البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2003, 04:55 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اضافة 2 (Re: خالد عويس)

    هـ) قطاع الثروة الحيوانية:
    البرنامج الاسعافي:
    1. توفير الأدوية البيطرية والأمصال والشفخانات البيطرية المتحركة.
    2. العمل على نشر مصانع الألبان المتحركة لمتابعة حركة الرعاة لتصنيع منتجات الألبان من كميات الألبان الفائضة.
    3. إعادة مؤسسة تسويق الماشية ودعمها لأداء دورها بفاعلية.
    4. إعادة المؤسسة العامة للإنتاج الحيواني لتكون مسؤولة من تقديم الخدمات البيطرية فقط والتخطيط ويترك الانتاج للقطاع الخاص.
    البرنامج متوسط المدى :
    1) التوسع في انتاج اللحوم لمقدرتها التنافسية في التسويق.
    2) تشجيع قيام مصانع لمنتجات لحوم وجلود الابل لحماية المربين للحصول على دخول مجزية ومحاربة التهريب خاصة الاناث.
    3) تأهيل المنطقة الخالية من الأمراض وزيادة مواعين الصادر من محاجر ومسالخ ليواكب السودان متطلبات المنظمات العالمية.
    4) التوسع في عمليات التلقيح الصناعي.
    5) دعم الأبحاث البيطرية.
    6) الاهتمام بتنمية وتطوير صناعة الأسماك.
    7) الاهتمام بالحياة البرية.
    ثانيا: الري
    إن المحدد الرئيسي للتنمية الزراعية في السودان هو الماء وليس الأرض. وتتضح أهمية هذا المحدد من أن المحاصيل الرئيسية مثل القمح والقطن والخضروات تعتمد بدرجة شبه كاملة على الري من التخزين في حين أن محاصيل الفول والذرة تتطلب مياه الري في فترات الزراعة والنضوج الحرجتين لضمان انتاجية مستدامة.
    الواقع المائي للسودان: تمتد الأراضي السودانية من شمال صحراء إفريقيا الكبرى إلى جنوبها حتى خط الاستواء. بالنسبة لمنطقة شمال الصحراء فإنها تعاني من نقص في المياه. وبالنظر للمياه كمورد حيوي استراتيجي في طريقه أن يتحول لسلعة نادرة تفوق أهمية النفط، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجابه فقرا خطيرا تجاه هذه السلعة. والنصيب النسبي للدول العربية من المياه سوف يتضاءل إلى حد كبير خلال العقود القادمة. ففي تقرير صدر عن البنك الدولي خلال شهر مارس 1996 يرد أن سكان الشرق الأوسط وشمال افريقيا والذين يشكلون 5% من سكان العالم لا يتجاوز ما لديهم من ماء 1% من المياه الدولية. والسودان يشكل أكبر البلدان العربية اعتمادا على المياه السطحية: النيل والأمطار والبحيرات العذبة (بنسبة 97.7%) والبقية الضئيلة من اعتماده هي على المياه الجوفية، ولا يعتمد على التحلية أو معالجة الصرف. للسودان موارد مائية متعددة ترد تفاصيل إيراداتها في بند المياه لاحقا تتمثل في كميات كبيرة من المياه الجوفية والأمطار، وبحيرات عذبة خاصة في الغرب، كما يشقه النيل بروافده. ويقع ضمن الاستغلال الأمثل لتلك الموارد المائية تخزين مياه النيل والأمطار.
    والسودان بالنسبة لمنطقة شرق إفريقيا أقل في مصادره المائية لأن مناطق حوض النيل في القرن الإفريقي ومنطقة البحيرات مبللة بالمياه، غزيرة الأمطار، لم تكن تحتاج للرى الآلي –وبالتالي لتخزين المياه- حتى أصابت المنطقة نوبات الجفاف والتصحر التي اتخذت شكلا دوريا في خلال السبعين سنة الأخيرة، وطالت نوباتها أحيانا كما في نوبة الجفاف التي ضربت الهضبة الإثيوبية والمنطقة عموما في الفترة 79-1985م. لقد أدت تلك النوبة الممتدة إلى كارثة حقيقية في القرن الإفريقي تلافاها السودان جزئيا بسبب التخزين في الروصيرص.
