|
|
 لا شيء يعدل الوطن
|
قلت أشرككم في قراءة بعض ما اكتب لصحيفة الخرطوم كل ثلاثاء تحت عنوان لا شيء يعدل الوطن وفيما يلي المادة رقم 24 وقد نشرت يوم الثلاثاء الماضي
لا شيء يعدل الوطن 24
[email protected]
اللامبالاة تبقي على الموت جوعاً
تحت هذا العنوان كتب الخبير الدولي (جون باول) نائب المدير التنفيذي للبرنامج الغذائي العالمي التابع للأمم المتحدة مقالا نشرته صحيفة (جابان تايمز) في السابع والعشرين من أغسطس . وابتدر مقاله فكتب يقول تخيلوا للحظة هذه الألوف من الرياضيين الشباب الفخورين بادائهم القادمين من شتى بقاع العالم ممن تجمهروا في ميدان أثينا الأولمبي في حفل الافتتاح في الأسبوع قبل الماضي والآن تخيلوا هذه الصورة النقيض ففي غضون الإثنتي عشر ساعة المقبلة سيحصد الجوع وسوء التغذية أرواح رجال ونساء وأطفال أكثر من هؤلاء الرياضيين والرياضيات الذين تجمعوا في أثينا ليتنافسوا في اقدم رياضة على ظهر الأرض.
يقول الكاتب في كل خمس ثوان –ونؤكد هنا حتى لا نسمح بخطأ طباعي- في كل خمس ثوان يموت طفل بالجوع أو بسوء التغذية . وهذا يعني موت ثمانية عشرة الف طفل في اليوم أي اكثر من ستة ملايين طفل في العام. وقال الكاتب إن ما يصدم المرء حول مسألة الجوع هو أن التفاصيل عنه تجيء بما يصيب سامعيها بالدهشة .لقد اصبح الجوع في القرن الحادي والعشرين منتشراً ومتوطناً في أرجاء عديدة من العالم للدرجة التي يبدو فيها أن (جلدنا صار تخينا) فيما يتعلق بحالات الموت الناتجة عنه. ويمضي الكاتب فيقول أن هذه اللامبالاة تجاه مسألة الجوع وسوء التغذية ربما تكون ناتجة من عدم رغبتنا في الاعتراف بفضيحة الجوع وسوء التغذية في عالم صرنا ننتج فيه اكثر مما هو كاف لغذاء الناس قاطبة على سطح هذا الكوكب .وربما نعتقد- يقول الخبيرالدولي - أن هناك خطر في العالم أكبر من الجوع وسوء التغذية فقد تحدث الكثيرون عن أسلحة الدمار الشامل ونحن في الامم المتحدة يقول الكاتب وضمن برنامج الغذاء العالمي نواجه سلاحا حقيقياً للدمار الشامل إنه سلاح يقتل الناس كل يوم وذلك السلاح هو اللامبالاة التي تعم كافة ارجاء الكرة الارضية تجاه الجوع. وقال الكاتب أن الناس لا يضطرون للحركة لعمل شىء تجاه هذه المشكلة إلا عندما يواجهون بأزمات كبيرة وضرب الكاتب مثلاً بدارفور. فقال إنه وقبل ان نهنىء انفسنا بصحوة ضميرنا تجاه هذه الازمة يجب أن نتذكر أن المليونين الذين يستحقون المساعدات في دارفور لا يشكلون إلا شريحة صغيرة من عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم.فهم ثمانمائة مليون وعرج الكاتب على بنغلاديش التي غطت الفيضانات 70% تقريبا من أراضيها. يمضي الكاتب في شرح أبعاد المآسي ويعددها.
وفي السودان بلدنا وعلى أيام مايو الكالحة انطلق شعار عجيب يقول أن السودان مقبل على أن يكون سلة غذاء العالم . ولا زال هذا الشعار يعشعش في أذهان البعض على الرغم من أطنان القمح من غذاء العالم التي ترد سنوياً إلى السلة الموعودة. وفي السودان سوء تعذية أكبر بكثير مما يبدو للعيان فجولة سريعة في شرق السودان وحتى في تخوم الجزيرة وأحياناً بطنها تريك البطون المنتفخة لا شبعا بل جوعا وسوء تغذية للآلاف من الأطفال وتريك الأطراف الناحلة. وكان يكفي على مر العهود إقامة صوامع الغلال في كل مكان يتهدده جفاف ونشر التوعية الصحية مع الغذاء الجيد لكل منطقة وحلة وفريق في سبيل ان يصبح بلدنا سلة غذاء أهله لا العالم . كان يمكن ان يكون هذا هو الهدف الأول استراتيجياً للتخلص مرة وللابد من تدفق فائض سلال غذاء العالم نحو سلة الوطن المتنطعة التي تشكو من مسغبة.
قال الشاعر صلاح عبدالصبور
امي ما ماتت جوعاً
امي عاشت جوعانة
ولذا مرضت صبحاً
عجزت ظهراً
ماتت قبل الليل
إيقاف الجوع وسوء التغذية بتفكير استراتيجي جديد هذا ما يجب ان يفعله السودان الجديد الذي لا شىء يعدله قبل ان يلتفت لبناء سكة الحديد.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Bushra Elfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست