تــراجـم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2007, 05:21 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تــراجـم (Re: هشام آدم)

    ________________________

    أحـلام – قصة قصيرة
    بقلم: تشيكا يونجيو (بلجيكية من أصل نيجيري)
    ترجمة : هشام آدم محمد




    شعره أبيضَ أشعث، يشبه ألياف فاكهة المانجو المأكولة. ويداه كما تتوقع: خشنة كأوراق الصنفرة، ولكنكِ لا تشعرين بنفور عندما يلامسك أو حتى عندما يفرك ورقة الصنفرة على ذراعك العارية. يذكرك ملمس يديه بالمعقمات التي تبقي وجهك خالياً من البثور، فهي مؤلمة، ولكن الجمال لا يتأتى إلا من خلال الألم الذي تسببه لك. الكل يعرف ذلك، أو على الأقل يتوجب عليهم معرفة ذلك.

    إنكِ لا تهربين في نفور، عندما يلعق أذنك، ويصطنع صوت القبلة (توقع أن تكون صوت قبلته مزعجاً كصوت خرمشة غطاء قنينة في أرضية إسمنتية) بل على العكس، فإنك تبتسمين وتسبحين الله. ويرى أن ابتسامتك ليست إلا مجرّد ابتسامة صفراء. ابتسامة من ذلك النوع الذي تظل باقية على الوجه كغشاء القشدة على وجه الحليب. يرى أسنانك وهي تومض في الضوء، فيرد عليك الابتسامة بابتسامة عريضة تكشف عن طقم أسنانه بالكامل. تتراص أسنانه بشكل سمج في تجويف فمه المجعّد، لتبدو لكِ أنها أكثر مما يتحمله. وبالكاد تغطيها شفتاه، يذكركِ منظره بشكل الأرنب. تتعجبين للوهلة الأولى أن جميع أسنانه له فعلاً. وتتساءلين إذا ما كان متزوجاً ، يحدثك عن البقرات الثلاث التي نحرها في ليلة زفافه، وعن شواويل الأرز التي استوردها من تايلند خصيصاً لتلك الليلة، وعن ربطة الحذاء التي طلبها من فيننا ليهديها لحماته وعن السلسلة الذهبية قيراط 24 التي اشتراها من تاجر يهودي في أنتويرب هديةً لزوجته. تعرفين كل شيء عن سياراته: المرسيدس والبيجو 505 والجيب رانجروفر واللاندركوزر التي استوردها مؤخراً من بلجيكا. يقول دائماً "السيارات الجديدة أفضل بكثير من تلك المستعملة التي تملئ الشوارع كأكياس القمامة" وتعرفين كل شيء عقاراته: ذلك الذي في لندن، والآخر الذي في نيويورك، وشقته التي في أنيوجو و الأخرى في أونيتشا بالإضافة إلى منزله الذي بناه في قريته والذي يحتوي على 15 غرفة نوم مستقلة وملعب عشبي للتنس.

    يظن أنه يجعلكِ تشعرين بالسعادة، وقد يكون ذلك صحيحاً بطريقةٍ ما. فالسعادة ليست خاصية أبدية، إذ هي دائمة التغيّر: انتفاخ وانكماش. وهذا هو الدرس الذي يتوجب عليكِ تعلّمه. وفي الحقيقة، فإن هذا الأمر تحديداً هو ما تزالين تتعلّمينه باستمرار. والأسباب التي جعلتك تشعرين بالسعادة ذات يوم، لم تعد متوفرة الآن. الآن أنتِ توطّنين نفسكِ لتكوني سعيدةً لأسبابٍ أخرى غير تلك القديمة. لذا فلربما كانت يداه الشبيهتان بورقة الصنفرة قد سلّختا ذراعك، ولكنك قريبة من هدفك، وهذا ما يجب أن يُشعرك بالسعادة، فتبتسمين له مرة أخرى ابتسامة من النوع الذي يطفو على الوجه، ليست تلك الابتسامة الصادقة التي تنبع من أعماق قلبك. مضى وقتٌ طويل على آخر ابتسامة أطلقتها من أعماقك على أي حال. ولستِ متأكدةً من قدرتك على فعل ذلك مرة أخرى. علاوة على ذلك، فالابتسامة الصفراء أسهل بهذه الطريقة حتى وإن كانت مؤلمة لحنكك. إنها الابتسامة التي لا تتطلب التوغّل في الأعماق للبحث عن سبب. هذا النوع من الابتسامات مرضٍ للطرف الآخر ولو بشكل آني.

    أوبي .. هو الرجل الأول الذي تقعين في حبه. تتزوجينه فتكون حياتك كأسطورة الجنيّات: زوج له ابتسامة كفلقة القمر حين تمامه، تضيء أنوار ابتسامته الغرفة، وتضيء عالمك. تسرق قلبك من الوهلة الأولى التي يبعث بها إليك بين زحمة الحاضرين في حفل الزفاف. يقول إنه القدر وحده ذلك الذي جمع بينكما، عندما أخبرته أنك وجلت الغرفة الخطأ. فمكان حفل ابن عمك الثاني في البهو في الطابق العلوي. وبطريقةٍ ما، دون أن تستمتعي إلى إرشادات أمك، دخلت إلى هذه الصالة. ولم تأبهي لذلك، فلم تكوني تحبين ابن عمك الثاني كثيراً، ما أعجبك هو هذا الرجل ذو الشارب الثخين الذي يعلو شفته العلوية. له صوتٌ يشبه الدمدمة المنخفضة. وعندما أخبرك بهذا الصوت المحبب لديك بأن القدر هو ما جمع بينكما، أحببتِ العالم، أحببتِ القدر! "القدر شيء جميل، لقد دفع بك إلى البهو الخطأ لتلتقي بالذي ستغرمين به. سوف توضحين لوالدتك لاحقاً الأسباب التي دعت للتخلف عن حضور حفل زواج ابن عمك، ستوبخك على ذلك دون شك. وستنبهك إلى أن الجميع سوف يعزون غيابك هذا إلى غيرتك عليه. وبعد كل ذلك، فابن عمك الذي فوّتِ حفل زفافه أصغر منك بثلاثة أعوام، وما زال أمام فرصة الحصول على عريس آخر. سوف تبكي، وتلطم، وتسأل الله لِم حملها عبء ابنة مثلك! وماذا فعلت في حياتها حتى تستحق هذه العقوبة! وعن أي شيء يتم عقابها على هذا النحو! وسوف تنوح بأنك فتاة عاقة، وبأنك عار، وكيف لمثلك أن تأمل في الحصول على زوجٍ ، طالما أنك تفوتين حفلات الزفاف التي يحضرها العديد من الشباب الصالحين للزواج! أتعلمين أن ابنة عمك لها أربعة أحماء كلهم في سن الزواج؟ "لقد عاقب الرب إيو بأن أعطاها أسوأ ابنة على الإطلاق." سوف تقول أمك وتفعل كل ذلك، ولكن لن تأبهي لشيء على الإطلاق. سوف لن تهتمي لكل ذلك، لأنك واثقة بأن القدر تحوطكِ بعنايتها

    في غرفة نومكِ الصغيرة، رقصت أمك عندما أخبرتها ذات يوم بأن ثمة رجل يريد التقدم لخطبتك. وتمايلت طرباً وهي تلوح بالمنديل في الهواء منشدةً تراتيل تثني فيها على الرب الذي ابتسم في وجهها أخيراً:

    chim di mma chim di mma onye si na chim adighi mma bia fulu ife o melu m ooo chim ooo, tanku you

    وأخذتك بين أحضانها في سعادة غامرة، ضاغطة على أنفك مقابل عنقها، أمك أطول منك ببضعة إنشات فقط. وكنتِ تخشين أن تختنق من السعادة. ولكن تلك السعادة عبأت ساعدها بقوة أدهشتك كثيراً، وبالكاد تمكنتِ من التحرر من عناقها المؤلم. وانتابك الدهشة، فقد مضى وقت طويل منذ أن عانقت آخر مرة. في الحقيقة، فإنك بالكاد تتذكرين متى كان ذلك.
    وفي اليوم الذي التقت فيه أمك بأوبي، أخبرتك بأنه سوف يسعدك، لأن الأمهات يعرفن مثل هذه الأشياء جيداً. صنعت له ثريداً بالسبانخ، إلا أنه لم يستطعم مذاقه أبداً. فقط كان يأكل مجاملة لها، فهو يعلم أنك بالمِثل لن ترفضي أول وجبة سوف تقدمها لك حماتك المستقبلية. سيما إن ذبحت لك كل الدجاجات التي تملكها. كانت أمك تتلفت بينما كان أوبي يأكل، فلم تمهله حتى ينتهي من طعامه بل راحت تسأله عن عائلته، عن عمله، أين يسكن. وكان أوبي يضطر للإجابة وفمه مليء بالطعام. ورغم أنه لم يكن المناسب لتسأل زوج ابنتها المستقبلي، إلا أنها فعلت ذلك لأنه ليس ثمة رجل يجرؤ على أن يتحداها. فأبوك ميت، وليس لديك أخوة ذكور. وسوف تقوم أمك بإخبار أعمامك عن عريسك. وهم بدورهم سوف يدعونه ليلقون عليه أسألتهم ويجروا عملية البحث والتقي، ولكن ذلك سيكون في وقت لاحق ليس الآن.
    وعندما غادر أوبي المنزل، ستقول أمك بأنه لم يكن شرهاً في أكله، وأنه لم يملئ فمه بالطعام بالقدر الذي يمنعه من الكلام، وستقول: "الرجال الشرهون لا ينفعون كأزواج صالحين" وعندها سوف تتساءل "هل ذلك هو السبب الذي جعلها تقوم بطهي الطعام، فقط لتختبره!!" وبعد لقاءه بأعمامك، سوف يقوم أوبي بتقديم المهر ويجلب النبيذ للمعازيم من أقاربك. أنت لا تريدين حفل عرس تقليدي، بل تريدين أن توفري هذا المال لإقامة حفل زفاف أفخم من ذلك. تريدين حفل زفاف تتحدث عنه المدينة بأكملها. وأقيم حفل زفافك في يوم سبتٍ كثير الرذاذ، وأخبرتك أمك بقلق بالغ عن تشاؤمها من حفلات الزواج التي تقام في الأيام الماطر، وعن أن ذلك سوء طالع غير حسن أبداً. ولكنك تضربين بكلامها عرض الحائط بضحكة عالية ووكزة من راحة كفك، تردين عليها بأن ما تقول ليس إلا مجرد خرافات وحسب. وأنكِ لا تؤمنين بهذه الخرافة أبداً، بل أنت فوق هذه الخرافات، وأن لا قوة فوقك. فتبتسم أمك، غير أن عينيها ما تزالان ترمقان بقلق.

    ترتدي دثاراً أحمراً وبلوزة بيضاء ذات رباط وياقات طويل تصل إلى أذنها. إنها هدية أوبي لها، إنه أول طقم سهرة لها منذ سنوات. لقد أحببتها كثيراً، ولا تريدين لسعادتها هذه أن تخبو بسبب هذا المطر. فتبتسمين في وجهها وتقولين لها "لا تقلقي" وأن كل شيء سينتهي على ما يرام. فتضع كفها الرقيق عليك وتخبرك بأنك تبدين جميلة للغاية في ثياب العرس، غير أنها تتمنى أن لو اخترت ثوب زفاف أبيض، لأنه أكثر عذرية وبتولية، وأنتِ كذلك. أليس كذلك؟ غير أنك تتظاهرين بأنك لم تسمعيها، فلقد تناقشتما بما فيه الكفاية حول موضوع فستان الزفاف من قبل. ولكن سعيدة بأنها نسيت موضوع المطر، ولم تعد لذكره مرة أخرى.


    وللقصة بقية

    (عدل بواسطة هشام آدم on 07-01-2007, 05:23 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
تــراجـم هشام آدم07-01-07, 05:17 PM
  Re: تــراجـم هشام آدم07-01-07, 05:21 PM
    Re: تــراجـم mohmed khalail07-02-07, 05:51 AM
      Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 06:35 AM
        Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 01:34 PM
          Re: تــراجـم هشام آدم07-02-07, 01:36 PM
            Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 02:36 PM
              Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 02:37 PM
                Re: تــراجـم omer almahi07-03-07, 03:02 PM
                  Re: تــراجـم هشام آدم07-03-07, 04:55 PM
                    Re: تــراجـم هشام آدم07-04-07, 01:18 PM
                      Re: تــراجـم غادة عبدالعزيز خالد07-04-07, 01:32 PM
  Re: تــراجـم lana mahdi07-04-07, 01:51 PM
    Re: تــراجـم omer almahi07-14-07, 09:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de