تــراجـم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2007, 01:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــراجـم (Re: هشام آدم)

    ____________________________

    ترجمة الجزء الثاني من قصة ( أحلام )



    القدّاس ممتلئ، واضطر البعض للوقوف خارج الكنيسة مجتمعين تحت مظلات فقط حتى يتسنى لهم سماعك وأنت تقولين لأوبي (بصوتٍ أجش وفي عينيك دموع الفرح) بأنك ستكونين له للأبد للأبد للأبد. وإنه لنذر يسير عليك أن تقطعيه على نفسك لأنك حتى لا تتصورين أن تكوني لشخصٍ آخر غيره، فهو قمة مُرادك، توأم روحك، وهو قدرك الجميل. إنه ملاذك المُشتهى، عندما تمشين في الممر ممسكة بمئزر فستان زفافك الأبيض، والأشابين يرشونك بالنثارات والأرز. وحين تدخل حبة أرز في عينك اليسرى، فلا تجاهدين نفسك كثيراً لإخراجها بأن تفركي وتفركين، الأمر الذي يصيب عينيك بالإحمرار، وتجعلهما تبدوان ملتهبتين في صور الزفاف.

    وتمر الأيام سريعاً، وتنجبين ثلاثة أيام أصحاء في عامين: توأم جميل من الإناث تحملان ابتسامة والدهما وأنف أمهما التي يدعوها أوبي بالأنف المثالي! وابن هو قرة عينك، يحمل من ملامح والده الكثير. وهو الذي فرحت أمك عند مولده. كان مجيئه ضمانة لك ولمكانتك في بيت زوجك. أنت الآن تملكين أطفالاً من ذلك النوع الذي يحب الأغرباء مداعبتهم وقرص وجناتهم والمسح على شعورهم وهم يقولون "ما أجملهم من أطفال!"

    تشي: إنهم أطفال رائعون فعلاً. يبدون أصحاء ونشيطين كدجاجات مزرعة أوكوكو التي مرح طوال اليوم. يجب أن تكوني فخوراً بأن لديك أطفال كهؤلاء. انظري كيف أن بشرتهم متورّدة ونضرة، هذه علامة من علامات الصحة. Ndi uwa oma!

    لديك منزل من دورين في أهدأ مكان في المدينة، إنه برهان أكيد على حياة هادئة ومريحة. هذا الموكيت المفروش من الجدار إلى الجدار، وسجادة وثيرة من النوع الذي تغطس فيه الأقدام، وتلفزيون ملون عملاق يُعجب به الضيوف، وتقول عنه جاراتك في غيرة "إنه تماماً كشاشة السينما، ماذا تفعل بتلفزيون بهذا الحجم؟" ويحتل حيزاً كبيراً من غرفة الجلوس. كما أن لديك محرك أقراص مدمجة تستمعين به أنت وأوبي إلى موسيقاكم المفضّلة. كلاكما مغرمان بأغنيات باري وايت وعندما تناهى إلى سمعك أنه قد مات بكيت بحرقة شديدة. والأولاد يملكون غرفة نوم مزوّدة بتكييف هوائي لحمايتهم من حرارة الجو التي تبدو كالحمى المرتفعة، كذلك الصالون الذي تستخدمه والدتك دائماً مزوّد أيضاً بمكيّف هواء، ومع ذلك فهي لم تستخدمه. تقول أنه يشعرها بأنها في ثلاجة موتى. ورغم أنها طاعنة في السن إلا أنها لم تم بعد.
    ولكن كل ذلك تهشم، كما يتهشم طقم الصحون الصينية عندما توفي أوبي عن عمر يناهز السادسة والثلاثين، وكان عمرك عندئذ أربعة وثلاثين، ولا يمكنك حتى البدء في التقاط القطعة المتهشمة والمتناثرة. لقد مات أوبي في سن مبكرة جداً، وأرادت حماتك أن تعرف ما الذي جعل القدر يقسو على ابنها بهذا الشكل. لذا فإنها قامت بدعوة كاهن الكنيسة إلى منزلك وطلبت منه أن يجيبها عن هذا السؤال الذي يضرم في داخلها "من المتسبب في موت ولدي رغم صغر سنه؟" أشعل الكاهن ذو الشعر الأجعد بخوره في جميع غرف المنزل، وكان ردائه الكنائسي يكنس السجادة التي ابتلعت أقدامه الحافية، ثم قرع جرسه الصغير، وبدأ بإنشاد تعاويذه بصوتٍ عالٍ. كان صوته غريباً كأنه يغني، ولكنه لم يكن يغني في الحقيقة. وتلفت يمنة ويسرى ثم وجه أصابع الاتهام نحوك أنتِ. أشار بسبباته التي كانت مضمدة بضماد طبي. عندما أشار إليك كأنه يمدّ إليك بسيجار. أخبر الكاهن حماتك بأن ثمة علاقة زواج بينك وبين روح الماء وأن هذه الزيجة تمت في المحيط ، وأن روح الماء هذه هي التي شعرت بالغيرة تجاه أوبي، لذا فقد ابتلته بالمرض والعلل حتى لقي مصرعه. كانت تلك هي المرة الأولى التي تسمعين فيها عن هذه الزيجة، ولكن لم يصدقك أحد. وكان ذلك الخبر المضحك المبكي. فكيف لهم أن يصدقوا أن وجود علاقة زوجية تربط بين البشر والأرواح؟ صفقت حماتك في وجهك، وأوشكت أن تبصق في وجهك لجرأتك على رش الكاهن. هزّ الكاهن رأسه بلطف، وقَبل زجاجة الكولا التي قدمته له حماتك.


    "ليس من الطبيعي أن يموت شاب في سريره دون علّةٍ تذكر" هكذا صرّحت حماتك متلقية الدعم والتأييد اللازمين من الأقارب متخذة ذلك حجة جيدة لطردكِ من البيت المكيّف، ذا الطابقين الذي يقع في أهدأ مكان في المدينة. وصرخت في احتجاج "قال الطبيب الذي أشرف على حالة أوبي، بأنه مات على إثر نوبية قلبية. وهذا ما يوضحه تقرير الطبيب الشرعي" ولكن لم يصغ إليك أحدهم. بل إن حماتك المتبخّرة قاطعتك قائلةً: "أنتِ قتلتِ ابني، لماذا لا تنصرفين غير مأسوفٍ عليك لتبقي مع زوجك "روح الماء"؟ لماذا؟ من المؤكد أنك نجحت في خداعنا جميعاً، ولكن لا يمكنك أن تخدعي الكاهن، فهو مكشوفٌ عنه الحاجب، ويراكِ على حقيقتك." وبدأت في الانتحاب بينما كان عم أوبي يؤكد لها بأنك سوف تدفعين ثمن ما فعلته. ثمن شيء لم تقترفيه. كيف لك أن تدفعي ثمن ترهات الكاهن وخيالاته المريضة؟ خيالاته المجعّدة كشعره!
    وخرجت من المنزل لا تحملين سوى ثيابك والتوأم المنتحبتين. لقد خرجت الآن من المنزل المكيّف المريح، ذا الطابقين. بينما ستحتفظ عائلة أوبي بولدك الذي سيبلغ من العمر الآن أربع سنوات. إنه لهم، وسيرث اسم العائلة. بينما سيتركون لك طفلتيك اللتين تبلغان خمس سنوات. فهم لا يريدون حمل أعباء تربية بنات هن من رحم امرأة شيطانية. وبدأت أم أوبي تمشي في أرجاء المنزل بكل تبجح مع أخوانها الاثنين الأصغر سناً. من الآن فصاعداً ستكون هي سيدة البيت. وسوف لن يكون مرحباً بوجودك فيه بعد اليوم، ولو حتى لمجرد رؤية ابنك الذي يشبه والده تماماً. ابنك الذي هو قطعة منه، بينما كنت تحتضنينه في جنازة أوبي، ومازلت تبكين حتى تورمت عيناك وأصبحتا كقبضة الكف.
                  

العنوان الكاتب Date
تــراجـم هشام آدم07-01-07, 05:17 PM
  Re: تــراجـم هشام آدم07-01-07, 05:21 PM
    Re: تــراجـم mohmed khalail07-02-07, 05:51 AM
      Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 06:35 AM
        Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 01:34 PM
          Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 01:36 PM
            Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 02:36 PM
              Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 02:37 PM
                Re: تــراجـم omer almahi07-03-07, 03:02 PM
                  Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 04:55 PM
                    Re: تــراجـم هشام آدم07-04-07, 01:18 PM
                      Re: تــراجـم غادة عبدالعزيز خالد07-04-07, 01:32 PM
  Re: تــراجـم lana mahdi07-04-07, 01:51 PM
    Re: تــراجـم omer almahi07-14-07, 09:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de