البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2003, 04:48 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م

    بسم الله الرحمن الرحيم



    حزب الأمة
    المؤتمر العام السادس
    في الفترة ما بين15-17 أبريل 2003






    برنامج الحزب للفترة القادمة:
    وثبة جديدة لبناء الوطن



    محتويات الوثبة رقم الصفحة
    المقدمة : 1
    عوامل التردي في السودان - حزب الأمة المتجدد- المستجدات
    الملف الأول: البطاقة الفكرية: 8
    رؤى الحزب الفكرية و ملامح فكره - منطلقات الانتماء الحزبي. فكر حزب الحزب في الوثبة الجديدة:الواقع العالمي- الواقع الإقليمي- الصحوة الذاتية السودانية.
    الملف الثاني: السلام العادل 26
    الشريعة والوحدة الوطنية- التوزيع العادل للثروة- اللامركزية- التنوع الثقافي- المناطق المختلف عليها في التفاوض- الاتفاق القومي- التحول السلمي وبث ثقافة السلام والتسامح- تسكين الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان- الرقابة والضمانات الداخلية- التوازن الإقليمي- الرقابة والضمانات الدولية - أخرى.
    الملف الثالث: الآلية الانتقالية 32
    الفترة قبل الانتقالية- الفترة الانتقالية- إزالة آثار الحرب- دولة الوطن- المساءلة والمحاسبة- التعداد السكاني- والانتخابات.
    الملف الرابع: التنمية المستدامة 35
    الإجراءات الفورية - تمويل التنمية - إصلاح بعض السياسات الحالية – الديون - البنيات الأساسية – البيئة- المناطق الأقل نموا - سياسات القطاعات الاقتصادية (الاقتصاد الكلي، النظام المصرفي، التجارة الخارجية، الاستثمار، الزراعة والري)، الصناعة، قطاع النقل والاتصالات، البترول، السياحة.
    الملف الخامس: الاستثمار البشري (الخدمات) 49
    الصحة – التعليم- الكهرباء والمياه- التخطيط العمراني والإسكان.
    الملف السادس: التنمية الاجتماعية 59
    الخدمة الاجتماعية- محاربة الفقر- البيئة- النازحون- المرأة- الأطفال- الشباب- الرياضة- السكان – الإحصاء- سودان المهجر- المجتمع المدني والمنظمات
    الملف السابع: الديمقراطية المستدامة 75
    الديمقراطية في السودان الخيار الوحيد - الديمقراطية المستدامة - الإصلاحات المطلوبة (الحرب الأهلية – التوازن الاجتماعي- الانتخابات- الأحزاب- النقابات - الميثاق الاجتماعي- الصحافة- القضاء - القوات المسلحة)
    الملف الثامن: نظام الحكم: 79
    الدستور الديمقراطي- حقوق الإنسان- الحكم اللامركزي- الحكم المحلي- الإدارة الأهلية
    الملف التاسع: الخدمة المدنية: إصلاح الخدمة المدنية 84
    الملف العاشر: القوات النظامية والفصائل المسلحة: 85
    القوات النظامية (القوات المسلحة - جهاز الأمن- الشرطة- السجون- وقوات حماية الحياة البرية) - الفصائل المسلحة.
    الملف الحادي عشر: العلاقات الخارجية: 87
    واقع السياسة الخارجية السودانية- الدبلوماسية السودانية- العلاقات الإقليمية- السياسة الدولية.
    الملف الثاني عشر: الثقافة والإعلام: 102

    وثبة جديدة لبناء الوطن
    مقدمة
    إن لشعبنا حضارة عريقة هي أقدم حضارات الإنسان بدليل الحفريات الجديدة. وكان وطننا علي طول تاريخه ملتقى أديان، وثقافات، وإثنيات، حتى لكأنه عصبة شعوب تلاقحت وتمازجت واتخذت أخلاقيات إنسانية كالكرامة، والنجدة، والتسامح …أخلاقيات حفظت النسيج الاجتماعي رغم الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد.
    حققت بلادنا في تاريخها القديم إنجازات فريدة كالسبق الحضاري، والتعايش السلمي مع الدولة الإسلامية التاريخية الفاتحة، والتمدد السلمي الإسلامي والعربي، والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات والإثنيات، وفي مرحلة التكالب الاستعماري علي إفريقيا والشرق حقق شعبنا ثورة قياسية للبعث والتحرير في القرن التاسع عشر الميلادي.
