سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 07:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر عبد الإله زمراوي (عبدالأله زمراوي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2007, 04:41 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود!


    نقلا من موقع سودانايل

    سلمى الشيخ سلامة نهر عذب يجري سلسبيلا. وهي تعيش بيننا في هذا الوطن الأسفيري بكامل الدسم! تنثر الدرر وتجامل كل الناس في أفراحهم وأتراحهم. يحبها كل من عرفها ومن قرأ لها ومن لم يقرأ لها!

    هوليوود وجه آخر من أميريكا مقال مشبع بالواقعية. فمن مطار جون أوف كنيدي، تأحذنا سلمى نحو أماكن في أميريكا كانت تتوجس منها خيفة حتى ظنت أن من يتبسمون في وجهها قي ردهات المطار ما هم الا عملاء (السي آي أيه) فوجدت لاحقا ان حديث (التبسم في وجه أخيك صدقة) أخذ موقعاعميقا له في هذه البلاد الجديدة! ثم تعرج بنا الى أمكنة كثيرة بأسلوب سلس، بسيط، مشوق وجميل.

    أنها سلمى الشيخ سلامة تنثر فينا من درر الكلام. فهلموا لنقرأ لها ونقرأها ثم نأتي للتعقيب!

    __________________________________________________________________________________
    هوليوود وجه آخر لأمريكا

    سلمى الشيخ سلامة/ ايوا
    [email protected]

    اشاعت هوليوود بين مشاهدي العالم نمطا غريبا من البشر نمط لا تجده بين الناس و ان حدث فهو لايمثل الحياة بكاملها في امريكا – الولايات المتحدة ـ فاولئك الذين تختص هوليوود بعرضهم على شاشاتها هم بشر لكنهم مهمومون بالقتل و السرقة المغامرة ، اللامبالاة الابطال الخارقون ، وهؤلاء موجودن لكنهم ليسو عصب الحياة ولاهم سادتها الحقيقيون

    أسوق هذا القول لانني اجد نفسي كل يوم تقريبا مسئولة بشكل او آخر عن الحديث للانسان العادي ، عن تلك البلاد واهلها الذين عشت بينهم لثمانية اعوام متصلة داخلة الي عمق الحياة ، أسفلها واعلاها ، مدارسها وجامعاتها ، ومصانعها ومستشفياتها، ومكتباتها ، شوارعها ، مقاهيهادخلت كثيرا الي متن الحياة ، خبرت اهلها ، وخبروني من ثم ، خلال صديقتي سيسيل الامريكية التي اناديها باليانكي وهي بدورها تنادي زوجها ( اليانكي )لانه من مدينة بوسطن ، وأهل الشمال معروفون بذلك اللقب بين بقية الامريكان

    كنا نتسابق معا لحضور الندوات الشعرية قارئات لشعرنا ، أو مستمعات لمن يقرأ في ندوات أخري ، وكنت اذا ما تاخرت عن موعد ندوة سألوها عني ، وتجيئنى ضاحكة :

    ـ أحسست اليوم انني وحيدة ، حتي لاحظ الجميع ذلك ، في المرة القادمة لابد ان نكون معا .

    كنت قد تعرفت إليها اول أيام وصولي الي مدينة ايوا ، كانت تشرف علي إصدارة محلية ( من الواقع ) (Real condition) وحدثها البعض عن اني اكتب القصة ، ثم كان ان هاتفتني ، وطلبت اليّ ان التقيها وقد كان ، منذ ذلك التاريخ لم نفترق ، نشرت لي بعض القصص التي ترجمها الاستاذ يوسف لطفي ، ولكم ساعدتني علي (توضيب ) بعض القصص والقصائد بحسها القصصي فهي كاتبة روائية قاصة ، شاعرة ، الى ذلك استاذة في كليات ايوا الجامعية تدرس الادب الانجليزي سواء امريكيا او مترجما ... لها شخصية تتميز بالانسيابية مولودة في نفس شهر مولدي و من نفس برجي فكانت كلما حان موعد ميلادي بعثت الىّ بكروت التهانى ولايقتصر الامر على ذلك ، كثيرا مادعتني الى بيتها احتفالا بميلادي كنت ادخل اليه كما ادخل بيتا اليفا لديّ ساعدتني بكل ما اوتيت لاتجاوز عقباتي اللغوية ليس فقط بما امدتني به من كتب بل بتعريفي الى كتاب وكاتبات من امريكا.

    حين تضيق بي ذات اليد فلا اجد سواها متكأ و لا يعينني احد غيرها سوى القليل من ابناء جلدتي من السودانيين و يوم اصابة زوجها بمرضه اللعين هاتفتني قبل ان تهاتف احد اخر حدثتني معلنة ان زوجها بالمستشفى ويوم قررت من جانبي السفر خارج الولايات المتحدة كانت الوحيدة التي جاءت لوداعي بكينا يومها و تفارقنا على امل اللقاء جهزت لي وسائط سفري و هي العارفة بانه سفر طويل استغرقت الرحلة(24 ساعدة من مطار شيكاغو الى مطار الدوحة .

    مرورا بلندن / هيثرو و ابو ظبي ) بل قدمت لي حتى مصاريف الرحلة و لم تكن لتتأخر عن طلب لي .. و لم اكن لأفعل فهي كما كانت تقول اننا نتشابه في كل شيء سوى الالوان و الاحجام فهي بيضاء و بطبيعة الحال تجدني سوداء هي رفيعة ونحيلة و على عكسها تماما ابدو ،هي كاتبة و كنت كذلك اول قصيدة كتبتها بالانجليزية كانت هى من وقف على تقديمها و اعانتني على الدخول بها الى فضاء الجامعات قارئة لعديد قصائد غيرها ...

    فتحت لي هذا الباب للدخول الي الجامعات خلال صديقتها استاذة الادب الانجليزي في جامعة ايوا ايضا و التي استضافتني لا تحدث عن تجربتي خلال رحلاتي التي لم تنته بعد بين اوروبا و القاهرة وامريكا و كل ماكتبته قرأه معي الطلاب و ناقشوني فيه في محاضرة استغرقت مايزيد على الساعتين ، يوم الثامن من فبراير العام 2005 يوم سيظل محفورا داخلي . شهدت كم تعاطف الطلاب مع قصصي ورأيت واحدة تبكي اثناء قراءتي لقصة ( مطر على جسد الرحيل ) سالوني ان كانت حقيقية ؟

    هل اقول انهم بشر مثلنا ؟ انهم بشر يبكيهم ما يبكينا يضحكهم ما يضحكنا لهم عادات و تقاليد لهم اسرة اسوة باي انسان في هذا العالم .

    حين هبطت بنا الطائرة في مطار نيويورك (جون كنيدي )لاول مرة العام 1999 السادس و العشرون من مايو رحلة استغرقت اكثر من اثنتا عشر ساعة من القاهرة الى نيويورك وصلنا في الصباح خرجت لاتمشى خارج المطار وجدت نفسي امشي بين بشر عاديون مثلي مثلهم تعلو وجوههم الابتسامة لعلها اكبر من ابتسامة يمكن ان يمنحك اياها احد ربما ( كنت ابدوغريبة او لا نني امراة ) هكذا اسريت لنفسي لكني وجدته تقليدا في اي مكان دخلت اليه ، حتي حين دخلت الي مدينة (الاميش ) ، وهم بشر غريب يعيشون في زمن غريب له ملامح غير التي نعرفها حياتهم حياة القطيع يزرعون في جماعة وهي وسيلتهم للحياة ، الي ذلك ينسجون ملابسهم في النول ، ملابسهم تبدو وكانها من العصور الوسطي التي ينحدرون منها ، ( فهم من نقلتهم البواخر الي شواطئ الولايات المتحدة من المانيا ابان ثورة مارتن لوثر في القرن السابع عشر) ، لم تدخل الكهرباء اليهم الا مؤخرا ، ولم يعرفوا السيارات الا مؤخرا ايضا لانهم يرفضونها ، ولم يعلموا باحداث سبتمبر الا حين زارهم احد الاقرباء من مدينة نيويورك بعد شهرين من الحدث ؟ الامر الذي ادهشهم ، فهم خارج الزمن بالاف الاميال ، اطفالهم لا يدخلون المدارس لكنهم يتلقون معارفهم البسيطة في البيت ، المخاطبة وما اشبه ، فما تزال اللغة الالمانية القديمة هى اللغة التي يكتبون بها الي جانب الانجليزية ، التي يتعلمها البعض منهم (لا وجود للتعليم بينهم الامؤخرا )، مجتمع مثالي مسالم ، نساؤه تابعات لازواجهن ، يلدن ، لا يتدخلن بشئون البيت ، يربين الاطفال ، يطبخن ، ينظفن ، سكناهن الي الدور الارضي والازواج في الدور العلوي ، الاطفال في منتصف الطوابق بين الاباء والامهات ، مجتمع ذكوري بكل ما حوت الكلمة ، الزواج يتم من القريبات والاقرباء تماما مثلما يفعل المسلمون لا دخل للمسيحية الا في شأن الكنيسة ، فاجتماعياتهم محددة وفق العرف الذي يجترحه الذكور ، فضلا عن الذكورة الاجتماعية ، فهناك المثالية التي نادي بها السيد المسيح ، فلا جريمة مدونة لدي مضابط الشرطة بل لا شرطة اصلا في المكان ، تحس الامان حين تدخل الي تلك الامكنة لدي الاميش !!! الآن غزتهم بعض الحضارة ، بات الاطفال يدخلون المدارس ، البنات بتن يغيرن بعض الشئ في عادات الملبس ، وبدأوا يدخلون الي المجتمع الاستهلاكي ، كنت اراهم صباح السبت يفدون الي البقالات ( تقع مدينتهم علي بعد عشرون ميلا من مدينة ايوا) ، لا يشترون اللحوم ، اوالخضار بل اشياء لا يستطيعون الي تصنيعها محليا ، وهم بعد ذلك كله يبتسمون في وجهك لانك انسان ....

    كنت اقول انني خرجت خارج مطار نيويورك ورايت تلك الوجوه الباسمة التي حياني بعضهم بقوله( hi ) كانما يعرفني ، خفت من ذلك الترحيب الحار ودار في راسي الف سؤال ( قد يكونون من المخابرات) لكني تيقنت انهم عمال المطار ، عدت الي داخل المطار سالمة دون حدوث ما كانت نفسي تسول لي به من انني سالاقي حتفي او من سيطلق عليّ الرصاص ، او من سيغل يدي ويسلب ما كان بحوزتي من حقيبة يدوية ، كنت افكر بعربة الاسعاف ، وجمهور يقف متاسيا علي كما حدث وشهدت ذلك في احد الافلام العربية ، لكن امرا من كل ذلك لم يحدث لا في نيويورك او في واشنطن العاصمة ولا حتي في تكساس ـ هيوستون ـ محطتنا الاخيرة ، التي داخلني منها خوف غرسه في من ودعوني مغنيين ( في تكساس الضرب رصاص) لكن من استقبلنا ادخل الينا الامن ، فلقد كان من طرف الوكالة التي تبنت امر سفرنا من القاهرة الي امريكا ، أوصلنا الي البيت الذي سنقيم فيه لاربعة اشهر حتي ذلك الحين لم اكن قد سمعت عن جريمة في المنطقة التي سكنا فيها صحبتي عزة ابنتي ، لم نسمع صوت رصاص الا ما كان يطلقه (المكسيكان) في افراحهم ، وهم قوم مثلنا يحبون الرقص والغناء والحياة بدرجة تفوقنا احيانا ، ( حيازة السلاح امر مشروع بشرط ان يكون مرخصا)

