يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2008, 09:59 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    "بتتعلم من الإيام" ..!!..


    (1)

    ود حاجة بنت المنى، بت العوض عدلان، عملت في طفولتي (طالبا، ومزاعا، وراعي، وحطاب)، وكنت غير مرغوب في حصة الدين، أما في حصة الجغرافيا، كنت الطفل المدلل، فكل الخرائط التي كانت تزين جدار سنة خامسة، (للسودان، والهلال الخصيب، والعالم)، كانت بأناملي الصغيرة... وخريطة (نهر النيل، من المنبع إلى المصب)، كنت اسبوع كامل ارسم فيها، وعلى ضوء فانوس، ومحني على الارض (لا طربيزة، بل على تبركوة ابي، كنت ارسم)، (الجنة ده راكع ليهو ساعتين)، هكذا رآني خالي مصطفى، في عتمة الليل، وانا ارسم خريطة نهر النيل، وللحق، (النيل يستحق السجود، والركوع، والافتتان)!!، توفي أبي مبكرا، فتوثقت علاقتي بالغيب، كان أبي هناك، وأمي هنا، فأي سعد هذا...

    حين انهيت رسم نهر النيل، رشفت جرعة منه، لم تكن مالحة، بل عذبة، فتأكد من روحه، هو الذي يجري جنوب قريتي، رأيت شعيعات القمر ترقص فوق الموج، كل شعيع امتطى موجة، وظل يتزحلق عليها، ورأيت اسماك متهورة، ابعدتها برفق عن صنارة الصياد، التي تتربص بها، عن طعم كاذب، ما أكثر الأكاذيب، ما أكثر الخوف..

    وتصاعدت رائحة الطمي، من رسمتي، أم من النهر؟ ، فأمتلا البيت:

    رائحة الطمي تملأ البيت.
    حنان أمي يملأ البيت.
    بخو الند يملأ البيت
    وضوء القمر يملأ البيت.

    كلها، وفي آن واحد، مع صوت اخواتي، وغناء بعيد، ونجوم ابعد، تظهر وتختفي، مترددة بين البقاء والفناء، كولي محتار، بين بقاءه بالله، مع الله، لله، في الله..


    وفي إجازات (الثانوي العام)، كنا نحمل الطوب، في بناء دار (سعد، وجلي، أثرى اثرياء القرية)، كي نشتري مع ابن اختي "جماع" (الالغاز، واجاثا كريستي، ويوسف السباعي)...والبلح واللالوب..

    في الخرطوم القديمة، كنت احضر حصة، واغيب ثلاثة حصص، كي اتسكع في جامعة الخرطوم، ومكتباتها، وشارع النيل، (كان أعز اصدقائي طالب مسيحي)، وكان استاذ التربية الدينة يتصور بأني مسيحي، (كنت أحب سارتر، وطبعا المسيح)، ولاشك (عبدالقادر الجيلاني)، وغوثيته، التي يدندن فيها (لم أظهر في شئ كظهوري في الإنسان)...

    أمتع لحظاتي حين اشاهد أخي الكبير وهو يرسم، وأخي الاصغر منه وهو يكتب، أو ينحت، وحنان امي العظيم، لا يفارق أرنبه أنفي، أرنبة حروفي، تجاه كل الكون، كل الوجود، كل الأشياء، بلا فرز... حتى تصورت الإله أم عظيمة، مطلقة الحنان والجمال والكمال، تحب كل ابنائها، بلا فرز، و(القرد عند أمو غزال)، فانتفى التميز بين المخلوقات، على مستوى حنان أمي، والذي أسقطته على الإله في سمائه العظيمة، وهو كما كان (عصى الفهم، عصى التفسير)...

    وفجأة يسكن البيت، كله، وكأن هناك مايسترو خفي، هزه عصاه، ثم انزلها فجأة، فأطاعته أخواتي الشقيات، والماعز، والصرصير، ونبض قلبي!!...

    الوحيد الذي لم يطيع المايسترو هو نقاط الزير، بدأ واضحا، وكأنه كان يصرخ منذ حين، كطفل في عرس، ولا حياة لمن تنادي... وهو يقنص الفرصة.. طق طاق طق طاق..

    (2)
    كيف أدخل اللوحة!!؟


    كان أخي الكبير (عبد العزيز)، يرسم في لوحة وهو جالس تحت ظل الدار، كانت اللوحة جميلة، مثل كل الأشياء التي تحيط بي، والتي لاتحيط بي، وهي عبارة عن قلعة على قمة جبل، ويتدفق من عل نهر جميل، واشجار جميلة على الشاطئ (كنت اسمع زقزقة العصافير، مجرد أن تودع ريشة أخي اللوحة)....