    وفي تاريخنا الحديث حققت بلادنا صحوة الخريجين، والحركة الوطنية التي أعقبتها بقيادة الأحزاب الوطنية حدثين سياسيين
    لا مثيل لهما في إفريقيا والعالم العربي هما: استقلال كامل السيادة، وحكم ديمقراطي كامل الدسم.
    لقد كانت التجربة الاستعمارية في السودان مع ما صاحبها من مظالم عديدة أقل فداحة من التجارب الاستعمارية في إفريقيا والعالم العربي.
    لقد كان السودان في فجر الاستقلال وبفضل الديمقراطية والدولة الحديثة الواعدة مكانا لحالة من الازدهار والتفاؤل العظيم،استمرت حتى ما بعد ثورة أكتوبر التي قال قائلها:
    من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر
    من غيرنا ليغير التاريخ والقيم الجديدة والسير
    من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة
    جيل العطاء المستجيش ضرواة ومصادمة
    المستميت على المبادئ مؤمنا
    المشرئب إلى النجوم لينتقي صدر السماء لشعبنا
    جيلي أنا
    جيل العطاء لعزمنا حتما يذل المستحيل وننتصر
    وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى
    ونحمل عبء أن نبني الحياة ونبتكر
    ولكن بعد أربعين عاماً من عمر السودان المستقل تردت حالة البلاد بكل المقاييس وعمتها حالة من التردي والقنوط قال قائلها:
    يميع وطن
    كقطعة الثلج وقد شواها لهب الظهيرة
    ونحن حوله على رؤوسنا الطير
    وفي العيون حيرة مطفأة
    ودمعة كسيرة
    نجول بين الحبل والجلاد
    منفيين في البلاد
    هدنا الوهن
    وفي الجوانح الإحن
    نسائل الدمن: هل التي تعممت أرجلنا؟
    أم الرؤوس انتعلت أحذية؟
    هل القميص ما نلبس أم كفن؟
    وطن وطن
    كان لنا وطن
    عوامل التردي في السودان:
    ثلاثة عوامل هي المسؤولة مباشرة عن هذا التردي هي: الأيديولوجيا الواهمة- والدكتاتورية الباغية- والحرب الأهلية.
    الأيديولوجيا الواهمة
    إن النظامين الأكثر إفسادا للحال الوطني –نظام مايو ونظام الإنقاذ- كانت وراءهما قوى أيديولوجية واهمة نظرت للقفز فوق الواقع عبر الانقلاب على الشرعية الديمقراطية.
    في النظام المايوي كانت الأيديولوجيا الماركسية والحزب الشيوعي وراء الانقلاب: كان الكادر العسكري للحزب مشاركا في الانقلاب - وفي مهد الانقلاب قررت اللجنة المركزية للحزب المشاركة في حكومته- وأصبحت واجهات الحزب الشيوعي (اتحاد النساء السوداني- واتحاد الشباب السوداني وغيرهما) المنظمات المدنية المساندة للنظام، وكانت سياسات النظام الجديد الداخلية والخارجية نسخا كربونية من برنامج الحزب الشيوعي- والخبرات المستخدمة في هندسة الدولة الشمولية مجلوبة من مصادر شيوعية على نمط دول شرق أوروبا ومن الناصرية- كما أصبح الراعي السوفيتي هو الأب الروحي للنظام الجديد. لقد كان التحالف بين الحزب الشيوعي وحلفائه في نظام مايو يحمل تناقضا أساسيا انتهى بصدام يوليو 1971م حيث انتهى فشل محاولة الانقلاب الشيوعي إلى مذبحة رهيبة تشبه ما مارسه النظام بمعارضيه من مذابح جرت بيد التحالف في بدايته: الجزيرة أبا وودنوباوي ..
    تلك التجربة الأيديولوجية الواهمة والتي سرعانما لقت حتفها على يد حليفتها الشمولية كانت أول من فتح المسرح الدموي في السودان الحديث، والدولة الشمولية المبنية على أيديولوجية رسمية تنفي الآخر، وحزب متحكم يقمع المخالفين، ودولة بوليسية تحميها آلة أمنية ضخمة تسيس مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لصالح سياسات النظام الحزبية. دولة أدارت الاقتصاد بصورة غوغائية أورثت البلاد تركات اقتصادية ثقيلة الديون، وقطاع عام مترهل عديم الجدوى، وقيمة للجنيه السوداني تتدنى بعجلة خرافية.. صحيح، لقد غير نظام مايو إهابه شرقا ثم غربا وانتهى في حضن المعسكر الغربي يحمل الشعار الإسلاموي كوسيلة لتخويف المعارضين،ولكن كانت وراءه فكرة أيديولوجية يسارية نظرت للقفز فوق الواقع.