    كنت اقول ان اهل المكسيك يحبون الحياة والخمر والنساء ، فلهم يعزي الصخب الذي يشتعل اواره مساء كل جمعة ، تتخلله الاطعمة المشوية علي مجامرها في الهواء الطلق ، موسيقي تصدح بلا رقيب ينقطع هذا الصخب عند منتصف الليل ويستمر في اليوم التالي ، لكنه لا يعود الا يوم الجمعة التالية ، فالاحد فيه تعلق البيوت باطراف الصمت لان الاثنين بداية الاسبوع ، ولا تبيع المحلات المشروبات الكحولية نهائياوعلي الجميع الالتزام بذلك القرار.

    لم نكن نعرف احدا هناك سوي الصومالي الذي كان عليه ان يقف علي مشاكلنا حالا لها ، ( وحوا ) الصومالية/ اليمنية الطيبة المعشر ، كانت تقلنا من البيت الي مكان العمل ( اشتغلت في فندق كبير ، لكنني لم استمر فيه لمرضي الذي كان نوع العمل سببا فيه ، وتالمت من رخاوتي التي جعلتني اتوقف عن العمل فيما كنت في امس الحاجة ، لكن لاننا تربينا علي اداء كل ما هو سهل ) المهم ان حواء كانت خير معين لي في التغلب علي كثير من الآمي ووحدتي ، وكذا فعل محي الدين الزين الفنان التشكيلي ، طالما ساعدنا في التغلب علي وحشة المكان وكان اول من عرفنا الي مغنية رائعة –رشا شيخ الدين جبريل ـ و مغني رائع مصطفي السني

    غادرنا مرغمين الي ايوا ، فهيوستون رغم جمالها ، لكنها قاتلة ، حيث تصل درجات الحرارة فيها الي 150 درجة فهرنهايت ، والرطوبة الي اكثر من 200 في المائة بحيث انك لا تستطيع التنفس ، اذن ( رحلنا )الي مدينة ايوا شمالا تاركين الجنوب لحره ورطوبته .

    ايوا مدينة حين تقارنها بهيوستون فهي لا تتعدي القرية ، مدينة صغيرة وفيهابدأت عملا مختلفا عن كل ما يمكن ان اكون قد درسته في حياتي فنحن لم نتدرب بعد علي الاعمال اليدوية التي نتعفف من ادائها ، لكنك تكون مجبرا علي ادائها لا لسبب سوي انه لا توجد وظائف كالتي جبلت علي القيام بها وتجد انك مكره علي ذلك العمل ، لانك ان لم تعمل ، فالعطالة مآلك والطرد من السكن حالك ، فانت في مجتمع لا يرحم ، كل شئ قائم علي الفرد ، البيت مؤسسة ، الاب هو العماد ، الاطفال يتكلون عليه ، لكن الزوجة تعمل مثله تماما ، مع ذلك فالدخل لا يكفي المتطلبات اليومية ، فانت مطالب بسداد الايجار، الفواتير من كهرباء الي تلفون ، الي الاكل ، الملبس ، وخلافه من التزامات ، يصعب علي فرد واحد تغطيتها ، احيانا تعمل في وظيفتين ولا تعينك هي الاخري علي الايفاء بالمتطلبات العالية القيمة ، تعمل وتعمل فقط قبالة الفواتير !!!!

    في المستشفي كنت اعمل في المطبخ ، المطبخ ، كان فيه ( line ) مهمته ان يمر عليك وانت واقف في محطتك المحددة ، فهو مكون من عدد من المحطات الاولي محطة اللبن والايسكريم تبدا بوضعهما الي ( صينية مستطيلة مفروش عليها ورق جميل ) ، تمر الي المحطة الثانية حيث السلطات ، وانواع من الجلي والحلويات مع مراعاة كل بطاقة ففي بعض الاحيان تكون الاطعمة خاصة بمرضي السكر ، والاخري بمن زرعت لهم اعضاء ، هذه لابد من تغطيتها ، ثم يمر الخط علي القهوة والشاي ، ثم الي الناحية الثانية حيث الاطعمة السخنة ، ثم ينتهي الي الشوربة بانواعها اذن الصينية مليئة تماما ، كنت كلما مرت علي كل تلك الاصناف اتذكر مرضانا وكم انهم يتابون الاكل جدي يقول ( المابي الاكل عيان طب )لكنهم ياكلون بل ويزيدون علي ذلك ما بين الوجبات من ساندوتشات خفيفة ، وعصير وغير ذلك من اطعمة !!!! بعد ان ينتهي الخط ، كنا نتوزع الاطعمة باتجاه الغرف ( عدد الاسّرة في المستشفي

    يزيد علي الخمسمائة سرير ) تمتد في مساحة تحسها بلا نهاية لاتساعها متوزعة في كل الاتجاهات ، مبني ضخم يتوه فيه حتي اهل المدينة من السكان ، حتي اجترحوا جمعية للمساعدة ، مهمة الاعضاء فيها مساعدة المرضي وتوجيههم الي الوجهة الصحيحة، احيانا تصل المسافة بين المطبخ والغرف الي اكثر من عشرة دقائق ذهابا ومثلها ايابا

    مساء كان عاديا تجري الحياة فيه ككل يوم ، لكن تلك العادية انكسرت

    لدي ، كنت اوصل طلبا لمريض ، في طريق عودتي رايت مشهدا اري مثله لاول مرة في حياتي ، شاب في مقتبل العمر يجلس الي الارض ، وهو يجهش بالبكاء ، يبكي بحرقة ، اقتربت منه ، سالته ان كان يمكنني مساعدته ، من بين ادمعه جاءت الاجابة بانه فقد جدته وانه حزين لانها ماتت ، ولن يراها الي الابد ، جلست بقربه مواسية ، ربت علي كتفه ومضيت باكية ، فلطالما آلمني رحيل جدتي وحتي الآن .