    الوضع الحالي: يعاني الوضع الحالي للري من الآتي:
    · استخدام الأمطار بشكل غير مخطط وبدون تخزين.
    · الري عبر الخزانات على النيل وروافده اتخذ سياسة مضطربة، فقد كانت الأولوية القصوى لتعلية خزان الروصيرص وتم تجاوز ذلك والبدء بمشروع خزان مروي "الحمداب" قبل إتمام التعلية.
    · التخزين على النيل وروافده أقل من حصة السودان حسب اتفاقية 1959م. التخزين ضرورة لتلافي كوارث الطبيعة وعلى رأسها الجفاف الذي صار مع المخاطر البيئية المحدقة جراء ثقب الأوزون وغيره من العوامل حقيقة تواجه المنطقة بين فينة وأخرى.
    · تفاقم الخلاف بين دول حوض النيل ومطالبة دول أعالي النيل بحصص في المياه بعد موجات الجفاف في العقود الأخيرة.
    · عدم الاستفادة من المياه الجوفية كما يجب.
    ولتجاوز تلك المشاكل ينبغي اتباع استراتيجية مدروسة للري تحقق السياسات الآتية:
    × التأكيد علي أيلولة الإشراف علي الموارد المائية إلي وزارة الري والموارد المائية مع وجود أجهزة متخصصة بكل من قطاعي الموارد المائية السطحية ( النيل والأنهار وروافدهما) والموارد المائية الجوفية.
    × إجراء الدراسات والبحوث التي تبحث في كيفية الاستفادة من كافة مصادر المياه المتوفرة للري على أسس: الجدوى الاقتصادية التي تأخذ في اعتبارها تكلفة استغلال الأراضي والمياه على السواء- التوازن البيئي – والاتفاقيات الدولية.
    × إكمال مشروع تعلية خزان الروصيرص في أسرع وقت ممكن وإعطائه الأولوية القصوى. وتنفيذ بقية المشروعات المخططة حسب الخطط المدروسة.
    × الوصول إلى معاهدة شاملة مع دول حوض النيل حول تنظيم الاستفادة من مياه النيل وتطويرها (نص المعاهدة المقترحة في ملف العلاقات الخارجية)..
    × الدعوة لتسعير المياه والتعامل مع الماء كسلعة استراتيجية وما يصحب ذلك من سياسات للري وتقنيات حديثة تقلل من نسبة البخر في مياه الري.
    و) الصناعة
    عانت الصناعة في السودان انهياراً فظيعاً. فنسبة المصانع العاملة قليلة وطاقتها العاملة تتراوح بين 12-15% من الطاقة الإنتاجية الكلية. ولم تتجاوز مساهمة هذا القطاع في الناتج الإجمالي المحلي 7% للأسباب التالية:
    - ارتفاع الضرائب على الصناعات بصفة عامة واستخدامها سياسياً في بعض الحالات لمضايقة غير الموالين لها.
    - الانخفاض المستمر لقيمة العملة الوطنية.
    - ارتفاع أسعار المدخلات الصناعية المحلية : (المياه والكهرباء والبترول والفيرنس والسكر والقطن .
    - ضعف البنيات التحتية (لاسيما الإمداد الكهربائي) ومشاكل التمويل.
    سياسات تطوير القطاع الصناعي: وللنهوض بالصناعة يجب القيام بالآتي:
    1. مراجعة السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وما يتصل بالصناعة والاستثمار خاصة السياسات الائتمانية في بنك السودان.
    2. التركيز على البحث العلمي والاستفادة من الخبرة الأجنبية والتدريب خاصة في مجال التخطيط الاقتصادي القومي والمؤسسات الاقتصادية والمصارف.
    3. تأهيل البنية التحتية المساعدة للإنتاج.
    4. حماية الصناعات القائمة وإيجاد التمويل الميسر لها بغرض التحديث والتأهيل.
    5. تخفيف العبء الضريبي على القطاع الصناعي.
    6. وضع خارطة مالية تجاه القطاع الصناعي ومتطلباته.
    7. وضع خريطة استثمارية تغطي جميع أجزاء السودان لتحقيق التنمية المتوازنة.
    8. دعم الصناعات التحويلية.
    9. وضع برنامج لتنمية القوى البشرية والتدريب ونقل التقنية في مجال الصناعة.
    10. تطوير وتمويل قطاع الحرفيين والتوسع في التعليم الفني.
    11. تفعيل هيئة المواصفات ودعمها بالمعدات والتدريب حماية للاقتصاد الوطني من إغراق البلاد من المواد والأطعمة الفاسدة.
    ز) قطاع النقل والاتصالات:
    السياسات في مجال السكك الحديدية:
    1. وضع خطة اسعافية لصيانة وتأهيل القاطرات والعربات.
    2. توفير معدات الورش واستجلاب الجديد منها للإحلال والصيانة.
    3. إصلاح وتأهيل الاتصالات السلكية واللاسلكية وأنظمة الإشارات.
    4. شراء قاطرات سفرية جديدة وقاطرات مناورة.
    5. مد خطوط جديدة.
    سياسات النقل النهري:
    1. تأهيل الأسطول العائم وبناء جرارات وبواخر.
    2. تأهيل المواني النهرية والأحواض العائمة.
    3. شراء أجهزة اتصال لربط المواني والأسطول العائم والمقار الإدارية.
    سياسات في مجال الطرق:
    1. خطة اسعافية لتكملة ما تم البدء فيه من طرق وكباري مع الاستمرار في الصيانة وتأهيل الطرق المشيدة حاليا.
    2. الاهتمام بالشركات الوطنية العاملة في مجال الطرق ودعمها فنيا وماليا.
    3. الاهتمام بتأهيل الكوادر العاملة من المهندسين والفنيين وإدخال برامج لتدريس صناعة الطرق بالجامعات.
    4. إنشاء مجلس قومي للنقل كافة يضم وسائط النقل المختلفة.
    5. مراعاة توفير متطلبات السلامة لكل وسائط النقل.
    سياسات المواني البحرية والنقل النهري:
    1. المضي في إنشاء المواني المدرجة في الخطط المرحلية لتواكب التطور الاقتصادي المرتقب وخاصة في مجال البترول.
    2. تأهيل المواني البحرية لنقل الركاب والبضائع ذات الأحجام الصغيرة وعلى وجه الخصوص ميناء سواكن.
    3. دعم الأسطول المملوك للخطوط البحرية السودانية بتشجيع دخول القطاع الوطني والأجنبي.
    4. إنشاء المزيد من المخازن ومدها بالرافعات الشوكية ووسائل المناولة الأخرى.
    5. الاهتمام بالتدريب وإعادة التأهيل للعاملين داخل وخارج البلاد.
    سياسات في مجال النقل البري:
    1. صيانة الطرق المعبدة لتقليل تكلفة صيانة الشاحنات.
    2. تنفيذ برامج مد الطرق الجديدة تمكينا للنقل البري وانتشاره في جميع أنحاء البلاد.
    3. وضع قوانين صارمة لإلزام أصحاب الشاحنات بالمواصفات القياسية وعلى وجه الخصوص الأوزان المحورية لضمانة سلامة الطريق وطول عمره.
    4. تذليل العقبات العديدة التي تعوق عمل هذا القطاع الهام وذلك بتخفيض الجمارك ورسوم المواني لخفض التكلفة.
    5. الاهتمام بالتدريب والتأهيل للعاملين والمهندسين.
    سياسات في مجال النقل الجوي:
    1. صيانة وتأهيل المطارات الموجودة حاليا وإنشاء المزيد من المطارات.
    2. تشجيع المستثمرين الوطنيين والأجانب لارتياد هذا المجال خصوصا في مجال التصدير.
    3. الإسراع بتكملة إجراءات تحويل الناقل الوطني إلى شركة مساهمة عامة.
    سياسات في مجال التخزين:
    1. إنشاء صوامع غلال جديدة في بعض مواقع الإنتاج الأساسية.
    2. الاهتمام بالتخزين المبرد بسعات كافية للحوم والأسماك والفاكهة والخضراوات بمناطق إنتاجها.
    3. تشجيع النقل المبرد وذلك بتمليك القطاع الخاص والعام وسائل النقل المناسبة.
    4. إنشاء مطارات خاصة للصادر من مناطق الإنتاج.
    السياسات في مجال الاتصالات والبريد والبرق والهاتف والإنترنت:
    1. فك الاحتكار في مجال الاتصالات المختلفة مع تشجيع الشركات الوطنية.
    2. توطين التكنولوجيا العالمية (Hitch) وتوفيرها للمواطنين والمؤسسات التعليمية والتجارية والعلاجية بأجر مناسب.
    3. إعادة النظر في القانون الأعلى للاتصالات بما يحقق تفعيل دوره وفق المواصفات العالمية.
    4. تحديث شبكة الاتصالات الهاتفية بتطبيق نظام (ISDN) ونظام (VDIT) في خط واحد ليقدم خدمة عالية الجودة وبأسعار معقولة.
    5. تطوير بنية معلوماتية وطنية موحدة (المركز القومي للمعلومات)
    6. تأهيل ورعاية خدمة البريد والبرق لتغطية الأماكن النائية.
    7. تشجيع التنافس الحر للشركات بما يقلل التكلفة لصالح المواطن.
    ح) البترول:
    الاستراتيجية على المدى الطويل: يجب استثمار عائد البترول في الزراعة ويجب الحرص على تسويق البترول في نطاق دول الجوار سيما دول القرن الأفريقي خاصة بما يخلق مصالح مشتركة ويمكن أن تتحد معها شبكة الكهرباء لاستغلال طاقاتها الهائلة للإنتاج الكهرومائي.
    يجب أن يدعم البترول الإنتاج الزراعي عن طريق توفير الجازولين والإنتاج الصناعي بتوفير الفرنس بأسعار مناسبة.
    وينبغي أن يقسم عائد البترول قسمة عادلة بحيث تخصص نسبة لإزالة آثار الحرب وحماية البيئة .ونسبة لمناطق استخراج البترول.والنسبة القومية توجه لدعم الإنتاج الزراعي وتوفير المدخلات الصناعية.هذا ينطبق على عائدات التعدين الأخرى كالذهب.
    السياسات المقترحة في مجال البترول:
    1) قيام جهاز مركزي (مجلس أعلى للبترول) يتولى رسم السياسة العامة للاستثمارات البترولية برئاسة رئيس السلطة التنفيذية ويضم في عضويته وزير الطاقة ووزراء القطاع الاقتصادي وحكام الأقاليم ذات الصلة .
    2) إنشاء شركة وطنية للبترول تكون هيئة عامة لها مرونة الشركة الخاصة تقوم بكل الأعمال الفنية في الاستثمار في مجال البترول وتساهم في شركات وطنية وأجنبية.وتكون هذه الشركة هي الآلية التي عبرها يتم تدريب وتأهيل الكوادر الفنية وتبادل الخبرات.
    3) توزع عائدات البترول وفق المعادلة المقترحة في بند قسمة الثروة (محور السلام).
    ط) السياحة:
    يتميز السودان بإمكانات ومقومات تشكل رصيدا سياحيا ضخما. وذلك لأن:
    · السودان مولد حضارة الإنسان ويتمتع برصيد آثاري كبير ويمكن تطويره بصورة أكبر.
    · ومن الناحية الطبيعية والجغرافية:
    × السودان متحف لتعدد المناخات والطبيعة.
    × وبه ثروة برية هائلة.
    × ويمكن للسودان أن يكون مشتى عالميا.
    · أما من الناحية البشرية والثقافية:فالسودان متحف بشري يشكل ثراء تراثه الشعبي والثقافي أرضية سياحية جاذبة.
    · كما يتمتع السودان ببيئته المتسامحة وترحيبه بالأجانب وهي ميزة مهمة للسياحة اليوم.
    ومع ما يشهده قطاع السياحة العالمي من ازدهار مع تطور وسائل المواصلات والاتصالات في ظل العولمة، وما يمكن أن يلعبه هذا القطاع في السودان كمصدر من مصادر الدخل القومي وفي التعريف بالسودان وفي جذب الاستثمارات وغيرها من الأدوار ،يجب الاهتمام بقطاع السياحة .
    برنامج السياحة المطلوب:
    في مجال التخطيط والتمويل السياحي:
    1) إنشاء وتطوير البنيات الأساسية المادية.
    2) مراجعة القوانين المتعلقة بقطاع السياحة لتنشيطه وتفعيله.
    3) وضع خارطة سياحية تشمل المناطق السياحية وأنواعها.
    4) الاهتمام بتمويل الخطط والبرامج السياحية من قبل الدولة وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في مجال السياحة.
    5) قيام هيئة قومية للترويج للسياحة.
    في مجال الآثار:
    1) رفع الوعي القومي بالآثار عن طريق البرامج التعليمية والإعلامية.
    2) ترقية وتدريب الكوادر العاملة في الآثار.
    3) حماية المواقع الأثرية والاستفادة من المؤسسات الدولية في صيانتها والحفاظ عليها.
    في مجال السياحة والثقافة:
    1) ترقية وتشجيع الأنشطة الثقافية المصاحبة للسياحة من فنون شعبية ومسرح ومتاحف للتراث الشعبي وغيرها.
    2) إقامة قرى سياحية نموذجية لعرض التراث الشعبي في المناطق المختلفة.
    في مجال الحياة البرية:
    1) رسم خارطة لأماكن الحياة البرية السياحية.
    2) العمل على تطوير الحظائر والمحميات البرية.
    3) العمل على تيسير الوصول إليها وتجهيزها بالخدمات السياحية المناسبة.
    4) التأكيد على حماية البيئة والحياة البرية.

    الملف الخامس: الاستثمار البشري (الخدمات)
    لقد ثبت بالتجربة خطأ الزعم القائل بأن التنمية الاقتصادية تتطلب في بادئ الأمر التضحية بالخدمات الاجتماعية. وأصبح من المسلمات أن الاستثمار في الخدمات الاجتماعية يعني استثمارا في رأس المال البشري ويحقق أقصى عائد تنموي. ولكن نظام الإنقاذ تبنى سياسات في مجال الخدمات أدت لانهياره مما يتطلب جهدا كبيرا في إعماره.
    في هذا الملف نتطرق للخدمات الآتية: الصحة- التعليم- الكهرباء والمياه- والتخطيط العمراني والإسكان.
    (1) الصحة:
    شهد الوضع الصحي في السودان في العقد الماضي انهيارا مريعا شمل كل الأوجه. وتسببت عدة عوامل في ذلك الانهيار منها الانهيار الاقتصادي وما يتبعه من نتائج وخيمة على قطاع الصحة ومنها تطبيق سياسات التحرير الاقتصادي وتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي إذ تم رفع الدعم عن الخدمات الصحية. ومن أسباب ذلك الانهيار تطبيق النظام الفدرالي وتخلي وزارة الصحة عن دورها ومسئوليتها عن الصحة للوزارات الولائية مع قلة موارد الأخيرة.
    1) المؤشرات العامة:
    سجلت كل المؤشرات العامة لقياس الوضع الصحي تدنيا مريعا ففي مجال التغذية يسجل السودان أدنى النسب في مؤشرات التغذية مثل الوزن المنخفض للأطفال وقصر القامة والوزن المنخفض عند الولادة مقارنا بدول الإقليم، وكذلك في مؤشرات الصحة العامة مثل مياه الشرب الصالحة والسكن الصحي والصرف الحكومي على التحصين وكذلك الحال في معدل وفيات الأطفال.
    2) الخدمات:
    أ. الطب الوقائي: تشهد كل خدمات الطب الوقائي انهيارا تاما بعد أن رفعت الدولة يدها عن تمويلها. وتدنت صحة البيئة لاعتمادها في التمويل على ميزانيات المحليات التي لا توليها عناية إذ لا تمثل أولوية صرف، بينما بقيت بعض خدمات الطب الوقائي بصورة جزئية لاعتمادها على التمويل الخارجي (منظمة الصحة العالمية -قلوبال 2000 العاملة في مكافحة دودة الفرنديد- صندوق جمعية السل النرويجية- مؤسسة TLM GERMANY الألمانية العاملة في الجذام…) والذي لا يفي بمتطلبات السودان في مكافحة تلك الأمراض.
    وشهدت البلاد تفشي الأمراض نتيجة لتدني صحة البيئة مثل الملاريا التي شملت كل القطر وأصبحت تشكل 30% من الحالات القادمة للمرافق العلاجية و23% من حالات دخول المستشفى للعلاج السريري كما اكتسب طفيلها مناعة ضد الأدوية المعالجة واكتسب البعوض الناقل لها مناعة ضد المبيدات.
    وأصبحت الملاريا تشكل مشكلة صحية وعبئا اقتصاديا: تكلفة العلاج –تدني الإنتاج للغياب عن العمل…إلى آخر الآثار الاقتصادية. وما حدث في الملاريا يحدث في كل الأمراض المتوطنة الأخرى التي تشهد تزايدا في الحالات: كالسل والتهاب الكبد الوبائي والذي لا يوجد اليوم برنامج قومي لمكافحته والتمدد الجغرافي لمرض اللشمانيا بعد أن كان محصورا في النيل الأزرق وأعالي النيل والقضارف، وازدياد البلهارسيا بعد توقف مشروع النيل الأزرق الصحي.
    أما في مجال الأمراض الوبائية فيمكن تلخيص الوضع على النحو التالي:
    1. ضعف الرقابة على الأمراض الوبائية والشاهد تدني نسبة التبليغ عن تلك الأمراض حتى وصلت 23-48%.
    2. إنهيار برنامج الاستعداد للطوارئ الوبائية سنة 1989م.
    3. انخفاض مساهمة الحكومة في برنامج التحصين والاعتماد على تمويل منظمة الصحة العالمية واليونسيف، مما أدى لانخفاض نسبة التحصين وكذلك الحال في مجال الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة.
    ب. الطب العلاجي: نظريا يمكن وصول 70% من المواطنين في الحضر و20% في الريف لمؤسسات العلاج ولكن عمليا فإن تكلفة العلاج المرتفعة بالمقارنة مع الدخل قللت كثيرا من إمكانية الوصول واستعمال المؤسسات العلاجية.
    كما أدى تدني كفاءة المؤسسات العلاجية الحكومية إلى انتشار المؤسسات العلاجية الخاصة (إضافة إلى سياسات الحكومة المتجهة نحو الخصخصة وتحرير الاقتصاد). فتضاعفت المؤسسات الخاصة أضعافا كثيرة.
    وأدى غياب التكامل بين الطب العلاجي والوقائي (نسبة للغياب التام للطب الوقائي) لتبديد الموارد الشحيحة القادمة من المواطنين والعون الخارجي. إذ تشكل الأمراض الناتجة عن الفقر والجهل الصحي وتدني مستوى الصحة والنظافة 90% من الأمراض في السودان.
    هذا بالإضافة لعدم توفر المرافق العلاجية في أجزاء كثيرة من السودان.
    ج. التمويل: في عام 1992م أعلنت الحكومة سياسة التحرير الاقتصادي ورفعت بموجبها الدعم عن الخدمات الصحية على كل المستويات. ويشهد التمويل الحكومي لقطاع الصحة تراجعا مستمرا فبعد أن كان يتم توفير 24% من ميزانية الصحة عام 1993-1994 استمر التراجع سنويا عن تلك النسبة، فعلى سبيل المثال:
    في عام 1994-1995 صار يتم توفير 12% من ميزانية الصحة.
    في عام 1995-1996م صار يتم توفير 9% من ميزانية الصحة.
    في عام 1998م صار يتم توفير 4% من ميزانية الصحة.
    وللمقارنة بالوضع إبان الديمقراطية الثالثة فقد كان التمويل الحكومي لقطاع الصحة في عام 86-1987م: 32،887،000دولار.بينما أصبح في عام (93/1994م) حوالي 678.000 دولار. وزاد الطين بلة تدني المساعدات الخارجية من 800 مليون دولار (89-1990م) إلى 50 مليون دولار.
    ونتيجة لكل ذلك تم التحول من نظام الرعاية الاجتماعية إلى سياسة فرض الرسوم على الخدمات الصحية بعقلية تجارية، وأصبحت السياسات الصحية موجهة لخدمة جهات معينة: منظمات ومؤسسات في القطاع الخاص. كما أن تلك الرسوم المفروضة لا تذهب لتحسين الخدمات الصحية بل في أوجه صرف أخرى لا سيما في المناطق الريفية. كذلك تخلت الحكومة عن الدور الرقابي على الخدمات الصحية ونوعيتها وأولوياتها. أما التمويل بنظام التأمين الصحي: فهناك الكثير من السلبيات في تطبيقه بالرغم من إيجابيات النظام ومن صحة مبدأه.
    من تلك السلبيات: أن المبلغ المقتطع لا يتناسب مع حجم الخدمات إذ يتم اقتطاع 4% من المرتب ولا يشمل النظام الخدمات ذات التكلفة العالية في العلاج ( إذ يتم استبعاد العمليات الجراحية-أمراض القلب- الفشل الكلوي –الأطراف التعويضية- الأسنان- السرطانات). وحتى في باقي الأمراض قليلة الكلفة يقوم المستفيد بدفع 25% من رسوم الدواء. ومن سلبياته التطبيقية من واقع الممارسة رداءة نوع الخدمات المقدمة وقلة مراكز تقديمها مقارنة بإعداد المستفيدين.
    د. الكادر الصحي: من المؤشرات الهامة على إنهيار الوضع الصحي في السودان تدني الكادر الصحي من حيث الكم والنوع، أما من حيث الكم فقد شكلت هجرة الكادر الصحي ظاهرة مقلقة، فعلى سبيل المثال بعد أن كان في السودان 10 ألف طبيب عام 1989م (تقرير المجلس الطبي السوداني). صار في 1999م هناك 2ألف طبيب فقط، وذلك بالرغم من التوسع غير المدروس وغير الممول في كليات الطب، وبالرغم من تخريج أعداد كبيرة من الأطباء مما يعني انخفاضا كميا ونوعيا.
    وبالإضافة لتدني عدد الأطباء ( طبيب لكل 11.000)، فهناك عدم العدالة في توزيع الأطباء على القطر حيث يتركز 95% من الأطباء في المدن. يسهم في هذا تدهور بيئة العمل وتدني شروط الخدمة والعزلة عن المجتمع الدولي العلمي وضعف فرص التدريب، وكل هذه عوامل إحباط طاردة تدفع بالكوادر الصحية للخارج أو للقطاع الخاص.
    هـ البنيات الأساسية: هناك قلة في المؤسسات العلاجية منسوبة للسكان، كما أن هناك اتجاها نحو زيادة القطاع الخاص على حساب الحكومي وهناك غياب لبرامج التأهيل للمؤسسات القائمة نسبة لغياب التمويل كذلك هناك عدم توازن في التوزيع (30% من المستشفيات تقع في الخرطوم والجزيرة).
    و. الصحة المهنية: شهد قطاع الصحة المهنية طفرة في الفترة من 86-1989م من حيث البرامج والخطط والنشاط وتأهيل قسم الصحة المهنية بالاستفادة من دعم الصندوق القومي للتأمين ومنظمة الصحة العالمية. ولأول مرة تم إنشاء معهد عالي للصحة المهنية والسلامة (معهد هلال العالي للصحة المهنية). وفي عام 1989م سلم النظام الجديد بعد الانقلاب قسم الصحة المهنية لقسم الصيدلة وتم إقفال معهد هلال العالي بعد أن تم فصل المدير و4 من كبار أخصائيي الصحة المهنية، وفقد بقية الكادر العامل وظائفه وهكذا. والآن هناك ضبابية في وضع القسم الإداري المتأرجح بين الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية وقسم الطب الوقائي.
    ز. في مجال الصيدلة: أدت سياسات التحرير إلى فوضى في هذا القطاع إذ أصبح استيراد الدواء يتم بدون الخضوع للشروط العلمية من اختبارات معملية وغيرها مما أدى إلى دخول أدوية مخالفة للشروط الصحية. كما تم احتكار استيراد الدواء. أيضا يتم التعامل مع الدواء كسلعة خاضعة للجمارك والضرائب وتم إلغاء الامتياز القديم الممنوح للأدوية وسعر الصرف الخاص مما أدى لزيارة أسعار الأدوية بصورة كبيرة.
    كذلك هناك غياب للجهات الصحية في مسائل ضبط الجودة للأغذية و مياه الشرب.
    نحو استراتيجية صحية قومية:
    لإصلاح الخراب الذي حاق بقطاع الصحة يجب تبني استراتيجية صحية قومية صادرة عن مؤتمر صحي قومي تعمل على:
    · الالتزام بالبرامج والسياسات الدولية المتعلقة بالصحة مثل (الصحة للجميع) واتفاقيات حقوق الطفل.
    في مجال الطب الوقائي:
    v عمل برنامج قومي للرعاية الصحية الأولية
    v الاهتمام بصحة البيئة
    v عمل برنامج قومي لمكافحة الأمراض المتوطنة،ودعم البرامج القومية القائمة مثل الإيدز والدرن والملاريا وعمل برامج قومية للأمراض التي لم يتم عمل برامج لها مثل التهاب الكبد الوبائي.
    v العمل على توفير مياه الشرب الصحية الصالحة للشرب.
    v برنامج الاستعداد للطوارئ الوبائية.
    في مجال الطب العلاجي:
    v وضع برنامج لدعم المؤسسات العلاجية العامة وتأهيلها.
    v العمل على تصحيح ورفع نسبة المؤسسات العلاجية للسكان.
    v تحقيق التوازن بين المؤسسات العلاجية الخاصة والحكومية.
    v الاهتمام بالمؤسسات العلاجية الريفية وضمان التوزيع العادل للموارد الصحية.
    v وضع استراتيجية قومية للخدمات العلاجية المتخصصة.
    v إصلاح وتوسيع مظلة التأمين الصحي.
    v في مجال الصحة المهنية:
    v تنفيذ توصيات المؤتمر القومي بشأن الصحة المهنية فيما يتعلق بالتشريعات والسياسات التي تكفل سلامة العاملين وتنظم الحقوق.
    v إنشاء معهد عالي للصحة المهنية.
    v في مجال الصيدلة:
    v وضع استراتيجية قومية لاستيراد الدواء وفق الأولويات الصحية القومية وعمل ضوابط لدخول الدواء واستيراده.
    v تبني سياسات وتشريعات اقتصادية وجمركية تكفل توفير الدواء وسهولة الحصول عليه والقدرة على شرائه بالنسبة للمواطنين.
    v رفع كفاءة مؤسسات ضبط الجودة والمواصفات والتأكد من مطابقة الأدوية واستيفائها لتلك الشروط.
    v تشجيع صناعة الدواء السودانية لتوفير الأدوية الأساسية محليا.
    v تشجيع وتطوير أبحاث النباتات الطبية.
    في مجال الكوادر الصحية:
    v الاهتمام بالتعليم الصحي والتدريب والتأهيل.
    v العمل على عودة الكوادر الصحية المهاجرة وذلك بتحسين بيئة العمل وتحسين شروط الخدمة وتوفير فرص التدريب والتأهيل.
                  

العنوان الكاتب Date
البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:48 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:50 PM
  حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:51 PM
    Re: حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:53 PM
  اضافة خالد عويس05-17-03, 04:54 PM
  اضافة 2 خالد عويس05-17-03, 04:55 PM
  اضافة 3 خالد عويس05-17-03, 04:57 PM
  اضافة 4 خالد عويس05-17-03, 04:58 PM
  اضافة 5 خالد عويس05-17-03, 04:59 PM
  اضافة 6 خالد عويس05-17-03, 05:00 PM
  اضافة 7 خالد عويس05-17-03, 05:02 PM
  اضافة 8 خالد عويس05-17-03, 05:03 PM
  اضافة 9 خالد عويس05-17-03, 05:04 PM
  اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-17-03, 05:06 PM
    Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار sultan05-17-03, 06:01 PM
      Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 04:26 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
          Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 05:10 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:57 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:58 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م lana mahdi05-24-03, 06:01 PM
    Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-24-03, 06:48 PM
      Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م bunbun12-01-03, 02:13 PM
        Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م ابو جهينة12-01-03, 02:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de