    داير ادخل اللوحة؟!!

    نظر لي أخي بتمعن، وكأنه يراني لأول مرة، ثم واصل الرسم، (يارب يوقف اسئلته)، ثم رش لون برتقالي، وبكل بساطة، فبدت الشجرة تحمل ثمار برتقال جميل، أهكدا يخلق البرتقال (حتى في السماء!!!!)، ريشة اخي ترسم طعم البرتقال، بل حتى ومض الشعور، الذي يقشعر له القلب من رؤية قشر البرتقال، ترسمه ريشته كما لو انه جزء من اللوحة..

    أشرت إلي شجرة بعيدة، في اللوحة، تحتاج لعجلة للوصول إليها، ولكني سأركض، كانت الشجرة بعيدة، بالقرب من القلعة، بعد النهر مباشرة، بل على الشاطئ المقابل،)كيف اقطع النهر، وأنا لا أجيد السباحة)، وللحق لم أفكر في عبور النهر، كانت الشجرة تشغلني، فلم أفكر في الوسائل (وللحق لاشي، على الإطلاق، يمنعني عن رغبتي، حتى الاستحالة، لا تمنعني)... كان ظل الشجرة ساحرا، وهناك بقايا برتقال.. وأخاف ان يصابه العطن، قبل أن تلتهمه شفتاي!!

    يا غني، دي لوحة، يعني بعدين، طول وعرض بس، والبعد الثالث خيال، وهو الأهم مجرد خيال، البعد الثالث ما موجود، كماء السراب.) رد اخي علي، وهو يخاطبني ب (غني)، دائما، (حتى في قمة غضبة مني)، يظل يدلعني (كان البكر، وكنت الصغير)..


    أصريت على دخول اللوحة، والجلوس في الشجرة، (طبعا بكيت داير عجلة عشان الشجرة بعيدة في اللوحة)....


    وللحق اخي لا يزجرني من الاسئلة، ولكنه يمضي في سبيله، وكأن الأسئلة لم تكن....


    ظللت احدق في اللوحة، متعجبا من وقوف الشمس في كبد السماء طوال النهار، والمركب لم تقطع النهر لأسبوع كامل، وهناك معزة لم ترفع رأسها من السعدة، (وللحق أنا اعرف الاغنام)، أنها من اكثر الحيوانات مللا، وترفع رأسها كي تمضغ، وكي تشكر الراعي بنظر قله نظيرها، سوى بين الام والابن.....


    والشمس، في اللوحة، فقدت انيابها، كنت احدق فيها ملء بصري، ولا أثر للعرق على صدري...... (البعد الثالث هو الخيال، والبعد الرابع هو الروح، حين يسرح الخيال في الاعماق، يرى ما لا يرى، (أيها الإنسان، لا ضفاف لك)، فحيث المنتهى، شد الرحال!!.... هكذا كانت خواطر أخي، لم يقلها لي، لأنه لأن أحس بأني لن أفهم ( كم مغرورون هؤلاء الكبار، وجهلى)..


    (أغمض عينك، فاجمل لوحة رسمها الله في داخلك، فالخيال، واقع، يعاش، ويحس في الدواخل، بمقدور خيالك، أن يمطر في الشتاء، ويشعل النار في الماء، ويحيل الحجارة إلى خبز دافئ)، رد اخي علي، كي يعزيني في فشلي في الدخول إلى اللوحة....


    كل ردود أخي، لم تعجبني، أود الدخول في اللوحة، كما يدخل الضوء من خلال الزجاج، وكما تتدخل الأغنية إلى القلب!! لن أفسد عليك لوحتك، هل يكسر الضوء الزجاج؟!!....

    صرخ أخي، مذهول، لأخواتي، وأمي، وهو يراني داخل اللوحة، ألعب مع الفراشات، وأجري هنا وهناك...

    (3)

    الجاذبية الأرضية الشريرة

    قبيل عيد الفطر المبارك!!
    وبالضبط مساء التاسوعة، وأنا اقف عاريا، كما ولدتني الحاجة بتول، فوق سرير الياي، كي أجرب قميصي الجميل والجديد، وكعادتي، تساءلت:

    (الله بلبس قمصان؟).
    فقال أخي الأكبر (عبد العزيز): لا
    فقلت متعجباً: الله عريان.

    صمت أخي، وتعجب خالي، وزجرتني أختي (فاطمة)...

    واصلت قفزي فوق سرير الياي، مستمتعاً بمعاندة الجاذبية الأرضية الشريرة، كنت أهوي، ثم يقذف بي (يايي السرير) مرة أخرى، إلى عالمي الأرحب، وعلى وجهي ارتسمت كل الأسارير المفرحة، ولم يطفئ (صمت أخي، وتعجب خالي وزجر أختي) نار تساؤلي، ونور دهشتي!!..

    (لم يتابعني القمر، حيث أسير؟
    من هي (أم) القمر...
    وابكي بحيب حا، وانا (داير القمر، داير القمر)، وأنا محمول على كتف اخي الأكبر..
    منو البحرك قميص وامي وهو مشرور بالحبل، لا أرى شي؟
    داير ازرع شجرة قروش..)


    أدرت ظهري لهم، انهم اشد قسوة من الجاذبية الارضية، الشريرة، واصلت نظري لظلي في الحائط الطيني، الخشن، انه يقلدني باتقان، احسست ببطولتي، فارس لا يعصى، انحنيت، فأنحنى، استدرت، نصف استدارة، فأستدار نصف دورة، فرأيت صلبي، أخذت أمي الفانوس، إلى ركن الغرفة، كي تبحث عن جزمتي الجديدة، فتمدد صلبي على الحائظ، متجاوزا صلب فاطمة الصومالية، أما انا فقد انفقعت من الضحك، وأخوتي هزوء روسهم، المشدودة دوما بالجاذبية الأرضية، وغيرها، لن أقول لهم بأني اشم رائحة ظلي، فقد ابتعدوا كثيرا عن طفولتهم، نسوها، كما نسيت حبوبتي تقاليدهم، بل نسيت بأنها متزوجة، بل فتاة صغيرة، تبول مثلي، في أي مكان يحلو لها..أنت إنسان جديد، دوماً...تولد من لحظة لأخرى..

    ياااااه، يالجمال ظلي..

    (4)

    ظلي ... !!

    كم اعجب منه، معه احس بالبطولة، ، وبأني فارس لا يعصى، ، ارفع يدي، فيرفعها أيضا، لا فاصل زمني، بين أمري وتنفيذه له، لا وقت وقت بين الأمر والتنفيذ..(لا وقت، ماذا يعني هذا لخاطري، العدم؟!!..)!!..

    ومعه احس بالضآلة، حين يطول ويطول، ويفوق المئذنة طولا، وأنا كما انا، يحسسني بالهوان، وحين تغرب الشمس، يطول ويطول، بل يصل حدا لا نهايه له مع غروبها، أين وصل، ياله من براق، ليتني أصل رأسي في الظل، في أي شي يحدق الآن؟
    هل رأي المطلق؟
    كيف يبدو له؟
    أأصابه مس من يقين؟
    أم لم يزل يركض في مسافات، هي الآخرى لنهاية لها، مثله، ... ظلي بطل.. لم أعد أرى رأسي في الظل، ماذا يفعل الآن، وإين وصل؟!!..

    له قدرات سحرية، يلقي جسده الرخو على الارض، ولا يشكو من الحصى، والشوك، بل يسبح في النهر، حين امر به، ويتسلق في الجدران، بل يحبو جزء منه هنا، ويتعلق جزء منه بالحائظ، ويستلق الحائط للغرف القريبة، ... حاوي عظيم..

    يغير مواقعة، حسب مزاجه، تارا، يكون خلفي، فأحس بدور القائد، وتارة يتقدمني، يؤمني ... وتارة يمنيي، شمالي، تحتي، وتارة يطول ويطول، ويخلق صورة باهته، مشوهة لجسدي، ورأسي، وملابسي.

    يختفي في غياب الضوء، غياب الشمس، ومجرد أن تشعل شمعة، يظهر، إنه يحب الضوء، فالضوء يعطيه كينوته، وجوده، علاقة جدلية، لم أفهمها حتى الآن، بينه وبين الضوء... يتلاشى في الظلمة، لا أثر له،... ومع عود ثقاب يعود.... يعود كماهو..

    يبعثر شكلي، احيانا يتمواج في الحائظ، يكبر اعضاء، ويصغر أخرى... تمتد أنفي أمتار، وأمتار، رسام كاركاتير بارع.. مهرج عظيم..، يسخر من شكلي، كما يسخر الزمن (تجاعيد، انحناء، وتحلل، وموت)..

    احاول قبضه، اجثو، لا شئ، أجده لا شي، ظل لا يقبض، كفكرة مجردة، وله ظاهر، ولكنه باهر، أحس بمعاناة النساك، والعباد والمفكرين والفلاسفة، يحسون بشي ما، بداخلهم، بظلال، ترى ولا تقبض، أي وهم هذا،... إذا كانت النفوس كبارا، تعبت بمرادها الاجساد..

