" المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي "

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2003, 04:31 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " (Re: wedzayneb)

    أواصل الكتابة.


    تنويه

    أرجو أن أنوه هنا أنني جنحت لاقتباس شذرات من هنا و هناك عند استعراضي لهذا الكتاب القيم حتي يحيط القارئ الكريم بأكبر قدر من الأفكار الواردة به.



    المرحلة الادراكية الثانية في تراثنا العربي ، وفقا لتأويل الامام أبو حامد الغزالي لاّية النور من سورة النور هي التفكير العقلي.، أو هي بتعبير اّخر : مصباح العقل في مشكاة التجربة. انها مرحلة تقعيد القواعد لما قد كان أشتاتا متناثرة أو قل هي: رد التجارب الجزئية و الخبرات المفردة الي أحكام عامة تضمها معا في شمل واحد. و اذا كان القرن السابع، كما أسلفنا يمثل مرحلة الادراك الفطري، فان القرن الثامن، كما أسلفنا أيضا، يجسم المرحلة الادراكية الثانية التي نحن بصددها: مرحلة تجريد القوانين، المبادئ، و الأحكام العامة. نحن اذن نقف فيس أعتاب الادراك العلمي في أولي درجاته. فقد كان العرب يتكلمون لغتهم في القرن السابع و ما قبله، لكنهم لم يستخرجوا لتلك اللغة قواعدها الا حين أخذوا في التفكير العلمي، و كان لهم شعر ينظمونه، لكنهم لم يجردوا من ذلك الشعر موسيقاه - أي تفعيلاته و أوزانه - الا حين أخذوا يفكرون في نهج علمي.
    المشكلات التي تنبض عند اصحابها بالحياة حين تنبت في أرض حياتهم العملية ذاتها. و هكذا كان الحال مع أسلافنا، و لعل أول مشكلة تطرح نفسها أمام أسلافنا للبحث النظري هي مشكلة الذنوب الكبيرة ماذا يكون الحكم السديد بالنسبة لمقترفيها. و قد انبعثت هذه المشكلة الفكرية نتيجة لواقعتي الجمل و صفين, ففي كلا الحالتين كان نفر من أمة المسلمين يقاتلون نفرا من أمة المسلمين. فلابد أن يكون أحد الفريقين علي غير صواب، ان لم يكن الفريقان معا. و أما أن يكون كلاهما علي صواب فضرب من المحال. معني ذلك أن أحد الفريقين علي الأقل، ان لم يكن كلاهما معا، قد اقترف خطيئة كبري في حق من قتلوا بغير وجه حق. أفليس من الطبيعي في هذه الحالة أن يسائل منالمرء نفسه: تري ماذا يكون الحكم في مسلم ارتكب خطيئة كبري؟ علي أن المسألة لم تقف عند حدود الفقه في الحكم علي مؤمن أذنب، بل تفرعت فروعا مست أحقية الخلافة لمن تكون. لقد تعرضنا لواقعة صفين و رأينا كيف نبت الخوارج فيها كما ينبت النبات في تربته. و لا بأس علينا الاّن أن نرسم صورة أخري كما كان في واقعة الجمل عند لالبصرة لنري كيف نشأت أمام العقل العربي أول مشكلاته التي حاول معالجتها بمنطق البرهان. ( لمزيد من التفاصيل عن واقعة الجمل راجع ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة ).
    لن أتطرق هنا لمعركة الجمل التي دارت رحاها بين فريق من أهل البصرة تحت راية أم المؤمنين عائشة و الصحابيين الجليلين: الزبير أبن العوام و طلحة أبن عبيد الله من جانب و فريق أهل الكوفة تحت راية الامام علي أبن أبي طالب - كرم الله وجهه. و قد انقشعت الواقعة عن هزيمة الأولين.
    أريدك - أيها القارئ الكريم - أن تتأمل معي ما حدث من مشاحنات كلامية - يندي لها الجبين حياء - أثارها الفريق الأول قبل وقوع القتال. فهل تصدق ان يقوم الزبير و طلحة في الناس يستحثونهم علي استئناف القتال، فيقولا في علي أنه لا يبقي حرمة الا أنهكها، و لا ذرية الا قتلها, و لا 1ذوات خدر الا سباهن. و بعد الهزيمة أخذت السيدة عائشة كفا من حصي، فحصبت به أحاب علي، و صاحت بأعلي صوتها: شاهت الوجوه! فقال لها قائل: ما رميت اذ رميت، لكن الشيطان رمي! فمن منا - نحن ابناء هذا العصرالحاضر، الذين كلئت نفوسهم رهبة من هؤلاء الأوائل كادت تبلغ حد التقديس و العصمة من الخطأ. من منا يري هذا التقاذف بكلمات هي من أغلظ اللفظ بين ناس هم من هم في قلوبنا، ثم لا يأخذه العجب و الذهول. لقد أحس اّباؤنا الأولين فيمدينة البصرة بالحيرة حينما نشب الخلاف السياسي بين الفريقين المتنازعين: تحت أي راية ينضوون. فاذا بنا نراهم منقسمين لثلاث فرق. فريق يؤثر مساندة علي، و همالشيعة، و فريق يفضل الولاء لعائشة في طلبها بالثأر لدم عثمان ، هم العثماننين، و فريق ثالث يبعد عن المشكلة و يتخذ له موقفا محايدا، و هم الزاهدون المتطرفون الذين سموا انفسهم " الخوارج ". و لعلهم هم الذين أوجدوا حركة الاعتزال. و بوسعناالقول ان معركة الجمل هي نقطة البدء لكل تطور سياسي و ديني لاحق بالنسبة لعدد كبير من المسلمين. فقد أثارت واقعة الجمل و من بعدها واقعة صفين المشكلة العقلية الأولي و هي : ماذا يكون الحكم السليم بالنسبة للفريق المخطئ من الفريقين المتحاربين. و لم نلبث أن رأينا ثلاثة حلول مختلفة للمشكلة، كل حل فيها يمثل مذهبا فكريا علي طول التاريخ العقلي في تراثنا القديم. فهناك : (1) المتطرفون الي اليسار - بالمفهوم الاسلاهي، لا الغربي ) و هم الخوارج الذين زعموا أن كل من قاتل عليا ، بمن في ذلك عائشة و طلحة و الزبير - فهو كافر. و ان عليا نفسه كان علي حق الي أن قبل مبدأ بالتحكيم، فعندئذ كفر هو مع الكافرين.
    (2) و هنالك المعتدلون، وهم جماعة المعتزلة، كما بدأت بواصل أبن عطاء، الذي فرق بين المبدأ النظري من جهة و أعيان الأشخاص من جهة أخري. فمن الناحية النظرية المنطقية الصرف ، لا يمكن القول بأن الضدين ( الكفر و الايمان) لا يجتمعان معا في شخص واحد. و لكننا من ناحية التطبيق لا نستطيع تعيين الأشخاص الدين يقعون تحت هذا الضد أو ذاك. فالمعتزلة لا يروا حقيقة الموقف هي : اما أصاب فهو مؤمن، و أما أخطأ فهو كافر، اذ هنالك منطقة وسطي بين الطرفين هي منزلة المؤمن العاصي، الذي لا يخرجه عصيانه من دائرة المؤمنين ليدخله في دائرة الكافرين. ز انا لنري في هذه البداية - أيها القارئ الكريم - كيف أن النظرة
    العقلية ، بحجاجها و استدلالها نشأت في مدينة البصرة، بينما نري الكوفيين يكفيهم الأخذ بالرواية عن الأسلاف. فأهل البصرة كانوا أقرب الواقعية العلمية علي حين كان الكوفيون أقرب الي وجدانية أصحاب الخيال و العاطفة. و لا غرو أن نري بالبصرة نشأة مذهب الاعتزال علي يد الحسن البصري، و الدراسات العقلية الأولي للنحو و اللعة علي يدي الخليل أبن أحمد و تلميذه سيبويه، مؤلف : " الكتاب ". و تلا تلك القمتين في البصرة مؤلف اّخر خطير الشأن هو عبد الرحمن أبو بحر الجاحظ.
    (3) و هنالك المتطرفون الي اليمين و هم أهل السنة و الجماعة الذين قالوا بصحة اسلام الفريقين.
    و كما أسلفنا فان فتنة المسلمين الأولي مجسمة في واقعتي الجمل و صفين قد أنبتت ثلاث مذاهب سياسية مختلفة من ضمنهافرقة الخوارج الذين خرجوا علي الامام علي أبن أبي طالب بعد قبوله بخدعة التحكيم التي حضوه عليها. و لما انكشفت عملية التحكيم عن خدعة من عمرو أبن العاص خلع بها علي من الأمارة و ثبت بها معاوية، اقتنع الخوارج بأنهم بقبولهم التحكيم كانوا قد أخطأوا. فتابوا الي الله، ثم أراددوا لعلي مثل هذا الاعتراف بالخطأ و التوبة الي الله، قائلين له: لم حكمت الرجال؟ انه لا جكم الا الله. علي أن خلاصة موقفهم من خيث هو فكرة سياسية، كان ينبغي أن يكون لها أعمق الأثر في حياة الأجيال العربية من بعدهم لكنها ذهبت ادراج التاريخ، هي مبدأهم القائل بوجوب الخروج علي الامام، أو الزعيم، أو الحاكم اذا أخطأ أو خان الامامة، أو الزعامة، أو الحكم. و موقف الخوارج هو نفسه موقف جان لوك في القول بحق الشعب في عزل الحاكم اذا ضل سواء السبيل، و في أن يختار من يشاء من أبناء الأمة ممن يرونه جديرا بالثقة، لولا أن الخوارج قد أساءوا الي هذا المبدأ السياسي العظيم، الذي حدث لمثيله في أروبا أن أقام ثورتين كبيرتين ما نزال نعيش في ظلالهما الي حد كبير: و هما الثورة الفرنسية و الثورة الأمريكية، و كلتاهما في القرن الثامن عشر. و قد أساء الخوارج الي هذا المبدأ السياسي العظيم بما أحاطوه من تزمت ديني و ضيق أفق يجاوزان حجود المعقول.

    (عدل بواسطة wedzayneb on 11-25-2003, 05:31 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
" المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb08-26-03, 06:18 PM
  Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb09-02-03, 12:54 PM
  Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb09-02-03, 01:56 PM
  Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb09-02-03, 02:02 PM
    Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb11-25-03, 04:31 PM
      Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb11-25-03, 06:09 PM
        Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb11-29-03, 02:10 PM
          Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb12-03-03, 02:23 PM
            Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " aba12-03-03, 02:54 PM
              Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " Abo Amna12-03-03, 06:48 PM
                Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb12-04-03, 07:58 PM
                  Re: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري العربي " wedzayneb12-07-03, 01:09 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de