الهيئات الشرعية و الجماعات الإسلامية بالسودان متفقة على تحريم تسليم البشير للجنائية

Quote: - دعا عالم الدين السوداني الشيخ سليمان أبونارو المسلمين إلى مقاطعة المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المنظمات الدولية باعتبارها "نظام كفر وطاغوتا"، ولا يجوز التحاكم إليها من جانب الحكومات الإسلامية أو مواطنيها. وأضاف الشيخ أبونارو، زعيم جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة (سلفية)، في تصريحات لـ"إسلام أون لاين" أنه "لا يجوز لنا كمسلمين أن نحتكم لتلك المؤسسات أو أن نطلب منها حلا لمشكلاتنا الداخلية أو الخارجية، فإن طلب الحل منها قد يوقعنا في مشكلة عقائدية؛ لأن القرآن نهى عن الاحتكام للطاغوت". وكانت محكمة الجنايات الدولية قد أصدرت الأربعاء أمرا باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور الذي يشهد أعمال عنف بين القوات الحكومية وحركات التمرد منذ عام 2003. وحول قرار الاعتقال قال الشيخ أبونارو: إن القضية هي "قضية سياسية أكثر منها قانونية، وهي مرفوضة من حيث المبدأ"، معتبرا أن جزءا كبيرا من الحل بيد حكومة الرئيس البشير نفسه؛ "إذ عليها معالجة الأسباب التي أدت لهذه النتائج، وهي مشكلة دارفور". ورغم رفضها تسليم البشير إلى الجنائية الدولية فإن جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة لا تخفي معارضتها لنظام حكمه، وتراه قائما على أساس فهم "عصراني - عقلاني" للإسلام نابع من فكر الدكتور حسن الترابي (الأمين العام للجبهة الإسلامية التي نفذت الانقلاب العسكري الذي أوصل البشير للحكم عام 1989)، كما تعتبر أن الدستور الحالي علماني يعتمد المواطنة أساسا في الحقوق والواجبات بدلا عن الدين، وهو ما يخالف منهجها السلفي. وجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة هي جماعة سلفية خرجت عن جماعة الإخوان المسلمين السودانية التي يقودها الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، وذلك بسبب قناعاتها بفضل المنهج السلفي على منهج الإخوان المسلمين.