|
|
 حوار ساخن مع الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم!
|
نشر هذا الحوار بجريدة الوطن ليوم 12 سبتمبر 2006
فاطمة احمد ابراهيم!
قرار مجلس الأمن أعطي الحكومة خيار الرفض أو القبول..!
مسؤولية الحكومة كاملة تجاه قضايا ومشاكل الناس
حاولت لقاء البشير وتجاهلوا طلبي وعبدالباسط سبدرات لم يفعل اي شئ!!
التقت «الوطن» بالاستاذة فاطمة احمد ابراهيم القيادية الشيوعية والنائبة بالمجلس الوطني وتخلل اللقاء ظهور خبر اختطاف الاستاذ محمد طه محمداحمد ولم يظهر القتل بعد ولكن الاستاذة فاطمة تغير حالها ولم تستطع اكمال الحوار فاعفيتها من ذلك .. ودخلت في حالة من الحزن والهياج لم تنقطع حتى عادت الى منزلها في صحبة الاستاذ غازي سليمان الذي أصر على ايصالها للمنزل .. انه السودان الذي يتوحد الناس فيه في المآسي والفواجع وانه السودان الذي ينحرف بعيداً عن الهاوية في اللحظات الأخيرة ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.. والى الحوار مع الاستاذة فاطمة.
حوار: مكي المغربي
فاطمة والخبر الصاعق..!
* الاستاذة فاطمة انتِ قيادية شيوعية تاريخية.. كيف قبلت بالدخول في المجلس الوطني في ظل حكم الإسلاميين؟
جاءني الترشيح من الحزب وكنت غير موافقة وشاورت اهلي واشاروا عليّ بعدم القبول وقالوا لي: ان الناس ديل ضدهم كل عمرك.. ما تدخلي معاهم لانهم ما بنفعوا معاك ولا بتنفعي معاهم.. وكنت اقرب للرفض ولكن اجتمع الحزب وقرر ان ادخل المجلس الوطني فدخلت.. وبعد ذلك بفترة عرفت ان قرار الحزب كان هو الصحيح.. وان رفضي كان هو الخطأ!
* تحدثت عن مشاورة أهلك هل تشاورين اهلك في السياسة.. ومن تشاورين؟!
بإنفعال.. طبعاً اشاور اهلي.. واهلي هم الذين سندوني في كل مسيرتي السياسية ولقد تغربت عن وطني للعلاج ورأى اهلي ان ابقى في الخارج حفاظاً على صحتي وسلامتي.. انا منتمية للحزب ولاهلي وللسودان وللانسانية.
* كيف أحسست بأن مشاركتك في مجلس وطني به «ناس الجبهة» خصومك هي الأفضل؟
لابد ان اكون مع وطني ومع بلدي.. وفي المجلس الوطني صوتي مسموع وقد شاركت في احداث التغيير وسأواصل مسيرتي!
* أعطينا أنموذجاً للتغيير؟
في مرة من المرات كنت خارجة من المجلس الوطني جاءتني بنت اسلامية من اتحاد المرأة وقالت لي: يا استاذة فاطمة نحن عاوزين نحجبك فقلت لها: تحجبوني على حساب الفقراء المساكين؟! تأخذوا اللقمة من فم الطفل والارملة وتودوني بها بيت الله؟! انتو قايلين دا حج بقبلوا ربنا؟! وربنا قال: (لمن استطاع اليه سبيلا) وانا ما مستطيعة ولن احـــج بيت الله الا باستطـــاعتي ووقت ما يريد الله ذلك؟!
وبعد ذلك اثرت هذه المسألة بقوة وجاء قرار وزير الارشاد سريعاً بالغاء هذا النوع من الحج!
* طبعاً هناك أمور ايجابية كثيرة من مشاركتك للإسلاميين في المجلس أو في النشاط السياسي عموماً اذكرِ لنا مثالاً ايضاً؟!
يا اخوي نحن شعب سوداني لدينا تسامح وقيم لا توجد في غيرنا في كل الشعوب.. وأذكر انني عندما جئت للسودان وجدت استقبالاً حافلاً من كل الناس.. وعندما ذهبت للمنزل طرق بابي امرأتان من اتحـــاد المرأة وترددتا في الدخول حتى جئت لهما في الباب.. وقالتا لي: نحن من اتحاد المرأة.. قلت لهما: بتاع الحكومة؟! قالتا لي: ايوه بتاع الحـــكومة وجايينك زيارة .. فقلت لهما وليه ما دخلتما؟! البيت بيتكما فدخـــلتا ومعهما «خروفين» هدية لاستقبالي وقبلت الهدية.. وجلـــسنا نتناقش في صراحة مـتناهية عن مستقبل السودان.
* اين تعيشين الآن يا استاذة فاطمة؟
انا لا املك بيتاً ولا املك ارثاً.. سوى منزل والدي رحمة الله عليه.. والمرحوم الشفيع ذهب ولم يترك لنا الا القيم والمبادئ والتاريخ القوي.. ولان منزل والدي لا يسع وجودي لتكدث اثاثات اخواني فيه.. فقد سكنت مع د. الهادي احمد الشيخ وقد اراد الله لي ان اعيش على الكفاف والسترة والرحم الموصول طول عمري.. ولذلك احمد الله كثيرا!