    يقلدني جيدا، لا ينسى حركة على الإطلاق، ممثل ذكي، لا ينسى حركة الوجه، والاصابع، بل حتى الشعر، شعرة شعرة، يقلدها.... ياله من متابع ذكي، لي... ينصت لي، لحركتي، لحركة يدي، لحركة شعري (شعرة شعرة)، لا يشغله شأن، عن شأن... انه يجيد الرقص، يحاكيني، يتلصص على، ما يدور بخلده الآن، وأنا ارقص لوحدي، (لا يبوح بشئ، نفسي أسأله)، ما رأيه فيني، فهو يلازمني، طوال اليوم، لا يمل صداقتي، ولا يمل تقليدي، ولا يملك عشرتي، ولا يملك شكلي، بل يقلده دوما، وإن كان بعض المرات، يسخره منه، ويمد بطني كثيرا، وكأني حامل بفريق كرة قدم.....

    يكون معي، في الشارع، فجأة يتسلق الشجرة، ثم ينزل منها، ولا أثر لصوت، أو أنين...أقف، فيقف، أحيانا، أحس بأني أقلده، هو الأصل، وانا الظل..


    رخاوة
    لا شي صلب في الوجود، كل الاشياء رخوة، حتى اعمدة الكهرباء الاسمنتية، بمقدروي ان اتكلم معها كما اشاء، لا وقت عندي لا احسب الوقت، لم احسبه، كي يودع كي يمضي، لا انظر للوقت، بل ابحلق في جريان قطاره، والاشياء تتغير، هل تثبت الاشياء امام قطار متحرك، قطار لا يكف عن الحركة، هل توقف قطار الزمن، ولو لحظة، لينظر لقتلاه، أو مواليده، أنه يجري وبس، أنا أعبد جسدي، أكثر من الراقصات، وتتمرن حواسي، كي تغوص كالضوء في قعر الماء، قعر الخمر، المبثوثة في ملامح الوجود، أغني بجمسي كله، كما يعرق جسمي، كذلك يحلق، حتى الخيال، ادخله كضريح، واشم رائحة مداد قديم، ....

    للحق، أنا مسكون بالتساؤل عن الله، (وهل للطفولة هم أكبر وأجمل من ذلك) أرهقت أهلي في طفولتي، عن أمه! وأبيه!، وأين يسكن!، وحجمه!، (لماذا لا يموت، إن كان لا يأكل إطلاقاً)... ولم يعطيني ايا منهم أي إجابة مفيدة، بل يزوقن بنهري، وزجري، وأرهقني في مراهقتي، فقد كنت مهدد بالجنون، فالأسئلة تتعقد كل يوم، مثل حيرتي، ولا جواب يشفي الغليل، وللحق، استحالت هذه الحيرة، إلى أجمل لذة يقشعر لها جسدي، ويلين لها قلبي!!...

    وللحق أيضا، هذه الحيرة هي التي جعلتني من أحب التلاميذ للمعلم العظيم (أحمد سعد)، والذي نحت بيديه صنم عقلي، (إنه نهر من الصفاء والعمق والجمال)، كان يلقى حجر على بركة فكري، كي تنهض حوريات الأسئلة من سمائها، فتحس بذلك الومض من الضآلة، والحيرة، وكأن سقراط يقطن عقله، مع الحلاج وكانت وبوذا وشكبير، كان شفوقا، وكأني خرجت من رحمه، مثل أمي معاً، كان يحب أن يعلمنا شئ أكبر من الحروف والمعلومات والدين، شئ لا علاقه له بدنيا السبورة المحدودة....

    (على الإنسان يقشعر جلده طربا من رؤية كل شئ يحيط به، أو بداخله).. قال لي هذا الكلمة، وأنا أمر على قبر أبي، وقد انمحى جزء من أسم أبي على شاهد القبر، بفعل مطرة غزيزة، والتي سقت حقلنا، وشربت منها عشرات الطيور، ومحت جزء من اسم أبي، معا، أما أنا، فقد صنعت من طينها مجموعة من المعزة وراعي (كان الراعي بشوش، ويحب الإغنام كما لو انه تيس)..

    - هل بكت الأمطار من أجل أبي؟
    - نعم، وبحرقة، كما تذكر!!
    - ولكنها سقت الحقول، وروت الأرض، وهدمت حوش سعد.
    - الأمطار لا يشغلها شي عن شئ، ألم تأتي من السماء!!

    ( وللحق كانت الأمطار تبكي بحرقة، وتومض حزنا على أبي، حزن نبيل، لا اثر للامتعاض، ولكنه رحيل، رحيل لعوالم بهية، والبرق يضئ لأبي طريقه الجديد، الفريد)..