    في الطريق الي المطبخ سألت نفسي : هل ما رايته حقيقة ام انه مشهد في فيلم ما ؟ذلك انني ماكنت اعرف انهم يمكن ان يبكوا ، او ان يتالموا كبقية البشر !! لم اتعرف الي الانسان الامريكي الا خلال الافلام والروايات والتلفزيون ، كنت اخال ان الاسرة الامريكية جزر معزولة لا يجمعها جامع ، ولكم خاب ظني تلك اللحظة ، وعزز الخيبة ما شهدته امامي وجعل دمعي يهمي كالمطر ، فلقد مررت باسرة اخري كانت تقف الي غرفة العمليات منتظرة ما يسعدها من اخبار ، اسرة كبيرة قياسا بالنمط الغربي الذي لا يزيد عدد افراد الاسرة فيه عن الثلاث او الاربع في اقصي الحالات ، اذن وجدت هذه الاسرة تنظر الي فراغ المكان ، تود لو يخرج الطبيب لتبليغهم عن حالة مريضهم ، وجدتهم يطبطبون علي بعضهم البعض ويرددون الصلوات ، يمسحون دمع غالبهم وساح ، خائفين ان لا يفعلها مريضهم ويموت ، لان العملية استغرقت وقتا طويلا مضيت اهز راسي تعجبا من ذلك المشهد الذي يمكن ان تراه في اي مكان آخر ، بنفس الحميمية التي رايته بها .مشهد انساني كامل الدسم.

    كنت كلما دخلت غرفة احد المرضي دافعة بوجبته الى المنضدة امامه

    وجدت عددا من افراد اسرته يتحلقون حوله تجدهم يتناوبون الزيارة تماما مثلما نفعل يدفعونه للاكل ان صد عن ذلك يجيئونه و معهم طعامهم خاصة الاكلات التي يحبها .يبقون معه شادين من ازره

    حتى لحظة موت المريض تشكل عندهم صدمة كالتي تحدث لدينا .

    فالموت له طقس رفيع وهيبة قلما شهدتها فالميت يلبسونه اغلى ما لديه تتقدم موكب الجنازة عربات الشرطة و متوسيكلاتها فاسحة الطريق امام الاشارات الحمراء يتشح المعزون بالسواد رجالا و نساء يصل الموكب الى المقر الاخير the last ride حسبما تشير العربة المحمول فيها النعش يقراوون خطبهم و يتركونه لبارئه و يمضون الى حيث العزاء بولائم فخمة يستقبلون المعزيين مثرثرين حول فقيدهم او ما شاءوا ينفض سامرهم ..

    لكن اهل الميت يظلون في حالة تواصل مع فقيدهم يزورونه في مرقده الابدي كلما عنّ لهم ذلك ، يضعون علي قبره الازهار والصور ويخبرونه ما فاته من احداث ، في كل عام يتذكرونه بتعليق صورته في الصحف اليومية مصحوبة بآيات الحسرة والتعبير عن الفقد والفراغ الذي تركه بغيابه الفاجع ، ولا يفوتهم وضع مقعده في موائد الاعياد ، خاصة الكريسماس وعيد الشكر وهوعيد خاص باهل امريكا فيه يخرج المرضي ممن لا تستدعي حالاتهم مراقبة دقيقة من الطبيب الي البيت لقضاء ذلك العيد مع اسرهم ، وذلك كان محل احترامنا لانه يخفف عنا عبء العمل في ذلك اليوم ونكون علي اهبة الاستعداد للعودة الي بيوتنا باكرا، تجدهم اذن يهتمون بهذا اليوم كانه عيد منزل من السماء ، ويظل حزينا كل من فاته ذلك الشرف للاحتفال ، ونادرا ما يفوتهم ذلك العيد بين اهلهم

    ويفعلون مع شيوخهم المتقاعدين الي بيوت العجزة ما يفعلون بمرضاهم ، ففي ذلك اليوم يصطحبونهم للبيوت بغرض الاحتفال ، او تجدهم يحولون الاحتفال الي بيت ذلك العجوز الذي يظل تحت رقابة الممرضة ، وفي هذا السياق ، حدث ان اورثت عجوز صبية من احد الدول الافريقية ما يقدر بمئتي مليون جزاء لها علي حسن معاماملتها بشرط ان تغادر الي بلادها !!

    وحكاية الطفل السوداني ليست ببعيدة عن الاذهان ، لقد تصادف ان سكنت اسرة سودانية الي جوار عجوز ، كان احد الاطفال قد تصادق معها ،لامد ، يتمشي معها الي حيث تريد ، ويوصل لها طلباتها من البقالة الي البيت ، ويتريض معها حين تشاء ذلك بلا كلل ، ومن جانبهم ، كان بعض السودانيون يرون ان متابعته لها سوف تعود عليه وبالا ، اقلها ستنصره وتخرجه عن الملة ، لكن الصبي لم يستمع الي مقولاتهم وظل امينا لعهده بتلك العجوز ، حدث ان رحلت تلك العجوز بعد مرض الم بها ، وبعد ان انصرمت مراسم العزاء ، جاء من يسأل عن الصبي ، طرق طارق الباب ، ففتح الصبي ، سألوه عن اسمه فذكره بخوف ، لكنهم طمأنوه ، فلقد تركت له العجوز كل ما تملك وكانت ثروة لم يكشف عن حجمها بعد !!

