نقد الانتلجنسيا السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 07:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2007, 07:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية (Re: هشام آدم)

    ________________________


    قراءة نقدية

    الرواية : إحداثية الإنسان
    المؤلف : محسن خالد
    الناقد : رانيا مأمون

    تجرى أحداث هذه الرواية داخل مدينة "ودمدنى" وبالتحديد في جوف أكبر سجن في المدينة الذى وصفه الكاتب بـ( لا شيء يشبه إنعكاس نجمة ثابت على ظهر نهر متحرك مثل هذا المكان ) بهذه العبارة بدأت الرواية . و(شيء قاتل جداً أن تبقى جامداً بلا معنى علي تيار زمن يجرف الكون والحياة نحو غاية تتوارى في المجهول) وبهذا وصف لنا وضع الإنسان في ذاك المكان وعجلة الزمن لا تتوقف أو تنتظر أحد متخذاً من هذا محوراً يخترق من خلاله نفسية الشخصية الروائية؛ وفى دوائر أصغر متداخلة ما بين علاقتها بالمكان العالى الأسوار وعلاقتها بالآخر بل حتى رؤاها الفكرية والفلسفية حيناً.

    الشخصية الروائية هنا لم تقتصر على المحكومين ( المساجين) فقط، وإنما اتسعت لتشمل الموظفين وحتى مأمور السجن .. في هذه الرواية (الكتاب الأول) لا يقدم الكاتب قصة تحكي عن حويات شخصياته بقدر ما يتيح للقارىء أن يتعرف على فكرهم، بل لم يوضح التهمة التى جاءت بالمسجونين إلى هذا المكان ما عدا "سانتينو" اللص "وكمال" الذى سطا على بنك السودان كما جاء على لسانه في آخر فصل الذي عنون بـ " من وثائق سلامة – التداعي الأول – الرجل الأميبي" الذي جاء عن طريق السرد الذاتي خلافاً للفصول التي سبقته. وسرد فيه "كمال" أحد أبطال الرواية والذي لم تظهر شخصيته إلا فى الفصل الذى سبقه مباشرة رغم أن اسمه ورد أكثر من مرة .. أيمكن أن نعتبر أن هناك تداعي ثانى وثالث بذات النهج وأن الفصول الخمسة الأولي ما كانت إلا مقدمة لهذه التداعيات ..؟ أم أنه يحقق رؤيته لكتابة الرواية كما جاء على لسان "كمال" ( الرواية منطقها الوحيد أنها رواية. ويجب أن نخرج بها من لونية الروايات التي تحدثنا عن آل فلان وبنى علان. فالشخص قد أصبح بمفرده آل. كما أن سينماالمؤلف همها خلق دنيا كل إنسان فيها عاصمة لبلاد الإنسان) أهو – الكاتب بهذا يؤسس لخطابه الروائى ويدعو لفتح جديد في كتابة الرواية ..؟ خاصة وأنه قدم ذات الفهم في هذه الرواية. حتى رواية "كمال" لقصته جاءت من داخل وثائق "سلامة" الأخصائية النفسية ولم تأتِ بطريقة تقليدية بأن يحكى كلٍ منهم حكياته لزملائه وجريرته التى انتهت به إلى السجن .. أيّاً كان من الإحتمالين أو كلاهما - وأرحج كلاهما فقط علمنا أنها جزء أول من ثلاثية- فهو حتماً أضاف بمنجزه هذا جديداً للمكتبة الروائية السودانية .


    ركز الكاتب علي بناء شخصياته وأهتم بها إهتماماً واضحاً ولم يهتم بتحديد الأزمنة سواء كان الزمن الروائي الذى جرت فيه أحداث الرواية داخل المتن الروائي وبالطبع داخل السجن، أو زمن القصة الذي يخبرنا وقتها أو حقبتها الزمنية التي جرت فيها على الواقع – واقعه المتخيل – حتى الفترة الزمنية التى قضاها "كمال" متسكعاً فى أوربا لم يشر إليها أو يحددها وإنما إكتفى بالشخصية وبعدها الفكرى رغم أن الفترة قد تخبر القاريء مدى تأثر "كمال" بالغرب إعتماداً على طولها أو قصرها .
    هل أسقط الكاتب الزمان ولم يلتفت إليه ..؟ ونحن نعرف أن الزمان أحد عناصر السرد وبالطبع الرواية لا يتمفصل عنها .. لم يسقطه على طول الرواية وأشار إليه دون أن يحدد مدته سنين، شهور أو أسابيع ، تركه مفتوحاً وترك للقاريء الحرية في ذلك، إضافة إلي أن الرواية أصلاً لا تتحدث عن أحداث وقعت فى زمان معين وإنما تعكس مستويات فكرية لأناس عاشوا أو يعشيون دون تحديد نقطتى بداية ونهاية زمنية .