    وفي طريقي للمدرسة، أمر بالمسيد، مسيد شيخ يوسف، وفي عقلي الرخو تصور الإله، (وقد أثارته رائحة البخور، ورمال المسيد وأوجه الدواريش الصبوحة):

    لا بيت له...لا ينام..
    لا ينسى...لا يعرق...
    لا يلعب
    لا يحاط...
    لا يخاف....
    لا عين
    لا يمرض.....
    لا أم له.. ولا أب.. ولا يحب الدوم والبلح..

    كيف يمكن ان اتصوره، ليس لدى أدنى فكره عنه......

    في الفصل أكون نعسا، متعبا، من خوف الغول، وتلكم الأسئلة، فيصلني صوت التلاميذ المتعب، وكأنه جزء من الحلم وهم يجيبون على سؤال (ماذا ترغب أن تكون؟):

    معلم، هكذا قال بركات ود عشه..
    فراش... (رد سعيد)..
    سواق بص...( الطيب، والذي لايرى إالا وهو يتشعلق في ظهر البص)..
    وحين افقت، والمعلم واقفا امام رأسي قلت :
    أريد أن أطير كالسنبر...وأكون (الله)

    ضحك الاستاذ، وقال (ممتاز)...
    لم يضربي، (كما تتصورون) فقد كنت محفوظا، بل محظوظ جدا، مع هذا الاستاذ الجميل، والذي يعرف أكثر مني بأن الطفولة، لا حدود لها!!... وبأن تصوري للإله، مهما سما، فإن بمقدوري ان احققه في اللحم والعظم، ولهذا السبب خلق الله الزمان والمكان، إنها جسر طويل، توصل إليه، ومع هذا، يظل ذلك الإطلاق بعيدا، بعيدا، عن التصور...


    (5)

    موسيقى المكنسة

    "كش ... كش .... كش، "....


    هل تحبون مثلي صوت المكشاشة (المكنسة)؟!!، إنها تعني لي الأرض، تغوص شعيراتها في تراب وطني الصغير، دارنا، كي تمسح عنها بقايا حياة يوم كامل، آثار حيوانات، ودجاج، وإنسان، ووضوء خالي (دفع الله)، وأثار ترابيز وسراير، بقايا طعام، وفوضى رياح (جلبت معها اوساخ فطرية، ورقيات نيم وبعر وقش وشعر مشاط سعدية)، وبول وبراز وخربشات (مدثر الصغير)... فهو يفعل ما يحلو له، (حر من كل القيود التي تكبلني مثلكم) كعادة الطفولة المقدسة... (بل هاهو عاريا، أمام البوابة المتهالكة ويلعب بشحمه ذكره، وكأن شئ لم يكن)!!. بل مستمتع برؤية كارو (هيبات)، وهي تحمل الماء لحوش الناظر، وقد أخرجت له لسانها وهي تصيح (دثوري العريان كلب الجيران)...

    (كش ... كش .... كش)
    (... دو .. ري .. مي ... فا)...

    يبدأ عزف المشكاشة في الصبح، حين يعلو بالون الشمس الذهبي من الشرق، كعادته كل فجر، وينتهي طرف المكشاشة الأعلى بيد (رشا)، او (سوسن)، أو (سارة)، حسب وردية كتبها عرف تالد، (أعباء للفتاة، وبراح للأولاد)....

    تزيح بشعيراتها، كفراشة الفنان، ضباب الفراغ والاوساخ، تجلو الصدأ عن تراب بيتنا، وتسمح، كالبشاورة من السبورة، بقايا حياة يوم كامل، وقد غرقت، وللأبد في فم الماضي، كما مسحت معها بقايا كوم تراب لعبة (السيجة)، ودفنت معها ضحكات خالي (صديق) المنتصر، وتأوهات جدي (سعد) المنهزم دوما في السيجة، ولكنه ينتصر (في قتل فراغ عريض في حياة قرية ساكنة ومسالمة)....

    والآن، تبدو الارض نظيفة، ساحرة، كي تقبل شعيعات الشمس وجه الدار، وكي تسير على اديمه كالملوك، أمي، وأخواتي، وأهلي، وكي نكتب عليه، أحداث يوم عادي آخر، ومعنا الدجاجات والاغنام والرياح والمطر...

    (كش ... كش .... كش)...

    حين تكنس الدار (رشا)، ترى لوحة متسقة من الزخرفة الفطرية، ترسم شعيرات المكشاشة على أرض حواشنا، الماهل، الحنون، موجيات ترابية، تبز في سحرها، موجيات النهر، إنها مويجات ساكنة (نهر تراب متجمد)، بلا هدير أو أنين، متداخله، فيبدو الحوش وكأنه سجاد من تراب، وقد تهيأ ليوم ملئ بالعادية والمعاناة والفطرة...

    ثم تأتي الأقدام، والنسيم، والحيوانات، كي تطبع على الأرض بصماتها، وزخارفها، لا أحد يشبه الآخر، حتى في مشيته، إنها سفمونية الحياة، فهدا مركوب خالي (دفع الله)، فهو يسير بصورة متعرجة، وتلك سفنجة سعد، وتلك قمزات نعال (سعدية جارتنا)، فهي في عجل، ودايما، كي تنقل (شمار حار وطازج) وهدا المجرى الصغير، الصغير جداً، لدجاجة شقية، وقعت فريسة في شبك من شعر أختي (محاسن)، فعلقت في بقايا شعرها المتساقط، فتكوت في نهاية الشعرة قطعة طين كروية، (لا أدري لمادا تحب الفيزيا والميكانيكا الشكل الكروي)، وللحق كلما نطارد الدجاجة لكي نخلصها من هدا الأسر، تجري خائفة منها، وللحق فهي (لا تأمن بني آدم، وهو في قمة فضائلة)....

    (كش ... كش.... كش)..

    اسمع هدا الايقاع وأنا شبه نائم في الحواش الوسيع، يالها من فنانة كبيرة، تكنس الدار بأحساس عظيم، تستشف من كل شئ جمالا، تنسج خطوط متوازية، ثم تكوم الأوساخ في زاوية بعيدة، ثم تجلس، ولمدة طويلة، غارقة في تأمل ثروة بسيطة، أخرجتها المكشاشة من باطن الأرض (بينسه، حبة سبحة، ريال، وخبايا أخر، رخيصة)، وغالية جدا، جداً!!....

    وأحيانا يتوقف ايقاع المكشاشة، وقد انتظمت ضربات قلبي معها، فأرفع الغطاء عن رأسي لأرى ما جرى، فأرى (رشا) منحنية، تنظر بعمق لشي في الارض، أنها بلا شك ثرؤة كبرى، وحية، (قد تكون حشرة غريبة الشكل، فهي لم تمد يدها لحملها، بل أكتفت بتقليبها بطرف المكشاشة)، وحين حركت رشا رأسها كي تتابع اكشتافها السعيد، ايقنت بأنها حشرة، وما أكثرها في دارنا، ثم تبدأ عزفها، فيبتعد عني صوت المكشاشة، فالدار وسيعة، وحنونه!!.

    للمرة الثالثة يتوقف ايقاع المكشاشة، مادا جرى؟ إنه راديو جارتنا سارة، فقد تسللت منه اغنية (فرحانة بيك كل النجوم لا نام بريقه ولا أنطفأ)، فتوقفت رشا عن القش، وهي منحنية، لم ترفع راسها، بل كانت منحنية وهي تسمع الأغنية، أحسست بأنها في صلاة، في سجود، ورأيت بأم عيني، سحب خضراء وبرتقالية تخرج من الراديو وتدخل عين وقلب رشا، وتنصب لها، قصر لا وصف له،...

    إن الحياة لوحة كبيرة، والكل يحمل فرشاه، تزخرف اخواتي البرندة، والفضية ببقايا الجرايد، وتزخرف رشا الحوش (بفرشاة) المكشاشة، ويزخرف (مدثر الصغير) البيت بصراخه، وفوضاه، وتزخرف امي الدار، بصوتها، بسمتها، بسكونها، بعاطفتها الريانة، والتي تملأ كالهواء، سماء وارض الدار....

    حين تكنس (رشا)، تكون اللوحة منتظمة، (فهي تستمتع بكل شئ)، وحين تكنسها (سوسن)، أو (سارة)، ترى لا مبالاة، وخطوط شائهه، وشرود كمن يفكر في اللحظة المقبلة...ناسياً لحظته الحاضر تماماً...

    تنظر رشا بحبور خلفها حين تسمع (رشا رشا مششيني)، يقولها مدثر وقد افسد عليها نظافة البيت، فتعود جزلى (فلا نضج ولا نثور)....
    (دو...ري... مي...كش .. كش ..كش.).....
    تقترب شعيرات المكنسة من وضوء خالي مساء الأمس، كثبات صغيرة وجداول، اتخذت شكل يليق بغموضها، خلقها الماء المنزلق من كف خالي، وهو غارق في تأنيب ضميره من الخطايا، خطايا جسد لم يشبع، ولن يشبع حتى يدخل من باب القبر، لعالم مجهول، مثل أغلب احداث هذه الدنيا، والأخرى، بعد حين ستختفي اثار الوضوء، وتنتمي للذكرى، يبتلع الزمن، مثل المكنسة بيد رشا، أشياء، واشياء، قتل صديقي عبدالرزاق، غرقا، ، وخلق لهيبات العروس طفل أخر، في ذات الأمسية، ليت جرابه يسع الجميع، كي لا يفرغه في حفرة النسيان، والمحق والمحو... حتى لا تحتشد الحياة في اللحظة الحاضرة فقط، بل تمد رجليها، للماضي والمستقبل معاً، فنركض، من الماضي للمستقبل، وبالعكس، كي لا تستأثر اللحظة الحاضرة بحصتها كاملة، بمحو الأمس، وطمس الغد، بمقدور الحياة أن تفعل أكثر من هذا، هكذا تقول دندنة العيعاسيب، لو كنا نعقل لغتها، ولغات كل الأشياء، مسحت المكنسة أثار الوضوء من الحوش، فأنتقل لعالم الذكرى ضحية جديدة، تقبر بين تلافيف العقل، وفتح الحوش قلبه لغناء جديد، أثار أخرى، ابن هيبات الصغير، لكائنات تتحرك وتتانسل، وتتحرك، بغزيرتها، وبالرياح، واخواتها، فالمسلمة الوحيدة، هي المعجزة، في خلدي...

    (6)

    صمغ الضوء


    (مثل صورة أبي، وأية الكرسي المغبرة)...لا شي يمكنه أن يتعلق في الجدار بدون (صمغ أو مسمار!!!)....

    هكذا تقول البديهة، وحتميات أخرى، ولكن طالما أن النار لم تحرق جسد إبراهيم (فلا تقسم بشئ، فكل الأشياء عرضة للتبدل).. أنها حزمة طنون فلا تقسم بها (ولو كان ماثلاً أمامك، فمريض الهذيان يرى أشياء لا وجود لها بحواسنا)..

    ولكن الضوء، ضوء شمس قريتنا خاصة (هل تشبه شموسكم، لا أثر للتعصب في فرحي هذا!!)، يتواضع شعاعها على اديم الأرض، بدون أي قامة تفصله عن الأرض، وأحيناً يلتصق الضوء بجدار الحائط (بلا صمغ أو مسمار).. بل يلتصق بسقف الدار، (مثل الضب والجير)... ومثل عطر علق بعنق فتاة..

    ياله من كائن غريب، ذو مواهب عظمى (أهو شاعر.. مل الحياة فلبس طاقية الاختباء)، وأحال جسده إلى كائن هلامي (كقلبه)..

    يغوص ضوء الغروب في صفحة النهار بيسر تام، ويمر خلال كباية شاي الصباح (بلا كسر أو صوت تهشم، ليته التهم رشفة، وترك صومه الصمدي)...إنه قوي (رغم هوانه وهلاميته).. ألهذا الشعراء أقوياء!!؟...

    بل بمقدوره أن يحلق كالحمام، وأن يرقد على اديم الأرض (كجثة ملاك جميل)، وأن يجري في كل الجهات (الست، بل السبع)، فإنه يتوغل في جهة الروح، ويضئ جنان مغمورة بسويداء القلب..

    أنه عجول، ومع هذا لأثر لإقدامه، ، ولا وقع لها، ليس بمقدور الملائكة قص اثره، أيخفي ملامحه كعاشق، ويملأ في ومض سريع سماء الغرفة والاثير، كخوف لذيذ يملأ جسد فتاة وقد ذكر اسم حبيبها الغائب بغته..

    إن أشعة الشروق، كلها، في قريتي، هم في الأصل تلاميذ نجباء (كالأنبياء والشعراء)، أرسلتهم الشمس، كي يصبغوا الحوائط والأشجار والبيوت بروح شاعرية، أمومية، فتحس بأن الاشياء هي امتداد لك، كأطرافك، كجوارحك، كأسرتك، كوطنك، كماضيك، كغدك..

    فتقسرك، هذه السطوة الطبيعية، كي تفكر في ذاتك (ذاتك فقط).. فتحس بذلك الومض من الشعور الغريب، وكأنك نسيت نفسك تماماً، وكأنك لا تعرفها، أصلا، مثل صديق قديم.. غاب عنك من أمد بعيد.. بعيد... (أبعد من كل ماضي يتذكر..أو يتصور)..

    في الظلام يختفي لستك الكارو، وشجرة الجيران، وشباك ناس فوزية، ووجه آمنة وهي تكنس حوش الجيران... (وهذه كل مملكتي).. وقد ابتلعها جوف الليل البغيض...
    في الظلام يختفي لستك الكارو، وشجرة الجيران، وشباك ناس فوزية، ووجه آمنة وهي تكنس حوش الجيران... (وهذه كل مملكتي) وتنبع أساطير جدتي، حيث يسل الغول قرونه، ويتجول البعاتي في الفسحة التي نعلب به الكرة، ويقوم ابسرورة من قبره، إنه الظلام وقد ابتلع مملكتي، وفرش عباءته، المطرزه بالخوف، والخوف، معاً..




    وبتتعلم من الايام، مصيرك بكرة، تتعلم..


    بكرة تتعلم..


    تتعلم..

    ....
                  

العنوان الكاتب Date
يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-04-08, 04:41 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالله عثمان04-04-08, 07:37 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Siddig A. Omer04-05-08, 10:03 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! مدثر محمد عمر04-05-08, 01:24 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Emad Abdulla04-05-08, 01:42 PM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-05-08, 02:49 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالله عثمان04-05-08, 03:17 PM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-05-08, 07:13 PM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Emad Abdulla04-05-08, 09:23 PM
              Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! مامون أحمد إبراهيم04-06-08, 07:44 AM
                Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 10:21 AM
                  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 10:35 AM
                    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-06-08, 10:50 AM
                Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-06-08, 10:32 AM
                  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 11:25 AM
                    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-06-08, 11:53 AM
                      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 12:07 PM
                    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Bushra Elfadil04-06-08, 11:55 AM
                      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 12:15 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Haydar Badawi Sadig04-16-08, 05:47 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Sabri Elshareef04-06-08, 12:10 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 12:33 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! mahitab barakat04-06-08, 12:56 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 07:26 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! munswor almophtah04-06-08, 07:46 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-06-08, 07:56 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالله عثمان04-06-08, 10:41 PM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! munswor almophtah04-07-08, 01:59 AM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-07-08, 06:28 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! معتصم الطاهر04-07-08, 09:35 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-07-08, 10:12 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-07-08, 10:24 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 11:25 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 11:47 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عزاز شامي04-07-08, 02:23 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 02:38 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خضر حسين خليل04-07-08, 02:33 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 02:51 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خضر حسين خليل04-07-08, 02:57 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 03:16 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-07-08, 03:46 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Sabri Elshareef04-08-08, 03:27 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-08-08, 05:37 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-08-08, 05:54 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-08-08, 06:33 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! مامون أحمد إبراهيم04-08-08, 06:51 AM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Mohamed Abdelgaleel04-08-08, 08:11 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! tarig almakki04-08-08, 08:55 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! حسن طه محمد04-08-08, 09:10 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-08-08, 11:05 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-08-08, 11:41 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-08-08, 11:58 AM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-08-08, 12:46 PM
              Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! doma04-13-08, 07:52 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبد الله إبراهيم الطاهر04-08-08, 01:59 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Emad Abdulla04-08-08, 03:28 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! أيزابيلا04-08-08, 11:14 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! أيزابيلا04-09-08, 00:29 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! ودرملية04-09-08, 01:41 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! emad altaib04-09-08, 03:27 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! الفاتح ميرغني04-09-08, 05:36 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 06:08 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 06:44 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 08:49 AM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 09:02 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! نزار عثمان السمندل04-09-08, 09:47 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! محمد مكى محمد04-09-08, 10:07 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 11:48 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-09-08, 11:53 AM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-09-08, 12:31 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عزاز شامي04-09-08, 01:24 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-09-08, 04:12 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-09-08, 06:11 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-09-08, 06:52 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! emad altaib04-10-08, 01:59 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 01:39 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عزاز شامي04-09-08, 11:21 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-10-08, 06:25 AM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبد الله إبراهيم الطاهر04-10-08, 08:08 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 12:12 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 12:21 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 12:44 PM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 12:52 PM
            Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 01:15 PM
              Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! ibrahim fadlalla04-10-08, 03:06 PM
              Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! حسن طه محمد04-10-08, 03:09 PM
                Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-10-08, 07:10 PM
                  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! munswor almophtah04-10-08, 10:23 PM
                    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالكريم الامين احمد04-10-08, 10:44 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Omer Abdalla04-11-08, 00:34 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-11-08, 01:45 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-11-08, 10:26 PM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! بدري الياس04-12-08, 10:06 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! بدري الياس04-12-08, 10:07 AM
          Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-12-08, 12:42 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! مريم بنت الحسين04-12-08, 03:49 PM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! خالد عويس04-12-08, 05:35 PM
      Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! عبدالغني كرم الله بشير04-13-08, 06:10 AM
        Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! munswor almophtah09-06-08, 05:12 PM
  Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! Sabri Elshareef04-13-08, 06:02 AM
    Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! doma04-13-08, 06:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de