مراقي هَبَّات الصَبَا

Quote: أن تتيقظ لذاتك ( فى مزالق الروح ) تاركاً من جسدك جانباً ( غيابات القلب ) بحيث يكون غياباً عن كل ما عداك , فإنك هنا صرت فى تجليات الرؤيا و " النقاء " فتراه جمال اعماق الذات قد بلغ اقصى حدود البهاء فى عروج الروح ورقيها حد الوصول فى كتاب الفراق التواقيع ، وعندها يكون اليقين بأنك تنتمى لمجال أرفع فيأ تى الفعل فى درجات الحياة أعلاها يتمثل فى نهم الإستزادة لنهل دون تحقق إرتواء , وما أن تصل هذا المقام تأتى مرحلة السبات فوق كل الموجودات العقليه فى حاله من الإنجذاب العلوى ولكن بعد هذا المقام الصوفى السامى , حين الإياب وفى أيادى القدر وتباعد منال القطوف تترآى فى عودة معاينة العقل الى الفكر الواعى تبدر كنه تساؤلات بأن كيف يتم الهبوط الى الحالى ؟ وكيف أمكن أن ترد الروح إلى الأجساد ما دامت طبيعتها بعد هذا التحليق ؟ وقد لا يضير ذلك .. فالسيف لا يعيب صرامته وحدة سنانه مكوثه إن رد الى غمده . ... وأنت لا تختبر صرامته إلا بعد أن تتفحصه .. وبمثلها الصدور ملآى بأسرارها لا تبوح بها إلا فى مقاماتها فليس امامنا إلا تجاوز الظاهر لندرك الباطن ونتجاوزالمحسوس لندرك المعقول ونتجاوز المعقول المنطقى لندرك ما وراءه ، بمعنى أنه ليس أمامنا إلا ألتقاط الحدس الذى يشير إليه الرمز " عاد يصلينى فى محرابى " بحيث أن كل حدس روح أصيله وإن لم تصبح سيدة نفسها تماماً إلا متى ما خرجت من الجسم وتسامت كما السحائب تمطر حيث تثقل كما الجذور تعشق ترابها بالغوص والثبات فى حالة من الإتحاد المطلق الذى تنتفى عنده اللغه ويستعصى على الوصف فيؤل الحال إلى : توقع ماهو متوقع فى معرفه عقليه إستدلاليه بالنظر فى المقدمات وتوقع ما ليس متوقعاً والتى تطالبنا بما هو أعلى من مجرد تحليل الموجودات تحليلاً عقلياً ومنطقياً فحسب ، بل وتخيل والمعايشه وتجسيد الرمز . وعليه : يصبح كل البوح صدق وليس كل الصمت كذب .. ... ...