    ثمة ترابط اجتماعي لا تدركه الا حين تدخل الي قلب ذلك التكوين الاجتماعي ، فالاسرة لها قواعد محطتها الاساسية الاطفال ، وتعليمهم حتي يصلون الي الجامعة ، بعد ذلك هو( حر) ، لكنهم لا يتوانون في فعل ذلك حتي يصل الطفل الي بر آمن ، ( قد تجد البعض يكرس كل ما يملك لقطة أو كلب وهو امر شائع مؤخرا ، خاصة في غياب المؤسسة الزوجية التي بدأت تتراجع بسبب الضغط العصبي النفسي الذي تلحظه بين الشباب خاصة ) لكن القاعدة وخاصة في ايوا المدينة الزراعية الفلاح اهلها ، وحين نذكر الابناء ، اذكر ذلك بدهشة لانني لم اكن احسب ان الزواج يمكن ان يكون مرتبط بالاسرة اخذا وردا ، لكني وجدته في ايوا وهو امر لم اكن لاتصور مجرد حدوثه ! فالفتاة يتم زواجها من بيت الاسرة وتحت سمع وبصر الاهل ، خاصة وان الاسرة تابي خروج البنت عن طوعها ، او الانتقال للعيش مع صديقها الا في حالة ان هؤلاء الشباب من خارج الولاية 0

    كولين ، امراة في العقد الخامس من عمرها ، كنا نعمل معا في المطبخ التابع للمستشفي في المدينة ، امراة محافظة من الدرجة الاولي ، في تلك الفترة التي عملنا فيها معا كانت تتاهب لزواج ابنتها كنت لا اكاد اصدق ما كانت تحدثني به عن طقوس الزواج ، قالت :

    ـ اولا ان اهل العروس هم من عليهم اعداد العشاء في ذلك اليوم ، يوم الزفاف ، وعلي العروسين ان يجهزا البيت الذي سياويهما ،

    سالتها :

    ـ هل تعيش ابنتك مع صديقها الآن ؟

    ظننت انها قطعت يدها بسكين المطبخ ، لكنها لم ، المهم انها فزعت من سؤالي ، واجابتني منزعجة :
    ـ بالقطع لا ، لا ، هنا في ايوا لا نعرف مثل ذلك السلوك ، فالبنت تبقي مع اسرتها حتي موعد زفافها ، وعليها ان تخافظ علي عذريتها

    ـ ماذا ؟ لكننا نراهم في الافلام يتحدثون بغير تلك اللغة ؟

    ـ هذا ما تقوله الافلام ، لكن واقع الحال غير ذلك ، صحيح انهما يخرجان مع بعضهما ، لكن ، بشرط ان تحافظ علي عذريتها ، لا يهم ان يكون الزوج ابيضا او اسودا المهم ان يحافظ عليها ، ويحترمها .

    ولقد رايت ذلك الاحترام متجليا في احد الاسر التي زرتها في مدينة مجاورة لمدينة ايوا ، كنت بصدد استخراج بطاقتي الخضراء (القرين كارت ) وتصادف ان كان ذلك يوم لا تعمل فيه ادارة الهجرة ، وكلمت صديقتي التي صحبتني الي تلك المدينة صديقتها التي رحبت بنا ايما ترحيب ، دخلنا الي بيتها الذي وصفته صديقتي بانه مثل بيوت المسلسلات وهو كذلك بالفعل ، وصاحبته لا تقل جمالا عن كل ما حولها وكالعادة كان الحديث عن الحياة والعمل ، وصعوبة ذلك في هذه الايام ، المهم ان هذه السيدة قدمت لنا تجربتها خلال الزواج الذي استمر بينها وزوجها قرابة الاربعين عاما ، لكنه لا يشبه تجربة عرفتها ، قالت تحدثنا بادب وتواضع جمين :

    ـ كنت طالبة في الجامعة حين تعرفت الي زوجي ، حين خطبني ، تزوجنا بعد وقت وجيز ، حدثته عن رغبتي في اكمال دراستي ، فوافق ، وظل منذ ذلك الحين راعيا لكل شأن من شئون البيت ، حين انجبت ابني الكبير، كان هو الاب و الام لم اكن اعرف ماذا يحدث حولي ليس لأنني مريضة لكن لأنني كنت على وشك الامتحانات النهائية في عامي الثاني الدراسي .كان يعمل كل ما بوسعه لإدارة البيت يغسل ، يطبخ ، يعتني بالطفل حتى اكملت السنة و استمر على هذا الحال حتى اكملت الجامعة خلال تلك الفترة انجبت ابني الثاني ففعل معه مافعل بالاول بعد تخرجي الحّ علي ان اتقدم لنيل الماجستير وفعلت و انجبت ابني الثالث بعد الماجستيرالاول انجبت ابنتي الاخيرة قبل تخرجي من الماجستير لم أكن ادير شأناً في البيت فهو يقوم بكل الواجبات دون كلل او ملل و اقسم لكم حتى الان لم اكن قد عنيت بطفل من اطفالي عناية الام بطفلها الا في الاجازات و لم يغير اسلوبه معي حتى بعد كل هذه الاعوام ، اجدني محظوظة لان الله حباني بزوج مثله ، الان بعض الاحيان أُدرس في الجامعة لم يجبرني على ذلك الفعل قط بل ظل الحارس الامين للأسرة )

    وصدقا.. لقد رايت ما قالت راي العين ففي الصباح التالي لنا في ذلك البيت سمعت من يرتب اواني المطبخ حسبت ان صاحبة البيت قامت لشأن من شئونها لكني وجدت زوجها و قد اعد القهوة و الشاي والافطار و دفع بالاواني الى الغسالة و اخرج منها قبل ذلك ماكان داخلها واضعا الانية في مواضعها ، دعاني لشرب ما اريد و خرج باتجاه عمله دون ان تحس انه فعل شيئا لا يليق برجل فعله لأن زوجته ماتزال في سريرها ..