    ومن جديد كانت الأيديولوجية الواهمة-الإسلاموية هذه المرة وبيد الجبهة القومية الإسلامية- وراء إنقلاب الإنقاذ، وقد قاد التناقض -من جديد أيضا- بين قيادات الجبهة الإسلامية إلى قرارات صفر ثم رمضان 1422هـ التي أقصت فريقا لصالح الآخر، ولكن تبقى الأيديولوجيا الواهمة وراء البرنامج الإسلاموي الذي فرض رؤى أحادية باسم الإسلام ونفى الآخرين، وربط الدين بالتفسيرات المنكفئة في الجهاد والعلاقات الخارجية ومسألة المرأة وغيرها من النواحي، كما نشر ثقافة العنف وارتبط بالإرهاب العالمي، وأصاب الاقتصاد السوداني في مقتل ... سياسات وضعت السودان على حافة ألا يكون، صحيح رجع الإنقاذيون –حقا أو مناورة- عن شعارات الوهم بدءا بالعام 1997م، ولكن تبقى الأيدلوجية الواهمة وراء تلك المغامرة غير المحسوبة التي دفعت البلاد ثمنها باهظا.
    الديكتاتورية الباغية:
    لم تكن للنظام الأوتقراطي الأول (نظام عبود 58-1964م) أيديولوجية سياسية معينة فكوّن أوتقراطية عسكرية بسيطة ولكنه لم يكون حزبا للجيش ولم يقم دولة بوليسية. وقد كان الخطأ الأول الذي وقع فيه النظام بالإضافة إلى تعليق الحريات الأساسية وإنكار حقوق الإنسان هو سياسته نحو الجنوب التي أدت للإشتعال الأول للحرب الأهلية في عام 1963م، ذلك أن التمرد حتى عام 1955م لم يكن يشكل حربا أهلية بل كان تعبيرا عن الاحتجاج من القيادة الجنوبية العسكرية.
    الديكتاتورية الثانية (مايو 1969- 1985م) هي التي فتحت صفحة الأنظمة الشمولية. كان الاقتصاد الوطني قبل مايو مجديا فدمرته ومحقت فائض الميزانية، هذا أول تركات مايو التي جعلت التنمية معتمدة على العون الخارجي والذي جاء من الغرب والشرق والخليج فأهدرته وأدخلت البلاد في الدين الخارجي الذي بلغ 8 بلايين من الدولارات ونما مع عدم السداد والفوائد المركبة المتراكمة ليصل إلى 20 بليون دولار.. ومن السخرية المرة أن ما تم الترويج له كأبرز إنجازات النظام المايوي –الأداء الاقتصادي واتفاقية السلام- ارتدت لتشكل أسوأ مخلفات النظام: الكارثة الاقتصادية وكارثة الحرب الأهلية.. إن النظام الذي وقع اتفاقية 1972م التي أنهت حربا أهلية محدودة النطاق لحركة تمرد ضيقة الإمكانيات، هو نفسه الذي نقض اتفاقه وانتهك الاتفاقية بمرسوم لتقسيم للجنوب متغول على صلاحيات مجلس الجنوب التنفيذي، مما تسبب في قيام الحرب بيد الجيش الشعبي لتحرير السودان ذي السند الإقليمي والدولي المتمثل في حلف عدن والمعسكر الشرقي، وهو الذي عمق تلك الحرب عبر قوانين سبتمبر 1983م مما زود حركة الجيش الشعبي بمبررات إضافية وحماسة فائقة.. الديكتاتورية الثانية حطمت جدوى الاقتصاد الوطني وافتتحت حربا أهلية أكثر ضراوة وأطول عمرا ولا يزال أوارها متقدا.
    الديكتاتورية الثالثة (منذ يونيو 1989 وحتى الآن) هي التي فاقمت السوء في كل الملفات التي بدأت مايو خرابها. فمن الناحية الاقتصادية، بدأت الإنقاذ بتركة مايو التي جعلت التنمية معتمدة على العون الخارجي، ولأسباب عديدة راجعة لسياسات الإنقاذ جفت مصادر هذا العون الخارجي في عقد الإنقاذ الأول، وبالرغم من أن النظام استفاد من 1.5 بليون دولار جلبها النظام الديمقراطي السابق، ومن العون الإنساني من مختلف المصادر الأجنبية والذي زاد رغم جحود النظام، فإن سياسات النظام الاقتصادية المتخبطة والمتركزة حول تمويل أمن النظام ومحاسيبه أدت إلى توقف التنمية في حقبة الإنقاذ الأولى، واستمر التضخم في الانطلاق بعجلة رهيبة حتى تقلصت أجور الموظفين لتغطي حوالي 3% من مصروفاتهم الضرورية، وقفزت نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 95%.. وحتى الإنجاز الاقتصادي الوحيد لحكومة الإنقاذ –- استخراج البترول- فإنه خاضع للمحق عبر سياسات الصرف الخاطئة بالتركيز على الجانب الأمني وعبر السياسات المبهمة التي تصب في جيوب المحاسيب.
    ومن ناحية الحرب ساهم الخطاب الإسلاموي العروبي الأحادي في تنفير كل القوى المعارضة وتحفيزها لحمل السلاح، إذ سمى مجهوده الحربي جهادا، وأعلن عدم الاستماع لأي رأي فالسلاح هو الحاكم، وربط نفسه إقليميا ودوليا بقوى الإسلام الهجومي.. لقد اتسعت الحرب الأهلية على يد هذا النظام فتعددت جبهاتها جنوبا وشرقا وغربا، وتشكل تركته في الحرب الأكبر فداحة من ناحية المرارات والقتلى والرقعة، فهل يكفر عن تلك الفواحش بالإقدام على عمليتي السلام العادل والتحول الديمقراطي بقلب سليم ومراجعة حقيقية لا ظاهرية للخطاب القديم؟.
    وعلى يد هذا النظام شهدت البلاد أسوأ الأوضاع لعلاقاتها الخارجية الإقليمية والدولية. وصار الجواز السوداني هو الأفضل لنيل فرص إعادة التوطين في دول اللجوء الغربية – عطفا على الشعب المقهور- فيتكالب عليه الناس من الجنسيات الأخرى من جيران السودان للإفادة من ذلك العطف، كما صار هو الأسوأ للمواطن السوداني الذي يتهم في المطارات ومختلف المرافق بالإرهاب، فقد كانت حكومة السودان في وقت ما كريمة في إعطائه لكل حلفائها المتشددين عبر العالم.
    ..هذا بعض ما قدمته الديكتاتورية الباغية للسودان.
    الحرب الأهلية
    الحرب الأهلية داء مستفحل الآن في إفريقيا. لقد بدأت إفريقيا بعد الاستقلال بداية خاطئة، وفي واقع الأمر فإن بعض الدول الإفريقية قد انهارت فعلا، والسودان يتهدده هذا المصير المشئوم. الحرب التي بدأت عام 1963 وكانت نزاعا محليا محدودا في عقدها الأول حتى عام 1972م،وأضحت سلاما باردا في عقدها الثاني حتى عام 1982م تحولت إلى نزاع أخذ بعدا إقليميا في عقدها الثالث،ولكن ومنذ أوائل التسعينيات حتى اليوم استفحلت الأمور وتردت إلى درك الحرب الأهلية الشاملة التي تلقي بظلالها على كل القارة..أدرك الموت في هذه الحرب أكثر من مليون نفس، وأعاقت مئات الآلاف من السودانيين شيبا وشبابا ونساء وأطفالا، وشردت 3 ملايين نزحوا إلى مناطق أخرى داخل السودان، ولجأ أكثر من مليون شخص إلى الخارج، ودمرت البني الأساسية المادية والاجتماعية لكثير من أجزاء الوطن المنكوب.
    تضم أفريقيا في أحشائها 5مليون لاجئ أفريقي اليوم، أما عدد النازحين في إفريقيا فيقدر بـ 15 مليون تزيد أو تنقص قليلا.ويقدر عدد اللاجئين السودانيين في إفريقيا والأجزاء الأخرى في العالم بثلاثة ملايين، بينما يقدر عدد النازحين السودانيين بخمسة ملايين.. هذا العدد الضخم من اللاجئين والنازحين في السودان يظهر حجم الكارثة الإنسانية في السودان.
    لقد ساهمت السياسة البريطانية بعدة مواقف في تكوين أو تعقيد مسألة الحرب في الجنوب: سياسة المناطق المقفولة للجنوب منذ عام 1918م، ثم التغير المفاجئ من سياسة المناطق المقفولة والتخطيط لإلحاق الجنوب بشرق ووسط إفريقيا في 1947م، هذا غير مساهمتها في إلقاء الريبة في نفس الشريك المصري تجاه الجنوب وإمكانية عرقلة السودان لحصول مصر على حصتها من ماء النيل، يفسر هذا العامل الأخير موقف مصر غير المتفهم لأي مفاوضات عن تقرير المصير بين السودانيين واعتبار ذلك خيانة لمصر!.
