قرار الإدانة وما حوت تقارير الأطباء) محل الاعتبار . وما دام المحكوم عليه لم يضر في دفاعه بهذا العيب في الإجراءات ولم يكن فيه ما أثر في سلامة الحكم فإنه يمتنع على هذه المحكمة التعرض لهذه المسألة بأكثر من الإشارة إلى وجه الخطأ فيه (المادة 261 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1974م).

    وحيث أن الحكم بإدانة المحكوم عليه بموجب المادتين 251 ، 375 من قانون العقوبات قامت على أدلة مقبولة لم يقابلها من استدلالات الدفاع ودفوعه القانونية مما يلقي عليها من الشك ما ينال من قوتها ، أرى أن نؤيد إدانة المحكوم عليه بموجب المادتين 251 و 275 وأن نؤيد حكم الإعدام الصادر ضده.


    ## في مثل هذه السوابق وحتى تُعم الفائده لايمكن تلخيصها أو حذف جزء من وقائعها ,, وبالرُغم من ذلك فالغرض من هذا البوست لاُستاذنا ود شيقوق أن تُعم الفائده القانونيه للجميع ..
    (ودام الود بيننا)
    (ابو محمد فؤاد)
                  

العنوان الكاتب Date
مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 05:48 PM
  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 05:55 PM
    Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 06:11 PM
      Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-05-09, 06:52 PM
        Re: مواقف في ساحات العدالة GamarBoBa02-05-09, 07:29 PM
          Re: مواقف في ساحات العدالة عماد الشبلي02-05-09, 09:31 PM
            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 09:38 PM
              Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-05-09, 10:18 PM
                Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 10:24 PM
                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-05-09, 10:40 PM
                    Re: مواقف في ساحات العدالة GamarBoBa02-06-09, 05:24 PM
                      Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-06-09, 05:41 PM
                        Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-06-09, 10:06 PM
                          Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-08-09, 08:32 AM
                            Re: مواقف في ساحات العدالة wadalzain02-08-09, 09:06 AM
                              Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-08-09, 09:32 AM
                                Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-08-09, 10:17 AM
                                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-08-09, 10:22 AM
                                    Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-09-09, 03:22 PM
                                      Re: مواقف في ساحات العدالة حيدر حسن ميرغني02-09-09, 03:28 PM
                                        Re: مواقف في ساحات العدالة أحمد الشايقي02-09-09, 04:12 PM
                                        Re: مواقف في ساحات العدالة Ahmed al Qurashi02-09-09, 04:13 PM
                                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-09-09, 04:37 PM
                                            Re: مواقف في ساحات العدالة Nader Abu Kadouk02-09-09, 04:51 PM
                                              Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-09-09, 05:01 PM
                                              Re: مواقف في ساحات العدالة Nader Abu Kadouk02-16-09, 11:47 AM
                                          Re: مواقف في ساحات العدالة أنور سيد ابراهيم02-09-09, 05:05 PM
                                            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-09-09, 05:52 PM
                                              Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-09-09, 06:32 PM
                                              Re: مواقف في ساحات العدالة ممدوح أبارو02-09-09, 06:41 PM
                                                Re: مواقف في ساحات العدالة GamarBoBa02-09-09, 07:02 PM
                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة ممدوح أبارو02-09-09, 07:21 PM
                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-09-09, 07:56 PM
                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-09-09, 09:35 PM
                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-09-09, 09:38 PM
                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-09-09, 11:09 PM
                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة محمد على طه الملك02-10-09, 00:25 AM
                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 07:48 AM
                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة ادم شحوتاي02-10-09, 08:20 AM
                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-10-09, 08:31 AM
                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة saif addawla02-10-09, 08:58 AM
                                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة Nader Abu Kadouk02-10-09, 09:15 AM
                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 09:34 AM
                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-10-09, 09:41 AM
                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 09:45 AM
                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 09:49 AM
                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 09:51 AM
                                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-10-09, 09:58 AM
                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 10:00 AM
                                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 11:18 AM
                                                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 11:53 AM
                                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة محمد على طه الملك02-10-09, 01:33 PM
                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الزاكى عبد الحميد02-10-09, 01:57 PM
                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:12 PM
                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:15 PM
                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة wadalzain02-10-09, 02:15 PM
                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة هاشم أحمد خلف الله02-10-09, 02:20 PM
                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة wadalzain02-10-09, 02:46 PM
                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:31 PM
                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:34 PM
                                                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:38 PM
                                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 02:52 PM
                                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة wadalzain02-10-09, 03:07 PM
                                                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 03:22 PM
                                                                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 05:30 PM
                                                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-10-09, 05:36 PM
                                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 05:45 PM
                                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة فيصل محمد خليل02-10-09, 06:01 PM
                                                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-10-09, 05:59 PM
                                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 06:28 PM
                                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-10-09, 06:53 PM
                                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 07:18 PM
                                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-10-09, 07:36 PM
                                                                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 07:45 PM
                                                                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-10-09, 08:03 PM
                                                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-10-09, 09:26 PM
                                                                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-10-09, 10:52 PM
                                                                                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة Magdi Ahmed Elsheikh02-10-09, 10:55 PM
                                                                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-11-09, 00:23 AM
                                                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 05:41 AM
                                                                                                                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 05:58 AM
                                                                                                                            Re: مواقف في ساحات العدالة محمد المرتضى حامد02-11-09, 07:31 AM
                                                                                                                              Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 08:09 AM
                                                                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة عواطف ادريس اسماعيل02-11-09, 10:48 AM
                                                                                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 11:16 AM
                                                                                                                                  Re: مواقف في ساحات العدالة حسن طه محمد02-11-09, 11:31 AM
                                                                                                                                    Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 11:55 AM
                                                                                                                                      Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 12:00 PM
                                                                                                                                        Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-11-09, 07:17 PM
                                                                                                                                Re: مواقف في ساحات العدالة محمد المرتضى حامد02-11-09, 06:36 PM
          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 05:36 PM
            Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-11-09, 10:37 PM
              Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-12-09, 07:48 AM
                Re: مواقف في ساحات العدالة محمد أحمد الخضر02-12-09, 11:42 AM
                Re: مواقف في ساحات العدالة Yahia Abd El Kareem02-12-09, 12:12 PM
                  Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-12-09, 12:48 PM
                    Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-12-09, 06:30 PM
                      Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-12-09, 06:45 PM
                        Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-12-09, 06:59 PM
                          Re: مواقف في ساحات العدالة الطيب شيقوق02-12-09, 08:16 PM
                            Re: مواقف في ساحات العدالة عبدالعزيز الفاضلابى02-12-09, 08:30 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de