    كبر ابناؤهما و تخرجوا في الجامعات و استقل كل واحد ببيته واطفاله الذين تنتشر صورهم في صالة الاستقبال مع ذلك تحس انهما حبيبان عاشقان بعد ...

    اعود لكولين ... التي ربما اغاظها ماقلته لكنها ظلت على هدوئها حدثتني عن ظلم السينما و التلفزيون للانسان الامريكي العادي حدثتني عن ان الاسرة لا ترضى عن بعض الذين يتقدمون للزواج من بناتهم وعلى الفتاة ان تختار ان دعا الحال ،غالبا ما تختار اهلها و هي قالت

    ـ ان بعض الاسر يهمها ان تعيش ابنتها حياة عادية فلا ترضى بان يكون زوجها معربدا سكيرا او000 لا يهم اللون ابيضا او اسودا المهم ان يحافظ على كيانه الاسري و يحترمه0

    لكن بعض الاسر الكبيرة لها شان اخر فخلال تجربتي مع العديد من الطبقات الاجتماعية اسفل الهرم الى اعلاه وجدت المفارقات الاجتماعية تماما كالتي تحدث عندنا ..

    كانت لي زميلة في المدرسة التي كنت ادرس فيها اذاعة /صحافة المدرسة كانت في ولاية مينسوتا تبعد عن ايوا خمس ساعات بالسيارة وزميلتي هذه من اسرة غنية تصادف ان ارتبطت بشاب افريقي /امريكي African American ) ) كانا يحبان بعضهما البعض رغم انها قدمته لاسرتها لكن اسرته لم تتقبله على النحو الذي ارادته مليسا صديقتي ظلت الاسرة متحفظة و بدت حائرة بين الطرفين ...

    جاءتني ذات يوم و كان الحزن يجلل وجهها قائلة :

    ( ان والدتها صرحت لها بان ذلك الاسود لن تسمح له ان يكون والدا لاحفادها كيف سندعوه الى بيتنا و تحت اي الشروط و المسميات؟ وهو فوق كل ذلك غير متدين كفاية .. و نحن كاثوليك متدينون اعتقد ان عليك ان تصرفي النظر عن هذه العلاقة و عليك ان تقبلي الامر الواقع فلقد رشحنا لك فلان ابن فلان لانه رجل اولا000 ومن مركزنا و له سمعة طيبة و اسرته اسرة رائعة لن تجعلنا مسكوري القلب حين تتزوجا و حتى حين تتزوجين بمن تودين فكيف ستقبل الكنيسة شخصا غير متدين ارجوك ياابنتي اصرفي النظر عنه فهو لايليق بك

    اطلاقا ...)

    ـ قلت لها : اين انتي من كل مقولات والدتك ؟

    ـ قالت : انني في حالة صراع .. صراع قوي لو تعرفين

    ـ قلت: مازلت صغيرة و هو كذلك عليكما الصمود و الايام كفيلة بحل مشكلاتكما .

    ـ قالت : لكنهم لا يريدونه في حياتي .. لااعرف كيف اوصل لك احساسي انني احبه

    ـ قلت : لو طلبت اليك اسرتك ان تفاضلي بينه و بينهم الى من سيكون انحيازك ؟

    ـ قالت : لاسرتي طبعا

    ـ قلت: انتهى الامر

    تخرجت قبلي لكني لا ادري ان كانت ارتبطت به او بمن اقترحه اهلها فلقد سافرت الى ولايتها و سافرت الى ولاية اخرى .. و لم نلتق .

    و في سياق الابيض الاسود ماتزال النبرة العنصرية عالية فالسود مازالوا اسيري الدرجة الثانية رغم انهم ملوك الغناء و الرياضة نساء و رجالا مازال بعضهم يحن الى ايام مالكوم اكس و مارتن لوثركنج الذي تمنح الدولة يوما اجازة للمواطنين فيه تخليدا لذكراه لكنهم لم يستطيعوا الى المناصب سبيلا اذا اسثنينا كولن باول و كوندليزا رايس التي تم تخفيض درجتها من مستشارة الرئيس الى وزيرة الخارجية

    ذات مرة سألت اوبرا وينفري في برنامجها الناجح الشهير (اوبرا) الممثل الشاب الكوميدي كريس روك :

    ـ هل بأمكان الامريكي الاسود ان يكون رئيسا للولايات المتحدة؟ فاجابها:

    ـ ربما في العام 5000

    حتى اوبرا نفسها حين تم انتخابها كأغنى امراة في العالم حكت عن ردود فعل البيض ازاء ما نالته من لقب هي جديرة به و تحدثت كيف صدم ذلك الانتخاب البعض خاصة البيض و تحديدا ماقاله عنها رجل من ولاية ايوا و هو ابيض بطبيعة الحال ( معروف ان ولاية ايوا تشتهر بالزراعة لعدد من المنتوجات اهمها البطاطس و الذرة الشامي قالت ان الرجل الذي بدا غاضبا و صفها( بانها لاتساوي جوالا من البطاطس قيمته دولار واحد، فكيف تكون اغنى امرأة في العالم ؟)

    لكنها كذلك فلقد دخلت الى المجال الاعلامي و كان عمرها سبع عشرة عاما و ثابرت حتى وصلت الى ماهي عليه الان و ظلت تقدم برنامجها (اوبرا ) منذ العام 1981 و حتى الان و وصل دخلها خلاله الى ستين مليونا شهريا .. و في ذات الوقت لم تتوقف عن الانتاج السينمائي و لا عن نشر الكتب و لاعن تقديم يد العون لكل طالب .. فلها مايزيد عن الخمسة و عشرين الف منحة سنوية تقدمها للطالبات من القارة الافريقية و لها مراكز للتاهيل النسوي في عدد من الدول الافريقية ، و مصحات لعلاج مرضى الايدز في جنوب افريقيا ، سنوياً تشحن عدة طائرات تتجه الى افريقيا موزعة الابتسامةوالملابس والدواء ، وهي الي ذلك تساهم مع النجوم من لاعبي كرة السلة والقدم والمغنين في تقديم المنح للطلاب السود تقدر بحوالي مئة لف منحة 0

    لكن حكيم العجوان له حكاية اخري ، وهذا ما شهدته في هيوستون فحكيم العجوان لاعب كرة السلة السابق يمتلك مسجدا ، هذا المسجد مفتوح لاعمال الخير بكل اصنافها ، بدءا من تسديد الفواتير الي الايجار الي حل المعضلات الاسرية المالية ايا كان لونها او ديانتها ، الي ذلك فهناك ما يقدمه من ذبائح تصل الي العشرة ثيران كل اسبوع هبة للمحتاجين ، ومقدار من الخبز يصل الي عشرات الاطنان توزع علي المصلين ، الي الملابس لكل الناس اطفالا ونساء ورجالا ، وان كنت بصدد السفر ولا تملك ما يكفيك واسرتك فهو يقوم عنك بذلك 0 شريطة ان لا تكذب عليه او علي من سيكتبون لك الشيك ، لانك ان فعلت فحتام ستفقد ما يجب ان تناله ، فالكذب ليس من حقك ان كنت تطلب العون ، وازعم ان تلك العادة ظلت احد خواصنا لذلك نفقد الكثير 0

    اذن نحن امام بشر عادي ككل البشر اينما كانوا ، لكن هنا ، لاسباب عدة فالعنصرية ما زالت تحيط بسلوك البشر ونحن في مجتمعاتنا العربية والافريقية نمارسها بشكل او بآخر ، الا ننادي البعض منا باوصاف لا إنسانية ؟ الا توجد بيننا حتي الآن بعض العناصر التي ننادي افرادها بالعبيد ؟ علي الاقل هناك سافرة ولا اغطية دينية تلبسها لكننا باسم الدين ما نزال نفعل ، والبعض ما يزال يمتلك العبيد باسم انهم من ( تركات والده ، او جده ) حتي في السودان نقول ( عبد فلان ) لا نسمح لهم بدخول الحياة العادية لانهم عبيد ، نرفض ان نزوجهم من الاسرة المعينة ، لانها اسرة ذات حسب ونسب ؟؟؟ المهم ان ذلك يحدث وحتي الآن في ذلك الجزء من العالم اسوة بما يحدث لدينا ، لكن بشروط الحياة هناك ، واصوغ هنا ما حدث في ولاية اركنسو في الوسط الغربي للولايات المتحدة التي جرت هذه الاحداث فيها ، ومن خلال رواية بطلتها امرأة سوداء بطبيعة الحال ، من مدينة ( ليتل روك ) تدور احداث الرواية في النصف الثاني من القرن العشرين ، ابطالها زملاؤها في المدرسة من الذين تقدموا للانتساب الي تلك المدرسة التي مجمل طلابها من البيض ، لكنهم لم يتم قبولهم ولم يتوقف الامر عند ذلك الحد بل فقد الاهل وظائفهم ، والبعض بيوتهم التي حرقها البيض الحانقين ، فلقد حاربتهم المدينة باكملها ، كان هؤلاء الطلاب يذهبون الي المدرسة علي ظهر الدبابة ، ترافقهم الطائرات المروحية ، مع ذلك لم ينج احد منهم من الضرب والتنكيل ، وحين اشتد بهم العذاب ، تم نقلهم الي مدارس في ولايات متفرقة اقل تزمتا 0

    تحكي هذه السيدة/المؤلفة عن عودتها الي مدينة ليتل روك ، وهذه المرة للمشاركة في احتفال اقامته المدينة لذكري مرور عشرون عاما علي تلك الاحداث ، و كان من استقبلهم هو الرئيس السابق بيل كلينتون في بيته ايام كان الحاكم في تلك الولاية ، رغم ذلك مازالت تلك الايام السوداء تعشعش داخلها كذكري لا تنمحي ، نسيت ان اذكر اسم الرواية( المحاربون لا يبكون ) اروع مافي الامر انها تزوجت من رجل ابيض في كاليفورنيا ، الصدفة وحدها هي التي قادت تلك الزيجة الي حيز الوجود ، فلقد جاء زائرا لزميلتها في السكن وكانت زميلتها غائبة ، الامر الذي استدعي ان تقوم علي ضيافته حتي عودة قريبته ، لكنه ( رآها ، احبها ، تزوجها )

    وللمصادفة ايضا كنت في احد سفراتي المتعددة داخل الولايات المتحدة وحينها كنت اعمل لفترة في مدينة من مدن ولاية لويزيانا (الاسكندرية ) تصادف ان التقيت بمواطن من مواطني ( ليتل روك) وتحدثنا حول الرواية

    ـ سالته : هل مازالت مدينة ليتل روك علي حالها منذ ذلك التاريخ؟

    ـ فاجابني : بنعم ، وان كانت اقل حدة ؟؟؟

    وحدثني عن بعض المفارقات في المدن والولايات من حيث العنصرية ، بعضها اقل تعصبا ، والآخر علي حاله باق 0 كما سيحكي لي مسافر كنت سافرت علي نفس الباص معه الي ولاية ايوا من منيسوتا ، قال محدثي وهو من مواطني مينسوتا :

    ـ كنت مسافرا من مينسوتا الي تكساس لزيارة شقيقتي التي تقيم هناك اتخذت من سيارتي وسيلة للمواصلات ، بطبيعة الحال لم ابدل اللوحة المكتوب عليها اسم الولاية ، نزلت في تكساس ، وفي الصباح التالي لوصولي خرجت لقضاء بعض الاشغال ، صدمني ما رأيته مكتوبا علي انحاء سيارتي ، فلقد وجدتهم كتبوا ( عد الي بيتك ايها اليانكي )

    مع ذلك الحرية حق مكفول خاصة في الاساسيات ، واعني التعليم والصحة ، وخاصة للاطفال ، فالطفل تعليمه مجاني حتي المرحلة الثانوية ، والطفل هو عصب لا يتوانون في ضمه الي حضانة الدولة وقتما اخفقت الأسرة في تربيتهوالعنايةبه ، ولو علي نحو غير مقصود ، وهذا ما حدث لجارتنا التي اتصلت لعدد من المرات بغرض تحديد موعد لطفلها في المستشفي ، لكنها لم تف بموعدها في المرة الثالثة ، حين ذهبت للمستشفي ما كان من ادارة المستشفي سوي احتجاز الطفل لديها ، وابلاغ شئون الاسرة بما حدث ، لانهم وجدوا ان وزن الطفل ناقص ، وانه مريض ويعاني كما زعموا الاهمال0

    حتي ان وجدوا طفلك لساعة واحدة وهو دون الستة عشر من عمره وحده في البيت ، ياخذونه اليهم ، لانك اهملت فيه ؟؟؟ ولو حدث ان صادفك شرطي المرور وكان طفلك دون الخامسة وحزام امانه غير مربوط فانت ستدفع غاليا 0 كنت اتساءل بعد مضي الستة اعوام وكل ذلك الركام من معرفة هؤلاء الناس ، واقارن بينهم وبيننا خاصة في شأن الاطفال ، فأجد ان اطفالنا تعبر عنهم كلمة واحدة ((مساكين ))0

    ايوا /2004
                  

العنوان الكاتب Date
سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-22-07, 04:41 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! abdelkhalig elgamri12-22-07, 05:19 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عادل التجانى12-22-07, 06:31 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-22-07, 08:46 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 02:58 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-22-07, 06:44 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 06:00 AM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! mustafa bashar12-22-07, 06:04 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-22-07, 09:00 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 06:31 AM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! mustafa bashar12-22-07, 06:05 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Muna Khugali12-22-07, 06:43 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-22-07, 09:05 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 03:25 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Muna Khugali12-23-07, 09:39 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 10:51 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 11:41 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Muna Khugali12-23-07, 11:51 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! فتحي الصديق12-22-07, 07:12 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-22-07, 08:51 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:47 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 03:34 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 10:56 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! مصدق مصطفى حسين12-22-07, 11:09 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! نادر الفضلى12-23-07, 01:58 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! محمد سنى دفع الله12-23-07, 06:33 AM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! جعفر عبد المطلب12-23-07, 07:02 AM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:18 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 01:49 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! saif addawla12-23-07, 07:05 AM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:23 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 02:07 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:17 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 01:12 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:09 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 00:27 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:02 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 11:58 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! معتصم دفع الله12-23-07, 08:05 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! هاشم أحمد خلف الله12-23-07, 08:39 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:35 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! هاشم أحمد خلف الله12-24-07, 12:00 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Mohamed Idris12-24-07, 09:13 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 09:07 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 03:17 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! HAYDER GASIM12-23-07, 08:40 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:39 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 03:54 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 11:27 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 03:03 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! نهلة عمر12-23-07, 10:35 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:01 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 04:33 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! العوض المسلمي12-23-07, 10:43 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Emad Abdulla12-23-07, 10:54 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-23-07, 12:43 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Mustafa Mahmoud12-23-07, 03:10 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! ibrahim kojan12-23-07, 03:46 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:09 AM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-25-07, 09:47 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:07 AM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 08:22 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:05 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 07:49 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:03 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 04:38 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالله داش12-23-07, 04:49 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! خالد حاكم12-23-07, 06:14 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:13 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-25-07, 04:55 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! khalid kamtoor12-23-07, 06:28 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:15 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-25-07, 05:17 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:11 AM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-25-07, 03:30 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-23-07, 07:13 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 01:23 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سمية الحسن طلحة12-24-07, 08:10 AM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 08:46 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-26-07, 04:24 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-24-07, 03:07 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 04:08 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Muna Khugali12-24-07, 11:50 AM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! نادية عثمان12-24-07, 02:02 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 08:48 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-26-07, 01:28 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-26-07, 01:02 PM
  Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبد المنعم سليمان12-24-07, 02:19 PM
    Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! رأفت ميلاد 12-24-07, 03:02 PM
      Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-24-07, 04:26 PM
        Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! غادة عبدالعزيز خالد12-24-07, 08:52 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! صلاح الأحمر12-24-07, 09:47 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 08:59 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-27-07, 03:05 AM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! Safa Fagiri12-24-07, 10:04 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 09:01 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! سلمى الشيخ سلامة12-31-07, 08:42 PM
          Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 02:39 PM
            Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! حيدر حسن ميرغني12-25-07, 04:17 PM
              Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! عبدالأله زمراوي12-25-07, 09:12 PM
                Re: سلمى الشيخ سلامة تبدع في هوليوود! محسن خالد01-10-08, 01:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de