    أكتفى الكاتب بالإشارة إلي الأماكن عدا موضعين أو ثلاثة تفصيلياً رغم لغته الوصفية الدقيقة ولم يغفل إرتباط المكان بساكنه مثل وصفه لغرفة "مكاشفى النورانى" إمام المسجد وخطيبه ( في الفناء الخلفى لمسجد السجن تنهض غرفة "مكاشفى النورانى" كدكة سفينة نوبية باهظة التاريخ. البحر يترامى أمامها وتروق له فكرة أنه بحر. وأشرعتها مطوية كهن النوبيات الختين. من تحتها أقراص الملح ومن فوقها رائحة العاصفة . فارقت إلفة المراسي وصار لها فى الألم حياة. غرفة وحيدة ومحبة. لا يعتبرها صاحبها موشع قدم لمزيد من الأرض، بل خطوة نحنو عالم آخر. ولهذا فقد استوحشت المدن مقبوضة الروح وباردة الإرادة. وثبتت أقدراها فى هذا المكان.)

    "مكاشفى النورانى" رجل متصوف ترك الدنيا وملذاتها وتعلقت نفسه بالآخرة دار البقاء. ورغم هذا له أحزانه وشجونه التى لم ندرك أسبابها رغم وجدوها - الناس يكافحون الحزن. ولكن الصوفي وحده الذى يترك حزنه للعدم. قال هذا لحمدان وقبلها كان يردد مقطع لـ" كمال"

    مع الريح ألقيت دمعي
    وتركت حزنى للعدم

    نلاحظ فى عموم الرواية إستحضار الموروث والتاريخ خاصة فى تلك النقاط التى تتحدث عن " سانتينو" جذوره وعادات جدوده وتقاليدهم إضافة إلى الروح الصوفية النقية التى صاحبت " مكاشفى النوراني" فى غير ذى موضع وإستعمال كلمات لها صلة وطيدة بها مثل كلمة "نافلة" فى الفصول الأولى.

    الفضاء الروائي؛ فضاء فكري جدلي، يحاول الجميع التعمق فيه وتكاد تتساوى مستويات السقف الفكرى الى يظلهم ويتجادل الكل تحته؛ كلٌ متكيء على بعده الثقافي والفكري وحتى لونه السياسي، كلٌ منطلق من فكرة. فـ "سانتينو" ذاك الأفريقي مائة بالمائة الذى يستحضر فى ذهنه مراراًعادات جدوده الوثنيين؛ " سانتينو" اللص بنظر المجتمع والمحكمة التى قضت بأمرها؛ لا يعتبر نفسه لصاً لمرض في نفسه أو أن اللصوصية فيه فيروساً يجب العلاج منه و إستئصال ما يساعد على إنتشاره، بل يسرق "سانتينو" بدافع من تحقيق العدالة الإجتماعية التى ينادى بها هو والتى هي إحدى الدعائم التي يرتكز عليها فهمه الإشتراكي.

    يقول عن نفسه :
    - ..... سانتينو لم يتخلى عن اللصوصية حتى تشفي كل قبور الموتى من الفقراء.
    ويقول أيضاً مخاطباً "الفليل":
    - أتعتقد هذه المهرطقة – يقصد "سلامة" الأخصائية النفسية- أننا نولد كى نتفرج على الناس وهم يعيشون..؟ إن كانوا ينظرون إلينا كفائض بشر؛ فسنوظف أنفسنا في ما يعود باللعنة الجميع .
    إذاً "سانتينو" لا يسرق لنزعة شريرة أو روح إمتلاك ما عند الغير أو مرض وإنما يسرق منطلقاً من مفهومه الإشتراكي رغم أنه لا يتفق مع الإشتراكيين فى كل حماقاتهم كما قال ..

    وشيطان مكة (خالد العوض) ذاك الرأسمالي الذي وضع مبادئه على رفوف وأدراج مكاتبه، الذى كان ينال ما يريد ويدفعه الظلم أكثر ويحثه الطموح والشعور بالقوة على السير على جثث الضعفاء الذين يسقطهم فى طريقه إلى الأعلى. لم يفعل كل ذلك إلا لأنه أراد ان يطوع المال وأن يجعله خاضعاً له فقد كان يقول لنفسه: ( إن كان المال جنى المدينة؛ فلابد أن أجعله أحد خدامي المطيعين أقول له : شخلاي مخلاي، فينفذ رجال القانون طلباتى كالمنومين مغنطيسياً، فيتبرع الناس بتقديم أنفسهم للقضاء بدلاً عنى).
    وهاهو الآن ينتظر حبل المشنقة، يعض أصابع الندم وتتآكله الحسرة على نفسه. ورغم أأنه كان يعي تماماً ما يفعله من تجاوز ديني وأخلاقي وإجتماعي إلا أنه كان مستمراً في فعله
    - كنت أختبىء من ظلامة فى ظلامة .. وأينما أخفيت رأسي سقطت عليه دعوة مظلوم. أنقذنى يارب وسأسجد لك على الجمر .

    و "بشري محمود" السجين السياسي والشاعر الذي أُدخل هذا المكان لأنه اكتشف أن ما كان يفعله أكبر خطأ وهو إستراكه فى حرب جنوب السودان وسيره علي خطى السلطة ..
    يقول بأسى :
    - ما هو محتمل أن تندم علي فقد حبيبة أو ارتكاب خطأ، أما أن تندم على حرب فهذا ندم بالغ التعقيد.
    متى يندم الإنسان على خوض حرب..؟ جميعنا يعرف أن خوض الحروب هي مفخرة لكل مشارك فيها، ولكن عند "بشرى تحولت إلى ندم عندما اكتشف عبثية ما يقوم به وبعده عن المنطقية. اكتشافه هذا جعله يتحول من (مع) إلى (ضد) ولهذا هو هنا .
    يتمنى " بشري" لو أنه خاض حرباً يفهم أسبابها ودواعيها ..
    - ليت الاستعمار يعود من جديد، لنحاربه فتضمن لنا حربنا معه شيئاً يفهمه هو على الأقل. أو على أسوأ الفروض لكي نموت بطريقة يحترمها الأحفاد ولنعرف مع من ندفن .
    إذاً كان اكتشافه ذاك تحولاً وغيّر مسار حياته..
    وما هذه إلا نماذج للشخصيات الروائية التي تضمنها المتن الروائي، غيرها نجد " كمال" الذي يمارس الضياع ؛ ذاك الشاعر الذي لم يعد يؤمن بشيء فترك جامعته وطار إلى أوربا، جابها وتشرّد فيها وتاه حتى عن نفسه ..

    الحوارات اتسمت بالجدلية حيث ينهض كل صاحب فكرة ليدافع عن أفكاره وطريقته التي اختارها للعيش ويتبارى الكل في إطلاق عبارات وأحكام تحدّث القارئ أن يتبناها، ورغم اختلاف المتحاورين إلا أننا نلمس تقارباً ثقافياً بينهم عدا شخصية المأمور الممثل للسلطة داخل السجن والتي ظهرت واهية مثل خيط العنكبوت وتكاد تكون بغيضة.
    لا يمكن أن نحدد شخصية روائية بعينها لننصبها بطلاً لهذا الرواية، فكل شخصية وردت يمكن أن تكون بطل للرواية.

    " إحداثيات الإنسان " رواية فكرية تجلّى فيها الكاتب في رسم شخصياته وتنوعها - ومن هنا جاء اهتمامنا بها- تنوعت الشخصيات بحيث شملت ألواناً من طيف المجتمع السوداني بكل شجونه وهمومه .. الخ اجتمعت داخل مبنى عالي الأسوار .. كان ذكياً في حواراته ومتعمقاً في أفكار أبطاله وقوياً في لغته ودقيقاً وجميلاً وساحراً في وصفه ..

    المصدر : شظايا أدبية
                  

العنوان الكاتب Date
نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 02:24 PM
  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 03:32 PM
    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:19 PM
      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:31 PM
        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 07:34 PM
          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 09:03 AM
            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 10:55 AM
              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:05 AM
                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:10 AM
                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:43 AM
                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:50 AM
                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 12:09 PM
                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:17 AM
                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:51 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:59 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 11:06 AM
                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 01:09 PM
                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 08:56 AM
                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 09:01 AM
                                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:15 PM
                                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:33 PM
                                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:43 PM
                                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:52 PM
                                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:40 PM
                                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:46 PM
                                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:52 PM
                                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 07:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de