* استاذة فاطمة لديك مذكرة لرئيس الجمهورية ماهي فحواها ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
انا طلبت مقابلة الرئيس ولم يسمحوا لي بذلك وظلوا يأخرونني.. ثم اتصلت بالاستاذ عبدالباسط سبدرات واجتهد في تحديد موعد لي مع الرئيس ولم يفلح وهذه امور غريبة نحن نريد ان ننصح ونقول الحق فهل يريد البشير سماع النصح والحق منا ام يريد سماع الذين ينصاعون له فقط.. ولذلك قررت ان اخاطبه عبر الصحف وكتبت مذكرتي.
* اريد ان اسألك عن نصائح قالها الناس لك من على البعد ايضاً.. وهو انك بشرت بالسودان الجديد وبالديمقراطية التي ستأتي بها الحركة الشعبية وبالعدالة والتسامح ولكن الآن الحركة مشغولة بحسابات النفط.. وهي نفسها لم تقدم السودان الجديد المتسامح؟
ابداً الحركة الشعبية امامها عقبات حكومية؟ ..
* مقاطعاً استاذة فاطمة : الحركة هي الحكومة!
ابداً الحكومة التي جاءت بالانقاذ مجرد انقلاب عسكري شمولي ضد الحريات والحكومة الاسلامية أو التي تدعي الاسلام.. والاسلام منها برئ هي المسئولة عن الظلم وتعويق مسيرة الحركة الشعبية؟!
* الحكومة شراكة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وكلاهما مسئولان؟
الحركة الشعبية معذورة لانها مشغولة بالجنوب الذي وجدته في هاوية سحيقة.. واذا كانت الاوضاع في الشمال متردية فهي في الجنوب في القاع السحيق.. والحركة الشعبية تنحت في الصخر باظافرها لانقاذ الجنوب.. ولكن ماهو عذر حكومتكم في الشمال وانت واحد منهم.. وتدافع عنهم بالباطل؟!
* تتحول فاطمة من دور «الضيف المحاور».. الى المهاجم: انتو تاجرتوا باسم الدين وغشيتوا الناس وكممتوا الأفواه وانا دايراك تكتب كلامي دا كلو وما تغير فيه شيئاً؟! وانتو فصلتوا الناس وشردتوا الاسر وادخلتوا البلاد كلـــها في محرقة!
* عفواً استاذة فاطمة.. هناك اتفاقية سلام وهي مصدر بقاء الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني سوياً في الحكم.. ولذلك نريد ان نسأل عن دورهما دون العودة للماضي.. ماذا سنفعل حتى نسعف الوضع؟
الحكومة غير شرعية ولكن وضع الحركة الشعبية يختلف لانها جاءت بالقيم والمبادئ وبعد نضال من اجل انسان السودان.. ولكن من اجل الحكم والســلطة جئتم انتم!
* نريد ان نتحدث في موضوع الساعة.. الاستاذة فاطمة هل انت مع القوات الدولية أم ضدها..؟!
اريد ان اوضح حديثاً لي سبق وقلته في المجلس الوطني فقد اقترحت تكوين لجنة ضخمة من المجلس لتذهب الى دارفور وتلتقي بكل الناس في كل المدن والقبائل.. ويجب على الحكومة قبل هذا ان تنزع سلاح كل العصـــابات وعلى رأسهـــا عصابات الجنجويد وان يمارس المجلس الوطني دوره في الصــــلح في دارفور الى اخـــر لحظة.. ولكن لم يجد اقتراحي هذا صدى؟!
* ولماذا لم تسند الحركة الشعبية اقتراحك في المجلس الوطني.. باعتبار انهم اصدقاؤك؟
الحركة الشعبية .. الحركة الشعبية .. والحكومة هي المســئولة.. لانها اطلقت ارض دارفور لعـــصابات الجنجويد!
* في الحقيقة انا اسأل عنهم لانهم اصدقاؤك ولانك كنت اكثر الناس تقديماً لهم حتى اقتربوا من وجدان الشعب السوداني.. ولكن يا استاذة ما هو موقفك في موضوع القوات الدولية؟!
انا قلت لو حلينا المشكلة لا يوجد داعٍ للقوات الدولية.. ولكن الآن بعد تفاقم المشكلة هناك ضرورة للقوات الدولية ومافي داعي لتزوير القضية.. هناك ازمة.. وهناك منظمة دولية نحن اعضاء فيها.. ولابد ان يقبل السودان بالقرار الاممي.. وعلى الحكومة ان تقر بهذا او تخرج من الامم المتحدة.
* ولكنه قرار امريكي بريطاني؟!
لا .. هو قرار اممي اقترحته دولتان وتبنته منظمة نحن اعضاء فيها ومقرون بميثاقها وحقها في انقاذ المدنيين من الهلاك ويجب ان نساعدها في انقاذ مواطني دارفور.
* ولكن اذا دخلت القوات الاممية سيسوء الوضع وتجارب الدول الاخرى ان قوات الامم المتحدة تـــؤدي لتــفاقم الأوضاع؟
منو القال كدا.. وهل يحق لنا ان نترك دارفور نهباً للجنجويد؟! دي اسمها دارفور وليست دار جنجويد
* من المحرر:
لقد كانت اسئلتنا للاستاذة فاطمة ساخنة.. وكانت اجاباتها صريحة ثم دهمنا خبر الفاجعة بإختطاف الاستاذ محمد طه وصاحت الاستاذة فاطمة باكية بمجرد الإختطاف ولاندري ماذا فعلت بعد خبر الذبح.
«انَّا لله وانَّا اليه راجعون»
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست