الهيئات الشرعية و الجماعات الإسلامية بالسودان متفقة على تحريم تسليم البشير للجنائية

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الإخوان المسلمون بيان حول قرار توقيف البشير أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراً متوقعاً لكل مراقب بتوقيف رئيس الجمهورية السيد المشير عمر حسن أحمد البشير . وحقّ لكل منصف فضلاً عن كل مواطن سوداني غيور على عزة بلده وكرامتها أن يستهجن ذلك القرار الذي لا يستند إلى قانون عادل ولا عرف مألوف وإنما هو الحقد الدفين والنية السوداء لمدعٍ كذّاب تسيره قوى البغي والعدوان من مؤسسات حمقاء تعمى عن مجازر غزّة وجرائم العراق وفظائع أفغانستان ، وتحسب أن السودان الذي يسير نحو التقدم والإزدهار بخطى ثابتة يحدوه فكر ناصح يفجر ما فيه من طاقات الخير والبر والنماء يمكن أن يكون مطية ذلولاً لتحقيق أطماع المستعمرين البغاة . إن من يقف وراء هذا القرار إنما يعبر عن جهلٍ فاضح بالشعب السوداني الأبي الذي لايرضى الذلة والمهانة . وهو بعد لا يعرف ما يمتاز به البشير من حب وتقدير ، ولولا أن البشير ابن بار من ابناء هذا الوطن الكريم لما التفت جماهير الشعب السوداني من حوله يشدون من أزره ويحيطونه بحب جارف وتقدير كبير . ولقد أحسن السودانيون صنعاً إذ استبقوا هذا القرار بافتتاح سد مروي ذلك الإنجاز العظيم الذي وفق الله سبحانه وتعالى القائمين على أمره أحسن التوفيق والذي سيكون بإذن الله بوابة خيرٍ وبركةٍ ونماءٍ لأهل السودان الذين يحق لهم بعد التواضع لله عزّ وجلّ أن يفاخروا بما عندهم من مآثر وبما لهم من تقاليد وبما عندهم من موروثات : ولكن نفساً مرةً لا تقيم بي على الضيم إلا ريثما أتحول إن على القوى السياسية جميعاً أن تفتح عينها على ما يدبر للسودان وأهله من كيد أثيم ومكرٍ لئيم .. فلنقف صفاً واحداً مستعصياً على الترويض مستنكفاً عن المهانة مستكبراً على المستكبرين . وعلى الحكومة السودانية أن تسير في طريق البناء والتعمير مستعينةً بالله متوكلةً عليه تراجع سياساتها وتقوم مسيرتها وترد المظالم وتقضي بالحق وتحكم بين الناس بالعدل وتؤدي ما افترض الله عليها من أداء للأمانة وأمر بمعروف ونهي عن منكر . وأما البشير وشعب البشير فلن يهزهم قرارٌ ظالمٌ مجحف ولا ادعاء خائب موتور (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وليقم كل منّا بواجبه وليصرّف كل جهاز مسئوليته ولا نامت عين مرجفٍ يسعى بين الناس بالشائعات المغرضة التي تريد خلخلة الأوضاع وتعكير صفو الأمن وتشتيت الجهود وبثّ الفتنة بين الناس . وما دمنا بحبل الله مستمسكين فلا ضير ولا بأس (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوانٍ كفورٍ) (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) . أما قرار هذه المحكمة وما سبقه من قرارات وما قد يتلوه من قرارات تستهدف السودان فكراً وعقيدةً ، وشعباً وقيادةً ، وثروةً ومكانةً فهو دبر الأذن وتحت القدم ولله الحمد أولاً وآخراً وله الكبرياء في السماوات والأرض وكونوا مع الله يكن معكم (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والسلام على من اتبع الهدى وسعى بالخير بين الناس والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . الإخوان المسلمون الخرطوم : الأربعاء 7 ربيع الأول 1430هـ الموافق 4 مارس 2009م