    وساهمت الرؤية الشمالية للسياسات البريطانية وللتنوع الثقافي باعتباره عارض بسبب تلك السياسات يزول معها، ومحاولة الأنظمة الوطنية السودانية المتعاقبة -مع اختلاف في الدرجة- لتوحيد الهوية السودانية حول العروبة والإسلام..ساهمت هذه العوامل في تعميق الخلاف. وكانت إضافات الأنظمة الديكتاتورية لأوار الحرب أوقع كما أشرنا آنفا.
    والنتيجة أن الحرب الأهلية هي النزيف البشري والمالي والمعنوي السوداني الذي يوشك بالبلاد الآن على الانهيار.. على هذه الحرب أن تقف عبر مشاكوس أو غيرها..وبأي ثمن، حتى ولو كان تقرير المصير!. غير أن الوطنيين المخلصين يعملون على ألا يكون الثمن وحدة البلاد ليس برفض تقرير المصير بل بأن يهندس تقرير المصير بصورة تؤدي للوحدة.
    حزب الأمة المتجدد
    الأحزاب هي قنوات المشاركة الشعبية، ومنابر تحديد الخيارات أمام الشعب، وأدوات التنافس الديمقراطي، والجهات المساءلة عن الأداء السياسي، وحوض تفريخ الكوادر القيادية. لذلك لا مشاركة شعبية بدون أحزاب سياسية. ولا ديمقراطية بدون مشاركة.
    كل نزعة لإلغاء الأحزاب السياسية هي نزعة لتكريس القرار السياسي في حزب واحد أو في شخص واحد.. إنها نزعة لإلغاء الآخر.
    الأحزاب يمكن أن تكون قوية أو ضعيفة، صالحة أو فاسدة، ولكنها ضرورة سياسية. وبقدر نجاحها في استقطاب قواعد شعبية تنال الشرعية السياسية.
    لذلك كانت ولا زالت الأحزاب السياسية ذات الشعبية الواسعة هدفا لمغتصبي السلطة من الانقلابيين فإنهم لفقدانهم الشرعية يحاولون خلق شرعية لأنفسهم عن طريق: إدعاء أنهم الأقدر على تحقيق المطالب الشعبية بوسائل ثورية مجسدة في أطروحة أيديولوجية - وإدانة الأحزاب السياسية مستودع الشرعية بأنها عاجزة أو طائفية، أو تقليدية.
    لقد أثبتت الدراسات الموضوعية بما لا يدع مجالا للشك أن أداء الأنظمة الديمقراطية أفضل من أداء الأنظمة الشمولية.
    إن الهجوم على الأحزاب حيلة مكشوفة يلجأ إليها المتسلطون لتبرير تسلطهم.
    لقد لعب حزب الأمة أدوارا مهمة في تاريخ السودان، وكان وراء أهم القرارات التي شكلت تاريخ السودان الحديث ابتداء من قرار السودان للسودانيين، إلى قبول التدرج الدستوري، إلى قرار الاستقلال. وغيرها.
    و استطاع أن يكون الرقم الانتخابي الأول في كل انتخابات عامة حرة أجريت في السودان. كما كان الرقم المعارض الأول لكل النظم غير الديمقراطية التي حكمت السودان فقام بدور هام في هدم شرعيتها والتعبئة الجماهيرية ضدها، وفي كتابة الوثائق الأساسية التي قوضتها: ميثاق أكتوبر، وميثاق رجب/ أبريل، ومواثيق التصدي للنظام الحالي في السودان.
    هذا الثقل التاريخي لم يدفع بالحزب للرضا عن الذات والترهل، بل:
    · نال حزب الأمة في أول انتخابات عامة خاضها (في 1953م) 21 مقعدا بينما نال منافسه الأول الحزب الوطني الاتحادي 42 مقعدا. وبعد ثلث قرن من تلك الانتخابات أجريت انتخابات عامة حرة -هي الأخيرة- في 1986م- نال حزب الأمة فيها 105 مقعدا بينما نال منافسه الأول الحزب الاتحادي الديمقراطي 64 مقعدا.. هذا معناه أن حزب الأمة تطور مع الزمن. فلو كان حزبا معتمدا على الولاء الوراثي لكان تآكل مع الزمن.
    · كانت ثورة أكتوبر 1964م محطة تاريخية فيها انتقلت الراية في كثير من المجالات من جيل إلى جيل. وفيها برز الدور السياسي لأحزاب القوى الحديثة (الحزب الشيوعي، وجبهة الميثاق الإسلامي).. الحزب السياسي الكبير الوحيد الذي جرى فيه أكبر انقلاب سياسي ديمقراطي لصالح جيل جديد هو حزب الأمة. انتخب الحزب قيادة جديدة من جيل جديد بدعم قاعدي عريض رغم تحفظ القيادات التقليدية في الحزب.
    · ومنذ تجديد تأسيسه للمرة الثالثة في عام 1985م وعقد مؤتمره العام في عام 1986م التزم الحزب نهجا واضحا بحيث صارت قياداته كلها منتخبة. كما أن نوابه في الجمعية التأسيسية كانوا جميعا مرشحين من اللجان القاعدية في الدوائر دون تدخل مركزي.
    · منذ قيام نظام "الإنقاذ" قاد حزب الأمة الجهاد المدني في الداخل. وتولى أهم الخطوات في هندسة التجمع الوطني بالخارج وفي تزويده بأفكار هامة لصياغة وثائقه التاريخية.
    · وحزب الأمة هو الذي عقد أوسع المشاورات في الداخل رغم ظروف القمع الشديدة. وعقد أكبر عدد من المؤتمرات بالخارج بلغت أربعة مؤتمرات. وعقد أكبر عدد من ورشات العمل الفكرية –أكثر من 20 ورشة عمل- وكان الحزب الأكثر مشاركة في كل أنشطة منظمات المجتمع المدني السوداني.
    · وحزب الأمة هو الحزب الوحيد الذي دعا للتأصيل الديمقراطي بشكل جاد فرفع الشعار الإسلامي مع تمسك أصيل بالديمقراطية والحريات الأساسية واعتبارهما آليات تنزيل الحرية والشورى والعدل: أهم الفرائض السياسية في الإسلام.
    · وحزب الأمة هو الأكثر أرشفة وتوثيقا من بين القوى السياسية بما في ذلك الأحزاب العقائدية.
    · وفي ظروف المحنة كان حزب الأمة من أكثر القوى السياسية استجابة مبدعة للمستجدات. تجلى ذلك في عدد من المواقف منها:
    * إعلان الجهاد المدني وقيادة أكبر حملة داخلية لتعرية النظام ومشروعه الحضاري والحكم عليه فقهيا.
    * عملية تهتدون التي شكلت صفعة أمنية وسياسية للنظام.
    * تكوين جيش الأمة للتحرير. إن ظروف الشمال مع رفضها في الغالب للنظام الحاكم ليست ثورية مثلما هي ظروف الجنوب، لذلك لم تهرع الجماهير في الشمال لحمل السلاح بل أدرك كل الذين حاولوا استقطاب قوى بشرية في الشمال للقتال مدى الصعوبة في ذلك. مع ذلك استطاع حزب الأمة أن يكون القوة العسكرية الثانية بعد الجيش الشعبي وأن يفوقه من حيث أنه استحدث وسائل تحرك سريع، وشبكة اتصالات لاسلكية حديثة، وقوة نارية متفوقة. وابتدع جيش الأمة أسلوبا فعالا مختلفا عن النمط التقليدي الذي درج عليه الجيش الشعبي.. أسلوب التسرب والتحرك من وراء خطوط العدو.
    · وكون حزب الأمة وحدة للمعلومات والإعلام الإلكتروني في يونيو 1999م. وكان سباقا في اقتحام هذا المجال التحديثي بريادة كوكبة من الشباب النابه. وقبل ذلك كان الحزب أول حزب سوداني يصمم موقعا على الإنترنت وذلك عام 1996م.
    · قراءة المستجدات قراءة مبكرة وتبني الحل السياسي الشامل في الوقت الذي بدا فيه أن المواجهة قد أثمرت انفراجا سياسيا في الداخل مثلما أثمرت خطا ضيق فرص العمل المضاد للنظام في الخارج. رفع الحزب في هذه الفترة شعار "الطريق الثالث" لتجاوز المعارضة الحربية أو الانخراط في النظام، كسبيل لتوحيد الجميع حول الأجندة الوطنية.
    .. لقد تميز حزب الأمة بغزارة ورصانة الإنتاج الفكري وبالمصداقية وبالديمقراطية والحس الوطني والرصيد النضالي وبالقراءة الصحيحة للمواقف وبالحس التاريخي والاستفادة من عبر الماضي وبالقدرة على ممارسة النقد الذاتي ومراعاة آداب الاختلاف الفكري والسياسي وهذه هي المقاييس التي تقاس بها القوى السياسية.
    إن أهمية حزب الأمة لا تكمن فقط في تلك الإنجازات ولكن أيضا في كونه صمام أمان لوحدة واستقرار السودان :
     فهو يشكل أكبر حلقة وصل بين سودان وادي النيل والسودان الغربي.
     وأكبر حلقة وصل بين الشمال والجنوب.
     وهو الذي تتعايش فيه في انسجام القوى التقليدية والقوى الحديثة.
     وتتعايش فيه في تكامل وانسجام الأجيال المخضرمة والأجيال الشابة.
     وهو الذي تميزت ممارسته: بعفة اليد، واستقلال القرار الوطني والنهج القومي والمبادرة الوطنية.
     وهو الذي يشكل الآن رابطا بين سودان الداخل وسودان المهجر لثقل عضويته في كل منهما.
     وهو الذي يبشر بغرس الفكر العادل نوعيا داخل الثقافة التقليدية وداخل المؤسسات التقليدية.
    حزب الأمة والوثبة الجديدة لبناء الوطن:
    مر ربع قرن من الزمان ما بين تكوين الأحزاب السياسية السودانية في الأربعينيات وثورة أكتوبر 1964 ، وظهرت مستجدات كثيرة لذلك أدت ثورة أكتوبر إلي قيام حركة تجديد واسعة في كثير من الكيانات السياسية. وكالعادة جسد حزب الأمة هذه التطلعات بصورة واضحة:
    أولاً: كان التوجه المحافظ في أوساط حزب الأمة بعد سقوط الديكتاتورية الأولي في أكتوبر 1964 أن يجري تشاور محدود ثم تقوم القيادة بتعيين رئيس حزب الأمة وأمينه العام ومكتبه السياسي. لكن رأياً تجديدياً قام علي دعوة من بقي حياً من مؤسسي الحزب وممثلين لكيان الأنصار وللكيانات القبلية وللقوي الحديثة ليشكلوا اجتماعا تأسيسياً ثم يخاطبهم الإمام الهادي ويكلفهم بتجديد تكوين الحزب علي أساس ديمقراطي بحيث ينتخبون رئيسه وأمينه العام ومكتبه السياسي. وقد كان.
    ثانياً: استوعبت القيادة المنتخبة المستجدات وقدمت مشروع برنامج درسه ثم أجازه المكتب السياسي تحت عنوان "نحو آفاق جديدة".
    نحن الآن في هذا العام 2003 يفصل بيننا وبين المؤتمر العام السابق في 1986 سبعة عشر عاماً ظهرت فيها مستجدات كثيرة داخلية وإقليمية وعالمية.
    المستجدات على الصعيد الداخلي:
    حدثت في هذه الفترة مستجدات داخلية كثيرة أهمها ما جاء نتيجة لسياسات نظام الإنقاذ. وهي:
    أ. اتساع الحرب الأهلية لتشمل أربع جبهات: جنوبية- شرقية شمالية - شرقية جنوبية - غربية. هذه الجبهات مرتبطة ببعضها بعضاً وكذلك بالخارج إقليمياً ودولياً.
    ب. تضخم عدد النازحين داخل البلاد وعدد اللاجئين خارجها فراراً من الحرب الأهلية أو من القهر أو من الفقر مما جعل للسودانيين وجوداً كبيراً في المهجر في أركان الأرض الأربعة.
    ج. حدثت متغيرات ديمغرافية كبيرة تمثلت في:
    · زيادة نسبة الشباب.
    · تمدد الحضور النسوي.
    · النزوح من كثير من الأقاليم بسبب الجفاف أو انهيار الخدمات.
    · تضخم سكان المدن سيما العاصمة بصورة مرضية أدت إلى ترييف العاصمة.
    د. حدة التفرقة الاجتماعية بسبب الخلل في التوازن التنموي، وتصفية دولة الرعاية الإجتماعية، وآثار الخصخصة، وزيادة نسبة العطالة، مما خلق استقطاباً حاداً عزز الآثار الأحادية الثقافية وأدى لتغذية احتجاج المهمشين.
    ه. الحرص علي خطاب إسلاموي حزبي حاد خلق استقطاباً داخل الجسم الإسلامي بين المفاهيم الإسلامية الوافدة والمستوطنة.
    و. الخطاب الإسلاموي الحزبي الحاد خلق مزيداً من الإستقطاب الإسلامي العلماني المعهود.
    ز. الخطاب الإسلاموي الحاد في بيئة قام فيها توازن لطيف بين المسلمين والمسيحيين أدى لظهور إحتجاج كنسي واسع النطاق.
    ح. الخطاب الثقافي الأحادي الإسلامي العربي أثر في العلاقات الإثنية السودانية وادي لإحتجاج إثني إفريقوي واسع النطاق.
    ط. الاحتجاجات الكنسية، والإثنية، وتداعيات الحرب الأهلية، والتعديات علي حقوق الإنسان ولجوء عدد كبير من السودانيين المتظلمين للخارج هي العوامل التي أدت لظهور لوبيات في أكثر بلدان الغرب معنية بالشأن السوداني ومحتضنة تلك الإحتجاجات. لوبيات تمد هؤلاء بدعم معنوي ومادي واسع.
    ي. تداخل التحركات السياسية بين السودان وجيرانه بصورة لم تعهد بهذا النوع والحجم في الماضي خلق واقعاً إقليمياً جديداً يؤكد تأثير السودان وتأثره بما يجري في كثير من دول الجوار.
    ك. إعلان النظام للجهاد وما صحبه من ردود فعل وتعدد آليات العمل العسكري المؤيد للنظام والمعارضة له وسع نطاق التدريب العسكري والتسليح في السودان وبث ثقافة عنف واسعة النطاق.
    المستجدات على الصعيد الإقليمي
    أ. تجربة إفريقيا المريرة مع النظم الإستبدادية أدت في إفريقيا مثلما أدت قبل ذلك في أمريكا اللاتينية إلي تبين قيمة الديمقراطية وحتميتها مما جسدته الشراكة الجديدة من أجل التنمية (النيباد).
    ب. والنقد الحاد لكثير من نظم الحكم في العالم العربي لا سيما النقد الموضوعي الذي جاء في تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية بعنوان التنمية البشرية في العالم العربي في 2002م، أن العالم العربي يحتاج إلى الحكم الصالح القائم علي المشاركة، والمساءلة، والشفافية- أي الديمقراطية.
    المستجدات على الصعيد العالمي
    أ. الحقائق التي تأكدت لكثيرين بأن للإرهاب الدولي جذوراً ومصادر وأن القهر من مصادره الهامة.
    ب. العولمة التي ربطت العالم وصارت معها الحكومات تحت رقابة عالمية مباشرة، وصعبت مهمة كتم صوت الشعوب بالنسبة للديكتاتوريين.
    ج. قيام منابر عالمية تدعو للربط بين الديمقراطية والمساعدات الاقتصادية –مثلا اتفاقية كوتونو مع الاتحاد الأوربي.
    د. تصاعد الاهتمام العالمي بحقوق الإنسان وبالديمقراطية، وزيادة المنظمات والمؤسسات العاملة في هذا الصدد.
    ه. أحداث 11 سبتمبر وما تلاها والوضع الذي أملته على العالم عامة، والمواجهة بين تيار الاستعلاء في الحضارة الغربية من جهة، وتيار الانكفاء في العالم الإسلامي والحكومات المستبدة من جهة أخرى.. هذه المواجهة التي جعلت العالم العربي والإسلامي أمام ثلاثة خيارات عديمة الكسب: التدخل الأجنبي أو الانكفاء الطالباني
                  

العنوان الكاتب Date
البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:48 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:50 PM
  حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:51 PM
    Re: حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:53 PM
  اضافة خالد عويس05-17-03, 04:54 PM
  اضافة 2 خالد عويس05-17-03, 04:55 PM
  اضافة 3 خالد عويس05-17-03, 04:57 PM
  اضافة 4 خالد عويس05-17-03, 04:58 PM
  اضافة 5 خالد عويس05-17-03, 04:59 PM
  اضافة 6 خالد عويس05-17-03, 05:00 PM
  اضافة 7 خالد عويس05-17-03, 05:02 PM
  اضافة 8 خالد عويس05-17-03, 05:03 PM
  اضافة 9 خالد عويس05-17-03, 05:04 PM
  اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-17-03, 05:06 PM
    Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار sultan05-17-03, 06:01 PM
      Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 04:26 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
          Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 05:10 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:57 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:58 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م lana mahdi05-24-03, 06:01 PM
    Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-24-03, 06:48 PM
      Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م bunbun12-01-03, 02:13 PM
        Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م ابو جهينة12-01-03, 02:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de